أين اختفت لجان المصالحة ؟
د.عصام شاور
تجاوزنا الموعد الذي توافقت كل من فتح وحماس عليه لتتشكل بعده حكومة التكنوقراط الانتقالية، فـ "26" يناير قد ولى بعد الفشل الذي منيت به المفاوضات الاستكشافية في عمان مع العدو الصهيوني باعتراف صريح من السيد رئيس السلطة محمود عباس، ولكن ليس هناك من إرهاصات تدل على اقتراب تشكيل الحكومة العتيدة، بل على العكس فلم نعد نسمع بلجان المصالحة بمختلف تخصصاتها والتي وعدت بتنفيذ بنود المصالحة أو بعض منها على مراحل، فالأيام الثلاثة التي تلت الاتفاق، ومنتصف يناير ونهايته كانت مواعيد محددة لإنجازات اللجان، ولكن أي من تلك الإنجازات لم يظهر.
بعد يومين تنتهي المدة المحددة لتشكيل الحكومة الانتقالية، وبعد أربعة أيام تكون المدة اللازمة لإجراء انتخابات في أيار غير كافية وكلما مر الوقت استحال إجراؤها في الموعد المحدد ويتوجب تحديد موعد آخر وهذا يعني المزيد من فرص الاختلاف والعودة إلى المربع الأول وخاصة أننا نشهد تراجعا مضطرداً فيما اتفق عليه وفي مشاعر الود التي انبثقت عن اجتماع عباس_مشعل الأخير، فنحن نسير عشرات الخطوات إلى الخلف مقابل كل خطوة إلى الأمام.
في هذه الأجواء الضبابية فإننا نتمنى على مسئولي لجان المصالحة والمراقبين إطلاع الشعب الفلسطيني على ما يدور في الخفاء، فهل هناك تراجع عن المصالحة أم أن تعليق الأمور يريح جميع الأطراف؟ وإن لم يكن الأمر كذلك فما هي حقيقة ما يحدث. ومن حق الشعب أن يعرف من الذي يعطل المصالحة وما هي مبررات التعطيل، أسئلة كثير تحير المجتمع الفلسطيني المتعطش للوحدة الوطنية.
في الماضي لم نكن نعتمد على الوسيط المصري لعدم نزاهته، ولكن الوضع تغير بعد الثورة ولذلك فإننا نأمل أن يتدخل الراعي المصري النزيه لحل الإشكالات أو حتى "المعضلات" العالقة بين الإخوة في الفصائل الفلسطينية طالما عجزوا عن تدبر أمرهم، ويا حبذا أن تكون الخطوة الأولى تشكيل الحكومة الانتقالية التي تعتبر العنوان الأبرز لانتهاء حالة الانقسام، ومن خلالها تكون الوحدة وتكون الانطلاقة للإصلاح الشامل على جميع المستويات، ولكننا نعود ونقول بأننا ما زلنا ننتظر الخطوة الأولى..فمتى تكون؟
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية