أهو خريف المشروع الصهيوني؟!
سري سمور
هل المشروع الصهيوني في فلسطين يعيش مرحلة تراجع وانهيار أم أن هذه مجرد أوهام وأمنيات واستنتاجات غير منطقية وتضخيم لأزمة عابرة؟هذه أسئلة مشروعة، ومن يعتقد أن الكيان ما زال يعيش مرحلة القدرة الفائقة والتفوق المطلق يستند إلى الاعتبارات الرئيسة التالية:-
أولا: لا تزال «إسرائيل» صاحبة القوة العسكرية المتفوقة في المنطقة وهي قوة تتجدد وتتطور باستمرار، بفضل الدعم الأمريكي، وبتطور الصناعات العسكرية التي يبيع الكيان منتجاتها وتقنياتها إلى دول عديدة في العالم، وإسرائيل بجيشها استطاعت فرض حقائق على الأرض وما زال جيشها ضامن لاستمرار ما فرض.
ثانيا: يتحكم اللوبي الصهيوني بقرار الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة، وخطاب الرئيس أوباما أمام المنظمات اليهودية ثم في الأمم المتحدة قبل أيام، وقبله خطابات بوش ومن قبله المؤيدة والداعمة بشكل مطلق لا لبس فيه للكيان أكبر دليل، سيما وأن الأمر لا يقف عند الخطابات والمواقف اللفظية؛ بل إن الأقوال تتبعها أفعال ومواقف سياسية وأمنية واقتصادية تسند الكيان حربا وسلما.
ثالثا: الأوضاع المحيطة بالكيان لم تستقر بعد ولم تحسم الثورات العربية خياراتها تجاه الكيان وطبيعة علاقتها به على الرغم من التحركات الأخيرة خاصة في مصر، بينما يعيش الكيان حالة من الاستقرار السياسي مقارنة بمحيطه العربي المضطرب.
رابعا: رغم أن المجتمع الإسرائيلي منقسم على نفسه بين العلمانيين والمتدينين، والشرقيين(السفارديم) والغربيين(الأشكناز) وبين الطبقات الاجتماعية المختلفة، والأحزاب السياسية المتناكفة إلا أن مظاهر تمزق واقتتال داخلية لم تظهر حتى الآن، بل إن الجميع المختلف متفق على خدمة الكيان ومؤسسته العسكرية وضمان تفوقه على العرب.
خامسا: تتصرف إسرائيل كدولة فوق كل قانون وأخيرا باتت الأمم المتحدة تشرعن لها قراراتها حسبما تسرب من تقرير بلمار الذي يعتبر الحصار المفروض على غزة قانونيا، وبالتالي فهو يبرر ضمنا جريمة الاعتداء على أسطول الحرية وقتل المواطنين الأتراك، فإسرائيل كانت وما تزال تتصرف بنوع من الدلال المغرور الذي يغذيه العالم؛ ويكفي أن لإسرائيل أسيرا واحدا هو في النهاية جندي محارب، بينما هي تحتجز آلاف الأسرى بعضهم مضى على اعتقاله أكثر من ثلاثين سنة دون أن تتحرك الضمائر وتقوم الدنيا وتقعد لإطلاق سراحهم، بينما يطالب كل زعماء وقادة الدول العظمى والكبرى وما بينهما بإطلاق سراح أسيرها «جلعاد شاليط» والذي بات كل العالم يحفظ اسمه، ولا يترك قادة هذه الدول مناسبة وإلا ويطالبون بإطلاق سراحه...دون قيد أو شرط!
بهذه الأمور وبغيرها يحاول البعض اقناعك بأن إسرائيل لازالت قوية ومنيعة وحصينة ولا تصدّع في بنيتها الأمنية والعسكرية ولا شيء يهددها ولا تعيش أي مأزق استراتيجي وأن ما يجري هذه الأيام هو زوبعة في فنجان ولن يؤثر عليها البتة.
التاريخ سيسجل
في خضم ضغط اللحظة وصعوبة الحالة، ونحن نرى إسرائيل تعيث في القدس تهويدا، وفي أرض الضفة استيطانا وتحاصر قطاع غزة، وتسعى لتشريد جزء من السكان، وتعتقل وتقتل وتعربد، بلا حسيب أو رقيب، يومئ المرء برأسه موافقا على أن إسرائيل تحتفظ بكامل قوتها وعنفوانها؛ وهذا أمر طبيعي لمن يعيش جزئيات وحيثيات محكومة لبراثن القوة المفرطة في ما هو في حالة ضعف وعجز خارجة عن الإرادة.
إلا أن التاريخ سيسجل هذه الأيام كمرحلة أزمة استراتيجية ومفصلية وتراجع كبير للكيان، فالتقييم النهائي يأخذ الأمور بكليّتها وبنظرة بانورامية، وليس باجتزاء أحداث ومعطيات بعينها.
عوامل الانهيار
هناك عوامل خمسة تسجل كانهيارات في كتلة الكيان الصلبة وبدايات تراجعه على مدى السنوات العشر الماضية وحتى اللحظة، وهي تتدحرج باطراد:-
1) الاندحار من جنوب لبنان: كان هذا الحدث مزلزلا للكيان حيث اضطر تحت ضغط المقاومة اللبنانية التي انتصرت عليه بالنقاط المتراكمة لا بالضربة القاضية؛ فاندحر جيش الاحتلال من الشريط المحتل في جنوب لبنان، وتفككت ميليشياته العميلة في أيار/مايو 2000 وذلك دون التزام من المقاومة أو الدولة اللبنانية بأي معاهدة أو اتفاق، مما هزّ الصورة التي رسمها الكيان لنفسه بأنه لا يقهر، وأنه قادر على تحويل الخسائر والهزائم-إذا حدثت- إلى مكاسب استراتيجية مثلما حوّل حرب 1973م إلى معاهدة كامب ديفيد التي أخرجت مصر من الصراع، فقد كان الوضع في لبنان على غير ما عهده الكيان منذ تأسيسه.
2) الاندحار عن غزة: بعد الانسحاب من الشريط المحتل في لبنان بشهور اندلعت انتفاضة الأقصى ضمن الملابسات المعروفة للجميع، وقد أسفرت عن انسحاب الاحتلال من قطاع غزة(كان يحتل 40% منه رغم اتفاق أوسلو) من جانب واحد، رغم أن شارون كان يتبجح بأن نيتساريم كتل أبيب، طبعا هناك من يرى أن الانسحاب من غزة «كارثة» لأنه قاد لاحقا للانقسام الفلسطيني المخطط له، ولأن الانسحاب من غزة تلته حملة استيطان مسعورة في الضفة الغربية، وللرد على فكرة الانسحاب بهدف الانقسام أسأل:أولو كان الوضع هادئا بلا مقاومة، هل كانوا يفكرون بالانسحاب أو تغيير مخططهم على النحو الذي تطرحون؟ أما بخصوص حملة الاستيطان في الضفة فهذا يعطي مؤشرا على أهمية معركة الضفة وتطهيرها من الاستيطان طبعا، إلا أن كل الحجج وحملات التشكيك لا تنفي أن الانسحاب من غزة هو انتصار للمقاومة الفلسطينية محدودة الإمكانيات متواضعة التسليح.
3) حرب لبنان(2006): يبدو أن الكيان حاول تغيير المعادلات وحقيقة اندحاره من موقعين في الشمال(لبنان) والجنوب(غزة) خلال سنوات خمس بعد احتلال دام سنوات طوال، فجاءت حرب لبنان لتحطم تماما فكرة التفوق العسكري الإسرائيلي وباتت كل المدن والتجمعات في مرمى صواريخ المقاومة التي باتت تهدد الكيان وترسم له قواعد اللعبة، وقد أدت الحرب إلى هزة زلزلت الكيان من جديد فعمد إلى إقالة قادة الحرب كعمير بيرتس ودان حالوتس مع إقراره أن أي معركة قادمة لن تكون مضمونة النتائج وقد تحتل المقاومة مناطق من جبال الجليل.
4) حرب الكوانيين ضد غزة(2008/2009):صمدت المقاومة في شريط ساحلي ضيق أمام آلة حرب مخيفة استخدمت الطائرات والبوارج والدبابات وصبت حمم النار والفسفور القاتلة على الناس والبيوت والمنشآت ولكن النتيجة كانت على غير ما رغبت القيادة الإسرائيلية؛ فلا هم استطاعوا استئصال وكسر حماس في غزة، ولا هم أعادوا شاليط حيا أو ميتا، ولا ضمنوا لأنفسهم وقف تطور المقاومة واستعدادها لجولات مقبلة.
5) الثورات العربية: يكفي ما يصرح به قادة الكيان من شتى المستويات السياسة والأمنية، وحسبنا أنهم اعترفوا أن نظام مبارك كان بمثابة الحارس الشخصي لهم، وقد أكد كتّاب ومحللون غربيون، ومنهم الأمريكي توماس فريدمان على حقيقة كون الثورات العربية لا تصب في مصلحة إسرائيل، بل تشكل على المدى المنظور خطرا شديدا عليها، وهذا ملموس بل إن أي قيادة عربية من الآن فصاعدا ستغير السياسة السابقة التي قامت على استرضاء إسرائيل لنيل رضا أمريكا، وستحاول استرضاء الشعوب بالتصلب في وجه إسرائيل.
مواقف جديدة
ما سبق يؤكد على مأزق إسرائيل المتواصل ويضاف له أنها خسرت تركيا حليفها الاستراتيجي لسنوات، والتي تصعّد من مواقفها ضد إسرائيل يوما بعد يوم، ولم تستطع إسرائيل –رغم دعم أمريكا وأوروبا- وقف التسلح الإيراني المتنامي كمّا ونوعا ولم يتراجع برنامج إيران النووي، أضف إلى ذلك تحذير الأمير تركي الفيصل رئيس المخابرات السعودية السابق لأمريكا من استخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع الدولة الفلسطينية، وموقف آخر، وأيضا من السعودية، بتحذير من يتعامل تجاريا مع إسرائيل وأنه معرض للسجن والتشهير، وكذلك تصريحات رئيس وزراء مصر عصام شرف عن لا قدسية اتفاقية كامب ديفيد، و تصريحات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأخيرة، وغيرها من المواقف الرسمية العربية التي استخدمت لغة جديدة لم نعهدها ربما منذ مدريد، ولنقارن هذه المواقف بما كان عليه الحال إبان حرب غزة مثلا، حيث ساد الاستخذاء المواقف الرسمية العربية، ويمكن أن نؤكد أن لا محور اعتدال عربي حاليا، فلا أحد يمالئ إسرائيل من العرب، ولو ظاهريا، وهي مواقف يبدو أنها ستتدحرج وتتواصل خلال العقد القادم، مما يعني فعلا أن خريف إسرائيل قد بدأ بالتزامن مع ربيع العرب
أولا: لا تزال «إسرائيل» صاحبة القوة العسكرية المتفوقة في المنطقة وهي قوة تتجدد وتتطور باستمرار، بفضل الدعم الأمريكي، وبتطور الصناعات العسكرية التي يبيع الكيان منتجاتها وتقنياتها إلى دول عديدة في العالم، وإسرائيل بجيشها استطاعت فرض حقائق على الأرض وما زال جيشها ضامن لاستمرار ما فرض.
ثانيا: يتحكم اللوبي الصهيوني بقرار الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة، وخطاب الرئيس أوباما أمام المنظمات اليهودية ثم في الأمم المتحدة قبل أيام، وقبله خطابات بوش ومن قبله المؤيدة والداعمة بشكل مطلق لا لبس فيه للكيان أكبر دليل، سيما وأن الأمر لا يقف عند الخطابات والمواقف اللفظية؛ بل إن الأقوال تتبعها أفعال ومواقف سياسية وأمنية واقتصادية تسند الكيان حربا وسلما.
ثالثا: الأوضاع المحيطة بالكيان لم تستقر بعد ولم تحسم الثورات العربية خياراتها تجاه الكيان وطبيعة علاقتها به على الرغم من التحركات الأخيرة خاصة في مصر، بينما يعيش الكيان حالة من الاستقرار السياسي مقارنة بمحيطه العربي المضطرب.
رابعا: رغم أن المجتمع الإسرائيلي منقسم على نفسه بين العلمانيين والمتدينين، والشرقيين(السفارديم) والغربيين(الأشكناز) وبين الطبقات الاجتماعية المختلفة، والأحزاب السياسية المتناكفة إلا أن مظاهر تمزق واقتتال داخلية لم تظهر حتى الآن، بل إن الجميع المختلف متفق على خدمة الكيان ومؤسسته العسكرية وضمان تفوقه على العرب.
خامسا: تتصرف إسرائيل كدولة فوق كل قانون وأخيرا باتت الأمم المتحدة تشرعن لها قراراتها حسبما تسرب من تقرير بلمار الذي يعتبر الحصار المفروض على غزة قانونيا، وبالتالي فهو يبرر ضمنا جريمة الاعتداء على أسطول الحرية وقتل المواطنين الأتراك، فإسرائيل كانت وما تزال تتصرف بنوع من الدلال المغرور الذي يغذيه العالم؛ ويكفي أن لإسرائيل أسيرا واحدا هو في النهاية جندي محارب، بينما هي تحتجز آلاف الأسرى بعضهم مضى على اعتقاله أكثر من ثلاثين سنة دون أن تتحرك الضمائر وتقوم الدنيا وتقعد لإطلاق سراحهم، بينما يطالب كل زعماء وقادة الدول العظمى والكبرى وما بينهما بإطلاق سراح أسيرها «جلعاد شاليط» والذي بات كل العالم يحفظ اسمه، ولا يترك قادة هذه الدول مناسبة وإلا ويطالبون بإطلاق سراحه...دون قيد أو شرط!
بهذه الأمور وبغيرها يحاول البعض اقناعك بأن إسرائيل لازالت قوية ومنيعة وحصينة ولا تصدّع في بنيتها الأمنية والعسكرية ولا شيء يهددها ولا تعيش أي مأزق استراتيجي وأن ما يجري هذه الأيام هو زوبعة في فنجان ولن يؤثر عليها البتة.
التاريخ سيسجل
في خضم ضغط اللحظة وصعوبة الحالة، ونحن نرى إسرائيل تعيث في القدس تهويدا، وفي أرض الضفة استيطانا وتحاصر قطاع غزة، وتسعى لتشريد جزء من السكان، وتعتقل وتقتل وتعربد، بلا حسيب أو رقيب، يومئ المرء برأسه موافقا على أن إسرائيل تحتفظ بكامل قوتها وعنفوانها؛ وهذا أمر طبيعي لمن يعيش جزئيات وحيثيات محكومة لبراثن القوة المفرطة في ما هو في حالة ضعف وعجز خارجة عن الإرادة.
إلا أن التاريخ سيسجل هذه الأيام كمرحلة أزمة استراتيجية ومفصلية وتراجع كبير للكيان، فالتقييم النهائي يأخذ الأمور بكليّتها وبنظرة بانورامية، وليس باجتزاء أحداث ومعطيات بعينها.
عوامل الانهيار
هناك عوامل خمسة تسجل كانهيارات في كتلة الكيان الصلبة وبدايات تراجعه على مدى السنوات العشر الماضية وحتى اللحظة، وهي تتدحرج باطراد:-
1) الاندحار من جنوب لبنان: كان هذا الحدث مزلزلا للكيان حيث اضطر تحت ضغط المقاومة اللبنانية التي انتصرت عليه بالنقاط المتراكمة لا بالضربة القاضية؛ فاندحر جيش الاحتلال من الشريط المحتل في جنوب لبنان، وتفككت ميليشياته العميلة في أيار/مايو 2000 وذلك دون التزام من المقاومة أو الدولة اللبنانية بأي معاهدة أو اتفاق، مما هزّ الصورة التي رسمها الكيان لنفسه بأنه لا يقهر، وأنه قادر على تحويل الخسائر والهزائم-إذا حدثت- إلى مكاسب استراتيجية مثلما حوّل حرب 1973م إلى معاهدة كامب ديفيد التي أخرجت مصر من الصراع، فقد كان الوضع في لبنان على غير ما عهده الكيان منذ تأسيسه.
2) الاندحار عن غزة: بعد الانسحاب من الشريط المحتل في لبنان بشهور اندلعت انتفاضة الأقصى ضمن الملابسات المعروفة للجميع، وقد أسفرت عن انسحاب الاحتلال من قطاع غزة(كان يحتل 40% منه رغم اتفاق أوسلو) من جانب واحد، رغم أن شارون كان يتبجح بأن نيتساريم كتل أبيب، طبعا هناك من يرى أن الانسحاب من غزة «كارثة» لأنه قاد لاحقا للانقسام الفلسطيني المخطط له، ولأن الانسحاب من غزة تلته حملة استيطان مسعورة في الضفة الغربية، وللرد على فكرة الانسحاب بهدف الانقسام أسأل:أولو كان الوضع هادئا بلا مقاومة، هل كانوا يفكرون بالانسحاب أو تغيير مخططهم على النحو الذي تطرحون؟ أما بخصوص حملة الاستيطان في الضفة فهذا يعطي مؤشرا على أهمية معركة الضفة وتطهيرها من الاستيطان طبعا، إلا أن كل الحجج وحملات التشكيك لا تنفي أن الانسحاب من غزة هو انتصار للمقاومة الفلسطينية محدودة الإمكانيات متواضعة التسليح.
3) حرب لبنان(2006): يبدو أن الكيان حاول تغيير المعادلات وحقيقة اندحاره من موقعين في الشمال(لبنان) والجنوب(غزة) خلال سنوات خمس بعد احتلال دام سنوات طوال، فجاءت حرب لبنان لتحطم تماما فكرة التفوق العسكري الإسرائيلي وباتت كل المدن والتجمعات في مرمى صواريخ المقاومة التي باتت تهدد الكيان وترسم له قواعد اللعبة، وقد أدت الحرب إلى هزة زلزلت الكيان من جديد فعمد إلى إقالة قادة الحرب كعمير بيرتس ودان حالوتس مع إقراره أن أي معركة قادمة لن تكون مضمونة النتائج وقد تحتل المقاومة مناطق من جبال الجليل.
4) حرب الكوانيين ضد غزة(2008/2009):صمدت المقاومة في شريط ساحلي ضيق أمام آلة حرب مخيفة استخدمت الطائرات والبوارج والدبابات وصبت حمم النار والفسفور القاتلة على الناس والبيوت والمنشآت ولكن النتيجة كانت على غير ما رغبت القيادة الإسرائيلية؛ فلا هم استطاعوا استئصال وكسر حماس في غزة، ولا هم أعادوا شاليط حيا أو ميتا، ولا ضمنوا لأنفسهم وقف تطور المقاومة واستعدادها لجولات مقبلة.
5) الثورات العربية: يكفي ما يصرح به قادة الكيان من شتى المستويات السياسة والأمنية، وحسبنا أنهم اعترفوا أن نظام مبارك كان بمثابة الحارس الشخصي لهم، وقد أكد كتّاب ومحللون غربيون، ومنهم الأمريكي توماس فريدمان على حقيقة كون الثورات العربية لا تصب في مصلحة إسرائيل، بل تشكل على المدى المنظور خطرا شديدا عليها، وهذا ملموس بل إن أي قيادة عربية من الآن فصاعدا ستغير السياسة السابقة التي قامت على استرضاء إسرائيل لنيل رضا أمريكا، وستحاول استرضاء الشعوب بالتصلب في وجه إسرائيل.
مواقف جديدة
ما سبق يؤكد على مأزق إسرائيل المتواصل ويضاف له أنها خسرت تركيا حليفها الاستراتيجي لسنوات، والتي تصعّد من مواقفها ضد إسرائيل يوما بعد يوم، ولم تستطع إسرائيل –رغم دعم أمريكا وأوروبا- وقف التسلح الإيراني المتنامي كمّا ونوعا ولم يتراجع برنامج إيران النووي، أضف إلى ذلك تحذير الأمير تركي الفيصل رئيس المخابرات السعودية السابق لأمريكا من استخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع الدولة الفلسطينية، وموقف آخر، وأيضا من السعودية، بتحذير من يتعامل تجاريا مع إسرائيل وأنه معرض للسجن والتشهير، وكذلك تصريحات رئيس وزراء مصر عصام شرف عن لا قدسية اتفاقية كامب ديفيد، و تصريحات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأخيرة، وغيرها من المواقف الرسمية العربية التي استخدمت لغة جديدة لم نعهدها ربما منذ مدريد، ولنقارن هذه المواقف بما كان عليه الحال إبان حرب غزة مثلا، حيث ساد الاستخذاء المواقف الرسمية العربية، ويمكن أن نؤكد أن لا محور اعتدال عربي حاليا، فلا أحد يمالئ إسرائيل من العرب، ولو ظاهريا، وهي مواقف يبدو أنها ستتدحرج وتتواصل خلال العقد القادم، مما يعني فعلا أن خريف إسرائيل قد بدأ بالتزامن مع ربيع العرب
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية