أبعد من غزة ... بقلم : د.فايز أبو شمالة

الأحد 07 ديسمبر 2014

أبعد من غزة




د.فايز أبو شمالة




شهدت الأيام الماضية جملة من الأخبار التي تحار لها العقول، أخبار تفرض على شعبنا الفلسطيني أن يقف وقفة جدية من مجمل النظام السياسي الفلسطيني، الذي كشف عن عبثية إدارية لا تقف حدودها عند حصار قطاع غزة، بل تتواصل المأساة حتى تصيب كل مناحي حياة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، لتتشابك خيوط المهانة حتى تصل إلى منطقة الأغوار ومنطقة القدس، بعد أن اقتحمت المواقع القيادية واخترقت تراكيب النفس.

الخبر الأول: تم سجن كل من بسام زكارنة رئيس نقابة العاملين بالوظيفة الحكومية، ونائبه العنبساوي بأمر من الرئيس محمود عباس، ومن ثم اعتُبرت نقابة العاملين جسماً غير قانوني، وكانت النتيجة أن اضطر زكارنة إلى الترقق لعباس، ليضمن رغيف خبز أطفاله.

الخبر الثاني: أقال الرئيس محمود عباس الأستاذ أحمد زكي رئيس قسم الأخبار في فضائية فلسطين، والتهمة هي اعتراض الرجل على بث فضائية فلسطين اللقاء التافه الذي أجرته فضائية عودة مع توفيق عكاشة.

الخبر الثالث: بأمر مباشر من الرئيس عباس، منع الأمين العالم للمجلس التشريعي في رام الله إبراهيم خريشة من دخول المجلس التشريعي، وحاصرت قوى الأمن المبنى.

الخبر الرابع، بث تلفزيون فلسطين على الهواء مباشرة، مشادة كلامية بين عضو اللجنة المركزية لحركة فتح السيد عزام الأحمد، وبين رئيس الوزراء السيد رامي الحمد الله، تخلل المشادة تكذيب، وتفنيد لادعاء، واتهام بالتسلط والتفرد بالحكم، وتعيين وزراء لمجرد الرغبة الشخصية.

الخبر الخامس: نقلاً عن كبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات، الذي تمنى أن يرجع إلى الحياة المحترمة، حين قال أمام مؤسسة مسارات في رام الله:

"عندما يريد فخامة الرئيس عباس أن يذهب إلى عمان، عليه أن يطلب إذناً من مقر الارتباط العسكري الإسرائيلي في معسكر "بيت إيل", مع تحديد عدد السيارات والأشخاص المرافقين".

الخبر السادس: وقد جاء نتيجة لجملة الممارسات السابقة، إذ ورد على لسان وزير الزراعة السابق السيد وليد عساف قوله: تخلت القوات الإسرائيلية عن عشرة آلاف دونم في منطقة العين البيضاء في الأغوار، وكان مطلوباً منا مائة ألف شيكل لحراثتها ومن ثم زراعتها، وقد تمت مناشدة كل الجهات المعنية لتأمين المبلغ ومنها الرئاسة، لكن لا حياة لمن تنادي، الأمر الذي جعل المستوطنين، يتنبهون لها، فقاموا بحراثتها وزراعتها، وصارت أرضا يهودية، لأننا بخلنا نحن الفلسطينيين «بعشرة شواكل» مقابل كل دونم.

تلك الأخبار الفلسطينية التي وردت لا علاقة لها بحركة حماس، ولا علاقة لها بالمقاومة، ولكنها تؤكد أن ما يجري في الأراضي المحتلة مترابط الأهداف، وله تأثيره السلبي على الوفاء للوطن، وله انعكاساته المريرة على الانتماء لهذا التراب، وهذا ما يفرض على كل الشعب الفلسطيني أن يهتف بصوت واحد: لا لدكتاتورية الفرد، لا للتفرد بالقرار السياسي والإداري، لا للإقصاء الوظيفي، ولا للاستخفاف بقضايا الشعب المصيرية.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية