لمى خاطر
فعاليات التضامن مع الأسرى المستمرة في فلسطين منذ بدء إضراب الأسرى عن الطعام باتت فرصة جيدة لرصد ظواهر كثيرة في الشارع الفلسطيني (بعضها سلبي وبعضها إيجابي) بعد مرحلة ركود وغياب ميداني، وبعد قطيعة ما بين الكثير من كوادر وأنصار الفصائل المختلفة.
كان يفترض أن تكون هذه الفعاليات فرصة طيبة لالتئام جميع ألوان الطيف تحت قضية يجمع عليها الكلّ الفلسطيني وتهمّ جميع قطاعاته، وهي قضية الأسرى، وكان ينبغي أن يترك لهذا الالتئام أن يتم بعفوية وتلقائية علّه يكون مقدمة لإزالة ما علق في النفوس من شوائب وسوء نوايا ونزعات عداء راكم الكثير منها دعايات مكذوبة تم شحنها طوال السنوات الفائتة.
ولكن يبدو أن الميزة الأهمّ لهذا الحراك هو تبيانها للأصيل من الدخيل، ولأم الولد المدعاة من منجبته الحقيقية، وهنا لن أوجه اتهامي لطرف دون آخر، احتراماً للحدث الجليل المتمثل بإضراب الأسرى، ولأنني ما زلتُ أتمنى أن تنجح هذه القضية في مضاعفة فرص التلاقي والتصافي بين جميع أنصار الفصائل الفلسطينية. وكذلك لأن المعنيين بكلامي معروفون دونما إشارة صريحة، وهم يعون ما أقصد جيداً وعن أي شيء أتحدث!
في ساحة الضفة الغربية تحديدا، حيث أعيش وأتابع تفاعل الميدان، فإن الجهات الرسمية التي تصف نفسها بأنها مهتمة بشؤون الأسرى وراعية للحراك المتضامن معهم، نجدها تعطي نفسها صلاحيات مفتوحة تصل حدّ افتراض وصايتها على أي نشاط، وإهمال أية فعالية أخرى لا تخرج من تحت عباءتها ولا تقرّها هي، ثم تراها تسارع لاتهام غيرها بالحزبية وبأنه انقسامي (مصطلح ديماغوجي جديد) إذا ما نظّم فعالية لم تلتزم بمعاييره وخصوصاً تلك المعايير التي ترى أنه مطلوب فقط حراك داخل مراكز المدن لا يتجه إلى ولا يقترب ولا ينطلق من مناطق التّماس مع الاحتلال!
ولأن هناك من يحتاجون إلى وخزة قوية توقظهم من غيبوبة الصلف والعربدة الإعلامية التي يمارسونها، فينبغي تذكيرهم بألوان الشريحة الأكبر من المضربين، وبلون الشريحة المتخلفة عن الإضراب والرافضة له منذ البداية، بل وبشريحة الأسرى المعزولين منذ سنوات والذين يتطلب التضامن معهم أكثر بكثير من مجرد فعاليات جامدة لرفع العتب أو احتكار تصدّر الميدان وواجهات الإعلام المتابع لهذه القضية وتفاعلاتها.
إن من يستطيب وصف نفسه بـ (الوحدوي) وغيره بـ (الانقسامي) عليه أن يثبت ذلك فعلا، وأن ينظر من خارج زاويته الضيقة التي تزين لهم فعله وتشيطن له عمل الآخرين، وتبيح له أن يفترض بأن كلّ ما يصدر عن الآخر حزبي ويخدم أجندة خاصة، فيما هو يحجم عن التطلّع إلى أفعاله وممارساته، بل والتوقّف عند نزعة الهيمنة التي تتملكه وتجعله يفترض بأنه قد حقّق انتصاراً بمجرد أنه تصدّر الميدان أو الإعلام وأبقى الجميع خلفه!
إن التنسيق لفعاليات تضامن وحدوية مطلوب وضروري، لكن من يرغب بذلك فعلاً عليه أن يكون نزيهاً ومتجرداً إلى درجة كافية وتؤهله لأن يكون حكَماً أو واسطة لعقد القضية أو محلّ إجماع غيره، لا أن يسارع إلى نزع قناعه لأتفه الأسباب، ثم استحضار ديباجة الرّدح المعروفة إياها لإطلاقها في وجه مخالفيه أو من رغبوا عن برنامجه وخطابه ومسلكياته التي تدّعي طلب الوحدة وهي أبعد ما تكون عنها!
كان يفترض أن تكون هذه الفعاليات فرصة طيبة لالتئام جميع ألوان الطيف تحت قضية يجمع عليها الكلّ الفلسطيني وتهمّ جميع قطاعاته، وهي قضية الأسرى، وكان ينبغي أن يترك لهذا الالتئام أن يتم بعفوية وتلقائية علّه يكون مقدمة لإزالة ما علق في النفوس من شوائب وسوء نوايا ونزعات عداء راكم الكثير منها دعايات مكذوبة تم شحنها طوال السنوات الفائتة.
ولكن يبدو أن الميزة الأهمّ لهذا الحراك هو تبيانها للأصيل من الدخيل، ولأم الولد المدعاة من منجبته الحقيقية، وهنا لن أوجه اتهامي لطرف دون آخر، احتراماً للحدث الجليل المتمثل بإضراب الأسرى، ولأنني ما زلتُ أتمنى أن تنجح هذه القضية في مضاعفة فرص التلاقي والتصافي بين جميع أنصار الفصائل الفلسطينية. وكذلك لأن المعنيين بكلامي معروفون دونما إشارة صريحة، وهم يعون ما أقصد جيداً وعن أي شيء أتحدث!
في ساحة الضفة الغربية تحديدا، حيث أعيش وأتابع تفاعل الميدان، فإن الجهات الرسمية التي تصف نفسها بأنها مهتمة بشؤون الأسرى وراعية للحراك المتضامن معهم، نجدها تعطي نفسها صلاحيات مفتوحة تصل حدّ افتراض وصايتها على أي نشاط، وإهمال أية فعالية أخرى لا تخرج من تحت عباءتها ولا تقرّها هي، ثم تراها تسارع لاتهام غيرها بالحزبية وبأنه انقسامي (مصطلح ديماغوجي جديد) إذا ما نظّم فعالية لم تلتزم بمعاييره وخصوصاً تلك المعايير التي ترى أنه مطلوب فقط حراك داخل مراكز المدن لا يتجه إلى ولا يقترب ولا ينطلق من مناطق التّماس مع الاحتلال!
ولأن هناك من يحتاجون إلى وخزة قوية توقظهم من غيبوبة الصلف والعربدة الإعلامية التي يمارسونها، فينبغي تذكيرهم بألوان الشريحة الأكبر من المضربين، وبلون الشريحة المتخلفة عن الإضراب والرافضة له منذ البداية، بل وبشريحة الأسرى المعزولين منذ سنوات والذين يتطلب التضامن معهم أكثر بكثير من مجرد فعاليات جامدة لرفع العتب أو احتكار تصدّر الميدان وواجهات الإعلام المتابع لهذه القضية وتفاعلاتها.
إن من يستطيب وصف نفسه بـ (الوحدوي) وغيره بـ (الانقسامي) عليه أن يثبت ذلك فعلا، وأن ينظر من خارج زاويته الضيقة التي تزين لهم فعله وتشيطن له عمل الآخرين، وتبيح له أن يفترض بأن كلّ ما يصدر عن الآخر حزبي ويخدم أجندة خاصة، فيما هو يحجم عن التطلّع إلى أفعاله وممارساته، بل والتوقّف عند نزعة الهيمنة التي تتملكه وتجعله يفترض بأنه قد حقّق انتصاراً بمجرد أنه تصدّر الميدان أو الإعلام وأبقى الجميع خلفه!
إن التنسيق لفعاليات تضامن وحدوية مطلوب وضروري، لكن من يرغب بذلك فعلاً عليه أن يكون نزيهاً ومتجرداً إلى درجة كافية وتؤهله لأن يكون حكَماً أو واسطة لعقد القضية أو محلّ إجماع غيره، لا أن يسارع إلى نزع قناعه لأتفه الأسباب، ثم استحضار ديباجة الرّدح المعروفة إياها لإطلاقها في وجه مخالفيه أو من رغبوا عن برنامجه وخطابه ومسلكياته التي تدّعي طلب الوحدة وهي أبعد ما تكون عنها!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية