(إسرائيل) تتهيأ للحرب القادمة.. ولا تريدها
د. عدنان أبو عامر
تنهمك الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية، وبجانبها مراكز البحوث والدراسات، ودوائر صنع القرار برسم صورة أولية لشكل الحرب القادمة، التي قد تجد نفسها مضطرة لها، أو مبادرة إليها، في أي من الجبهات الساخنة المتوقعة.
وترى هذه الأوساط أن الكوابيس الأشد لإسرائيل المتعلقة بالحرب المقبلة، تلك التي ستشهد سقوط صواريخ على مقر وزارة الجيش في تل أبيب، وما قد تسفر عنه التطورات في سوريا لقيام تنظيمات جهادية تابعة للقاعدة باختطاف ضابط على حدود الجولان.
لكن أي صورة تقريبية للحرب القادمة لإسرائيل، يتطلب تحديد أهم التطورات المؤثرة في المنطقة، بينها:
1- إبرام تسوية مع السلطة الفلسطينية.
2- أثر النشاط المصري في سيناء على تهريب الأسلحة لقطاع غزة.
3- نجاح الحكومة اللبنانية في محاولتها فرض سيطرتها على أراضيها.
وفي فضاء مشوش كهذا، يعتقد الإسرائيليون أن عليهم التأكد من نوايا أعدائهم في ضوء الأفعال والنتائج، وليس فقط وفق التصريحات، كما حصل في الموضوع السوري والسلاح الكيماوي، واحتمال وقف التعاظم النووي في إيران، خاصة وأنّ قدرات "العدو" موجودة هنا فعلاً وقريبة، وهذه المنظمات الجهاديّة تمتلك قدرات لا تمتلكها دول، في الحجم والقوة والنوعية والدقة.
ويستعرض الإسرائيليون جملة من السيناريوهات المتوقّعة كونها الصاعق الذي سيفجر الحرب القادمة، وتشمل هجوماً بصواريخ من طراز "لاو" على دوريّة عاديّة للجيش تقوم بعمليّة تمشيط اعتيادّية على امتداد الحدود مع سوريا، وعند ذلك، تتّم مهاجمتها بالصواريخ، مع وصول جيب عسكريّ تابع لتنظيم "القاعدة" يكثف من الهجوم على أفراد الدوريّة، ليتم في نهاية المطاف أسر الجنود، واقتيادهم داخل الأراضي السوريّة، ورغم أنّ هذا السيناريو ليس مبنياً أوْ معتمداً على معلومات مخابراتيّة، لكنّه ليس خيالياً.
وبموازاة ذلك، سيقوم تنظيم آخر بإطلاق الصواريخ باتجاه جنوب (إسرائيل) من شبه جزيرة سيناء، وتحديداً ستُوجّه الصواريخ لمدينة إيلات، الواقعة في أقصى الجنوب، إضافة لتوجه المئات من عناصر حركة حماس في قطاع غزة لمعبر "إيرز" والشريط الحدوديّ.
وعلى الجبهة الضفاوية، ستقوم بعض الخلايا أو الأفراد بمحاولة الدخول للمستوطنات لتنفيذ عمليات فدائيّة، ولن يتوقّف الأمر بحسب السيناريو المتوقّع عن هذا الحد، بل سيبدأ أيضاً هجوماً الكترونياً "حرب السايبر"، ضدّ منظومات الحواسيب المدنيّة والعسكريّة لخلق أخطاء، وسيعملون على توجيه رسائل مغلوطة لسكّان (إسرائيل).
أكثر من ذلك، فإن يوماً من هذا القبيل، يُمكن أنْ يبدأ عن طريق واحد من الاحتمالات التالية: إصابة مبنى هيئة الأركان العامّة في "تل أبيب" بصاروخ دقيق جداً، هجوم سايبريّ، سيؤدّي لتعطيل جميع الشارات الضوئيّة في (إسرائيل)، عملية فدائيّة على مستوطنة قريبة من الحدود.
وبالتالي ستكون (إسرائيل) أمام حرب شفافة متعددة الجبهات، تقوم جميع قنوات التلفزيون في العالم ببثها بشكل مباشر، وستشمل مظاهرات ستندلع بمختلف أنحاء العالم ضد (إسرائيل)، ومن شأن المنظر الطبيعيّ الخلاب في هضبة الجولان أو الضفة الغربية أن يتحول خلال لحظات إلى ميدان قتال ينزف دماً، ويشتعل ناراً، وتتصاعد منه أعمدة الدخان.
وبالتالي، فإن هذا الأمر يُلزم قيادة الجيش الإسرائيلي أنْ تأمر بتفعيل أكبر قوة من النيران تجاه الأعداء، والأخذ بالحسبان الاعتبارات الإستراتيجيّة، وعندها ستنقلب الساعة الرمليّة للدولة لتدفع كل ساعة ثمناً باهظاً في حرب دمويّة، مما يُحتّم على الجيش حسمها بسرعة، من خلال قدراته واستعداداته.
ويجب أن تكون حركة الجيش سريعة لعدم وجود هامش كبير في المجال الأمني، والخطأ هنا غير مسموح به، كون النتائج ستكون سلبيّة، كما أن وسائل الدفاع يجب أن تكون فعالة جداً لإعطاء المجال والفرصة الأكبر للعمليات الهجومية، لمواجهة هذه الهجمات المختلفة، مما سيسمح للجيش بتنفيذ عمليات هجوميّة لها فاعلية كبيرة، وتأثير في هذه الحرب.
أخيراً.... في ظل هذه التهديدات المحيطة بإسرائيل، هناك حاجة ملحة للتفكير بشكل جديد كلياً، في مفاهيم الردع، لأن السيناريوهات الأكثر تفاؤلاً لدى المؤسسة العسكرية، ترى أنه في حال عملت الأنظمة الاعتراضية ضد الصواريخ، وبشكل كامل، فلن تكون قادرة على مواجهة آلاف الصواريخ يومياً، وبالتالي فإنّ أعداداً كبيرة منها ستسقط على الجبهة الداخلية المدنيّة، خاصة وأنّ جميع أعداء (إسرائيل) من كل الجبهات قادرون على استهداف كل نقطة فيها!
د. عدنان أبو عامر
تنهمك الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية، وبجانبها مراكز البحوث والدراسات، ودوائر صنع القرار برسم صورة أولية لشكل الحرب القادمة، التي قد تجد نفسها مضطرة لها، أو مبادرة إليها، في أي من الجبهات الساخنة المتوقعة.
وترى هذه الأوساط أن الكوابيس الأشد لإسرائيل المتعلقة بالحرب المقبلة، تلك التي ستشهد سقوط صواريخ على مقر وزارة الجيش في تل أبيب، وما قد تسفر عنه التطورات في سوريا لقيام تنظيمات جهادية تابعة للقاعدة باختطاف ضابط على حدود الجولان.
لكن أي صورة تقريبية للحرب القادمة لإسرائيل، يتطلب تحديد أهم التطورات المؤثرة في المنطقة، بينها:
1- إبرام تسوية مع السلطة الفلسطينية.
2- أثر النشاط المصري في سيناء على تهريب الأسلحة لقطاع غزة.
3- نجاح الحكومة اللبنانية في محاولتها فرض سيطرتها على أراضيها.
وفي فضاء مشوش كهذا، يعتقد الإسرائيليون أن عليهم التأكد من نوايا أعدائهم في ضوء الأفعال والنتائج، وليس فقط وفق التصريحات، كما حصل في الموضوع السوري والسلاح الكيماوي، واحتمال وقف التعاظم النووي في إيران، خاصة وأنّ قدرات "العدو" موجودة هنا فعلاً وقريبة، وهذه المنظمات الجهاديّة تمتلك قدرات لا تمتلكها دول، في الحجم والقوة والنوعية والدقة.
ويستعرض الإسرائيليون جملة من السيناريوهات المتوقّعة كونها الصاعق الذي سيفجر الحرب القادمة، وتشمل هجوماً بصواريخ من طراز "لاو" على دوريّة عاديّة للجيش تقوم بعمليّة تمشيط اعتيادّية على امتداد الحدود مع سوريا، وعند ذلك، تتّم مهاجمتها بالصواريخ، مع وصول جيب عسكريّ تابع لتنظيم "القاعدة" يكثف من الهجوم على أفراد الدوريّة، ليتم في نهاية المطاف أسر الجنود، واقتيادهم داخل الأراضي السوريّة، ورغم أنّ هذا السيناريو ليس مبنياً أوْ معتمداً على معلومات مخابراتيّة، لكنّه ليس خيالياً.
وبموازاة ذلك، سيقوم تنظيم آخر بإطلاق الصواريخ باتجاه جنوب (إسرائيل) من شبه جزيرة سيناء، وتحديداً ستُوجّه الصواريخ لمدينة إيلات، الواقعة في أقصى الجنوب، إضافة لتوجه المئات من عناصر حركة حماس في قطاع غزة لمعبر "إيرز" والشريط الحدوديّ.
وعلى الجبهة الضفاوية، ستقوم بعض الخلايا أو الأفراد بمحاولة الدخول للمستوطنات لتنفيذ عمليات فدائيّة، ولن يتوقّف الأمر بحسب السيناريو المتوقّع عن هذا الحد، بل سيبدأ أيضاً هجوماً الكترونياً "حرب السايبر"، ضدّ منظومات الحواسيب المدنيّة والعسكريّة لخلق أخطاء، وسيعملون على توجيه رسائل مغلوطة لسكّان (إسرائيل).
أكثر من ذلك، فإن يوماً من هذا القبيل، يُمكن أنْ يبدأ عن طريق واحد من الاحتمالات التالية: إصابة مبنى هيئة الأركان العامّة في "تل أبيب" بصاروخ دقيق جداً، هجوم سايبريّ، سيؤدّي لتعطيل جميع الشارات الضوئيّة في (إسرائيل)، عملية فدائيّة على مستوطنة قريبة من الحدود.
وبالتالي ستكون (إسرائيل) أمام حرب شفافة متعددة الجبهات، تقوم جميع قنوات التلفزيون في العالم ببثها بشكل مباشر، وستشمل مظاهرات ستندلع بمختلف أنحاء العالم ضد (إسرائيل)، ومن شأن المنظر الطبيعيّ الخلاب في هضبة الجولان أو الضفة الغربية أن يتحول خلال لحظات إلى ميدان قتال ينزف دماً، ويشتعل ناراً، وتتصاعد منه أعمدة الدخان.
وبالتالي، فإن هذا الأمر يُلزم قيادة الجيش الإسرائيلي أنْ تأمر بتفعيل أكبر قوة من النيران تجاه الأعداء، والأخذ بالحسبان الاعتبارات الإستراتيجيّة، وعندها ستنقلب الساعة الرمليّة للدولة لتدفع كل ساعة ثمناً باهظاً في حرب دمويّة، مما يُحتّم على الجيش حسمها بسرعة، من خلال قدراته واستعداداته.
ويجب أن تكون حركة الجيش سريعة لعدم وجود هامش كبير في المجال الأمني، والخطأ هنا غير مسموح به، كون النتائج ستكون سلبيّة، كما أن وسائل الدفاع يجب أن تكون فعالة جداً لإعطاء المجال والفرصة الأكبر للعمليات الهجومية، لمواجهة هذه الهجمات المختلفة، مما سيسمح للجيش بتنفيذ عمليات هجوميّة لها فاعلية كبيرة، وتأثير في هذه الحرب.
أخيراً.... في ظل هذه التهديدات المحيطة بإسرائيل، هناك حاجة ملحة للتفكير بشكل جديد كلياً، في مفاهيم الردع، لأن السيناريوهات الأكثر تفاؤلاً لدى المؤسسة العسكرية، ترى أنه في حال عملت الأنظمة الاعتراضية ضد الصواريخ، وبشكل كامل، فلن تكون قادرة على مواجهة آلاف الصواريخ يومياً، وبالتالي فإنّ أعداداً كبيرة منها ستسقط على الجبهة الداخلية المدنيّة، خاصة وأنّ جميع أعداء (إسرائيل) من كل الجبهات قادرون على استهداف كل نقطة فيها!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية