أوباما وإضراب الأسرى ... بقلم : محمد ياسين

الجمعة 15 مارس 2013

أوباما وإضراب الأسرى

محمد ياسين

بخلاف فترة رئاسته الأولى التي استهلها بزيارة مصر ووجه كلمة للعالم الإسلامي من على منبر جامعة القاهرة، مردداً جملة من الشعارات البراقة حول العلاقة مع المسلمين والحرص عليها، يستهل الرئيس الأمريكي باراك أوباما فترة ولايته الثانية والأخيرة بزيارة لإسرائيل في رسالة بالغة الوضوح وبلا أقنعة عن حقيقة مواقفه المنحازة والداعمة بشكل أعمى لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

واهم سيد أوباما إن اعتقد أن الشعوب العربية والإسلامية عولت كثيراً على الشعارات الرنانة والكلمات المنمقة التي استخدمها في خطابه للعالم الإسلامي وقتذاك، فكما يقول المثل: "اسمع كلامك أصدقك ..أشوف أمورك استعجب"، إذ أن الدعم الأمريكي غير المحدود لعدو الأمة الأول متمثلاً في الاحتلال الإسرائيلي لا يدع مجالاً للانخداع بحقيقة المواقف الأمريكية، فضلاً عن أن صور العدوان الأمريكي ذاته على البلاد العربية والإسلامية في أكثر من مكان حاضرة بقوة في الأذهان.

تقول الولايات المتحدة الأمريكية إنها راعية لحقوق الإنسان، وتقول إنها حامية حمى الديمقراطية في العالم، كما تقول إنها بلاد الحريات، ولها أن تقول أكثر من ذلك، غير أن واقع الحال يقول غير ذلك، فأين موقف الإدارة الأمريكية من إضراب بعض الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إذ جاوز بعضهم الـ 200 يوم في الإضراب ولم نسمع للإدارة الأمريكية صوتاً !، ولماذا تقف الإدارة الأمريكية ضد خيار الشعب الفلسطيني الديمقراطي متمثلاً بما أفرزته صناديق الاقتراع قبل عدة سنوات في مناطق السلطة الفلسطينية ؟، ولماذا تعطل الإدارة الأمريكية إتمام المصالحة الفلسطينية ؟ ولماذا ولماذا؟ .

لا جديد في الأسئلة، لكن من المهم طرحها الآن وقرع أذني الرئيس الأمريكي بها لئلا يسرف كثيراً في الحديث عن الاستقرار والسلام في المنطقة بينما يخنق الحصار الظالم أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة منذ عدة سنوات، وبينما ترزح الضفة الغربية تحت نير احتلال بغيض يكتم الأنفاس ويقطع الأوصال، فلن تخدع الكلمات البراقة وصور اللقاءات الباسمة أصغر طفل فلسطيني يتابع بقلق وضع الأسرى داخل سجون الاحتلال.

تأتي سيد أوباما إلى المنطقة على وقع الآهات المكتومة التي فجرها استشهاد الأسير عرفات جرادات في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد اعتقال دام أسبوع واحد فقط، أكرر أسبوع واحد فقط سيد أوباما، أتعلم ماذا يعني ذلك، ببساطة أنه رأى من أصناف التعذيب ما عجز جسده الطاهر وروحه البريئة عن تحمله ففاضت لبارئها تشكو ظلم الظالمين.

ودعني أخبرك شيئاً آخر، فبالأمس قتل جنود الاحتلال الإسرائيلي برصاصهم الغادر زميلاً لي في المهنة، إنه محمود الطيطي، شاب في مقتبل العمر، أتراك سمعت عنه ؟!، وإن سمعت هل تألمت لإزهاق روحه البريئة من قبل المستوطنين دون اكتراث ؟!.

سيد أوباما، وفر الكلمات، واختصر في المعاني، ولا تخدع نفسك أكثر، فعيوننا نحو الأسرى ونحو القدس وفلسطين كل فلسطين ترنو.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية