أسطول الحرية فكرة
د. يوسف رزقة
أتمت اللجان المشرفة على تسيير أسطول الحرية الثالث عملها. السفن المشاركة في الأسطول تحركت إلى البحر المتوسط قاصدة غزة المحاصرة. ثمة تأخر في الوصول و مواصلة الإبحار بسبب سرعة الرياح وارتفاع أمواج المتوسط. التأخير لا يتعارض مع الإرادة الفولاذية المصممة على الوصول إلى غزة، وتحقيق هدف التضامن مع سكانها ضد حصار ظالم امتد لتسع سنوات ومازال قائما؟!.
المشاركون في رحلة التضامن الإنسانية هذه ، هم شخصيات اعتبارية تعمل من أجل حقوق الإنسان ورفع الظلم، ومنهم برلمانيون، ووزراء سابقون، ونشطاء في مجال حقوق الإنسان، وقانونيون، وإعلاميون، وهؤلاء يحملون معهم مواد إغاثية بشكل رمزي، وليس لهم هدف غير تنبيه العالم وأصحاب القرار بضرورة رفع الحصار الظالم عن قطاع غزة.
أسطول الحرية الثالث لا يملك قوة عسكرية تمنع العدوان الإسرائيلي المحتمل على المشاركين في الرحلة. المشاركون في الرحلة لديهم علم مسبق بالأخطار المحتملة التي تعترض طريقهم إلى غزة، ومع ذلك فكلهم إصرار على إكمال مهمتهم، والوصول إلى أهدافهم الإنسانية. هم بلا شك على معرفة تامة بما حدث مع أسطول الحرية الذي قادته سفينة مرمرة التركية. وهم يعلمون أن دولة العدوان تهددهم وتتوعدهم بالمنع والاعتقال، وربما القتل أيضاً، ومع ذلك فهم مصرون على استكمال مهمتهم الإنسانية.
قادة هذه الرحلة الإنسانية طلبوا من بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة توفير حماية لهم، للوصول إلى غزة المحاصرة، ومنع عدوان البحرية الإسرائيلية عليهم، لا سيما وأن الأمين العام نفسه طلب من إسرائيل رفع الحصار المضروب على غزة، وطالبها بإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية. لا أتوقع أن يوفر الأمين العام حماية للنشطاء والأسطول، وأتوقع أن تعتدي دولة الاحتلال على الأسطول وتمنعه من الوصول إلى غزة، وربما تجر سفنه بالقوة العسكرية إلى ميناء أسدود.
هذا السيناريو المتوقع لن يفلّ من عزيمة المتضامنين، ولن يمنع سكان غزة من الاحتفال بالأسطول، وركوب البحر والسفن البدائية لاستقباله. قد لا يتحقق هدف رحلة أسطول الحرية بالنزول على تراب غزة، ولكن ما هو أهم سيتحقق حتى بالوصول وعدم الوصول، لأن أسطول الحرية فكرة، والأفكار لا يمكن اعتقالها، ولا يمكن حصارها، أو منعها من الانتشار، ولو كان ذلك ممكناً لمنعت نتائج أسطول مرمرة السفن غيرها من العودة المجددة لركوب البحر والتضامن مع غزة المحاصرة.
دولة العدوان والاحتلال تتصرف بغباء حين تمنع رحلة تضامن إنسانية من الوصول إلى غزة، لأن المنع عدوان يدل على غباء في صناعة القرار، والأفكار حتما ستنتصر، حتى وإن تعرض أصحابها إلى اعتداءات غاشمة. الفكرة التي يحملها أسطول الحرية الثالث هي فكرة تسكن كل أحرار العالم، ولا تقبل الأفكار الهزيمة أمام قوة السلاح، ومن ثم يمكن القول لحكومة نتنياهو إن منع الأسطول من الوصول إلى غزة هو علامة غباء وضعف في القرار عند السلطات الحاكمة في تل أبيب.
اتركوا السفن تصل إلى غزة. اتركوها تصل لكي تحقق رسالتها التي أبحرت مسافات طويلة من أجلها، اتركوها ولا تكونوا أغبياء كما كنتم مع مرمرة، السفينة التركية الأشهر في العالم.
د. يوسف رزقة
أتمت اللجان المشرفة على تسيير أسطول الحرية الثالث عملها. السفن المشاركة في الأسطول تحركت إلى البحر المتوسط قاصدة غزة المحاصرة. ثمة تأخر في الوصول و مواصلة الإبحار بسبب سرعة الرياح وارتفاع أمواج المتوسط. التأخير لا يتعارض مع الإرادة الفولاذية المصممة على الوصول إلى غزة، وتحقيق هدف التضامن مع سكانها ضد حصار ظالم امتد لتسع سنوات ومازال قائما؟!.
المشاركون في رحلة التضامن الإنسانية هذه ، هم شخصيات اعتبارية تعمل من أجل حقوق الإنسان ورفع الظلم، ومنهم برلمانيون، ووزراء سابقون، ونشطاء في مجال حقوق الإنسان، وقانونيون، وإعلاميون، وهؤلاء يحملون معهم مواد إغاثية بشكل رمزي، وليس لهم هدف غير تنبيه العالم وأصحاب القرار بضرورة رفع الحصار الظالم عن قطاع غزة.
أسطول الحرية الثالث لا يملك قوة عسكرية تمنع العدوان الإسرائيلي المحتمل على المشاركين في الرحلة. المشاركون في الرحلة لديهم علم مسبق بالأخطار المحتملة التي تعترض طريقهم إلى غزة، ومع ذلك فكلهم إصرار على إكمال مهمتهم، والوصول إلى أهدافهم الإنسانية. هم بلا شك على معرفة تامة بما حدث مع أسطول الحرية الذي قادته سفينة مرمرة التركية. وهم يعلمون أن دولة العدوان تهددهم وتتوعدهم بالمنع والاعتقال، وربما القتل أيضاً، ومع ذلك فهم مصرون على استكمال مهمتهم الإنسانية.
قادة هذه الرحلة الإنسانية طلبوا من بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة توفير حماية لهم، للوصول إلى غزة المحاصرة، ومنع عدوان البحرية الإسرائيلية عليهم، لا سيما وأن الأمين العام نفسه طلب من إسرائيل رفع الحصار المضروب على غزة، وطالبها بإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية. لا أتوقع أن يوفر الأمين العام حماية للنشطاء والأسطول، وأتوقع أن تعتدي دولة الاحتلال على الأسطول وتمنعه من الوصول إلى غزة، وربما تجر سفنه بالقوة العسكرية إلى ميناء أسدود.
هذا السيناريو المتوقع لن يفلّ من عزيمة المتضامنين، ولن يمنع سكان غزة من الاحتفال بالأسطول، وركوب البحر والسفن البدائية لاستقباله. قد لا يتحقق هدف رحلة أسطول الحرية بالنزول على تراب غزة، ولكن ما هو أهم سيتحقق حتى بالوصول وعدم الوصول، لأن أسطول الحرية فكرة، والأفكار لا يمكن اعتقالها، ولا يمكن حصارها، أو منعها من الانتشار، ولو كان ذلك ممكناً لمنعت نتائج أسطول مرمرة السفن غيرها من العودة المجددة لركوب البحر والتضامن مع غزة المحاصرة.
دولة العدوان والاحتلال تتصرف بغباء حين تمنع رحلة تضامن إنسانية من الوصول إلى غزة، لأن المنع عدوان يدل على غباء في صناعة القرار، والأفكار حتما ستنتصر، حتى وإن تعرض أصحابها إلى اعتداءات غاشمة. الفكرة التي يحملها أسطول الحرية الثالث هي فكرة تسكن كل أحرار العالم، ولا تقبل الأفكار الهزيمة أمام قوة السلاح، ومن ثم يمكن القول لحكومة نتنياهو إن منع الأسطول من الوصول إلى غزة هو علامة غباء وضعف في القرار عند السلطات الحاكمة في تل أبيب.
اتركوا السفن تصل إلى غزة. اتركوها تصل لكي تحقق رسالتها التي أبحرت مسافات طويلة من أجلها، اتركوها ولا تكونوا أغبياء كما كنتم مع مرمرة، السفينة التركية الأشهر في العالم.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية