أبوعرفة وطوطح: خطة تهويد القدس بمراحلها الأخيرة

الجمعة 17 يناير 2014

في أول تصريح صحفي لهما عقب الافراج والإبعاد

أبوعرفة وطوطح: خطة تهويد القدس بمراحلها الأخيرة

قال وزير الأسرى الأسبق المهندس المحرر خالد أبو عرفة إن "الإبعاد عن مدينة القدس والمسجد الأقصى أشد علينا من القتل"، فيما قال النائب المحرر محمد طوطح: "إن هنالك خطة تهويد واضحة، أصبح التطبيق فيها بمراحله الأخيرة، ولابد من خطة طوارئ لمواجهتها".

وكانت قوات الاحتلال أفرجت مساء الخميس الماضي عن طوطح وأبو عرفة مع إبعادهما عن القدس المحتلة إلى مدينة رام الله.

وقال أبو عرفة في مقابلة خاصة مع "المركز الفلسطيني للإعلام" في أول تصريح صحفي له عقب الإفراج عنه على حاجز (الجلمة)، وخلال مروره من مدينة جنين: إن "قرار إبعادنا جاء سعياً من الاحتلال للتفرد بالمدينة والمقدسات، وبالمسجد الأقصى المبارك".

وأضاف "نحن مصرون على التواجد والصمود والتواصل مع أبناء شعبنا، حتى نستمر في رسالة الدفاع عن النفس والدفاع عن القدس والمقدسات".

وعن المطلوب من القيادة الفلسطينية تجاه القدس قال: "أول مهمة تطلب من القيادة الفلسطينية هي مهمة العمل المؤسسي الفلسطيني، فلا بد أن يستمر المجلس التشريعي بأداء واجبه تماماً كما هو مخطط له، وأن تفتح أبوابه من جديد، لمتابعة قضايا الأمة وهمومها".

وأكد على أهمية تشكيل حكومة فلسطينية واحدة بقيادة واحدة، وعلى أسس سليمة، وإنهاء الانقسام، وإتمام المصالحة الفلسطينية، "وإلا فإن القدس ينتظرها المزيد من الهدم والتشريد، ولا نتوقع خيراً للمدينة المقدسة بغياب عامل موحد، جامع من الكل الفلسطيني".

أما عن الخطوة القادمة لهما عقب الإبعاد، قال أبو عرفة: "الآن نحن في الضفة الغربية بين أهلنا، سنواصل العمل معهم لإيصال رسالة القدس والمقدسيين، ورسالة الدفاع عن القدس، وحق المقدسيين في القدس وحاضرها ومستقبلها، إلى أن يكتب لنا الله الرجوع إلى هذه المدينة في العاجل القريب إن شاء الله".

أما النائب طوطح، فقال في حديث خاص لمراسلنا: "على الجميع العمل بكل السبل المتاحة لوقف تهويد المدينة، أعتقد أن إبعادنا عن مدينة القدس لن يكون النهاية، بل البداية لإبعاد الآلاف، وهذا يشكل خطرا حقيقيا وتهديدا كبيرا على أهلنا هناك، وعلى المسجد الأقصى الذي تستباح ساحاته كل يوم".

وأضاف "سنتواصل مع الكل، مع المجتمع المدني سواء الفلسطيني أو الدولي، نحن لدينا حق واضح تكفله كل الشرائع الدولية"، مشيرا إلى أن "السجن عبارة عن محطة، والآن بدأت محطة جديدة، وأعتقد أن المحطة القادمة من العمل ستكون في مصلحة القضية الفلسطينية".

وفيما يلي نص الحوار مع الوزير السابق خالد أبو عرفة والنائب محمد طوطح:

كيف تنظرون إلى قرارا إبعادكم عن المدينة المقدسة إلى الضفة الغربية؟

في شرعنا نعتبر أن العقوبات القصوى التي تتخذ بحق الإنسان هي: بين اعتقال، أو ما هو أشد وهو القتل، أو ما هو أشد وهو النفي، ونحن تعرضنا إلى ما هو أشد من القتل وهو النفي، فكيف إذا كان هذا النفي، هو إبعاد عن المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك.

نحن في الحقيقة نعيش حالة من الألم الشديد بإبعادنا عن مدينتنا المقدسة، وقد حاولنا في المرة الأولى أن نرفض هذا الإبعاد، وأن نلجأ إلى خيمة الصليب الأحمر، وبقينا فيها 19 شهرا، من أجل الدفاع عن وجودنا وحقنا في الوجود في مدينتنا المقدسة، ومن أجل أن نُثبت للاحتلال، أن المقدسيين باستطاعتهم أن يدافعوا عن أنفسهم، وعن وجودهم وانتمائهم بشتى السبل.

والآن نحن في الضفة الغربية بين أهلنا، سنواصل العمل معهم، لإيصال رسالة القدس والمقدسيين، ورسالة الدفاع عن القدس، وحق المقدسيين في القدس وحاضرها ومستقبلها، إلى أن يكتب لنا الله الرجوع إلى هذه المدينة في العاجل القريب إن شاء الله.

ما الذي يسعى له الاحتلال من إبعادكم عن المدينة المقدسة؟

المقدسيون والصف الأول من المقدسيين من الوزراء والنواب وقادة الفصائل، هم الذين ينقلون رسالة القدس بالنضال والتواصل والمقاومة في وجه الاحتلال، إلى عموم أبناء الأمة، لذلك فإن الاحتلال يشعر بغُصَّة وهزيمة أمام هذا الصف الأول من القيادات.

ومنذ عام 67 وهو يحاول إبعاد هؤلاء القادة، وقد نجح في بعض الأحيان، كما حصل عام 1968 عندما أبعد عدداً كبيراً من القيادات الفلسطينية من الهيئة الإسلامية العليا، واستمر الإبعاد إلى يومنا هذا، سعياً من الاحتلال للتفرد والاستفراد بالمدينة والمقدسات، وبالمسجد الأقصى المبارك.

لكن نحن مصرون على التواجد والصمود والتواصل مع أبناء شعبنا، حتى نستمر في رسالة الدفاع عن النفس والدفاع عن القدس والمقدسات، إلى آخر يوم لنا على هذه الأرض.

قمتم بدوركم، بالاعتصام في الصليب الأحمر لمقاومة هذا الإبعاد، ما المطلوب من القيادة الفلسطينية، إزاء هذه السياسة الصهيونية، وللدفاع عن المدينة المقدسة، وما يخططه الاحتلال لها، لتحويلها لمدينة تلمودية يهودية كاملة؟

أول مهمة تطلب من القيادة الفلسطينية هي مهمة العمل المؤسسي الفلسطيني، فلا بد أن يستمر المجلس التشريعي بأداء واجبه تماماً كما هو مخطط له، وأن تفتح أبوابه من جديد، لمتابعة قضايا الأمة وهمومها.

ولابد من تشكيل حكومة فلسطينية واحدة بقيادة واحدة، وعلى أسس سليمة، ولا بد من إنهاء الانقسام، وإتمام المصالحة الفلسطينية، وإذا تحقق ذلك كله، فإن العمل سيكون سريعاً وقوياً باتجاه الثوابت ومنها القدس، والأسرى والدولة المستقلة.

وإذا لم تتحقق هذه المتطلبات، فنحن لا نتوقع خيراً، لا للشعب الفلسطيني ولا للمدينة المقدسة، نحن نطالب القيادة الفلسطينية بالتعجيل بإنهاء ملف المصالحة والانقسام الظالم، وإلا فإن القدس ينتظرها المزيد من الهدم والتشريد، ولا نتوقع خيراً للمدينة المقدسة بغياب عامل موحد، جامع من الكل الفلسطيني.

أما المقدسيون، فسيواصلون صمودهم وتضحياتهم بصدورهم العارية، وهذا يعني المزيد من الهدم والفقر والتضحيات في صفوفهم، والقيادة الفلسطينية تتحمل كامل المسؤولية إزاء هذا الموضوع، والمقدسيون عملوا ومازالوا يعملون ما باستطاعتهم ولا لوم عليهم.

حضرة النائب محمد طوطح، تم اليوم إبعادكم عن مدينتكم القدس إلى الضفة الغربية المحتلة، هل ستكون الضفة بالنسبة لكم نهاية المطاف؟

الضفة لن تكون نهاية المطاف، قد يكون الاحتلال نجح في إبعادنا عن مدينة القدس، بعد صراع طويل، سواء كان في الصليب الأحمر أو في السجن، لكن لن يكون هذا هو نهاية المطاف.

طالما هناك احتلال، فلابد أن تبقى المقاومة مستمرة، حتى زوال الاحتلال، لن نعدم الوسيلة في مواجهة الاحتلال، وهناك طرق كثيرة لمواجهته، سواء بالمقاومة، أو المقاومة الشعبية، أو المقاومة عبر الاعتصامات، وعمل كل ما نستطيع من أجل مقاومة قرار إبعادنا، حتى العودة إلى مدينة القدس.

وما هي الخطوة القادمة التي تنوون القيام بها؟

أمامنا كل الخيارات مفتوحة، ولا نطيق إقرار نهائي بإبعادنا عن القدس، خاصة وأن القرار مازال فيه المجال للبحث، فيما يسمى (محكمة العدل العليا) الصهيونية، ولا زالت قضيتنا حية، ونحن سنتواصل مع الكل، مع المجتمع المدني سواء الفلسطيني أو الدولي، سنتواصل مع المجتمع الدولي سواءً الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة.

نحن لدينا حق واضح تكفله كل الشرائع الدولية، نحن أخرجنا عنوة من مدينة القدس، ووجودنا فيها حق طبيعي لنا، لأنها أرض الآباء والأجداد، ولدنا فيها، وإن شاء الله سنموت فيها، لذلك سنواصل كفاحنا، ونواصل صراعنا مع المحتل، حتى تحقيق حقنا الطبيعي في وجودنا في القدس.

وحتى زوال الاحتلال، قد يكون هناك اعتداءات واعتقالات أخرى وقد يكون هناك محاولات اغتيال، والسجن عبارة عن محطة، والآن بدأت محطة جديدة، وأعتقد أن المحطة القادمة من العمل ستكون في مصلحة القضية الفلسطينية إن شاء الله.

ما المطلوب من الكل الفلسطيني لمؤازرتكم في العمل لكسر قرار إبعادكم عن المدينة المقدسة، حتى لا يعمل الاحتلال على تكرار هذا الإبعاد على المزيد من القيادات والمواطنين المقدسيين؟

أعتقد أن قضيتنا هي قضية المسجد الأقصى وقضية القدس وقضية المسلمين في كل أنحاء العالم، على الجميع العمل بكل السبل المتاحة، أعتقد أن إبعادنا عن مدينة القدس لن يكون النهاية، بل البداية لإبعاد الآلاف عن مدينة القدس، وهذا يشكل خطرا حقيقيا وتهديدا كبيرا على أهلنا هناك، وهذا يشكل خطرا حقيقيا على المسجد الأقصى الذي تستباح ساحاته كل يوم، من قبل المستوطنين.

إذا تم قرار الإبعاد، وتم السكوت عنه، ولم يكن هناك ردة فعل قوية من جانب الجميع والكل الفلسطيني، وهذا سيشجع الاحتلال على إبعاد آخرين، حتى تفرغ من أهلها وخاصة من جميع قياداتها التي دائماً تسعى إلى مواجهة الاحتلال، ومواجه مخططات تهويد مدينة القدس.

وبالتالي على الجميع العمل بشكل متسارع، هنالك خطة تهويد واضحة، أصبح التطبيق فيها في مراحله الأخيرة، ولابد من خطة طوارئ الآن، يكون العمل فيها بشكل سريع لمواجهة المخطط التهويدي في مدينة القدس.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية