أوباما مرتبك.. لكن التدخل وارد
عبد الباري عطوان
من يتابع تصريحات المسؤولين الامريكيين والبريطانيين حول الاسلحة الكيماوية السورية، واستخدام النظام ‘المحدود’ لها ضد معارضيه، ويقارنها بنظيراتها التي صدرت قبيل ارسال عشرات الآلاف من الجنود لغزو العراق واحتلاله، يخرج بانطباع واضح بأن هناك مخططا أمريكيا جاهزا للتدخل عسكريا في سورية بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
الرئيس باراك اوباما يتقمص هذه الايام دور سلفه الرئيس جورج بوش، بل ويكرر تصريحاته نفسها ولكن تجاه سورية هذه المرة، في تعبئة واضحة للرأي العام الأمريكي لدعم خطوته العسكرية القادمة.
البيت الابيض قال بالأمس انه يملك ادلة قاطعة على استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية ضد شعبه، وسارعت الحكومة البريطانية إلى تأكيد امتلاكها لأدلة أقوى جرى التوصل إليها من تحليل عينة للتربة من موقع قرب دمشق، ومن فحص اصابات بعض الضحايا من قبل باحثين متخصصين.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو حول السيناريو الذي ستتبعه الإدارة الأمريكية وحلفاؤها لتجريم النظام السوري أولا، والتأكد من أنه اخترق ‘الخطوط الحمراء’ ثانيا وطبيعة التدخل العسكري واحتمالاته ثالثا.
من الصعب علينا التكهن بطبيعة هذا السيناريو، والجانب العسكري منه على وجه الخصوص، لكن ما يمكننا التأكد منه ان اجهزة الاستخبارات الامريكية والبريطانية بارعة في فبركة الأدلة والأسانيد حول أسلحة الدمار الشامل البيولوجية والكيماوية، مثلما هي بارعة في تسويقها إلى الرأي العام العالمي، ولنا في تجربة العراق خير مثال.
توني بلير رئيس وزراء بريطانيا وقف امام البرلمان ملوحا بملف يدعي فيه انه يملك ادلة على قدرة النظام العراقي على تجهيز اسلحة الدمار الشامل في اقل من 45 دقيقة، اما كولن باول وزير الخارجية الامريكي الاسبق فوقف في مجلس الامن ملوحا بصور معامل النظام العراقي الكيماوية المتحركة لنكتشف ان الاثنين يكذبان، ولم يتردد الثاني عن الاعتذار عن اكذوبته، بينما ما زال الأول يكابر.
بالأمس قال أوباما إن استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية سيغير قواعد اللعبة، وقال إنه لا يمكن الوقوف مكتوفي الأيدي والسماح بالاستخدام الممنهج لأسلحة مثل الأسلحة الكيماوية.
أوباما متردد، فتارة يقول المتحدث باسم البيت الابيض إن الأدلة قوية حول استخدام النظام لأسلحة الدمار الشامل، وتارة أخرى يقول هو بنفسه إنه يريد تحقيقا شاملا للتوصل إلى نتائج حاسمة. وهذا التردد مبعثه الخوف من النتائج.
الرئيس الأمريكي يدرك جيدا أن النظام السوري لا يقف وحده، وأن هناك قوى كبرى تدعمه، بعضها اقليمية مثل ايران، وبعضها دولية مثل روسيا والصين ودول البريكس، والتدخل العسكري ليس مضمون النتائج.
لم يفاجئنا قول خبراء عسكريين في سورية في تصريحات لهذه الصحيفة بأن الرد السوري على أي تدخل أمريكي أو إسرائيلي سيكون بضرب تجمعات وقواعد أمريكية في الأردن بالصواريخ المتوسطة المدى، فالنظام السوري يدرك جيدا أن رأسه هو المطلوب ولذلك لن يتورع عن استخدام كل ما في جعبته من أسلحة ضد من يريدون اطاحته.
في جميع الأحوال الأزمة السورية تنزلق إلى هاوية الحرب وبسرعة أكبر مما تتوقع اطرافها
عبد الباري عطوان
من يتابع تصريحات المسؤولين الامريكيين والبريطانيين حول الاسلحة الكيماوية السورية، واستخدام النظام ‘المحدود’ لها ضد معارضيه، ويقارنها بنظيراتها التي صدرت قبيل ارسال عشرات الآلاف من الجنود لغزو العراق واحتلاله، يخرج بانطباع واضح بأن هناك مخططا أمريكيا جاهزا للتدخل عسكريا في سورية بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
الرئيس باراك اوباما يتقمص هذه الايام دور سلفه الرئيس جورج بوش، بل ويكرر تصريحاته نفسها ولكن تجاه سورية هذه المرة، في تعبئة واضحة للرأي العام الأمريكي لدعم خطوته العسكرية القادمة.
البيت الابيض قال بالأمس انه يملك ادلة قاطعة على استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية ضد شعبه، وسارعت الحكومة البريطانية إلى تأكيد امتلاكها لأدلة أقوى جرى التوصل إليها من تحليل عينة للتربة من موقع قرب دمشق، ومن فحص اصابات بعض الضحايا من قبل باحثين متخصصين.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو حول السيناريو الذي ستتبعه الإدارة الأمريكية وحلفاؤها لتجريم النظام السوري أولا، والتأكد من أنه اخترق ‘الخطوط الحمراء’ ثانيا وطبيعة التدخل العسكري واحتمالاته ثالثا.
من الصعب علينا التكهن بطبيعة هذا السيناريو، والجانب العسكري منه على وجه الخصوص، لكن ما يمكننا التأكد منه ان اجهزة الاستخبارات الامريكية والبريطانية بارعة في فبركة الأدلة والأسانيد حول أسلحة الدمار الشامل البيولوجية والكيماوية، مثلما هي بارعة في تسويقها إلى الرأي العام العالمي، ولنا في تجربة العراق خير مثال.
توني بلير رئيس وزراء بريطانيا وقف امام البرلمان ملوحا بملف يدعي فيه انه يملك ادلة على قدرة النظام العراقي على تجهيز اسلحة الدمار الشامل في اقل من 45 دقيقة، اما كولن باول وزير الخارجية الامريكي الاسبق فوقف في مجلس الامن ملوحا بصور معامل النظام العراقي الكيماوية المتحركة لنكتشف ان الاثنين يكذبان، ولم يتردد الثاني عن الاعتذار عن اكذوبته، بينما ما زال الأول يكابر.
بالأمس قال أوباما إن استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية سيغير قواعد اللعبة، وقال إنه لا يمكن الوقوف مكتوفي الأيدي والسماح بالاستخدام الممنهج لأسلحة مثل الأسلحة الكيماوية.
أوباما متردد، فتارة يقول المتحدث باسم البيت الابيض إن الأدلة قوية حول استخدام النظام لأسلحة الدمار الشامل، وتارة أخرى يقول هو بنفسه إنه يريد تحقيقا شاملا للتوصل إلى نتائج حاسمة. وهذا التردد مبعثه الخوف من النتائج.
الرئيس الأمريكي يدرك جيدا أن النظام السوري لا يقف وحده، وأن هناك قوى كبرى تدعمه، بعضها اقليمية مثل ايران، وبعضها دولية مثل روسيا والصين ودول البريكس، والتدخل العسكري ليس مضمون النتائج.
لم يفاجئنا قول خبراء عسكريين في سورية في تصريحات لهذه الصحيفة بأن الرد السوري على أي تدخل أمريكي أو إسرائيلي سيكون بضرب تجمعات وقواعد أمريكية في الأردن بالصواريخ المتوسطة المدى، فالنظام السوري يدرك جيدا أن رأسه هو المطلوب ولذلك لن يتورع عن استخدام كل ما في جعبته من أسلحة ضد من يريدون اطاحته.
في جميع الأحوال الأزمة السورية تنزلق إلى هاوية الحرب وبسرعة أكبر مما تتوقع اطرافها
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية