الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد الشهيد المجاهد حسن أبو حرب

الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد الشهيد المجاهد حسن أبو حرب

الأحد 28 فبراير 2010

الشهيد المجاهد حسن أبو حرب "أبو كمال "

حمل الشهداء ...فحمله إخوانه

المكتب الإعلامي - خاص

هؤلاء الفتية خرجوا من مدرسة محمد"" يحملون منها أعلى الشهادات في معاني البطولة والفداء والأقدام والجهاد, رغم حداثة سنهم إلا أنهم سطروا بدمائهم الطاهرة اروع الصور والملاحم , وكانوا الجنود المجهولين الذين يخدمون الدين بكل ما أوتوا من قوة . تعمق في قلوبهم كره اليهود الغاصبين ومحبة طريق الجهاد والمقاومة, فأثروا الخروج في سبيل الله على القعود في المنازل ,وأماكن لا تصلح إلا للمتخاذلين عن نصرة الحق. وقد تربوا على أيدي رجال أشداء ينهلون من منهل عظيم , يرتشفون عزة وإباء , فبوركت البطون التي حملتهم وبوركت السواعد التي دربتهم , وبورك جهادهم ومقاومتهم , ورغم عناء السفر إلا أنهم وجدوا فيه ملذة وطيب مقام ... فبعد رحلة جهادية عطرة رحل الشهيد المجاهد حسن أبو حرب "ابو كمال" ابن مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينين وأحد المجاهدين في صفوف كتائب الناصر صلاح الدين .

الميلاد والنشأة


فخر عام 89 أن سجل في جدوله تاريخ خروج الوليد "حسن" الى النور , بعد ان حملته امه في بطنها تسعة شهور , فكان الحسن في مسلكه وسيرته وسريرته . ولد شهيدنا المجاهد أبو كمال لعائلة متواضعة متدينة هاجرت من أراضينا المدمرة عام 48,الى قطاع غزة ,وسكنت العائلة في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينين , فكان حسن البكر لوالديه بين خمسة إخوة له .

تلقي شهيدنا الفارس تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين ومن ثم حصل الثانوية العامة .عرف بين أقرانه بحبه للجميع وعطفه على الصغير وإقدامه ورباطة جأشه , وخدمته لوالده في عمله منذ نعومة أظافره , مؤتمن في كل عمل يقوم به , حسبما يقول المقربون منه . نشأ ابو كمال حياة بسيطة وديعة في ثنايا وأزقة مخيم الشاطئ , ليحمل منذ طفولته هم وطنه ودينه على كاهليه , فكان يشارك في رشق قوات العدو الصهيوني بالحجارة ,مقتنصا كل فرصة يخرج بها برفقة أصدقائه الى شرق غزة حيث المواجهة مع جنود الاحتلال لرشقهم بحجارته المقدسة .


أخلاقه وصفاته


أظهر حسن لإخوانه والمقربين من حوله حسن أخلاقه وصفاته , ولين قلبه , وعذب كلامه , فأحبه من حوله , فرأف بالصغير , واظهر احتراما وتقديرا للكبير , فائتمنه أهله وأصدقائه على أماناتهم , فلم يكن ليتأخر عن محتاج , او من بحاجة الى مساعدة ومعونة, فيسارع أبو كمال في فعل الخيرات. هكذا عرفه رفاقه في مسجد التوحيد المجاور لمنزله في معسكر الشاطئ حيث التزم حسن بمتابعة دروس الوعظ والإرشاد وحلقات الذكر والقرءان , كما عرف عنه التزامه الشديد في الصلاة ,فأخلص النية لله وأقبل على ربه بقلب صاف نقي يسأله من نعمائه ما يرزق المجاهدين في سبيله. هو كثير الابتسامة لا يضحك كثيرا , لا يظهر ضعفه أمام الآخرين ,تميزت علاقاته مع رفاقه بالمحبة ومتانة الأخوة.


سيرته الجهادية


لم يكد شهيدنا الراحل عنّا بجسده أن يكمل تعليمه الإعدادي حتى اندلعت انتفاضة الأقصى ومنذ لحظة اندلاعها بدأ يشارك في رشق قوات الاحتلال بالحجارة, إلى أن بلغ أشده وبلغ من العمر 16 عاما حتى طلب وألح بالطلب بالانضمام إلى كتائب الناصر صلاح الدين , ونظرا لصغر سنه كان المجاهدون يرفضون انضمامه ويعدونه حال تقدمه بالسنّ, أخذين بعين الاعتبار مكانة حسن بالنسبة لوالديه فكان الحمامة التي تغرد في كل مكان . ومنذ أن انضم إلى جانب إخوانه في كتائب الناصر صلاح الدين في مخيم الشاطئ حتى بدأ حسن يظهر مستوى طيب في أداءه العسكري ,فرأى إخوانه منه الإقدام والجرأة وسرعة البديهة وحبه للاستشهاد في سبيله الله ورغبته في ضرب العدو في مقتل, فلم يكن يأتي الى سمعه حدوث أي اجتياح صهيوني حتى يسارع أبو كمال للانخراط في صفوف المجاهدين لصد العدوان واخر ما شارك به اجتياح الزيتون والذي راح ضحيته 20 مواطنا فلسطينيا ارتقوا في يوم واحد .


ورغم الحالة الاقتصادية الصعبة لعائلته الى أن أخانا الشهيد لم يكنّ ليتأخر عن تلبية منادي الجهاد في سبيل الله, حتى لم يترك ليلة الا ورابط فيها في سبيل الله , فكان يرابط ثلاثة أيام أسبوعيا وهي طاقة لم يكنّ يحتملها احد في جيله , نظرا لشدة برد الليالي التي مرت على المجاهدين في العام الاخير في حياة أبو كمال , ويلحّ على قائد مجموعته بالرباط أكثر من ثلاثة أيام أسبوعيا, طالبا التقدم الى نقط متقدمة لرصد تحركات العدو وصيد قواته الخاصة التي كانت تسلل الى المناطق الحدودية.


استشهاده


يستذكر عم الشهيد أبوكمال اللحظات الأخير في حياته فيقول:" بدا لنا حسن بوجه مشرق كغير عادته , كأنه مودعنا في هذا اليوم المبارك اشترى هاتف جوال جديد وقام بتصوير كل افراد العائلة, وقام بزيارة اصدقائه فيما لم يشعر أحدا بشيء ما كان يقومه". ويتابع قوله:" لمجرد ان سمع عن اجتياح الصهاينة لشمال قطاع غزة , أدى صلاة العصر في مسجد التوحيد, مودعا والدته واهله وخرج برفق رفيق دربه الشهيد تامر الوشاحي, وانطلق الى معركة جباليا عصرا". وقبل استشهاده بساعات الشهيد أبو كمال احد الشهداء الذين ارتقوا في الاجتياح وممن سبقوه الى علياء ربهم . حتى عاجلت الشهيد باذن الله -نحسبه والله حسيبه- قذيفة من دبابة ارتقى على الفور شهيدا ..يوم 1-3-2008م.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية