إسرائيل قلقة وتستعد للحرب
د. يوسف رزقة
(إسرائيل قلقة وتستعد للحرب). هذا ما قالته نيويورك تايمز في 30/5/2013م. القلق الإسرائيلي عبر عنه يعالون وزير الحرب في حكومة نتنياهو بقوله إن هزة أرضية ضخمة تضرب منطقة الشرق الأوسط، وعبر عنه نتنياهو بقوله إن (إسرائيل) أكثر دول العالم تعرضًا لحرب الصواريخ، وعلى الجبهة الداخلية في (إسرائيل) الاستعداد لتلقي مئات الصواريخ يوميًا.
المناورة العسكرية التي تجريها الحكومة والجيش في دولة الاحتلال تستهدف اختبار قدرة الجبهة الداخلية لمواجهة الصواريخ المحتملة. المناورات عادة تعبر عن حالة قلق، كما تعبر عن حالة استعداد، ومع ذلك تبقى المناورة مناورة لا ترقى إلى وضع المعركة الحقيقية لأن الحالة النفسية تبقى مختلفة تمامًا.
الحديث الإسرائيلي عن القلق وعن الهزة الأرضية له ما يبرره في إطار الوضع الإقليمي الذي يحمل مفاجآت غير متوقعة، فالساحة اللبنانية تحمل في أحشائها بذور الاقتتال الداخلي والفتنة الطائفية، لاسيما بعد أن شاركت قوات حزب الله في القتال داخل الأراضي السورية، واتخذ القتال بعدًا طائفيًا، وشكلاً مذهبيًا.
الجبهة السورية مضطربة، وتحيط بها سيناريوهات متعددة، ولا يكاد أحد يجزم بوقوع أحدها، وهذا الحال الغامض يبعث على قلق متزايد، لكون الجبهة السورية على تماس مباشر بفلسطين المحتلة. حالة الهدوء المميت في الجولان على مدى خمسة عقود تقريبًا تآكلت وتلفظ أنفاسها الأخيرة، ولا أحد يعرف على وجه اليقين من سيحكم سوريا بعد الأسد، وهو لا محالة خارج اللعبة سواء أكان الحل عسكريًا أم سياسيًا.
السلاح في سوريا الآن بيد الشعب، والشعب لن يقبل البقاء كلبًا لحراسة (إسرائيل) في الجولان، وعلى (إسرائيل) المحتلة أن تستعد لدفع الثمن بالانسحاب من طرف واحد من الجولان، أو الخوض في معارك مع سوريا بعد الأسد.
في سوريا الآن سلاح كيمياوي، وسلاح طويل، كصواريخ S300، وشهر العسل مع الأسد انتهى، ولا أحد يعرف ما هو قرار الأسد المحاصر، هل سيهدم المعبد على نفسه وعلى غيره، أم أنه سيتحلى بالعقل وطول الأمد، سوريا بعد الأسد هزة أرضية، وزلزال له ارتدادات عميقة ومنتشرة، وسيضرب في أكثر من منطقة.
إيران لا تقل قلقًا عن قلق دولة الاحتلال. ما يجري في سوريا وما يمكن أن يضرب لبنان بشكل غير محسوب يبعث على القلق في طهران، وحين يكون الطرفان خائفين وقلقين يكون يد كل منهما على الزناد، وتصير المنطقة كلها تحت تهديد الانفجار في كل لحظة. إيران تخشى ضربة إسرائيلية مفاجئة لمنشآتها الصناعية، وتل أبيب تخشى الرد الصاروخي بمئات الصواريخ.
في خضم هذا الوضع القلق والمضطرب في الساحة الشمالية والشرقية لفلسطين المحتلة، نشهد قلقا واضطرابا آخر في الساحات الجنوبية للأراضي المحتلة، لاسيما في مصر، وسيناء وغزة، حيث تشهد مصر وامتدادها في شمال أفريقيا وجنوب وادي النيل متغيرات درامتيكية لا تعمل لصالح دولة الاحتلال، ولا تملك دولة خائفة وقلقة القدرة على التعامل الناجح مع هذه الساحات المتقلبة، والمعادية لها من حيث المبدأ والتاريخ والأيديولوجيا.
لذا فإن عبارة نيويورك تايمز تلخص المشهد بكل جوانبه، وتنذر بقيام حرب، حيث تتوالى الاستعدادات الإسرائيلية لها.
د. يوسف رزقة
(إسرائيل قلقة وتستعد للحرب). هذا ما قالته نيويورك تايمز في 30/5/2013م. القلق الإسرائيلي عبر عنه يعالون وزير الحرب في حكومة نتنياهو بقوله إن هزة أرضية ضخمة تضرب منطقة الشرق الأوسط، وعبر عنه نتنياهو بقوله إن (إسرائيل) أكثر دول العالم تعرضًا لحرب الصواريخ، وعلى الجبهة الداخلية في (إسرائيل) الاستعداد لتلقي مئات الصواريخ يوميًا.
المناورة العسكرية التي تجريها الحكومة والجيش في دولة الاحتلال تستهدف اختبار قدرة الجبهة الداخلية لمواجهة الصواريخ المحتملة. المناورات عادة تعبر عن حالة قلق، كما تعبر عن حالة استعداد، ومع ذلك تبقى المناورة مناورة لا ترقى إلى وضع المعركة الحقيقية لأن الحالة النفسية تبقى مختلفة تمامًا.
الحديث الإسرائيلي عن القلق وعن الهزة الأرضية له ما يبرره في إطار الوضع الإقليمي الذي يحمل مفاجآت غير متوقعة، فالساحة اللبنانية تحمل في أحشائها بذور الاقتتال الداخلي والفتنة الطائفية، لاسيما بعد أن شاركت قوات حزب الله في القتال داخل الأراضي السورية، واتخذ القتال بعدًا طائفيًا، وشكلاً مذهبيًا.
الجبهة السورية مضطربة، وتحيط بها سيناريوهات متعددة، ولا يكاد أحد يجزم بوقوع أحدها، وهذا الحال الغامض يبعث على قلق متزايد، لكون الجبهة السورية على تماس مباشر بفلسطين المحتلة. حالة الهدوء المميت في الجولان على مدى خمسة عقود تقريبًا تآكلت وتلفظ أنفاسها الأخيرة، ولا أحد يعرف على وجه اليقين من سيحكم سوريا بعد الأسد، وهو لا محالة خارج اللعبة سواء أكان الحل عسكريًا أم سياسيًا.
السلاح في سوريا الآن بيد الشعب، والشعب لن يقبل البقاء كلبًا لحراسة (إسرائيل) في الجولان، وعلى (إسرائيل) المحتلة أن تستعد لدفع الثمن بالانسحاب من طرف واحد من الجولان، أو الخوض في معارك مع سوريا بعد الأسد.
في سوريا الآن سلاح كيمياوي، وسلاح طويل، كصواريخ S300، وشهر العسل مع الأسد انتهى، ولا أحد يعرف ما هو قرار الأسد المحاصر، هل سيهدم المعبد على نفسه وعلى غيره، أم أنه سيتحلى بالعقل وطول الأمد، سوريا بعد الأسد هزة أرضية، وزلزال له ارتدادات عميقة ومنتشرة، وسيضرب في أكثر من منطقة.
إيران لا تقل قلقًا عن قلق دولة الاحتلال. ما يجري في سوريا وما يمكن أن يضرب لبنان بشكل غير محسوب يبعث على القلق في طهران، وحين يكون الطرفان خائفين وقلقين يكون يد كل منهما على الزناد، وتصير المنطقة كلها تحت تهديد الانفجار في كل لحظة. إيران تخشى ضربة إسرائيلية مفاجئة لمنشآتها الصناعية، وتل أبيب تخشى الرد الصاروخي بمئات الصواريخ.
في خضم هذا الوضع القلق والمضطرب في الساحة الشمالية والشرقية لفلسطين المحتلة، نشهد قلقا واضطرابا آخر في الساحات الجنوبية للأراضي المحتلة، لاسيما في مصر، وسيناء وغزة، حيث تشهد مصر وامتدادها في شمال أفريقيا وجنوب وادي النيل متغيرات درامتيكية لا تعمل لصالح دولة الاحتلال، ولا تملك دولة خائفة وقلقة القدرة على التعامل الناجح مع هذه الساحات المتقلبة، والمعادية لها من حيث المبدأ والتاريخ والأيديولوجيا.
لذا فإن عبارة نيويورك تايمز تلخص المشهد بكل جوانبه، وتنذر بقيام حرب، حيث تتوالى الاستعدادات الإسرائيلية لها.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية