إما المصالحة أو المصالحة ... بقلم : مصطفى الصواف

الأحد 20 يناير 2013

إما المصالحة أو المصالحة

مصطفى الصواف

رغم شح المعلومات عن لقاء القاهرة بين فتح وحماس حول تنفيذ اتفاق المصالحة، وما يصدر عبر وسائل الإعلام يعطي انطباعا أن الأمور تسير على خير ما يرام، وان الأجواء ايجابية وهناك سيل من الابتسامات المتبادلة بين الطرفين وإصرار على ضرورة تطبيق المصالحة على ارض الواقع بعد الجدولة التي وضعت لتنفيذ الاتفاق والتي تعتبر خطوة متقدمة تنتظر الاختبار على أرض الواقع.

رغم هذه الأجواء إلا أن المواطن غير مطمئن إلى ما يجري في القاهرة وينظر إلى هذه اللقاءات بنظرة لا تحمل التفاؤل المطلوب، خاصة أن الواقع يقول إن الأمور على ما هي ولم يتغير منها شيء يمكن أن يبعث الأمل في نفوس المواطنين.

ويبدو أن المتفاوضين في القاهرة في واد والأجهزة الأمنية في الضفة الغربية في واد آخر ولا تدري ما يجري أو أنها تسير وفق رؤيتها وليس وفق ما يتم التوافق عليه وإن كان ملف الأجهزة الأمنية لازال معلقا أو مؤجلا إلى المرحلة اللاحقة وقد يشكل القنبلة التي يمكن أن تنفجر في أي لحظة ويصبح كل الحديث الذي جرى في القاهرة على مدى الأيام الماضية وكأنه لم يكن ونعود إلى المربع الأول ويبقى الحال على ما هو عليه ونعود إلى أجواء المناكفات السياسية والتراشق الإعلامي وتبادل الاتهامات حول من افشل الاتفاق فتح أو حماس.

الحقيقة التي يجب أن يؤمن بها كل المتفائلين والمتشائمين لا يوجد أمام الكل الفلسطيني إلا المصالحة ولا خيار ثانٍ لهذه الحقيقية، ولكن هذه المصالحة لن تكون أمرا واقعا ما دام محمود عباس في دائرة صنع القرار لأن أبا مازن هو العقبة الوحيدة أمام إتمام اتفاق المصالحة في كل مراحل تعثرها وليس فتح أو حماس، وما دام هذا الرجل على هرم المنظومة السياسية الفلسطيني على الأقل في شقها العربي والدولي فلن يكون هناك مصالحة لأن المصالحة لا تخدم تركيبته النفسية والسياسية والأيدلوجية.

محمود عباس ينطلق من نفسية المهزوم غير القادر على صنع النصر أو تحقيق الأهداف في ظل الانبهار بقوة العدو الإسرائيلي واستحالة هزيمته وفق معتقدات ومفاهيم لن يغيرها محمود عباس حتى لو قدم له ألف دليل ودليل على أن هذا الكيان رغم قوته وجبروته يمكن هزيمته أو تسجيل النقاط عليه لصالح الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية لو كان هناك تفكير ايجابي بعيد عن حالة الانبهار ونفسية الهزيمة والتبعية وفق المثل الفلسطيني ( أطعمني اليوم وموتني بكرة).

أول أمس كنت في لقاء جمع المفكر الإسلامي منير شفيق وعددا من المثقفين والكتاب في مدينة غزة وتحدث في الشأن الفلسطيني أننا مطالبون بانتفاضة في الضفة الغربية ضد الاحتلال الصهيوني، هذه الانتفاضة ستعمل على تقصير عمل الاحتلال وهي التي يمكن أن توقف الاستيطان والتهويد سواء في القدس أو الضفة الغربية، مؤكدا أن الكيان الصهيوني لم يعد بالصورة التي كان عليها وسرد الكثير من النقاط وكذلك الإدارة الأمريكية التي باتت اضعف مما كانت عليه وهي تشكل الحامي لهذا الكيان الغاصب.

هذه الانتفاضة التي يدعو إليها شفيق وفق رؤية عباس لن تقوم ما كان على رأس السلطة وعليه يجب أن ينحى هذا الرجل عن الملف السياسي وأن يتم إنزاله عن قمة الهرم بأي شكل من الأشكال وهذا الأمر منوط بالشعب الفلسطيني الذي يجب أن يقرر الطريقة التي ينحي فيها الرجل حتى تستقيم أمور الشعب الفلسطيني وعندها ستكون المصالحة واقعا عمليا على الأرض في اقل من اثنين وسبعين ساعة، وستعقبها الانتفاضة الكبرى التي ستشكل بداية الانطلاق نحو التحرير وإزالة هذا الكيان الغاصب.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية