استجيبوا لنداء حسن سلامة
حمزة إسماعيل أبوشنب
(" لأنكم في عالمكم مشغولون حتى عن أنفسكم , كان الله في عونكم لكن هل عندكم دقيقة للدعاء لنا " أخوكم حسن سلامة من مقابر الأحياء )
مازال التفاعل الشعبي مع قضية الأسرى ضعيفا ولا يرتقى إلى الحد المطلوب من الجميع ، فخيمة الاعتصام التي يزورها القليل من الناس ، وتفاعل العامة مع إضراب الأسرى لا يعطي الحد الأدنى من حقوق الأسرى لدي شعبهم ، لذلك لم يطلب المضربون عن الطعام الكثير منهم في قضية التفاعل معهم سوى الدعاء لهم دقيقة .
هذا المطلب يؤكد عمق الشعور من قبل الأسرى بأن التفاعل مع قضيتهم غير مقبول ، فكيف سيشعر الأسرى بالتفاعل معهم عندما يسمعون بأن العديد من الشباب الفلسطيني مشغول بلقاء برشلونة ومدريد ؟ كيف سيشعر الأسرى عندما يعرفون بأن التفاعل مع البرامج الإعلامية الرياضية أشد من التفاعل مع قضيتهم ؟ هل سيُقنع الأسرى بأن الشباب تخرج بعد المباريات في تظاهرات في منتصف الليل فرحاً بفوز " فريق" .
أية نظرة سيأخذها الأسرى عن الشباب الذين كان الأسرى في أعمارهم يوماً ما وهم يحملون همّ الوطن ويقارعون الاحتلال ؟ فيجد اليوم بعض الشباب يحمل همّ الرياضة الإسبانية ، ويتأثر بإصابة اللاعب فلان أو طرد فلان ! لذلك لم يطلب الأسرى أكثر من دقيقة ، في الوقت الذي يضيع العديد من الشباب _ وللأسف دخل الشباب المسلم على هذا المضمار _الساعات من أجل متابعة الكرة .
ولكن هل أعطينا الدقيقة حقها وقمنا بالدعاء للأسرى وهو السلاح الإلهي ؟ فالدعاء من أنفع الأدوية ، وهو عدو البلاء يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه.
من الممكن جداً التفاعل مع قضية الأسرى بالدعاء لهم ، وهذا الدور منوط بالجميع ويمكن لوزارة الأوقاف والشؤون الدنية أن تعمم على كافة أئمة المساجد بالدعاء في كل صلاة أو في الصلوات الجهرية بشكل يومي ، وبذلك يمكن أن نستجيب لنداء الأسرى ويتفاعل الناس بشكل أوسع مع القضية ، بالإضافة إلى الأهم وهو تفعيل سلاح المؤمنين " الدعاء " ، ولعلي هنا أستحضر الشهيد محمد العطل "أبو عمر" في بداية الانتفاضة ، حيث شكل جهاز الدعاء ، وكان يدعو الشباب للانضمام لهذا الجهاز بالدعاء في الليل للمجاهدين ، ففي ذلك الحين كانت حماسة بعض الشباب للعمل في المقاومة فكان جواب الشهيد بأن انضم لجهاز الدعاء للمجاهدين إلى أن يكرمك الله بالجهاد .
والأمر قد لا يتوقف على أئمة المساجد ويمكن أن يعمم على المدارس من خلال وزارة التربية والتعليم بالدعاء في الطابور الصباحي بشكل يومي للأسرى ، وهذا لا ينتقص من الوقت شيء من خلال تخصيص هذا الوقت القليل للدعاء لهم .
فالأسرى يستحقون منا الكثير الكثير فلنعطيهم القليل من الوقت ولنستجب لطلب الأسير المعزول في الانفرادي منذ أكثر من عقد من الزمن حسن سلامة بالدعاء لهم .
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية