الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد المجاهد حمادة بهلول ابن كتائب الناصر صلاح الدين

الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد المجاهد حمادة بهلول ابن كتائب الناصر صلاح الدين

الخميس 14 يناير 2010

 

الشهيد المجاهد:حمادة بهلول

المدرب القوي... والراصد الشجاع

كان يردد تسابيح الصباح والمساء, في أزقة الحي الذي يسكنه, ويخترق شوارعه حتى يصل مسجده الذي ترعرع فيه, واشتد عوده, وشب على حب الدين والجهاد, ولم يركن أو يقعد كالقاعدين.

بصوت يصدح بالحق على الدوام, يردد حمادة «اللَّه أكبر» بعد كل نصر تظفر به المقاومة الفلسطينية وتقتص من بني يهود, لترد حق شعبنا المسلوب, ليكتب بإصراره  وكبرياءه قصة عشق نادرة لدينه ووطنه وأهله وشعبه, حتى يبدأ حياته على رضا وتقوى الله  آملا ان يفوز بالجنة الغالية العالية.

بقليل من سطور الحياة القصيرة, كتب الشهيد المجاهد/ حمادة بهلول, حكايته مع المقاومة والإسلام وحسب المساكين وكره الحقد والظلم..

ميلاده ونشأته

ولد شهيدنا المجاهد 20-6-1987م في منطقة الصحابة وسط مدينة غزة, ونشأة حمادة في أسرة متواضعة, جبلت على الالتزام والتدين, و تتلمذ  حمادة منذ صغره على يد والده،  فالتزم في مسجد سعد بن معاذ, فتعلم منه قراءة القرآن الكريم وبعض الأحكام الشرعية... ولم يكن حمادة، الذي اشتق اسمه من اسم النبي محمد صلى الله على وسلم.

فشب حمادة كثير الحركة، ذكي لا يكاد يفوته سؤال حول أي شيء يحصل معه أو مع غيره، وامتلك جاذبية جعلته محط أنظار الجميع، فقد كان يسعى لينال رضى والديه، ويتعامل مع إخوته بتسامحٍ غريب، ويتنازلُ أمام أصدقائه ليس ضعفاً أو جبناً منه، بل قوةً استمدها من دماثة أخلاقه، ونفسه التي غذّاها منذ صغره بتعاليم القرآن الكريم.

ومن الطبيعي جداً على فتى حمل الخصال التي حملها  حمادة في نفسه أن يكون باحثاً جدياً عن الحقيقة في دنيا تملؤها الفتن والغرور، فرفد روحه بحركة المقاومة الشعبية, منتميا إلى جناحها العسكري كتائب الناصر صلاح الدين التي قوّت عزيمته في المضي قدماً لتهذيب نفسه واختيار الطريق الصحيح لمستقبله، فكانت المقاومة الشعبية هي خياره الأول والأخير...

حياته

درس حمادة في مدرسة جمال عبد الناصر الثانوية وكان متفوقا في دراسته, متطوعا في خدمة الجيران, والأعمال التطوعية, فلم يكن يتأخر عن أي أحد يطلب المعونة والمساعدة.

فكان حمادة يتمتع، وبهمته العالية التي تميز بها وحركته الدءوبة، وشجاعته الموسوم بها، ومبادرته التي لم تبرد يوماً ليس في العمل المقاوم فحسب، بل في كل ميادين الحياة؛ الاجتماعية ، ملأ أيامه حركةً ونشاطاً، ولم يكن هذا الحماس ليكشف عن طبيعة وحقيقة عمله الجهادي لأن الكتمان من أبرز الملكات التي حافظ عليها.

جهاده

التحق في صفوف الجناح العسكري للمقاومة الشعبية في العام 2002م, ومن يومها وهو نذر روحه لله رخيصة, سائراً إلى طريق الجنة التي سعى لأجلها طول فترة حياته.

فكان ذلك المقاوم الذي لم يستكين طرفة عين، بل كان من أبرز المجاهدين الذين يلبّون النداء عند الحاجة إليهم

شارك الشهيد حمادة  بالدفاع  الدائم عن وجود المقاومة وقوتها ونجاحها في ردع العدو، وشهدت له محاور  الزيتون والشجاعية وجباليا تفانيه وإخلاصه وإيثاره،

«الشهادة» مُنية العاشقين، هي حلم مجاهدي المقاومة، وكلما سقط شهيد  تلوعت نفسُ المقاومين من الشوق للحاق به، وكان حمادة يتمنى سراً وجهراً أن ينال شهادة يرضي بها اللَّه ورسوله، وقد تأثر كثيراً بعد استشهاد رفيقه المقرب الشهيد محمد عبد العال, ما جعله يهيم في الدنيا جسداً بلا روح، ويبحثُ في كل زاوية من زوايا المجاهدين عن نفحةٍ روحانية يحملها في روحه وهو يؤدي صلاة الليل ويرفع يده بدعاءٍ أن يرزقه اللَّه شهادة مباركة...

فعمل حمادة بشكل قوي, في الجناح العسكري للحركة, وهو ما مكنه من قيادة وحدة الرصد في في منطقة الدرجة والصحابة, و حصل على عدد من الدورات العسكرية, في صفوف المقاومة, حتى كان في آخر أيامه يقود الصفوف في تدريب المجاهدين.

وشارك حمادة في صد الاجتياحات, والتصدي للقوات الخاصة الصهيونية شرق مدينة غزة.

وكان التحاقه في الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة, خير معين له على عمله الجهادي, فكان يقوم بواجبه الوطني والجهادي تجاه أبناء شعبه بحمايته والدفاع عنه, ضد الأخطار الداخلية وعملاء العدو.

وبالرغم من حداثة سنه وعمله الشرطي استطاع أن يكتشف امر سارق ذهب وحلي زوجة شقيق ,فكشف امر الجناة وسلمهم للمباحث الفلسطينية.

استشهاده

استجاب اللَّه له دعاءه ليقرّبه اليه بشهادة تليقُ به، وهو الذي حمل سلاحه مذ كان يافعاً للدفاع عن المقاومة، وحفر بأحرف من نور بإخلاصه لخط الجهاد، فسارع لتلبية نداء الواجب عندما طُلب منه ذلك، بشوقٍ واستبسالٍ وجرأة قلّ نظيرها، فخرج لحل إحدى المشكلات العائلية في مدينة غزة, وأثناء قيامه بإصلاح ذات البين أطلقت رصاصات غادرة  إلى جسده, فوقع شهيداً منتصراً بما نال من أجر عظيم ملتحقاً بركب الشهداء ليكون معهم في جنةٍ عرضها السموات والأرض أعدّها اللَّه للمتقين

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية