احذروا المغالاة في الحديث عن الحرب.. بقلم : مصطفى الصواف

احذروا المغالاة في الحديث عن الحرب.. بقلم : مصطفى الصواف

الإثنين 16 نوفمبر 2009

احذروا المغالاة في الحديث عن الحرب

مصطفى الصواف


ما يجري في الأيام الأخيرة من حديث حول التحضيرات للعدوان من قبل الاحتلال الصهيوني، والذي لم يتوقف عن العدوان بوسائل وأساليب وطرق مختلفة، وما يتبع ذلك من تحليلات وتوقعات وأحاديث إعلامية كثيرة قد تصل إلى مرحلة نشر الرعب بين الناس بشكل غير مقصود، الأمر الذي ذكرني بمرحلة الطفولة والدراسة ونحن في انتظار النتيجة يوم كنا نمسك بالوردة وتبدأ بنزع أوراقها الواحدة تلو الأخرى، ونحن مع كل واحدة نقول ( ناجح، ساقط ) حتى تنتهي أوراقها فإذا كانت الورقة الأخيرة عند ناجح تعترينا الفرحة، ونكف عن اللعبة، أما إذا كانت ساقط نعاود اللعبة على وردة جديدة بدعوى أن العد لم يكن سليما كل ذلك من أجل إرضاء الذات ، ثم ننصرف إلى أمر آخر ونحن نضحك لأننا نعلم أن ما نقوم به هو نوع من العبث أو التسلية البريئة.

ولكن نحن أمام جزء من الحرب النفسية التي يمارسها العدو ونحن بالتأكيد بدون قصد نتساوق مع وسائل الإعلام المختلفة بهدف توعية الناس وتحذيرهم، وكذلك تنبيه الإخوة المسئولين، ولكن تكرار الحديث في التفاصيل والسيناريوهات وطرق الحرب وغيرها، وهو أمر مهم، ليس بهذه الطريقة، وعبر وسائل الإعلام المختلفة، ويمكن أن نستبدل كثرة الحديث في وسائل الإعلام بأن تتجه الجهات المسئولة إلى عقد ورشات العمل، واللقاءات الخاصة عبر مراكز الدراسات مع نخب لديها القدرة على تحليل كل ما يصدر عن العدو ودراسة ذلك بشكل علمي ومهني حتى يستفيد المسئولون من التحليلات التي تقدم، وعندما يرون أن هناك ما يمكن أن يطلع عليه الناس لأخذ الحيطة والحذر بوسائل علمية وبآليات للوقاية والاستعداد النفسي للعدوان إن قدرت الجهات المسئولة الأمر، فلا ضير.

ويجب أن ندرك والجمهور أن العدوان الصهيوني لم يتوقف والتفكير الصهيوني مستمر لأن العدوان والقتل عقيدة عند اليهود، ولعل فتوى الحاخامات الأخيرة بالقتل حتى للأطفال الرضع هي دليل على عقيدة القتل، وعليه علينا أن نوطن أنفسنا على العدوان، دون تهويل أو مبالغة.

ولكن يجب أن يكون استعداد المقاومة أكبر وأوسع، وأن يجري بقدر المستطاع وفق القاعدة النبوية (اقضوا حوائجكم بالكتمان)، فالسرية والكتمان والعمل الدؤوب هو المطلوب من رجال المقاومة على قاعدة أن العدو قد ينفذ عدوانا في القريب العاجل، وعلى المقاومة أن لا تعير كثير اهتمام لما يعمل العدو على نشره والحديث عنه، مثل ما تملكه المقاومة، لأن ذلك جزء من الحرب النفسية التي يمارسها العدو وهم يتحدثون بذلك من أجل استدراج المقاومة لمعرفة إمكانياتهم العسكرية، ولسنا بعيدين عن تصريحات أحد قادة العدو الصهيوني عندما تحدث أن العدوان الأخير أفقد المقاومة وخاصة حماس جزءاً كبيراً من قوتها وقدراتها العسكرية، وهذا بهدف الكشف عن إمكانيات المقاومة، ولكن المقاومة بلغت مرحلة كبيرة من الفهم لأهداف العدو الخبيثة، وما تمارسه المقاومة على الأرض من تكتيكات على الأقل لا يعطي العدو في مرحلة الإعداد المبرر للعمل على القيام بأعمال عسكرية من اغتيالات وغيرها.

ما أريد أن أخلص إليه، أن على وسائل الإعلام أن تكون حذرة من قضية الحديث المستفيض عن العدوان والحرب وأن الحديث يجب أن ينصب على زرع الثقة في نفوس الناس والتأكيد على سياسة العدو الصهيوني وتفكيره الدائم بارتكاب الاعتداءات، وكذلك أن تكون الدعوة إلى المقاومة بالاستعداد، والحديث بطرف خفي للناس بأن لا يقلقوا وأن المقاومة ورجالها يعدون العدة بما يملكون لأي عدوان صهيوني قادم، وأن تأخذ بالأسباب، والنتائج على الله سبحانه وتعالى.

من حق المقاومة أن تمتلك الأدوات للدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني وأرضه، ومن حقها أن تعد العدة لهذا الدفاع والبحث المستمر لامتلاك عناصر القوة بقدر المستطاع، وان لا تعير المقاومة اهتماما لمحاولات العدو إرباكها وشل استعداداتها، وعلى المواطنين أن يكونوا على ثقة بالله عز وجل وأن يعلموا أن ما أصابهم ما كان ليخطئهم، وما أخطأهم ما كان ليصيبهم، وأن يمارسوا حياتهم بعد أخذ كافة الاستعدادات بشكل طبيعي ودون خوف أو قلق، ثم يثقون بالمقاومة وولاة الأمور وعليهم تأمين الجبهة الداخلية وعدم الاستجابة لأي إشاعات يعمل العدو على زرعها في المجتمع؛ لأن المواطنين هم خط الدفاع الأول، وهم يسبقون المقاومة ورجالها وأدواتها وهم كلمة السر في الانتصار.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية