الأسرى الفلسطينيون منبر الكلمة الحرة ... بقلم : د. أيمن أبو ناهية

الجمعة 14 ديسمبر 2012

الأسرى الفلسطينيون منبر الكلمة الحرة

د. أيمن أبو ناهية

نفرح ويفرح أسرانا عند سماعنا بعقد مؤتمرات وإقامة مهرجانات إقليمية ودولية من أجل نصرة قضية الأسرى الفلسطينيين والتضامن معهم، والحمد لله أصبحت اليوم العواصم العربية وخاصة بعد الربيع العربي تحتضن قضية الأسرى الفلسطينيين وتقيم لها مهرجانات شعبية ومؤتمرات دولية يشارك فيها أعداد لا بأس بها من أقطاب دول العالم الحر والمنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية، متضامنين ومنحازين لحق الأسرى الفلسطينيين المسلوب والمجرد من أي إنسانية وعدالة حقوقية من الاحتلال الإسرائيلي المتغطرس والجافي لكل القوانين والأعراف الإنسانية الدولية التي تنادي بحرية الأسرى، وحرية الشعوب في نيل استقلالها من ظلم واستبداد الاحتلال لاسيما الاحتلال الإسرائيلي السافر، الذي لا يوجد له مثيل على الإطلاق.

إن الأسرى الفلسطينيين بحاجة ماسة إلى تدويل قضيتهم، ومقاضاة الاحتلال في المحاكم الدولية على جرائمه اللاإنسانية التي يمارسها بحقهم، فمن المعتقلين من قضى في السجن نحبه، وارتقى إلى العلا شهيداً عند ربه، نتيجةً لتعذيبٍ، أو إثر مرضٍ فاقم العدو في تدهوره، إهمالاً أو تقصيراً متعمداً في علاجه، أو خلال الإضرابات الاحتجاجية عن الطعام، التي خاضها المعتقلون الفلسطينيون في سجونهم، من أجل تحسين ظروف احتجازهم، ويوجد أسيرات باسلات صامدات، أحياناً كن مع أطفالهن، وفي أحيانٍ أخرى بعيداتٍ عن الزوج والولد والأهل، تقدمن للمواجهة، وشاركن الرجال في الواجب، فتقاسمن مع رجال فلسطين القيد والسجن، يعتصرن القلوب ألماً وهنّ الضعيفات، لكنها هي الإرادة وهي العزيمة وهو الصبر والصمود، وأن السجون لم تفت في عضد المقاومين، ولم تفتر عزائمهم، ولم تضعف إرادتهم، ولم تجبرهم على الخنوع أو الخضوع، بل حافظوا على مواقفهم الصلبة، وصمدوا أمام القيد والجلاد، وثبتوا في مواجهة المحن والابتلاءات، ورسموا في سجنهم للأحرار مناهج مضيئة في الصمود والثبات على المواقف، وقد ضحوا بأعز ما يملكون من أجل الأهل والوطن والمقدسات.

فكانوا في سجنهم ورغم قيدهم أسوداً تزأر، وبالحق تصدح، شامخين برؤوسهم، أعزاء بحقهم، غير مبالين بعدوهم، الذي يقبض على مفاتيح أبواب زنازينهم، ولا يأبهون لهالة القوة التي تحيط بدولتهم، فكانوا رغم قيدهم دوماً مصدراً للمواقف العزيزة، ومنبراً للكلمة الحرة، ومنطلقاً للثبات على المواقف، وساحة للتعبير عن حال الأمة، فلا خوف يعقد ألسنتهم، ولا جبن يكسر أقلامهم، ولا مداهنة في المواقف، ولا ذبذبة في المواقع، ولا تشتت في الرؤية، ولا تيه في المنهج.

لقد كانت قصية الأسرى مغيبة بل منسية لفترة طويلة من الزمن، والجميع ساكت على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحقهم، لكنهم بقدرة قادر استطاعوا أن يحولوا المحنة إلى منحة واجبروا دول وشعوب العالم بإضرابهم عن الطعام على لاهتمام بقضيتهم والعمل على حلها.

فقد عقدت عدة مؤتمرات في كثير من البلدان العربية لنصرة قضية الأسرى كما هو مؤتمر الأسرى المنعقد في بغداد ومن قبل في تونس والجزائر، ولو أن هذه المؤتمرات لم تحرص على استضافة كل المعنيين الفلسطينيين بملف الأسرى، إلا أنها في حد ذاتها مؤتمرات ناجحة وقيمة من الناحية العملية، كونها تحث على تطبيق قرارات جامعة الدول العربية بإدراج ملف الأسرى على طاولة الأمم المتحدة لاتخاذ قرار بالتوجه برأي استشاري إلى محكمة العدل الدولية للبت في الوضع القانوني للأسرى في سجون الاحتلال ودور المجتمع الدولي ودولة الاحتلال في المسؤولية القانونية عن الأسرى القابعين في السجون.

إننا نشكر تلك الجهود المبذولة لكل من اعد واشرف وانجح ومول مثل هذه المؤتمرات، ولكن الشيء الغريب والمستهجن هو تجاهل وزارة الأسرى الفلسطينية في الضفة المعنيين بهذا الملف متمثلا بكل قوى الشعب ومقاومته وأسراه في الضفة والقطاع، والذي أصبح يمثل طعنةً في خاصرة الوحدة الوطنية التي يمثلها الأسرى والحركة الأسيرة، وإذا كان سلام فياض هو المخول عن قضية الأسرى وتمثيلهم في مؤتمر العراق، أسأله؛ ماذا كان موقفك حين تمَ قطع رواتب الأسرى المحررين من أسرى المقاومة في الضفة وغزة؟!، وما هو موقف الأجهزة الأمنية في الضفة من اعتقال الأسرى المحررين مرة أخرى بعد خروجهم من السجون الإسرائيلية؟!.

وحتى نكون أكثر صراحة وصدقا مع أسرانا، إن مسعى السلطة وحكومة فياض غير الشرعية بتصدرها لملف الأسرى ما هو إلا لتغييب أي دور آخر، لأنه سيعري مواقف السلطة وسياسة فياض من قضية الأسرى على مدار 20 عامًا الماضية من التفاوض العلني مع الاحتلال؛ لاعتقادها أن خروج أولئك الأسرى يشكّل خطرًا عليها، ويُضعف دورها في التنسيق الأمني مع الاحتلال.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية