أحسنتِ قراراً يا كتلة بيرزيت
حمزة إسماعيل أبوشنب
أعلنت الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت المشاركة في انتخابات مجلس الطلبة القادمة بعد مقاطعة لمدة عامين بسبب المضايقات من قبل الأجهزة الأمنية لسلطة رام الله ضد العديد من الطلاب المحسوبين على التيار الإسلامي، مما جعل الكتلة هناك تأخذ قرار المقاطعة خلال الفترة الماضية بالرغم من تحفظي على ذلك ولكن تبقى قيادة الكتلة هناك الأقدر على اتخاذ القرار المناسب.
هذا القرار يأتي بعد الاعتصام الذي أقامته الكتلة داخل حرم جامعة بيرزيت واستمر عدة أيام للمطالبة بوقف الاستدعاءات ضد أبناء الجامعة مما تسبب في تأخيرهم عن الفصول الدراسية والتخرج بسبب الملاحقة لهم من قبل الأجهزة الأمنية وقد نجح الاعتصام ومشروعية المطالب في إعادة إحياء نشاط الكتلة بين الطلاب ونتج عن هذا الاعتصام إصدار قرار بوقف ملاحقة الطلبة بسبب نشاطاتهم الطلابية.
قرار المشاركة يعيد إحياء الأجواء التنافسية بين الكتل الطلابية ويبث الأمل من جديد بإمكانية الوصول إلى نقطة التقاء تجمع الجميع حولها, ألا وهي إعادة الاعتبار للطالب وترك حرية الاختيار له في ظل جو ديمقراطي بالرغم من محاولة البعض دائماً إفساد هذه الأجواء الانتخابية من خلال ملاحقة والتضييق من قبل بعض عناصر الأجهزة الأمنية أو من خلال الوقوف مع طرف ضد طرف، وهذه الفئة لا يعجبها أن تشاهد الحراك الطلابي يتفاعل وينشط لذلك تحاول أن تفسده من أجل مصالح ضيقة كما جرى في انتخابات نقابة الصحفيين والتي كان من المقرر لها أن تكون عرساً وطنياً.
مثلت انتخابات النقابات والجامعات دائماً مؤشرا لدى التنظيمات الفلسطينية على مدى قبول برنامجها السياسي وطريقة إدارة الصراع والأفكار التي تطرحها على الجمهور، كون هذه الفئات تمثل شريحة هامة ومؤثرة على المستوى الجماهيري مما يجعل المنافسة فيها محتدمة وساخنة.
مشاركة الكتلة الإسلامية في الضفة الغربية في انتخابات جامعة بيرزيت خطوة في ملء الفراغ الذي تركته بسبب الظروف التي مرت بها, هذه المشاركة ستحفز باقي أبناء الكتلة في الضفة الغربية للمشاركة في الانتخابات الطلابية مما يعيد ويحيي دورها المطلوب منها.
وباعتقادي سواء كانت الانتخابات التي ستجري ستكون دون ملاحقات أو مضايقات من قبل عناصر الأجهزة الأمنية كما جرى التفاهم عليه أو كان العكس , وسواء فازت الكتلة في الانتخابات أو خسرت فالمشاركة في حد ذاتها إيجابية وستتمكن الكتلة من خلالها من إيصال الصوت وإعلاء الكلمة وعدم ترك الساحة خالية.
أتمنى أن ينجح العرس الديمقراطي في جامعة بيرزيت بمشاركة الكتلة الإسلامية وكافة الأطر الطلابية حتى تكون بداية العودة للحياة النقابية الحقيقة التي يتنافس فيها الجميع من أجل الطلبة ويسعى كل طرف ليقدم الأفضل ، وهذه دعوة لكافة الأطر سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة لتكون الجامعات هي البداية ثم النقابات حتى نصل لعرس ديمقراطي فلسطيني كبير يشارك فيه الجميع ، لذلك أقول أحسنت الكتلة عندما قررت أن تشارك.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية