الوحش ثالث عمداء الأسرى لم ترهقه سنوات الاعتقال ولم تنال من عزيمته

الوحش ثالث عمداء الأسرى لم ترهقه سنوات الاعتقال ولم تنال من عزيمته

الأحد 01 أغسطس 2010

بتاريخ اليوم 2/8/2010 ينهي الاسير أكرم عبد العزيز سعيد منصور عامه الواحد والثلاثون ويدخل عامه الثاني والثلاثون داخل الاسر وهو من مدينة قلقيلية والمعتقل من تاريخ 2/8/1979 والذي يقضي حكما بعد أن تم تحديد المؤبد له مدة 35 عاما وينتمي لحركة فتح ، وتنحدر أصوله من طيرة المثلث ، حيث هاجر والديه شأنهم شأن الغالبية العظمى من الفلسطينيين في عام النكبة الى مدينة قلقيلية ، وهو من اسرة محافظة وملتزمة وفقيرة وعدد أفرادها 15 أخ وأخت ، وهو الثاني لوالديه من الابناء .


منصور من مواليد قلقيلية والتي لا تبعد عن طيرة المثلث مسقط راس والديه مسافة قصيرة والتي طالما كانا يحدثانه عن الطيرة وجمالها وهدوئها واراضيهم التي يملكونها فيها ، فرضع حب الوطن والحنين له مبكراً وتعلق بمفتاح بيت والده الذي ما زال هو واخوانه متمسكون به والذي يعني لهم العودة الى البلدة الاصلية بعد أن أكمل الصف التاسع، ترك المدرسة والتحق بالعمل مع والده ، وذلك للظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها وعدم قدرة والده على تغطية مصاريف ومتطلبات إخوانه وإخواته ، فتحمل المسؤولية صغيرا وكان مثابرا وصابرا وضحى بتعليمه من أجل أن يتعلم أخوانه ويوفر لهم مع والده حياة كريمة.


الوحش وهذا هو لقه رياضي بامتياز وتدرب على رفع الاثقال ولهذه اللحظة يمارس الرياضة ورفع الاثقال ويحب المطالعة ، وبعد حرب لبنان سنة 1979 وما اطلق عليه اجتياح الليطاني من قبل اسرائيل ، بدأ يفكر في الرد والانتقام ، فأقدم ومعه موسى مسكاوي والذي أفرج عنه في عملية التبادل سنة 1985 على تنفيذ عملية عسكرية رغم صغر سنه ، حيث تمكنا من الاستيلاء على حافلة اسرائيلية من قلب تل ابيب وعلى أثر ذلك تم اعتقالهما.


من بداية الاعتقال بدأت مع الوحش رحلة العذاب والمعاناة ، حيث خضع للتحقيق ما يقارب ثمانية شهور ، تعرض خلالها لشتى انواع وأشكال الضرب والشبح والاهانة والعزل الانفرادي لحين صدر بحقه حكما بالسجن المؤبد ، ومن ثم تم تحديد المؤبد له مدة 35 عام ، وعمدت سلطات الاحتلال الى احتجازه مع المساجين المنديين والجنائيين وأطلق عليه اسم الوحش من قبل الاسرى وذلك لشدته وصموده وثباته وتمرده على السجان .


رغم مرور عام وثلاث عقود من الزمن على الوحش داخل الاسر متنقلا من سجن الى آخر وعزله مرات في الزنازين الا أن هذه السنوات الطويلة والعذابات المتنوعة لم تحقق لسجانيه ما تمنوه من النيل من شجاعته ورباطة جأشه بل على العكس زاد إصراراً وتحدي لهذا الواقع المرير واستطاع ان يحصل على شهادة الثانوية العامة .


اكرم منصور من الاسرى القدامى وثالث عمداء الاسرى وسمعه خفيف من أثر الضرب على أذنيه وله اصبع بيده اليسرى لا يقدر على تحريكه ، وقد خسر كافة اسنانه داخل الاسر من جراء التعذيب القاسي ويعاني من الام في الراس ونقل الى مستشفى الرملة قبل شهر لاجراء تصوير للرأس ، ومع كل هذا يتمتع بمعنويات عالية ومن قيادة الحركة الاسيرة ، وهو من المصنفين اسرائيليا بالملطخة أيديهم بالدماء ، حيث لم يتم الافراج عنه في كافة صفقات التبادل والافراجات السابقة .


ونضيف الى ذلك بأنه فقد والديه واحدى شقيقاته ، حيث توفت والدته عام 1988 وتوفي والده عام 1998 وتوفت شقيقته عام 2009 ، ثلاثة من اعز وأحب البشر على قلبه يغادرون الحياة ولم يستطع معانقتهم أو وداعهم وهو الحنون والاكثر قربا من إخوانه لوالديه والاكثر محبة من قبل إخوانه ، ولكنه الاكرم منصور والذي كرمه الله بالصبر والقدرة على اجتياز المحن .


ومن الحوادث اللاانسانية واللااخلاقية التي تعرض له الاكرم كانت في سجن الرملة حيث قام السجانين بإفراغ صحن المعكرومة على الارض وارغموه على الاكل منه تحت اللكمات والاهانات ، واقدموا على سكب دلو مليء بالبول على راسه ،وبعد أن تقدم بشكوى لادارة السجن اجبروه مع بعض الاسرى على التعري وسكبوا الماء عليهم .


بعد اربع سنوات من اليوم إن لم يكن قبل ذلك ، سيلتم شمل الوحش مع إخوانه وإخواته وابناء عمومته وأهله وربعه وكل أحبته وهو متفائل ومصر على الانخراط مع أبناء شعبه فور الافراج عنه لتكون له لمسات واضحة في البناء وخدمة أبناء شعبه ، وإن اخوانه ينتظرون لحظة الافراج عنه ليفرحوا به ويتمكنوا من رؤية ابناءه بعد زواجه .

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية