الزعلان لـ"المدائن": انفجار قطاع غزة قادم والمقاومة لديها وسائل للرد على عدوان جديد
القاهرة - علاء هندي
شعب غزة ينظر إلى خادم الحرمين الشريفين نظرة تقدير واحترام
نوجه الشكر للسعودية على دورها ومساهماتها في إعادة إعمار القطاع
غزة "برميل بارود" قد ينفجر في أي لحظة في وجه الكيان الصهيوني
حالة التفرد بالقرار هي سبب الانقسامات التي أضرت بالقضية الفلسطينية
إسرائيل المستفيد من الخلافات الفلسطينية ومستعدون للرد على أي عدوان
الاحتلال يعاقب شعب غزة الأبي لكسر إرادته وصموده وهذا فشل ووهم
"داعش" المتطرف صناعة غربية ودعم القضية الفلسطينية واجب
رسالتنا إلى الأمة العربية والإسلامية "فلسطين أمانة في أعناقكم"
ثمّن القيادي الفلسطيني، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الشعبية بفلسطين، حسن علي الزعلان، دور المملكة السعودية الداعم للقضية الفلسطينية، مؤكداً على أن غزة تنظر إلى خادم الحرمين الشريفين نظرة تقدير واحترام على دوره في دعم فلسطين وخاصة غزة والمساهمة في إعمار ما دمره الاحتلال.
وأضاف الزعلان في حوارٍ خاص مع "المدائن"، الوضع في قطاع غزة بـ"الكارثي"، مشيراً إلى أن إسرائيل تمارس سياسة "الموت البطيء" في القطاع المحاصر، للقضاء على المقاومة الفلسطينية الباسلة التي تشكل عامل الردع الأول ضد المخططات الصهيونية.
وأكد القيادي الفلسطيني على فشل حكومة التوافق الفلسطينية في معالجة مشكلات قطاع غزة، مشدداً على أن الانقسامات بين فتح وحماس وباقي الفصائل الفلسطينية، يضر بالقضية الفلسطينية ولا يخدم سوى العدو الصهيوني.
الوضع المؤسف في قطاع غزة، وهدف التهديدات الإسرائيلية المتكررة بشن عدوان جديد على القطاع، وواقع عمليات إعادة الإعمار، وغيرها من القضايا، هي محور اللقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الشعبية بفلسطين، حسن علي الزعلان.
فإلى نص الحوار الكامل.
الوضع في غزة الآن ينذر بكارثة إنسانية وقنبلة قد تنفجر في أي لحظة، هذا حسب وصف المنظمات الدولية، نريد منكم القاء الضوء على طبيعة الوضع في القطاع المحاصر، وبرأيكم من يتحمل المسؤولية وكيف يمكن معالجة هذا الوضع؟
لاشك في أن قطاع غزة يتعرض لأكبر جريمة عرفها التاريخ، حيث ما يقارب من مليوني مواطن من شيوخ وأطفال ونساء ومرضى يغلق عليهم سجن اسمه "قطاع غزة" لا تتجاوز مساحته 360 كيلو متر، لا علاج للمرضى ولا عمل للشباب وخريجي الجامعات، لا إعمار لمن دمرت بيوتهم في الحرب العدوانية التي شنتها دولة الاحتلال الصهيوني على مدار واحد وخمسين يوماً على غزة، لا مستقبل أمام أحد، وهذا كله جراء حصار مطبق تمارسه دولة العدو الصهيوني على قطاع غزة.
إضافة إلى أن المنفذ العربي الوحيد لأهل قطاع غزة الى العالم هو معبر رفح الذي يغلق فترات طويلة من قبل أشقائنا المصريين، الأمر الذي ساهم في زيادة معاناة شعبنا وحرم المرضى من السفر للعلاج وحرم الطلاب من الالتحاق بجامعاتهم خارج الوطن.
وكيف تقيم تعامل حكومة التوافق الفلسطينية برئاسة رامي الحمد لله مع ملف قطاع غزة؟
التوافق الوطني التي قدمت استقالتها مؤخراً، فشلت على مدار عام، في تحمل مسؤولياتها في قطاع غزة، وأخذ دورها في حل الازمات والمشاكل التي تعصف بالقطاع، ولهذا فنحن نقول أن الجميع عليه مسؤولية ويجب أن يتحملها لرفع المعاناة عن شعبنا في قطاع غزة، الاحتلال يتحمل مسؤولية الجريمة بقتله للمدنيين العزل وانتهاك القوانين والشرائع الدولية في قطاع غزة، والمجتمع الدولي يتحمل المسؤولية لصمته عن الخرق الفاضح والجرائم ضد الانسانية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة.
والأشقاء العرب والاخوة المسلمون يتحملون المسؤولية بتقاعسهم عن نصرة إخوانهم في غزة، وللخروج من هذه الحالة علينا أولاً كفلسطينيين أن ننهي خلافاتنا الداخلية، فالمطلوب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن أن يدعو فوراً لاجتماع قيادي على مستوى أمناء الفصائل، لإيجاد حل فوري لقضايا غزة العالقة وخاصة موضوع الموظفين والرواتب، والتوجه من قبل القيادة الفلسطينية ووفق توافق وطني من الجميع إلى تحقيق الدعم العربي والاسلامي والدولي لرفع الظلم عن شعبنا الفلسطيني، وفضح الاحتلال وجرائمه ضد شعبنا وتقديم قادته للمحاكم الدولية كمجرمي حرب.
لاشك في أن الانقسام والخلاف الداخلي يضر بالقضية الفلسطينية ويخدم بالأساس الكيان الإسرائيلي، إلى متى تستمر هذه الخلافات، خاصة أن المواطن هو من يدفع الثمن، وما هو موقف حركة المقاومة الشعبية من ذلك؟
في الحقيقة الانقسام أساء كثيراً للقضية الفلسطينية، وكنا نحن في حركة المقاومة الشعبية أول الساعين لإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة الفلسطينية، وكنا في جميع محطاتها حرصاً منا على وحدة شعبنا ولقناعتنا أننا لا يمكننا ان نواجه عدونا ونعيد حقوقنا ونحقق آمال شعبنا بالحرية ونحن منقسمون.
تفاءلنا وتفاءل شعبنا كثيراً باتفاق "الشاطئ"، والذي شكلت بموجبه حكومة التوافق، وخرج شعبنا فرحاً بأن يتحقق الاتفاق في غزة وفي مخيم من مخيمات اللجوء، ولكن ومع البداية وفي لحظات التشكيل الاولى بدأت الخلافات للأسف، وهذا عائد لحالة التفرد في القرار الفلسطيني التي يمارسها البعض.
وأدعو هنا الحكومة الفلسطينية الجديدة التي لم يتم الإعلان عنها بعد، إلى أن تتعامل مع الجميع كفلسطيني وليس حسب انتمائه الفصائلي، ولكن للأسف بدأ الحديث يدور عن موظفي حماس وموظفي السلطة هذا التقسيم السيئ الذي يعزز الانقسام ولا ينهيه، إضافة إلى تنكرها لازمة الكهرباء والبطالة وعشرات الازمات بغزة، جعل الجميع ينظر اليها كحكومة عاجزة فاقدة القدرة على حل الازمات.
نحن في حركة المقاومة الشعبية نقول بأن الامن الوظيفي لكافة الموظفين سواء من تعين قبل أو بعد الانقسام هو حق لهم، وعلى الحكومة ان تتحمل المسؤولية تجاه الجميع بلا تمييز، ونؤمن بأن حل الازمات في قطاع غزة مسؤولية الحكومة، والحديث عن حكومة ظل لا يجوز بأي حال كون أن دمج الموظفين وإعادة الهيكلة للوزارات وفق الاقدمية والكفاءة لجميع الموظفين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية من شأنه أن يساهم في حل المشكلة المتعلقة بالصلاحيات داخل الوزارات المختلفة.
هل ترى أن دولة الاحتلال تمارس سياسة العقاب الجماعي لسكان القطاع، بسبب تأييدهم للفصائل الفلسطينية، رغم إدراكها أن انفجار الوضع في غزة سيكون له عواقب وخيمة عليها؟
العدو الصهيوني يمارس العقاب ضد كل شعبنا الفلسطيني، منذ أن احتل فلسطين واغتصب أرضها وسكن بيوت أهلها وسرق ونهب خيراتها، والعدو عندما يمارس هذا العقاب فانه يهدف إلى كسر ارادة المقاومة عند شعبنا وفرض سياساته كأمر واقع على شعبنا الفلسطيني.
نعم الاحتلال يعاقب شعبنا في غزة لينفض عن المقاومة ولكسر صموده الذي هو تعزيز لصمود المقاومة، ولكن أؤكد على أن العدو سيفشل كما فشل سابقاً بتحقيق اهدافه فشعبنا وكما التاريخ يشهد لا يكسره التجويع ولا القتل فكرامتنا وعزتنا بغزة أغلى من لقمة عيشنا.
لا شك أن هذا العدو غبي ولا يتعلم من التجارب فشعبنا لا يمكنه ان يبقى صامتاً والمقاومة لا يمكنها أن تترك شعبها يقهر ويجوع بهذه الطريقة، فحتماً أن الانفجار قادم في وجه الاحتلال إن بقي الحال على ذلك، نعم والاحتلال يدرك ذلك ولكن عقلية الصهاينة عقلية العلو والتكبر والعجهية هي التي تحرك المواقف وترسم السياسات في دولة الاحتلال والتي دفع وسيدفع العدو اكثر جراء اصراره على هذه السياسات والمواقف.
إسرائيل بين الحين والآخر تهدد بشن عدوان جديد على القطاع، كيف تقرأون هذه التهديدات المتكررة، وما هو الهدف منها، خاصة أنها تأتي بعد إطلاق صواريخ المقاومة عليها؟
منذ انتهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وبالتحديد في الرابع والعشرين من شهر أغسطس الماضي وفق اتفاق التهدئة بين الفصائل والعدو الصهيوني برعاية مصرية، وفصائل المقاومة ووفق اجماع وطني ملتزمة بالتهدئة، والذي يمارس الخرق اليومي للتهدئة ويتنكر لكل الاتفاقيات هو العدو الصهيوني.
نحن لا نؤمن هذا العدو وكما قلت أن عقلية الارهاب والتكبر قد تدفعه لارتكاب حماقة وتنفيذ تهديداته بشن عدوان جديد، ولكن هذا لا يخيفنا ولا يرعبنا فالعدو بحصاره يمارس القتل البطيء ضد شعبنا وأهلنا ولهذا نحن كمقاومة لن نبقى صامتين على هذه الخروقات، ولن ترهبنا التهديدات وعلى العالم أن يتحمل مسؤولياته بلجم هذا العدو، ووقف اعتداءاته المتكررة على شعبنا وإجباره على رفع الحصار عن قطاع غزة، وإلا فإن التاريخ لن يسامح هذه القوى الدولية والاقليمية على صمتها على جرائم العدو.
هل ترى أن تركيز العالم العربي على مواجهة "داعش" قلص من اهتمامه بالقضية الفلسطينية، لدرجة اعتبر البعض ان فلسطين أصبحت وحيدة في مواجهة الغطرسة الصهيونية؟
اعتقد ان هذه الفزاعة التي تسمى "داعش" هي صناعة غربية بعيدة كل البعد عن العمق الاسلامي أو العربي، وأقول أن دعم القضية الفلسطينية وخاصة المقاومة الفلسطينية من قبل انظمة العالم العربي يجب أن يستمر بل وبصورة اكثر عمقاً وقوة، فإنه بالإضافة إلى أنه حق لأهل فلسطين وواجب على ابناء الامة وقادتها، فانه كذلك سهم موجه إلى صدور أدعياء الدين من تنظيم "داعش" المتطرف.
ما هي وسائل الضغط التي تملكها فصائل المقاومة في مواجهة الاحتلال الغاشم؟
بحمد الله عز وجل باتت المقاومة اليوم بما تمتلك من قوة ردع قادرة على الرد على العدو الصهيوني وتكبيده الكثير من الخسائر في صفوف جنوده ومستوطنيه، وقد كانت تجربة حرب "حجارة السجيل" أكبر شاهد على قوة المقاومة المتمثلة أولاً بالعنصر البشري، هذا المقاوم الشرس الذي لا يخاف موتاً ولا يرهب عدواً، هذا المقاتل الذي اخترق خطوط العدو وخطف جنوده وجرهم أذلاء الى الأسر، وثانياً نمتلك شعباً لا يهاب الموت ولا يعرف خوفاً يساند أبناءه المقاومين ويحتضنهم ويدفع الثمن راضياً في معركة الحرية والعزة، وثالثاً هذه الوسائل هي سلاح المقاومة الذي بات يمثل كابوساً للعدو ومستوطنيه وسلاح ردع إذا ما فكر العدو بشن أي هجوم على شعبنا.
كيف تقيم مساهمات الدول العربية في اعمار غزة، بعد تعهداتها في مؤتمر القاهرة لاعادة إعمار القطاع؟
حقيقة أن عملية الاعمار بقطاع غزة تسير ببطء شديد جداً، فإلى هذه اللحظة ما يتم هو ازالة لركام البيوت المدمرة ولم يتم البدء بأي من مشاريع الاعمار التي سمعنا عنها، حقيقة هناك إعمار جزئي للبيوت التي دمرت جزئياً، ولكن هناك آلاف البيوت التي دمرت كلياً ولم يتم البدء بإعمار أي منها.
نحن نشكر كل من وقف إلى جانب شعبنا من المانحين، وخاصة من أبناء أمتنا العربية والإسلامية، وعلى وجه الخصوص المملكة السعودية ودول الخليج العربي، ولكن المطلوب هو التزام الكل بتعهداته حتى تتم عملية الإعمار التي ستساهم في تعزيز صمود شعبنا ومقاومته لعدوه.
كيف ترون الدور السعودي في دعم القضية الفلسطينية عامة واعادة اعمار غزة على وجه الخصوص؟
لا شك أن المملكة العربية السعودية وعلى مر تاريخ القضية الفلسطينية كان لها دور ريادي في دعم صمود شعبنا وحقه في الدفاع عن أرضه ووطنه ودعمت حقنا في إقامة دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية، ووقفت من الجميع على مسافة واحدة وحققت اتفاق "مكة" للمصالحة لحرصها على وحدة شعبنا الفلسطيني.
ونحن في غزة وفي المقاومة نتمنى أن يتعزز هذا الدور الريادي للملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأن تبقى المملكة الحاضن لشعبنا وقيادته وفصائله ومقاومته والمدافعة عن حقنا بالحرية والتحرير.
نحن في غزة ننظر الى خادم الحرمين الشريفين نظرة تقدير واحترام على دوره في دعم فلسطين وخاصة غزة والمساهمة في إعمار ما دمره الاحتلال ونتمنى التدخل من قبل جلالته للضغط من أجل فتح معبر الحياة لغزة معبر رفح البري بين غزة والشقيقة مصر.
أخيراً ما هي الرسالة التي تودون توجيهها إلى قادة الدول العربية والإسلامية؟
رسالتنا إلى قادة الامة أن فلسطين أمانة في أعناقكم، وأن المسجد الاقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، يدنس من قبل عصابات صهيون فأين أنتم؟!.
فلسطين يا قادتنا التي بها قبور اجدادكم الفاتحين ومقدساتكم الاسلامية، فلسطين أرض الرباط تستباح ليلاً ونهاراً، حق فلسطين وأهلها عليكم النصر والدعم والمساندة وواجبكم الوقوف مع اهلها فهم منكم وانتم منهم.
القاهرة - علاء هندي
شعب غزة ينظر إلى خادم الحرمين الشريفين نظرة تقدير واحترام
نوجه الشكر للسعودية على دورها ومساهماتها في إعادة إعمار القطاع
غزة "برميل بارود" قد ينفجر في أي لحظة في وجه الكيان الصهيوني
حالة التفرد بالقرار هي سبب الانقسامات التي أضرت بالقضية الفلسطينية
إسرائيل المستفيد من الخلافات الفلسطينية ومستعدون للرد على أي عدوان
الاحتلال يعاقب شعب غزة الأبي لكسر إرادته وصموده وهذا فشل ووهم
"داعش" المتطرف صناعة غربية ودعم القضية الفلسطينية واجب
رسالتنا إلى الأمة العربية والإسلامية "فلسطين أمانة في أعناقكم"
ثمّن القيادي الفلسطيني، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الشعبية بفلسطين، حسن علي الزعلان، دور المملكة السعودية الداعم للقضية الفلسطينية، مؤكداً على أن غزة تنظر إلى خادم الحرمين الشريفين نظرة تقدير واحترام على دوره في دعم فلسطين وخاصة غزة والمساهمة في إعمار ما دمره الاحتلال.
وأضاف الزعلان في حوارٍ خاص مع "المدائن"، الوضع في قطاع غزة بـ"الكارثي"، مشيراً إلى أن إسرائيل تمارس سياسة "الموت البطيء" في القطاع المحاصر، للقضاء على المقاومة الفلسطينية الباسلة التي تشكل عامل الردع الأول ضد المخططات الصهيونية.
وأكد القيادي الفلسطيني على فشل حكومة التوافق الفلسطينية في معالجة مشكلات قطاع غزة، مشدداً على أن الانقسامات بين فتح وحماس وباقي الفصائل الفلسطينية، يضر بالقضية الفلسطينية ولا يخدم سوى العدو الصهيوني.
الوضع المؤسف في قطاع غزة، وهدف التهديدات الإسرائيلية المتكررة بشن عدوان جديد على القطاع، وواقع عمليات إعادة الإعمار، وغيرها من القضايا، هي محور اللقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الشعبية بفلسطين، حسن علي الزعلان.
فإلى نص الحوار الكامل.
الوضع في غزة الآن ينذر بكارثة إنسانية وقنبلة قد تنفجر في أي لحظة، هذا حسب وصف المنظمات الدولية، نريد منكم القاء الضوء على طبيعة الوضع في القطاع المحاصر، وبرأيكم من يتحمل المسؤولية وكيف يمكن معالجة هذا الوضع؟
لاشك في أن قطاع غزة يتعرض لأكبر جريمة عرفها التاريخ، حيث ما يقارب من مليوني مواطن من شيوخ وأطفال ونساء ومرضى يغلق عليهم سجن اسمه "قطاع غزة" لا تتجاوز مساحته 360 كيلو متر، لا علاج للمرضى ولا عمل للشباب وخريجي الجامعات، لا إعمار لمن دمرت بيوتهم في الحرب العدوانية التي شنتها دولة الاحتلال الصهيوني على مدار واحد وخمسين يوماً على غزة، لا مستقبل أمام أحد، وهذا كله جراء حصار مطبق تمارسه دولة العدو الصهيوني على قطاع غزة.
إضافة إلى أن المنفذ العربي الوحيد لأهل قطاع غزة الى العالم هو معبر رفح الذي يغلق فترات طويلة من قبل أشقائنا المصريين، الأمر الذي ساهم في زيادة معاناة شعبنا وحرم المرضى من السفر للعلاج وحرم الطلاب من الالتحاق بجامعاتهم خارج الوطن.
وكيف تقيم تعامل حكومة التوافق الفلسطينية برئاسة رامي الحمد لله مع ملف قطاع غزة؟
التوافق الوطني التي قدمت استقالتها مؤخراً، فشلت على مدار عام، في تحمل مسؤولياتها في قطاع غزة، وأخذ دورها في حل الازمات والمشاكل التي تعصف بالقطاع، ولهذا فنحن نقول أن الجميع عليه مسؤولية ويجب أن يتحملها لرفع المعاناة عن شعبنا في قطاع غزة، الاحتلال يتحمل مسؤولية الجريمة بقتله للمدنيين العزل وانتهاك القوانين والشرائع الدولية في قطاع غزة، والمجتمع الدولي يتحمل المسؤولية لصمته عن الخرق الفاضح والجرائم ضد الانسانية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة.
والأشقاء العرب والاخوة المسلمون يتحملون المسؤولية بتقاعسهم عن نصرة إخوانهم في غزة، وللخروج من هذه الحالة علينا أولاً كفلسطينيين أن ننهي خلافاتنا الداخلية، فالمطلوب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن أن يدعو فوراً لاجتماع قيادي على مستوى أمناء الفصائل، لإيجاد حل فوري لقضايا غزة العالقة وخاصة موضوع الموظفين والرواتب، والتوجه من قبل القيادة الفلسطينية ووفق توافق وطني من الجميع إلى تحقيق الدعم العربي والاسلامي والدولي لرفع الظلم عن شعبنا الفلسطيني، وفضح الاحتلال وجرائمه ضد شعبنا وتقديم قادته للمحاكم الدولية كمجرمي حرب.
لاشك في أن الانقسام والخلاف الداخلي يضر بالقضية الفلسطينية ويخدم بالأساس الكيان الإسرائيلي، إلى متى تستمر هذه الخلافات، خاصة أن المواطن هو من يدفع الثمن، وما هو موقف حركة المقاومة الشعبية من ذلك؟
في الحقيقة الانقسام أساء كثيراً للقضية الفلسطينية، وكنا نحن في حركة المقاومة الشعبية أول الساعين لإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة الفلسطينية، وكنا في جميع محطاتها حرصاً منا على وحدة شعبنا ولقناعتنا أننا لا يمكننا ان نواجه عدونا ونعيد حقوقنا ونحقق آمال شعبنا بالحرية ونحن منقسمون.
تفاءلنا وتفاءل شعبنا كثيراً باتفاق "الشاطئ"، والذي شكلت بموجبه حكومة التوافق، وخرج شعبنا فرحاً بأن يتحقق الاتفاق في غزة وفي مخيم من مخيمات اللجوء، ولكن ومع البداية وفي لحظات التشكيل الاولى بدأت الخلافات للأسف، وهذا عائد لحالة التفرد في القرار الفلسطيني التي يمارسها البعض.
وأدعو هنا الحكومة الفلسطينية الجديدة التي لم يتم الإعلان عنها بعد، إلى أن تتعامل مع الجميع كفلسطيني وليس حسب انتمائه الفصائلي، ولكن للأسف بدأ الحديث يدور عن موظفي حماس وموظفي السلطة هذا التقسيم السيئ الذي يعزز الانقسام ولا ينهيه، إضافة إلى تنكرها لازمة الكهرباء والبطالة وعشرات الازمات بغزة، جعل الجميع ينظر اليها كحكومة عاجزة فاقدة القدرة على حل الازمات.
نحن في حركة المقاومة الشعبية نقول بأن الامن الوظيفي لكافة الموظفين سواء من تعين قبل أو بعد الانقسام هو حق لهم، وعلى الحكومة ان تتحمل المسؤولية تجاه الجميع بلا تمييز، ونؤمن بأن حل الازمات في قطاع غزة مسؤولية الحكومة، والحديث عن حكومة ظل لا يجوز بأي حال كون أن دمج الموظفين وإعادة الهيكلة للوزارات وفق الاقدمية والكفاءة لجميع الموظفين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية من شأنه أن يساهم في حل المشكلة المتعلقة بالصلاحيات داخل الوزارات المختلفة.
هل ترى أن دولة الاحتلال تمارس سياسة العقاب الجماعي لسكان القطاع، بسبب تأييدهم للفصائل الفلسطينية، رغم إدراكها أن انفجار الوضع في غزة سيكون له عواقب وخيمة عليها؟
العدو الصهيوني يمارس العقاب ضد كل شعبنا الفلسطيني، منذ أن احتل فلسطين واغتصب أرضها وسكن بيوت أهلها وسرق ونهب خيراتها، والعدو عندما يمارس هذا العقاب فانه يهدف إلى كسر ارادة المقاومة عند شعبنا وفرض سياساته كأمر واقع على شعبنا الفلسطيني.
نعم الاحتلال يعاقب شعبنا في غزة لينفض عن المقاومة ولكسر صموده الذي هو تعزيز لصمود المقاومة، ولكن أؤكد على أن العدو سيفشل كما فشل سابقاً بتحقيق اهدافه فشعبنا وكما التاريخ يشهد لا يكسره التجويع ولا القتل فكرامتنا وعزتنا بغزة أغلى من لقمة عيشنا.
لا شك أن هذا العدو غبي ولا يتعلم من التجارب فشعبنا لا يمكنه ان يبقى صامتاً والمقاومة لا يمكنها أن تترك شعبها يقهر ويجوع بهذه الطريقة، فحتماً أن الانفجار قادم في وجه الاحتلال إن بقي الحال على ذلك، نعم والاحتلال يدرك ذلك ولكن عقلية الصهاينة عقلية العلو والتكبر والعجهية هي التي تحرك المواقف وترسم السياسات في دولة الاحتلال والتي دفع وسيدفع العدو اكثر جراء اصراره على هذه السياسات والمواقف.
إسرائيل بين الحين والآخر تهدد بشن عدوان جديد على القطاع، كيف تقرأون هذه التهديدات المتكررة، وما هو الهدف منها، خاصة أنها تأتي بعد إطلاق صواريخ المقاومة عليها؟
منذ انتهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وبالتحديد في الرابع والعشرين من شهر أغسطس الماضي وفق اتفاق التهدئة بين الفصائل والعدو الصهيوني برعاية مصرية، وفصائل المقاومة ووفق اجماع وطني ملتزمة بالتهدئة، والذي يمارس الخرق اليومي للتهدئة ويتنكر لكل الاتفاقيات هو العدو الصهيوني.
نحن لا نؤمن هذا العدو وكما قلت أن عقلية الارهاب والتكبر قد تدفعه لارتكاب حماقة وتنفيذ تهديداته بشن عدوان جديد، ولكن هذا لا يخيفنا ولا يرعبنا فالعدو بحصاره يمارس القتل البطيء ضد شعبنا وأهلنا ولهذا نحن كمقاومة لن نبقى صامتين على هذه الخروقات، ولن ترهبنا التهديدات وعلى العالم أن يتحمل مسؤولياته بلجم هذا العدو، ووقف اعتداءاته المتكررة على شعبنا وإجباره على رفع الحصار عن قطاع غزة، وإلا فإن التاريخ لن يسامح هذه القوى الدولية والاقليمية على صمتها على جرائم العدو.
هل ترى أن تركيز العالم العربي على مواجهة "داعش" قلص من اهتمامه بالقضية الفلسطينية، لدرجة اعتبر البعض ان فلسطين أصبحت وحيدة في مواجهة الغطرسة الصهيونية؟
اعتقد ان هذه الفزاعة التي تسمى "داعش" هي صناعة غربية بعيدة كل البعد عن العمق الاسلامي أو العربي، وأقول أن دعم القضية الفلسطينية وخاصة المقاومة الفلسطينية من قبل انظمة العالم العربي يجب أن يستمر بل وبصورة اكثر عمقاً وقوة، فإنه بالإضافة إلى أنه حق لأهل فلسطين وواجب على ابناء الامة وقادتها، فانه كذلك سهم موجه إلى صدور أدعياء الدين من تنظيم "داعش" المتطرف.
ما هي وسائل الضغط التي تملكها فصائل المقاومة في مواجهة الاحتلال الغاشم؟
بحمد الله عز وجل باتت المقاومة اليوم بما تمتلك من قوة ردع قادرة على الرد على العدو الصهيوني وتكبيده الكثير من الخسائر في صفوف جنوده ومستوطنيه، وقد كانت تجربة حرب "حجارة السجيل" أكبر شاهد على قوة المقاومة المتمثلة أولاً بالعنصر البشري، هذا المقاوم الشرس الذي لا يخاف موتاً ولا يرهب عدواً، هذا المقاتل الذي اخترق خطوط العدو وخطف جنوده وجرهم أذلاء الى الأسر، وثانياً نمتلك شعباً لا يهاب الموت ولا يعرف خوفاً يساند أبناءه المقاومين ويحتضنهم ويدفع الثمن راضياً في معركة الحرية والعزة، وثالثاً هذه الوسائل هي سلاح المقاومة الذي بات يمثل كابوساً للعدو ومستوطنيه وسلاح ردع إذا ما فكر العدو بشن أي هجوم على شعبنا.
كيف تقيم مساهمات الدول العربية في اعمار غزة، بعد تعهداتها في مؤتمر القاهرة لاعادة إعمار القطاع؟
حقيقة أن عملية الاعمار بقطاع غزة تسير ببطء شديد جداً، فإلى هذه اللحظة ما يتم هو ازالة لركام البيوت المدمرة ولم يتم البدء بأي من مشاريع الاعمار التي سمعنا عنها، حقيقة هناك إعمار جزئي للبيوت التي دمرت جزئياً، ولكن هناك آلاف البيوت التي دمرت كلياً ولم يتم البدء بإعمار أي منها.
نحن نشكر كل من وقف إلى جانب شعبنا من المانحين، وخاصة من أبناء أمتنا العربية والإسلامية، وعلى وجه الخصوص المملكة السعودية ودول الخليج العربي، ولكن المطلوب هو التزام الكل بتعهداته حتى تتم عملية الإعمار التي ستساهم في تعزيز صمود شعبنا ومقاومته لعدوه.
كيف ترون الدور السعودي في دعم القضية الفلسطينية عامة واعادة اعمار غزة على وجه الخصوص؟
لا شك أن المملكة العربية السعودية وعلى مر تاريخ القضية الفلسطينية كان لها دور ريادي في دعم صمود شعبنا وحقه في الدفاع عن أرضه ووطنه ودعمت حقنا في إقامة دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية، ووقفت من الجميع على مسافة واحدة وحققت اتفاق "مكة" للمصالحة لحرصها على وحدة شعبنا الفلسطيني.
ونحن في غزة وفي المقاومة نتمنى أن يتعزز هذا الدور الريادي للملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأن تبقى المملكة الحاضن لشعبنا وقيادته وفصائله ومقاومته والمدافعة عن حقنا بالحرية والتحرير.
نحن في غزة ننظر الى خادم الحرمين الشريفين نظرة تقدير واحترام على دوره في دعم فلسطين وخاصة غزة والمساهمة في إعمار ما دمره الاحتلال ونتمنى التدخل من قبل جلالته للضغط من أجل فتح معبر الحياة لغزة معبر رفح البري بين غزة والشقيقة مصر.
أخيراً ما هي الرسالة التي تودون توجيهها إلى قادة الدول العربية والإسلامية؟
رسالتنا إلى قادة الامة أن فلسطين أمانة في أعناقكم، وأن المسجد الاقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، يدنس من قبل عصابات صهيون فأين أنتم؟!.
فلسطين يا قادتنا التي بها قبور اجدادكم الفاتحين ومقدساتكم الاسلامية، فلسطين أرض الرباط تستباح ليلاً ونهاراً، حق فلسطين وأهلها عليكم النصر والدعم والمساندة وواجبكم الوقوف مع اهلها فهم منكم وانتم منهم.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية