أبشروا أيها الأسرى لقد ذكركم عباس
رياض خالد الأشقر
ثمانية عشر عاماً مرت على أوسلو، لماذا لم يصر خلالها المفاوض الفلسطيني أو مهندس الاتفاق محمود عباس على إطلاق سراح الأسرى، ولماذا لم يشترطوا على الاحتلال وقف جولات الحوار والمفاوضات حتى إطلاق سراح كافة الأسرى من السجون، ثم ألم يكن اتفاق أوسلو وتهاون المفاوض الفتحاوي هو السبب في بقاء 500 أسير في حينها حتى الآن في سجون الاحتلال، اقلهم أمضى ما يزيد عن 17 عاماً في السجون.
حقيقة استفزني حجم التصريحات التي سارع مؤيدو فتح، والباحثين عن المناصب، والخائفين على الرواتب إلى إطلاقها والتي تضخم من ايجابيات ذكر محمود عباس للأسرى خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حتى أن بعضهم ذهب إلى أن مجرد ذكر الأسرى في خطابه، هذا يعتبر نصرا مبينا وبداية فتح أبواب السجون لإطلاق سراحهم، حتى اعتقدت بأنه بعد الخطاب العاطفي بدأ الأسرى يعدون أغراضهم ويجمعون ملابسهم، ويقفون على الأبواب، فقد حانت لحظة الخلاص، فإن دول العالم التي صفق مندوبوها لعباس ستقوم بتجييش الحشود لاقتحام السجون وتحرير الأسرى، والذي لعب فيه على وتر حساسية قضية الأسرى لدى الشارع الفلسطيني، متناسياً بأن سياسته هي السبب الرئيس في بقاء قدامى الأسرى في السجون إلى الآن منذ سنوات طويلة.
يعتقد هؤلاء الذين هللوا لخطاب عباس الذي أتى فيه على ذكر الأسرى مرتين، بأنه لن يتخلى عن الأسرى، وأنه لن يبرم اى اتفاق مع الاحتلال لا يضمن إطلاق سراح كافة الأسرى، وهذا الكلام أكد الواقع عدم دقته، فمحمود عباس الذي فرط في 75% من ارض فلسطين التاريخية،من اجل القبول بكيان يكون الآمر والناهي فيه الاحتلال، على استعداد للتفريط مرة أخرى في قضية الأسرى إذا أغراه الاحتلال باستمرار المفاوضات وتقديم بعض الانجازات المرحلية لحكومته، وكما ترك الأسرى لحسن نوايا الاحتلال في عام 1994، يمكن أن يتركهم مرة أخرى لنوايا الأمم المتحدة أو حتى الولايات المتحدة، إذا عاد للمفاوضات مرة أخرى وهذا هو الأرجح، وقد سمعنا وعودات كثيرة سابقة بعدم التفاوض إلا بعد إطلاق سراح الأسرى، ولكنها تبخرت مع مرور الأيام.
خطوة عباس للجوء إلى الأمم المتحدة جاءت بعد أن أدار الاحتلال ظهره لعباس ومفاوضيه، فأراد بهذه الخطوة أن يحقق ضغطا على الاحتلال للعودة مرة أخرى لطاولة المفاوضات، وهذا ما لا يخفيه عباس فقد أكد أكثر من مرة بأنه على استعداد للعودة للمفاوضات، وأنها الخيار الوحيد لديه، فهل هذا الخيار سيعيد الأسرى، ثم هل أوقف السيد عباس التنسيق الامنى مع الاحتلال وتسليم المجاهدين، وسياسة الباب الدوار لكي يتحدث عن الأسرى ومركزية قضيتهم وحقهم في العيش بحرية، ألا يرى هؤلاء المطبلون ما يجرى في الضفة الغربية من اعتقالات يوميه للمجاهدين من أبناء الحركة الإسلامية وسحب اعترافات منهم بالقوة ومن ثم إطلاق سراحهم ليقوم الاحتلال باختطافهم والتحقيق معهم على نفس الاعترافات التي أدلوا بها لدى جهازي الأمن الوقائى والمخابرات، ثم من يضمن إذا قام الاحتلال بإطلاق سراح الأسرى من سجونه اليوم وليس غدا كما يريد عباس، ألا تقوم أجهزته الأمنية بإعاده اختطافهم مرة أخرى وسومهم سوء العذاب كما تفعل مع الأسرى المحررين الذين يخرجون من سجون الاحتلال، الذين تمارس الأجهزة الأمنية اعتقالات يومية بحقهم بعد تحررهم من سجون الاحتلال، حتى أن النائب حسن يوسف لم يسلم من اقتحام بيته خلال استقبال مهنئيه بإطلاق سراحه.
قضية الأسرى لا تحتاج إلى خطابات عاطفية وفقاعات إعلامية لتسويق السياسات الانهزامية، والتي هدفها تجميل صورة أولئك الذين فرطوا في كل ثوابت الشعب الفلسطيني، وفى مقدمتها قضية الأسرى، بل تحتاج إلى عمل متواصل ومخلص، وجهد مشترك وجاد، من اجل تأمين إطلاق سراحهم، وضمان حياة كريمة لهم.وابلغ رد على المصفقين لعباس ما نقلته "هآرتس" حول حقيقة " تصاعد التنسيق الأمني المتواصل مع أجهزة الأمن الفلسطينية والذي منع حصول تصعيد على خلفية الخطاب، وان أجهزة الأمن الفلسطينية واجهت بنجاح المظاهرات الكبيرة في مراكز المدن الفلسطينية، ولم تسمح لها بالوصول إلى المناطق التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية " فهل مثل هؤلاء لديهم نوايا حقيقية لمواجهة الاحتلال أو تحرير الأسرى
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية