خالد معالي
قضت السنن الكونية وطبيعة الأشياء أن تتزاحم وتتدافع الأحداث، رفضا للسكون وتحقيقا للعدالة الإلهية، بدفع الناس بعضهم بعضا ليعمر الكون، وتستمر الحياة. ولكي تستمر الحياة بسلاسة ورتابة؛ لابد من رواد لها وهم القلة القليلة ممن تميزوا بفن القيادة والريادة، وفهم عميق لطبيعة الصراعات.
"بهدلة" "نتنياهو" من قبل أردوغان هذه المرة لها انعكاساتها وتداعياتها الإيجابية على القضية الفلسطينية والسلبية لدولة الاحتلال، باعتراف الكتاب والمفكرين في دولة الاحتلال ورئيسة المعارضة فيها. "نتنياهو" ظن أنه فوق القانون بعد "بالمر" ونفش ريشه وصال وجال، فأتى أردوغان لينتف ريشه هذه المرة.
"نتنياهو" ظن للوهلة الأولى أن تركيا مثلها كمثل الدول العربية التي سرعان ما تذعن لتهديده ووعيده، إلا أن عنجهية "نتنياهو" وعجرفته أعمته هذه المرة عن التبصر في عواقب أفعاله وسوء نواياه.
قرارات أردوغان الأخيرة حول العلاقة مع دولة الاحتلال ستدفع حتما وتشجع قرارات أخرى كانت مترددة، سواء في تركيا أو في الدول العربية. الحالة هذه تشبه حالة سقوط نظام تونس الذي دفع باتجاه سقوط أنظمة دكتاتورية أخرى، فالأحداث تتدافع وتؤثر في بعضها وبنسب مختلفة حسب الزمان والمكان والظروف المحيطة.
عندما تتغلب الكرامة والعزة على حسابات الربح المادي، فإن الإنسان العادي يحيا بهدوء وطمأنينة، وهي أثمن بدرجات كبيرة من الحسابات المادية، ولا يعرف لذتها إلا من ذاق حلاوة تجربتها. وعندما تتغلب كرامة دولة وعزتها على حسابات الربح والخسارة؛ فعندها حق لها أن تسود ويعلو شأنها ين الأمم والشعوب.
مرحلة الدلال لدولة الاحتلال وتربعها على عرش البلطجة و"الزعرنة" في العالم آخذة في الأفول بفعل حماقة قياداتها، أمثال: "نتنياهو" و"باراك" و"ليبرمان". فبدل أن يعتذروا من جريمة قتل متضامنين عزل أتوا لمساندة شعب أعزل ومسالم يقتله الجوع والحصار والمرض؛ أخذتهم العزة بالإثم على شاكلة القيادات الدكتاتورية في الدول العربية، وأعمى الله بصيرتهم، ليقعوا في شرك العزلة الدولية الآخذة في الاتساع.
سواء زار أردوغان غزة في الأيام القادمة أم لم يزرها، فهو حقق عدة أهداف تكتيكية واستراتيجية لمجرد تصريحه بأنه يدرس هذه الزيارة مع مصر الشقيقة. لعل من تلك الأهداف هو فضحه عدم شرعية قتل وحصار شعب لمجرد أنه قاوم محتله ورفضه، وهو ما تجيزه الشرائع والقوانين الدولية التي وضعها الغرب "المنافق"، الذي لا يعرف غير لغة المصالح، لا لغة الحق والعدل.
ليس المطلوب في المرحلة الحالية أن نرفع من سقف توقعاتنا كثيرا من تركيا كأن ترسل جيشها لتحرير فلسطين، وتفك حصار غزة. وليس المطلوب من تركيا أن تكون فلسطينية أكثر من الفلسطينيين. يكفي الفلسطينيين أن يجدوا من يساندهم ويقف إلى جانبهم ويشد من عزمهم في الأوقات الحرجة، بعدما اكتفى إخوتهم في العروبة بالفرجة، وتركوهم وحيدين في الميدان يقارعون صلف "نتنياهو".
بالنسبة للفلسطينيين، فإن موقف تركيا المساند للقضية الفلسطينية، وإن كان مطلوبا، إلا أنهم يطالبون بالمزيد نظرا لحجم معاناتهم وتفرد "نتنياهو" بهم؛ فـ"الغريق يتعلق بقشة" كما قالت العرب قديما.
يرى العديد من المفكرين والكتاب أنه ليس المطلوب من تركيا أن تحارب عنا، ويرى آخرون أن "ما حك جلدك مثل ظفرك"؛ وبالتالي لا يمكن التعويل على دور تركيا، مع أن موقفها متقدم بخطوات كبيرة على دول عربية معروفة.
ولكننا نقول إن القدس هي لجميع المسلمين، وكما ساعدت دول الغرب في قيام دولة (إسرائيل) بالمال والسلاح؛ فإنه من واجب تركيا ومعها بقية الدول الإسلامية والعربية مساعدة الفلسطينيين في إقامة دولتهم، وكنس الاحتلال لمزابل التاريخ.
عندما تحترم القيادة التركية شعبها يحترمها شعبها، ووقتها تسير القيادة بخطى واثقة وثابتة، وتخوض الأهوال وتتخذ القرارات الجريئة على نار هادئة، وبشكل علمي، والتي تتبعها قرارات أكثر جرأة.
يمكن للكثيرين أن يعدوا أنفسهم زعماء وقيادات باتخاذ القرارات الارتجالية والانفعالية؛ ولكن قلة قليلة من القيادات تشكل أنموذجاً يحتذى به، ويشار لها بالبنان، ويذكرها التاريخ بخير، ومن بينها القائد رجب طيب أردوغان الذي لمثل قيادته الحكيمة والواعية فليتنافس المتنافسون...
"بهدلة" "نتنياهو" من قبل أردوغان هذه المرة لها انعكاساتها وتداعياتها الإيجابية على القضية الفلسطينية والسلبية لدولة الاحتلال، باعتراف الكتاب والمفكرين في دولة الاحتلال ورئيسة المعارضة فيها. "نتنياهو" ظن أنه فوق القانون بعد "بالمر" ونفش ريشه وصال وجال، فأتى أردوغان لينتف ريشه هذه المرة.
"نتنياهو" ظن للوهلة الأولى أن تركيا مثلها كمثل الدول العربية التي سرعان ما تذعن لتهديده ووعيده، إلا أن عنجهية "نتنياهو" وعجرفته أعمته هذه المرة عن التبصر في عواقب أفعاله وسوء نواياه.
قرارات أردوغان الأخيرة حول العلاقة مع دولة الاحتلال ستدفع حتما وتشجع قرارات أخرى كانت مترددة، سواء في تركيا أو في الدول العربية. الحالة هذه تشبه حالة سقوط نظام تونس الذي دفع باتجاه سقوط أنظمة دكتاتورية أخرى، فالأحداث تتدافع وتؤثر في بعضها وبنسب مختلفة حسب الزمان والمكان والظروف المحيطة.
عندما تتغلب الكرامة والعزة على حسابات الربح المادي، فإن الإنسان العادي يحيا بهدوء وطمأنينة، وهي أثمن بدرجات كبيرة من الحسابات المادية، ولا يعرف لذتها إلا من ذاق حلاوة تجربتها. وعندما تتغلب كرامة دولة وعزتها على حسابات الربح والخسارة؛ فعندها حق لها أن تسود ويعلو شأنها ين الأمم والشعوب.
مرحلة الدلال لدولة الاحتلال وتربعها على عرش البلطجة و"الزعرنة" في العالم آخذة في الأفول بفعل حماقة قياداتها، أمثال: "نتنياهو" و"باراك" و"ليبرمان". فبدل أن يعتذروا من جريمة قتل متضامنين عزل أتوا لمساندة شعب أعزل ومسالم يقتله الجوع والحصار والمرض؛ أخذتهم العزة بالإثم على شاكلة القيادات الدكتاتورية في الدول العربية، وأعمى الله بصيرتهم، ليقعوا في شرك العزلة الدولية الآخذة في الاتساع.
سواء زار أردوغان غزة في الأيام القادمة أم لم يزرها، فهو حقق عدة أهداف تكتيكية واستراتيجية لمجرد تصريحه بأنه يدرس هذه الزيارة مع مصر الشقيقة. لعل من تلك الأهداف هو فضحه عدم شرعية قتل وحصار شعب لمجرد أنه قاوم محتله ورفضه، وهو ما تجيزه الشرائع والقوانين الدولية التي وضعها الغرب "المنافق"، الذي لا يعرف غير لغة المصالح، لا لغة الحق والعدل.
ليس المطلوب في المرحلة الحالية أن نرفع من سقف توقعاتنا كثيرا من تركيا كأن ترسل جيشها لتحرير فلسطين، وتفك حصار غزة. وليس المطلوب من تركيا أن تكون فلسطينية أكثر من الفلسطينيين. يكفي الفلسطينيين أن يجدوا من يساندهم ويقف إلى جانبهم ويشد من عزمهم في الأوقات الحرجة، بعدما اكتفى إخوتهم في العروبة بالفرجة، وتركوهم وحيدين في الميدان يقارعون صلف "نتنياهو".
بالنسبة للفلسطينيين، فإن موقف تركيا المساند للقضية الفلسطينية، وإن كان مطلوبا، إلا أنهم يطالبون بالمزيد نظرا لحجم معاناتهم وتفرد "نتنياهو" بهم؛ فـ"الغريق يتعلق بقشة" كما قالت العرب قديما.
يرى العديد من المفكرين والكتاب أنه ليس المطلوب من تركيا أن تحارب عنا، ويرى آخرون أن "ما حك جلدك مثل ظفرك"؛ وبالتالي لا يمكن التعويل على دور تركيا، مع أن موقفها متقدم بخطوات كبيرة على دول عربية معروفة.
ولكننا نقول إن القدس هي لجميع المسلمين، وكما ساعدت دول الغرب في قيام دولة (إسرائيل) بالمال والسلاح؛ فإنه من واجب تركيا ومعها بقية الدول الإسلامية والعربية مساعدة الفلسطينيين في إقامة دولتهم، وكنس الاحتلال لمزابل التاريخ.
عندما تحترم القيادة التركية شعبها يحترمها شعبها، ووقتها تسير القيادة بخطى واثقة وثابتة، وتخوض الأهوال وتتخذ القرارات الجريئة على نار هادئة، وبشكل علمي، والتي تتبعها قرارات أكثر جرأة.
يمكن للكثيرين أن يعدوا أنفسهم زعماء وقيادات باتخاذ القرارات الارتجالية والانفعالية؛ ولكن قلة قليلة من القيادات تشكل أنموذجاً يحتذى به، ويشار لها بالبنان، ويذكرها التاريخ بخير، ومن بينها القائد رجب طيب أردوغان الذي لمثل قيادته الحكيمة والواعية فليتنافس المتنافسون...
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية