(إسرائيل) تنحت الرواية الصهيونية للصراع!...بقلم : نواف الزرو

الإثنين 13 فبراير 2012

(إسرائيل) تنحت الرواية الصهيونية للصراع!

نواف الزرو
محاولة اليمين الصهيوني المتشدد اقتحام المسجد الأقصى الأحد 12-2-2012 والتي تصدى لها وأحبطها المقدسيون, ليست الأولى ولن تكون الأخيرة, كما أنها ليست مجرد اعتداء يميني على المقدسات. ففي المشهد الفلسطيني حروب صهيونية مفتوحة للإجهاز على الأرض والتاريخ والحضارة والتراث وكل المعالم التراثية التي تحكي حكايات الوجود والحضور العربي في هذه البلاد -فلسطين- حروب صهيونية مفتوحة لاختراع رواية وهوية وحضارة صهيونية مزيفة على أنقاض روايتنا وهويتنا وحضارتنا العربية الإسلامية.

وإن كان نتنياهو يشن حرباً تراثية حضارية صريحة.. من الأقصى وكنيسة القيامة وكل الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس.. إلى الحرم الإبراهيمي في خليل الرحمن.. إلى مسجد بلال -قبة راحيل- في بيت لحم.. إلى قبر يوسف في نابلس.. إلى خطة العمل من أجل تهويد نحو 30 ألف معلم تراثي يهودي مزعوم, مع التركيز دائماً وأبداً على المدينة المقدسة باعتبارها "مدينة الآباء والأجداد" لهم, ثم إلى مطالبة الفلسطينيين والعرب بالاعتراف ب"إسرائيل دولة للشعب اليهودي", فإن ذلك ليس صدفة أو يقظة صهيونية متأخرة أو مفصولاً عن تاريخهم وتراثهم العدواني على هذا الصعيد.

فلا يمكننا أن نفهم هذا الذي يجري على أرض فلسطين والمدينة المقدسة من هجمات استيطانية تهويدية هيستيرية إلا في سياق الاستراتيجيات والأيديولوجيات الصهيونية التي تسعى في الآونة الأخيرة لان تعطي غطاء توراتيا لكافة الإجراءات الجارية على الأرض.

فلم يحصل أن شاهدنا في تاريخ الصراع مع المشروع الصهيوني مثل هذا الاستنفار الإسرائيلي وراء مطالبة الفلسطينيين والعرب بالاعتراف بـ"يهودية إسرائيل", ولم يحصل أن كانت أحوال العرب متفككة ضعيفة عاجزة عن مواجهة مثل هذا الهجوم الاستراتيجي الإسرائيلي على فلسطين كما هي في هذه الأيام.

ففي العقود الماضية كان حلم مؤسسي "إسرائيل" أن يعترف العرب بدولتهم كأمر واقع فقط, ثم كبر وتضخم الحلم ليصل إلى "الاعتراف بشرعية إسرائيل", ثم كبر حلمهم أكثر فأكثر, وأصبحوا يريدون اتفاق سلام وتطبيعاً وتعايشاً شاملاً وكاملاً بين الطرفين مع احتفاظهم بكل الأراضي المحتلة تحت السيادة الإسرائيلية.

وحينما وهن وهان العرب أمامهم انتقلوا بمطالبهم الابتزازية إلى أخطر مرحلة في تاريخ الصراع, وهي مرحلة مصادرة وتهويد التاريخ والتراث والرواية, فهم ينحتون الآن الرواية الصهيونية للصراع, وما المطالبة بالاعتراف بدولتهم ك"دولة الشعب اليهودي" إلا المرحلة الأخيرة في حروبهم, وقد وصلوا من وجهة نظرهم إلى هذه المرحلة التي يرفعون فيها شعارات مثل "مملكة داود" و"أرض إسرائيل التاريخية" وغير ذلك.

فالذي يحصل في فلسطين في هذه الأيام, يمكن أن نطلق عليه ذروة الهجوم الصهيوني على فلسطين بغية اختطافها وإخراجها من كافة الحسابات الفلسطينية والعربية والدولية.

فحينما نتابع مثل هذا الاندفاع الاستراتيجي الإسرائيلي باتجاه ابتزاز الاعتراف الفلسطيني والعربي والدولي بـ"إسرائيل دولة الشعب اليهودي" أو "يهودية إسرائيل" وغير ذلك من المسميات التهويدية, فإن في ذلك إعلان حرب صريحاً على "أن هذه البلاد لنا.. للشعب اليهودي, وليفعل الفلسطينيون والعرب ما يريدون"...!

وقد انتقل الهجوم الإسرائيلي ضد الوجود العربي نقلة جديدة خطيرة في الأيام الأخيرة, بإقدام الحكومة الإسرائيلية على إقرار ما يسمى "قانون المواطنة والولاء", استجابة لاقتراح وزير الخارجية ليبرمان, وبهذا تخطو خطوة أخرى على طريق تكريس العنصرية والابرتهايد, في الوقت الذي تكشف فيه عن المزيد من نواياها الترانسفيرية ضد العرب أهل البلاد والتاريخ.

ويتطور الهجوم الإسرائيلي على نحو اشد, بعرض نتنياهو مقايضة "تجميد الاستيطان بالاعتراف بيهودية إسرائيل", بعد ساعات من تبني تعديل قانون المواطنة, ليتقدم نتنياهو خطوة أخرى سافرة في هجومه الصريح على الفلسطينيين, شعبا وقضية, ويضع اللمسات الأخيرة لمخطط الترانسفير والتطهير العرقي لما بقي من وجود عربي هناك, ويقول نتنياهو"إذا قالت القيادة الفلسطينية بلا لبس لشعبها إنها تعترف بإسرائيل الدولة الوطن للشعب اليهودي, سأكون على استعداد لجمع حكومتي للمطالبة بتجميد جديد للبناء الاستيطاني".

صحيفة العرب اليوم الأردنية

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية