ارتهان الوطن
د. يوسف رزقة
أوباما في المنطقة قريباً. والمفاوضات أكذوبة ثقيلة تحملها أميركا ودولة الاحتلال. كل شيء في السلطة بات رهينة للخارج. المفاوضات رهينة للفعل الأمريكي. واقتصاد السلطة رهينة للدول المانحة. وموازنة السلطة رهينة للتمويل الخارجي والمقاصة، وبقاء فياض رئيساً للوزراء، أو استقالته من رئاسة الوزراء رهين بموقف الدول المانحة والممولة.
افتخرت السلطة بالحصول على دولة مراقب، ولكن حركة الدولة المراقب مرهونة بالإرادة الخارجية. السلطة لم تتقدم بطلب انضمام لمحكمة الجنايات الدولية لأن أمريكا ترفض، ولأن دولة الاحتلال ترفض أيضا، السلطة تهدد وتتوعد، وقادة الاحتلال يسخرون ويخرجون ألسنتهم. المصالحة الفلسطينية أو قل الشراكة الوطنية الفلسطينية مقيدة بالخارج، وبرضا الدول الممولة للسلطة. توقفت مباحثات القاهرة لأن أوباما غير راضٍ، ولأنه قادم إلى المنطقة ولأن الشراكة مع حماس تقلقه وتزعجه لأنها تقلق دولة الاحتلال وتزعجها.
في فلسطين المحتلة تسرح وتمرح التدخلات الخارجية، والمخابرات الأجنبية كما تشاء وتحت عناوين مختلفة، وليس في فلسطين من قائد يملك الشجاعة لإيقاف التدخلات الخارجية. كل الأوراق الفلسطينية بيد أمريكا وأوروبا، أو قل في يد ما تحتاجه السلطة الفلسطينية من مال. القرار الفلسطيني في البنك الأمريكي، أو في البنك الأوروبي. فك ارتباط السلطة بالبنوك يعني استقلال القرار، لا قرار مستقل حين يخرج من الصراف الآلي.
أوباما قادم، مرحبا بأوباما، ولا مرحبا بقرار البنك أو قرار الصراف الآلي. أوباما لا يملك مشروعا سياسياً يمكن أن تصرفه السلطة في الساحة الوطنية الفلسطينية، ثمة إجماع على أنها زيارة علاقات عامة، لا زيارة عمل حقيقية.
العنوان في هذه الزيارة تل أبيب، ولا عنوان بعد هذا العنوان له مغزى أو احترام. أوباما ملك ، والملوك مفسدون، ويجعلون الأعزة أذلة ويرفعون الأذلة إلى مرتبة الأعزة، هذا شأنهم، يرفع الله بفسادهم أقواما ويخفض آخرين، ومن لا يحذر ملك أمريكا يقع ضحية، أو يعود لوطنه وشعبه بخفي حنين.
المشكلة ليست في الملك أوباما، ولا في ملوك أوروبا منفردين أو مجتمعين، المشكلة عندنا نحن الفلسطينيين، نحن الذين رهنا تحرير وطننا ومقدساتنا برواتب الموظفين، وبطعام الدولة، وبتسهيلات الشخصيات المهمة.
نحن أقمنا مائدة الطعام، وبنينا الصراف الآلي، قبل أن نبني التحرير، فصار التحرير رهينة للطعام والمال والراتب ولرضا المانحين والممولين، وصار المحتل الصهيوني يتسلى بنا في الليل والنهار، ويمد لنا لسانه ساخراً، كما يمد بندقيته قاتلاً، وكما يمد جرافته هادماً، أوباما قادم ولا أمل في قدومه، ومن أراد الأمل فعليه أن ينظر في مشكلته الذاتية، وينتقد نفسه بجرأة العالم القائد. و الشمس لا تغطى بغربال.
د. يوسف رزقة
أوباما في المنطقة قريباً. والمفاوضات أكذوبة ثقيلة تحملها أميركا ودولة الاحتلال. كل شيء في السلطة بات رهينة للخارج. المفاوضات رهينة للفعل الأمريكي. واقتصاد السلطة رهينة للدول المانحة. وموازنة السلطة رهينة للتمويل الخارجي والمقاصة، وبقاء فياض رئيساً للوزراء، أو استقالته من رئاسة الوزراء رهين بموقف الدول المانحة والممولة.
افتخرت السلطة بالحصول على دولة مراقب، ولكن حركة الدولة المراقب مرهونة بالإرادة الخارجية. السلطة لم تتقدم بطلب انضمام لمحكمة الجنايات الدولية لأن أمريكا ترفض، ولأن دولة الاحتلال ترفض أيضا، السلطة تهدد وتتوعد، وقادة الاحتلال يسخرون ويخرجون ألسنتهم. المصالحة الفلسطينية أو قل الشراكة الوطنية الفلسطينية مقيدة بالخارج، وبرضا الدول الممولة للسلطة. توقفت مباحثات القاهرة لأن أوباما غير راضٍ، ولأنه قادم إلى المنطقة ولأن الشراكة مع حماس تقلقه وتزعجه لأنها تقلق دولة الاحتلال وتزعجها.
في فلسطين المحتلة تسرح وتمرح التدخلات الخارجية، والمخابرات الأجنبية كما تشاء وتحت عناوين مختلفة، وليس في فلسطين من قائد يملك الشجاعة لإيقاف التدخلات الخارجية. كل الأوراق الفلسطينية بيد أمريكا وأوروبا، أو قل في يد ما تحتاجه السلطة الفلسطينية من مال. القرار الفلسطيني في البنك الأمريكي، أو في البنك الأوروبي. فك ارتباط السلطة بالبنوك يعني استقلال القرار، لا قرار مستقل حين يخرج من الصراف الآلي.
أوباما قادم، مرحبا بأوباما، ولا مرحبا بقرار البنك أو قرار الصراف الآلي. أوباما لا يملك مشروعا سياسياً يمكن أن تصرفه السلطة في الساحة الوطنية الفلسطينية، ثمة إجماع على أنها زيارة علاقات عامة، لا زيارة عمل حقيقية.
العنوان في هذه الزيارة تل أبيب، ولا عنوان بعد هذا العنوان له مغزى أو احترام. أوباما ملك ، والملوك مفسدون، ويجعلون الأعزة أذلة ويرفعون الأذلة إلى مرتبة الأعزة، هذا شأنهم، يرفع الله بفسادهم أقواما ويخفض آخرين، ومن لا يحذر ملك أمريكا يقع ضحية، أو يعود لوطنه وشعبه بخفي حنين.
المشكلة ليست في الملك أوباما، ولا في ملوك أوروبا منفردين أو مجتمعين، المشكلة عندنا نحن الفلسطينيين، نحن الذين رهنا تحرير وطننا ومقدساتنا برواتب الموظفين، وبطعام الدولة، وبتسهيلات الشخصيات المهمة.
نحن أقمنا مائدة الطعام، وبنينا الصراف الآلي، قبل أن نبني التحرير، فصار التحرير رهينة للطعام والمال والراتب ولرضا المانحين والممولين، وصار المحتل الصهيوني يتسلى بنا في الليل والنهار، ويمد لنا لسانه ساخراً، كما يمد بندقيته قاتلاً، وكما يمد جرافته هادماً، أوباما قادم ولا أمل في قدومه، ومن أراد الأمل فعليه أن ينظر في مشكلته الذاتية، وينتقد نفسه بجرأة العالم القائد. و الشمس لا تغطى بغربال.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية