إنجازات في ظل الحصار

إنجازات في ظل الحصار... بقلم : د. يوسف رزقة

الثلاثاء 14 يوليو 2009

إنجازات في ظل الحصار
                      د. يوسف رزقة
 
جميل أن نعرف أنفسنا، وأن نقيّم مواقع أرجلنا، وجميل أن نعرف عدونا معرفتنا لأنفسنا وأن نقيم أهدافه، وأن نواجه مخططاته. ليس مهماً أن نقرأ عن أنفسنا أو عن عدونا، المهم أن نعرف من نحن ومن عدونا، وماذا نريد وماذا يريد، وكيف نواجه ما يريده وندفعه إلى الفشل لكي نحقق ما نريد ونتقدم إلى الأمام.
الحديث عن الإنجازات المادية والخدمية رغم الحصار ورغم الحرب الطاحنة التي فرضها العدو على غزة يمكن أن تقوم به الوزارات المختلفة، وهي والحمد لله حققت رغم شح الموارد والحصار إنجازات تفتخر بها، لاسيما في باب الشفافية والنزاهة، وخدمة الطبقات الأكثر فقراً، وإعانة العمال، وإصلاح الطرق، والنظافة، وصيانة شواطئ البحر، وتوفير الأمن والأمان لجميع السكان والوفود الزائرة لغزة.
اليوم في غزة في كل وزارة وفي كل بلدية، وفي كل مؤسسة حكومية روح جديدة تحب العمل وتخلص للوظيفة، وتعمل بالولاء قبل أن تعمل بالراتب. والأخطاء سمة من يعمل، وهي لا تمثل ظاهرة تراكمية ما دامت يد التصويب لها بالمرصاد. أن تعمل وتخطئ خير من ألا تعمل وألا تخطئ. لقد أدرك أعداء فلسطين وكارهي حماس أن حماس تحمل روح الشباب الوثاب وأن إعطائها فرصة لتنفيذ مشروعها من خلال حكومة مستقرة هو خطر يهدد المنطقة والمصالح الإسرائيلية والغربية. ومن ثم كان الفلتان وكان الحصار، وكانت الحرب العدوانية الأخيرة في 27/12/2008م.
إن الإنجاز الذي تحقق في حرب الفرقان خلال الحرب من صمود الشعب والمقاومة، ومن خلال إشراف الحكومة على الأمن وتسيير الحياة اليومية، وحماية المقاومة ليعد الانجاز الأكبر الذي تفتخر به الحكومة في الشهور الستة الأولى من عام 2009م.
لقد فتحت حرب الفرقان غزة على العالم ببعديها الإنساني والأخلاقي ووضعت سياسة بوش وشروط الرباعية في موضع الإدانة والرفض. وقد عبرت الوفود الأجنبية الزائرة لغزة عن الضمير العالمي الإنساني وعن تضامنها مع غزة ورفضها لجرائم الحرب الإسرائيلية، ورفضها أيضاً لسياسة بلادها المنحازة لإسرائيل.
اليوم بفضل الصمود في حرب الفرقان تعيش غزة في ضمير كل وطني وحر مهما كانت جنسيته، ومهما بعدت بلاده، واليوم تعيش غزة اللحظات الأخيرة من الحصار الظالم الذي فرض عليها، ولا أحسب أننا على مسافة بعيدة من قرار مصري بفتح معبر رفح فتحاً دائماً أمام المواطنين. وهنا لا أتحدث عن آمال وأحلام وإنما عن وقائع تسندها معلومات آخرها قرار الثمانية الكبار الذي يطالب بفتح معبر رفح، بعد أن أدرك الكبار أن الحصار فشل ويجب أن ينتهي بقرار.
معركة الصمود قدمت للشعب الفلسطيني نصراً سياسياً يجدر بالقيادة السياسية الفلسطينية المحافظة عليه وتعزيزه. بالمحافظة على الثوابت الفلسطينية والمصالحة، واستعادة لحمة الوطن ولحمة نظامه السياسي، ومحاصرة المتخاذلين والعابثين بالقضية الفلسطينية.
إن الحراك السياسي الذي تشهده القضية الفلسطينية يحكي تراجع المشروع الصهيوني على المستوى السياسي والإعلامي لا في الإطار الإقليمي فحسب، بل وفي الإطار الدولي، وبالذات في أوربا الغربية التي أخذت تستمع أكثر فأكثر إلى الرواية الفلسطينية والرواية العربية، وتبحث عن آليات عمل جديدة يكون للعرب فيها دور الشريك. لقد حافظت حكومة رئيس الوزراء إسماعيل هنية على مركزية القضية الفلسطينية في دائرة الصراع الإقليمي وتصدت لكل المحاولات التي حاولت تهميش القضية الفلسطينية والخروج بالعرب إلى صراع وهمي تحرص إسرائيل على النفخ فيه وإشعال نيرانه لتقدم نفسها حليفاً ومنقذاً.
لم يعد القرار السياسي الفلسطيني غامضاً أو مبهماً أو يحتاج لعراف أو ضارب رمل أو قارئ كف، لأن حكومة هنية أدخلت إليه الصدق والشفافية ونفت عنه المراوغة، واللف والدوران، بعد أن أعلنت صراحة أنه لا حل بدون إنهاء الاحتلال، وأن المقاومة باقية وساخنة ما بقي الاحتلال، وأن عبثية المفاوضات أفادت إسرائيل وسهلت عليها عمليات الاستيطان وتهويد القدس وخداع العالم.
وعلى المستوى الداخلي قالت بأن المصالحة الفلسطينية تنجح بخروج دايتون ووقف التنسيق الأمني، والإفراج عن المعتقلين السياسيين وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير وللقرار الوطني خارج إطار المال والإغراءات الشخصية والحزبية.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية