(إسرائيل) وتواصل إطلاق الصواريخ من غزة
د. عدنان أبو عامر
مع تواصل إطلاق رشقات صاروخية من هنا وهناك نحو "إسرائيل، تكاد تجمع محافل أمنية بأن الجذور العميقة لثقافتها الإستراتيجية الأمنية لم تفلح حتى اللحظة بالقضاء على أعدائها، رغم النجاحات المتواصلة التي يحققونها، وما أسفر عن ذلك من "جروح في القلب"، وتحقيق إصابات بليغة في البيئة المحيطة بالدولة، ومع أن الأمور ومعطياتها باتت مكشوفة أمام العيان، فإن المنظرين الأمنيين ما زالوا يواصلون إدارة الشأن الأمني السياسي، وكأنه لم يتغير شيء أبداً أمام ناظريهم.
خلال الأيام الأخيرة، تقتنع تل أبيب بتوافر العديد من الشواهد والمعطيات الميدانية التي تشير بصورة أو بأخرى لرغبة فصائل فلسطينية بتنفيذ عمليات عسكرية من شأنها المس بصورة بالغة بها، رغماً عن إرادة حماس في غزة، وشكل إطلاق الصواريخ على إيلات نموذجاً يثبت بشكل واضح كم تبدو "إسرائيل" مصابة بالعمى، بالرغم من التطورات الخطيرة القادمة من الجنوب، حيث غزة.
كما شكل نجاح المسلحين بإطلاق الصواريخ نحو إيلات فشلًا أمنيًا خطيرًا، ومع ذلك فهو مؤشر صارخ على إخفاق للمنطق الأمني السائد في الجيش، وقد أشارت المعطيات الميدانية الحالية في غزة لقناعة بدت تتزايد في أوساط المنظرين الأمنيين مفادها أن هذا الوضع لن يستمر بصورة هادئة خلال الفترة القادمة.
ورغم أن عدد الصواريخ الواقعة على التجمعات الاستيطانية "الإسرائيلية" القادمة من الجنوب بدأت بالتراجع والانخفاض، لكنها ما زالت تتساقط، وبالتالي فليس لأحد من مسئولي الأجهزة الأمنية قدرة على تنبؤ متى قد تقرر حماس تصعيد الوضع الميداني من جديد، وتسخين الجبهة العسكرية في تلك المنطقة.
ولذلك فإن السياسة الأمنية التي تنفذها الدولة في الجنوب تسببت أولا وأخيرا بقطع أقدامها ليس أكثر، ورغم أن الكل في المؤسسة الأمنية يفهمون هذه الحقيقة للأسف، لكنهم مع ذلك يواصلون ذات السياسة بذات الطريقة البائسة، وبالتالي فإن العجز في هذه السياسة هو ما يمنع الجيش من القيام بعمليات أمنية ذات أثر.
من أجل ذلك يواصل مراسلون عسكريون متابعون جيدون للوضع الميداني، تحذيرهم بين الحين والآخر أن السياسة القائمة التي ينفذها الجيش حالياً، من الممكن أن تؤدي بالنهاية إلى هبوب "عاصفة" من الجنوب، وليس من الشمال، ولاسيما سوريا.
ومما لاشك فيه أن "الحلم الرطب" للمنظمات المسلحة، خاصة حماس في غزة، ما زال يتمثل باختطاف جنود آخرين، والسؤال المحرج الذي يطرحونه في أروقة الأمن: هل أن "إسرائيل" لديها القدرة اليوم على منع تنفيذ كابوس كهذا؟
ليس هناك من تأكيد على ذلك، خاصة وأنه منذ حرب غزة، ما زالت الإمكانية لتكرار الاختطاف قائمة، لكن الوضع الميداني أكثر صعوبة وتعقيدا، كما أن الجيش استخلص الدروس والعبر، وأهمها التوقف كلياً عن إبقاء جبهة ساخنة كقطاع غزة تحت سلطة قوات قليلة العدد ضئيلة التدريب.
كما أن أعمالاً أخرى تقوم بها وحدات خاصة تابعة للجيش، مقلصة إلى حد كبير، أخفقت في تجريد حماس من سلاحها، وبالتالي فإن جميع التقديرات التي يضعها صناع القرار العسكري "الإسرائيلي" تشبه إلى حد كبير قرص "الأكامول" المهدئ لمرض مستعص تعاني منه الدولة كثيرًا.
ولذلك سمعت في الأيام الأخيرة أصوات عديدة داخل محافل أمنية، عسكرية، دبلوماسية في "إسرائيل"، تطالب بإغلاق المعابر مع غزة بصورة تامة، وأن تمضي "إسرائيل" بتنفيذ ما يعرض عليها من طرف واحد، من خلال إقامة حزام أمني من النسخة اللبنانية القديمة، وبالتالي فإن إمكانية القيام بتنفيذ عمليات عسكرية ضد جنود أو مستوطنين على يد الجماعات الفلسطينية ستتقلص بصورة كبيرة جداً وملحوظة.
ومع ذلك، وبعكس أمنيات الغالبية العظمى من الإسرائيليين، فإن واضعي النظريات الأمنية والسياسية غير مستعدين حتى كتابة هذه السطور لتغيير وجهات نظرهم في الواقع الأمني المستجد يومًا بعد يوم.
د. عدنان أبو عامر
مع تواصل إطلاق رشقات صاروخية من هنا وهناك نحو "إسرائيل، تكاد تجمع محافل أمنية بأن الجذور العميقة لثقافتها الإستراتيجية الأمنية لم تفلح حتى اللحظة بالقضاء على أعدائها، رغم النجاحات المتواصلة التي يحققونها، وما أسفر عن ذلك من "جروح في القلب"، وتحقيق إصابات بليغة في البيئة المحيطة بالدولة، ومع أن الأمور ومعطياتها باتت مكشوفة أمام العيان، فإن المنظرين الأمنيين ما زالوا يواصلون إدارة الشأن الأمني السياسي، وكأنه لم يتغير شيء أبداً أمام ناظريهم.
خلال الأيام الأخيرة، تقتنع تل أبيب بتوافر العديد من الشواهد والمعطيات الميدانية التي تشير بصورة أو بأخرى لرغبة فصائل فلسطينية بتنفيذ عمليات عسكرية من شأنها المس بصورة بالغة بها، رغماً عن إرادة حماس في غزة، وشكل إطلاق الصواريخ على إيلات نموذجاً يثبت بشكل واضح كم تبدو "إسرائيل" مصابة بالعمى، بالرغم من التطورات الخطيرة القادمة من الجنوب، حيث غزة.
كما شكل نجاح المسلحين بإطلاق الصواريخ نحو إيلات فشلًا أمنيًا خطيرًا، ومع ذلك فهو مؤشر صارخ على إخفاق للمنطق الأمني السائد في الجيش، وقد أشارت المعطيات الميدانية الحالية في غزة لقناعة بدت تتزايد في أوساط المنظرين الأمنيين مفادها أن هذا الوضع لن يستمر بصورة هادئة خلال الفترة القادمة.
ورغم أن عدد الصواريخ الواقعة على التجمعات الاستيطانية "الإسرائيلية" القادمة من الجنوب بدأت بالتراجع والانخفاض، لكنها ما زالت تتساقط، وبالتالي فليس لأحد من مسئولي الأجهزة الأمنية قدرة على تنبؤ متى قد تقرر حماس تصعيد الوضع الميداني من جديد، وتسخين الجبهة العسكرية في تلك المنطقة.
ولذلك فإن السياسة الأمنية التي تنفذها الدولة في الجنوب تسببت أولا وأخيرا بقطع أقدامها ليس أكثر، ورغم أن الكل في المؤسسة الأمنية يفهمون هذه الحقيقة للأسف، لكنهم مع ذلك يواصلون ذات السياسة بذات الطريقة البائسة، وبالتالي فإن العجز في هذه السياسة هو ما يمنع الجيش من القيام بعمليات أمنية ذات أثر.
من أجل ذلك يواصل مراسلون عسكريون متابعون جيدون للوضع الميداني، تحذيرهم بين الحين والآخر أن السياسة القائمة التي ينفذها الجيش حالياً، من الممكن أن تؤدي بالنهاية إلى هبوب "عاصفة" من الجنوب، وليس من الشمال، ولاسيما سوريا.
ومما لاشك فيه أن "الحلم الرطب" للمنظمات المسلحة، خاصة حماس في غزة، ما زال يتمثل باختطاف جنود آخرين، والسؤال المحرج الذي يطرحونه في أروقة الأمن: هل أن "إسرائيل" لديها القدرة اليوم على منع تنفيذ كابوس كهذا؟
ليس هناك من تأكيد على ذلك، خاصة وأنه منذ حرب غزة، ما زالت الإمكانية لتكرار الاختطاف قائمة، لكن الوضع الميداني أكثر صعوبة وتعقيدا، كما أن الجيش استخلص الدروس والعبر، وأهمها التوقف كلياً عن إبقاء جبهة ساخنة كقطاع غزة تحت سلطة قوات قليلة العدد ضئيلة التدريب.
كما أن أعمالاً أخرى تقوم بها وحدات خاصة تابعة للجيش، مقلصة إلى حد كبير، أخفقت في تجريد حماس من سلاحها، وبالتالي فإن جميع التقديرات التي يضعها صناع القرار العسكري "الإسرائيلي" تشبه إلى حد كبير قرص "الأكامول" المهدئ لمرض مستعص تعاني منه الدولة كثيرًا.
ولذلك سمعت في الأيام الأخيرة أصوات عديدة داخل محافل أمنية، عسكرية، دبلوماسية في "إسرائيل"، تطالب بإغلاق المعابر مع غزة بصورة تامة، وأن تمضي "إسرائيل" بتنفيذ ما يعرض عليها من طرف واحد، من خلال إقامة حزام أمني من النسخة اللبنانية القديمة، وبالتالي فإن إمكانية القيام بتنفيذ عمليات عسكرية ضد جنود أو مستوطنين على يد الجماعات الفلسطينية ستتقلص بصورة كبيرة جداً وملحوظة.
ومع ذلك، وبعكس أمنيات الغالبية العظمى من الإسرائيليين، فإن واضعي النظريات الأمنية والسياسية غير مستعدين حتى كتابة هذه السطور لتغيير وجهات نظرهم في الواقع الأمني المستجد يومًا بعد يوم.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية