آن الأوان لإسقاط عباس...؟

آن الأوان لإسقاط عباس...؟... بقلم : أيمن الإدريسي

الأربعاء 10 مارس 2010

آن الأوان لإسقاط عباس...؟

 

المتابع للشأن الداخلي للسلطة الفلسطينية يدرك وبكل وضوح حالة التخبط والاضطراب الداخلي وفقدان البوصلة والتوجه, ولقد كان نبيل عمرو احد كبار منظري حركة فتح واضحا في ذلك عندما تحدث عن حالة التخبط التي تعيشها السلطة في أكثر من جانب, خاصة في مجال التفاوض مع (إسرائيل), وكذلك في القضايا الداخلية.
 
 وفي اللقاءات الخاصة والبعيدة عن وسائل الإعلام يتحدث قادة فتحاويون وبكل صراحة ووضوح عن التناقضات الداخلية والتي وصلت إلى حد الصراعات وكشف الأسرار والاتهامات المتبادلة بالفساد المالي والأخلاقي والتي طالت حتى أعلى درجات السلم القيادي الداخلي الفتحاوي والسلطوي.....والذي بلغ ذروته بالشريط الذي سلمه احد رجالات المخابرات الفلسطينية والذي يكشف فيه فضائح أخلاقيه لبعض الأشخاص المحيطين بمحمود عباس كما كشف عن فضائح ماليه وشراء ذمم بل وبيع أراض وقفية تخص المسجد الأقصى والقدس بل تم الكشف عما هو أسوأ من ذلك عندما كشف عن فضائح وفساد مالي وتلاعب وتزوير وصل إلى دائرة قاضي القضاة حيث مست شخص قاضي القضاة نفسه.
 
إن الارتباك الفلسطيني السلطوي الداخلي لم يتوقف عند حد يمكن حصره في بعض الدوائر في الضفة الغربية ...بل تعدى ذلك إلى ما هو ابعد من الضفة الغربية , ليصل إلى لبنان ....فاستقالة سلطان أبو العنين من رئاسة سر حركة فتح في لبنان وتوكيل مساعده أبو العردات بأمانة سر الحركة في لبنان , ورفض منير المقدح مسؤول الكفاح المسلح الفلسطيني في لبنان إجراءات أبو العينين على الساحة اللبنانية .
 
أضف إلى ذلك أن القوى السياسية المختلفة في لبنان رفضت إجراءات ومراسيم محمود عباس فيما يخص الساحة الفلسطينية اللبنانية سواء على مستوى التعيينات أو على مستوى ضم المسلحين داخل المخيمات التابعين لحركة فتح إلى قوات الأمن الوطني الفلسطيني أو غير ذلك من إجراءات , يضاف إلى ذلك كله رفض مجلس الوزراء اللبناني اعتماد عبد الله عبد الله سفيرا لفلسطين في لبنان, حيث اكتفت بالموافقة على قبول اعتماده مندوبا لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان وهذا يعني سحب اعتراف لبنان (بدولة فلسطين) مما يعقد المسالة أكثر.....
 
كل ذلك وغيره يضع الساحة الفلسطينية في مخيمات لبنان على صفيح ساخن يفيد إن ما يمكن أن يحصل في المرحلة القادمة إذا ما انطلقت شرارة الاقتتال الداخلي الفتحاوي الفتحاوي داخل مخيمات لبنان مما يعني أن خلافات فتح مع الفصائل الاسلاميه وغيرها الذي تفجر في الفترات السابقة سيكون نزهة مع ما سيكون في المرحلة القادمة...هذا إذا ما أخذنا بالحسبان علاقة حركة فتح وعلى رأسها سلطان أبو العنين ببعض التصفيات الداخلية والتي بدأت تتكشف وكان أحدها اغتيال العميد كمال مدحت...! وغيرها وغيرها مما سيكشف عنه القادم من الأيام .
 
كما أن قضية أرشيف الرئيس الراحل عرفات في تونس وتخلي محمود عباس عن كل رفاق الأمس وإغلاق مكتب الدائرة السياسية لـ (م.ت.ف) والذي كان يديره فاروق القدومي والاستغناء عن خدمات ألاف من المناضلين على الساحة التونسية ووقف رواتبهم مما أضاف عبئا إضافيا على الحكومة التونسية في إعالة هؤلاء مما أدى إلى حصول أزمة حقيقية بين الرئاسة والحكومة التونسية من جانب والرئاسة الفلسطينية من جانب أخر ..حيث شعرت الرئاسة التونسية أن عباس يتصرف داخل تونس وكأن تونس تخص أملاكه وأملاك أشياعه ...مما حدى بالقيادة التونسية إلى الإعلان عن تصفية الوجود الفلسطيني داخل تونس والذي كان مرحبا به لأكثر من عشرين سنة ...ورفض الرئيس التونسي المطلق لاستقبال محمود عباس والجلوس معه رغم الوساطات الكثيرة والمتكررة .
 
إن إصرار سلطة محمود عباس ومع اقتراب موعد مؤتمر القمة العربي في طرابلس الغرب على رفض المصالحة مع حماس من خلال أجندة وطنية عربية أو إسلامية وتشبثه بالأجندة الأمريكية والإسرائيلية الرافضة لأي مصالحة ثم استمراره في مهاجمة حماس في كل المحافل ورفضه المطلق لأية مصالحة إلا عبر الأطراف المذكورة بهدف إضعاف حماس وجعلها تدفع المزيد من التنازلات لصالح العدو الصهيوني ...ثم رفضه الحديث عن أية مصالحة في مؤتمر القمة العربي وإعلان السلطة برئاسة عباس رفض حضور مؤتمر القمة إذا حضرته حماس ...كل ذلك استفز القيادة الليبية مما حدى بالرئيس الليبي رفض استقبال عباس والجلوس معه رغم الوساطات المتكررة من أطراف فلسطينية وعربية وهذا سيجعل مشاركة السلطة في مؤتمر القمة موضع استفهام !!!
 
لقد ظن عباس انه لا زال يعيش في فترات السبعينات والثمانينات ..فترة المد الثوري الفلسطيني ولا زال يظن إن بإمكانه أن يزور أي قطر عربي متى شاء وبالفهم الذي يريده وبالأجندة التي يحددها .,ولذلك كان رد القيادة السورية على طلب عباس زيارة دمشق ...انه غير مرحب به في الوقت الحاضر في دمشق, فالرجل تكشفت كل أوراقه وبانت كل عوراته ولم يعد يمثل من الشعب الفلسطيني سوى طبقه معينه من المكشوفين والمنتفعين .
 
عباس وإعلامه ورجالاته يهاجمون سوريا ويحرضون عليها سرا وعلانية ثم بعد ذلك يريد أن يكون الزائر المرحب في دمشق.
 
عباس وإعلامه وأبواق دعايته يهاجمون قطر والقرضاوي وقناة الجزيرة ثم بكل " الوقاحة " يريد أن يكون "عنتر زمانه" ومرحبا به في الدوحة ..
 
لقد اكتشف العرب متأخرين للأسف دور عباس وسلطته في التأمر على الشعب الفلسطيني ومنع المصالحة, كما اكتشفوا مدى البعد الصهيو أمريكي في تعطيل المصالحة وما عباس إلا العبد المطيع لكل ما يطلب منه .
 
حتى الدول المعتدلة أصابها "القرف" من تصرفات عباس ومراوغاته...كما اكتشف العرب - ولكن متأخرين - حجم حركة حماس داخليا وعربيا وإسلاميا واعتدالها ووسطيتها ونظافة يد قادتها.
 
إن كثيرا من التحولات والتطورات قد حصلت أو في طور التشكل وهذه التطورات كلها تصب في صالح محور المقاومة والممانعة مما يجعل عباس يحشر هو وزمرته في الزاوية.
 
عباس اليوم يجد نفسه وحيدا في مواجهة خياناته ...فحلفاء الأمس هم أعداؤه اليوم ولا بد للذي حاصر شعبه وأوغل فيهم قتلا واعتقالا أن يدفع نفس الثمن من المحاصرة والنبذ والإسقاط...فالمرحلة القادمة لن تكون بحال في صالح عباس .
 
إن على الدول العربية اليوم وأمام تصرفات عباس اللامسؤولة والتي يتلقاها من الأمريكيين والصهاينة ضد شعبه وضد الأمة العربية ..أن تعلنها صريحة وواضحة انه أن الأوان لإنهاء مرحلة عباس وإسقاطه وزمرته والى الأبد؛ لان في ذلك مصلحة فلسطينية ومصلحة قومية عربية وإسلامية.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية