أبا عمار.. ما رأيك بم قتلك؟
د.فايز أبو شمالة
بعد عام من استشهاد أبو عمار، وبالضبط في تاريخ 8/10/2005، نشر موقع (دنيا الوطن) خبراً غريباً، يقول: أدى اعتقال إبراهيم العجوري سائق فايز حماد المدير العام في مكتب الرئيس الراحل أبو عمار إلى كشف خيوط عملية الاعتداء التي تعرض لها المقدم محمد الداية، مرافق الرئيس الراحل أبو عمار في رام الله بتاريخ 18/11/2003.
غرابة الخبر تكمن في الزمن، فالاعتداء على محمد الداية حصل قبل عام من استشهاد أبو عمار، بينما الكشف عن الجريمة حصل بعد عام من استشهاده، أمر غريب.
فهل توجد علاقة بين تشويه صورة محمد الداية، وبين تصفية أبو عمار فيما بعد؟ وهل كان إبعاد محمد الداية عن مرافقة أبو عمار هو الهدف المقصود من تشويه صورته، واتهامه بالتجسس لصالح (إسرائيل)؟
هذا الاعتراف جاء في الاعتذار الذي نشره فايز حماد في الصحف المحلية ويقول فيه: باسمي أنا علي صالح الزغاري - فايز حماد - أقدم اعتذاري وأسفي الشديدين للأخ المقدم محمد يوسف الداية، وجميع آل الداية الكرام في الوطن والشتات.
عما بدر مني تجاهه من الاعتداء الذي تعرض له يوم 18 نوفمبر 2003 في رام الله، وأن الكثير مما نشر وقيل بحق المذكور في الشارع كان محض افتراء وظلم، وأني نادم ندماً شديدا على ذلك، لكونه كان من المخلصين لوطنه وشعبه وقائده، وأن الغاية مما حصل معه تشويه لصورته، وإبعاده عن عمله بتحريض من شخص آخر يضمر له البغضاء.
يتبين من اعتذار فايز حماد أن الاعتداء على محمد الداية كان مدبراً، وأن تشويه صورة الرجل بتهمة التجسس لصالح (إسرائيل) كان هادفاً، ويتبين أن الاعتذار المتأخر قد جاء لطي صفحة، وإنهاء قضية أتت أكلها، كما اشتهى من رتَّب لها.
في تصريح صحفي لدنيا الوطن، قال محمد الداية: "لقد تمت مواجهة بين إبراهيم العجوري وفايز حماد في المحكمة, واعترف الجميع بمسؤوليتهم عن الاعتداء الذي تعرضت له, وكان الهدف هو إبعادي عن مكتب الرئيس الراحل، وقد اتبعوا وسائل ملتوية لتحقيق هذا الهدف من الدسائس والمكائد وتشويه سمعتي بشتى الوسائل ".
لقد اعترف على صالح الزغاري المدعو فايز حماد خلال التحقيق معه؛ بأن موظفاً آخر كان يسعى لإبعاد محمد الداية عن مكتب الرئيس الراحل، وعمل على تشويه سمعة الداية، وهو يوسف العبد الله، مرافق الرئيس الراحل أبو عمار. فما هذه المسخرة التي أحاطت بالرئيس الراحل، وكلفته حياته؟ أين الحس الأمني؟ وأين المسئولون الفلسطينيون عما جرى قبل عام في مكتب الرئيس أبو عمار؟ وكيف تجرأ شخص يدعى فايز حماد ليلعب بالبيضة والحجر بين يدي أبو عمار؟
ويبقى السؤال: إذا وجد فايز حماد في الأردن ملاذاً آمناً، فلماذا أغمضت أجهزة الأمن الفلسطينية عينها عن الوقيعة، رغم أنها تثير الريبة والتوجس؟
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية