أمن وحصار لا يلتقيان ... بقلم : إياد القرا

الجمعة 17 يناير 2014

أمن وحصار لا يلتقيان

إياد القرا

يعمل الاحتلال على فرض معادلة الأمن مقابل الأمن ، سواء كان عبر المفاوضات التي تجري مع السلطة في الضفة الغربية، أو محاولة فرض المعادلة ذاتها على حدود غزة بأن الأمن للاحتلال مقابل الأمن لقطاع غزة، مع عزل كافة العوامل الأخرى، وتجزئة الأرض الفلسطينية، حيث كل منطقة جغرافية قائمة بذاتها.

يتجاهل الاحتلال أن قطاع غزة يعيش أزمة اقتصادية قاسية نتيجة الحصار المشدد الذي يصل إلى درجة 100% بسبب هدم وإغلاق الأنفاق والمعابر من قبل السلطات المصرية منذ حزيران الماضي، وفي نفس الوقت يغلق الاحتلال كافة المعابر لوصول المساعدات الإنسانية فضلاً عن إدخال المواد الأساسية التي تساهم في تحريك عجلة الاقتصاد اليومي في غزة، واستمرار عمل المصانع والورش، إضافة إلى الأزمات المالية التي تعاني منها الحكومتان سواء في غزة أو الضفة الغربية وكذلك تلويح وتسريب وكالة الغوث حول اضطراب في صرف الرواتب.

التسريبات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة والتلويح بضربة لغزة، قد يكون جزء منها واقعياً نتيجة تآكل التهدئة لأسباب ترتبط بتهرب الاحتلال من كافة الالتزامات والتعهدات التي ترتبت على اتفاق التهدئة في نوفمبر 2012، ولم يبقَ منها شيء، و للتذكير فهي تشمل رفع الحصار كاملاً عن قطاع غزة، في حين أن حماس التزمت التزاماً شديداً بالتهدئة لأسباب تخصها بإعداد وتجهيز ذاتها لمرحلة انهيار التهدئة بالكامل.

الاحتلال يتحدث دوماً عن أمن مقابل أمن، و عَزَل عامل الحصار عن اعتباره جزءاً مهماً وأساسياً من العدوان والتضييق وخلق واقع اقتصادي يصعب السيطرة عليه بسبب الإجراءات الإسرائيلية المرتبطة بخلق أزمة اقتصادية أمام حماس وحكومتها في غزة يتسبب لها في أزمة علاقة مع المواطن، وقد حاولت حماس طوال الأشهر الماضية السيطرة على هذا الأمر وتقديم الكثير من المساعدات للتخفيف من وقع الحصار، لكن هذا النجاح لا يستمر مع توسيع الأزمة ووصولها الى أدق التفاصيل.

الحصار جزء مهم وأساسي من العدوان على غزة، وهو جزء من اتفاق التهدئة بين الجانبين ، وتهرب الاحتلال منه يعني لا أمن، و أن التصعيد القادم بأي وقت يتحمل مسؤوليته و ما يترتب عليه الاحتلال.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية