الأسماء والمنهج
د. يوسف رزقة
في ذكرى الانطلاقة نجدد العهد لشهدائنا الميامين مهجة القلوب، على المضي على درب الشهيد أبو عمار، وإخوانه القادة من كل القوى المناضلة ، أبو جهاد-أبو إياد-عبد الفتاح حمود-أبو علي إياد-أبو صبري صيدم-أبو يوسف النجار-كمال عدوان-كمال ناصر أبو الوليد-سعد صايل-أبو الهول-أبو السعيد، أحمد الياسين-عبد العزيز الرنتيسي-إسماعيل أبو شنب-فتحي الشقاقي-جورج حبش-عمر القاسم،ماجد أبو شرار، صخر حبش-بشير البرغوثي-هاني الحسن- أبو علي مصطفى-أبو العباس-سمير غوشة-أحمد الشقيري-يحيى حمودة-عز الدين القسام وعشرات من الشهداء الأبطال.
هذه قطعة مما جاء في خطاب محمود عباس المتلفز في احتفالية انطلاقة فتح رقم 48 في أرض السرايا بقطاع غزة ويلاحظ في هذه القطعة أن محمود عباس ذكر أكبر عدد ممكن من شهداء حركة فتح والفصائل الأخرى على مستوى العمل القيادي وهذه القائمة الكبيرة تذكر بخطاباته لأول مرة، إذ لم يسبق له الإطالة في العدد على هذا النحو، فهل في ذلك دلالة على ماض منصرم أم دلالة على مستقبل قادم ؟.
إن ذكر الشهداء في المناسبات الكبيرة واجب وطني وواجب أخلاقي ولكن المناسبات الكبيرة التي مرت عبر السنين الماضية لم تحظ بهذه القائمة الحافلة من الشهداء وعدد كبير منهم لقي حتفه على يد العدو الصهيوني غدراً، فهل بات محمود عباس يخشى المستقبل ويخشى المصير المسكون بالغدر الصهيوني، فاستذكر قادة عاش طرفا من حياته مع بعضهم وخاصم بعضهم الآخر ولكن الطرفين اجتمعا معا في التضحية وفي تلقي رصاصة الغدر ؟!.
الشهداء أضاؤوا الطريق نحو التحرير بدمائهم ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، فهل قرر الرئيس محمود عباس العودة إلى طريق الشهداء والخلاص من طريق العبث الوطني والمساومة السياسية بعد أن أدرك الفارق الشاسع بين طريق من ذكرهم من القادة وبين الطريق التي لا يزال يقدم التنازلات لاستئنافها والاستمرار بها حتى ضربه الاستيطان في مقتل منهياً أحلامه ووضع حداً لمشروعه التفاوضي وتراجعت ميزانية سلطته إلى مديونية وصفر مالي لا شبكة أمان تحميه أو تعوضه رغم الوعود البراقة.
في ذكرى الانطلاقة الـ 48 وهو رقم محفور في الذاكرة الفلسطينية منذ عام 65 ذكر محمود عباس قائمة الشهداء الكبيرة وكلهم آمن في حياته بالكفاح المسلح طريقاً لتحرير فلسطين فهل أراد عباس أن يقدم بقائمته رسالة إلى نتنياهو تفيد أن التغيير قادم وأن الرد على الاستيطان لا يكون إلا بالشهداء. الشهيد ليس اسماً إنما الشهيد منهج فهل قرر عباس العودة إلى المنهج الذي أنكره منذ تسلم قيادة م.ت.ف والسلطة أم أن الأمر لا يزيد عن رغبة عاطفية يدغدغ بها مشاعر من يستمعون إليه.
جل من هو في السرايا صفق للشهداء، أعني بالمنهج الذي سار عليه الشهداء الذين صنعوا م.ت.ف وأوصلوها إلى الرئيس محمود عباس الذي صار من اليوم رئيس الدولة الفلسطينية بعد أن وقع مرسوماً باستخدام اسم الدولة في مكان السلطة في الأوراق الرسمية في داخل فلسطين وفي شعارات فلسطين. من يذهب إلى تبجيل الأسماء عليه ألا يغفل عن تبجيل المنهج الذي صنع الشهادة لكي تصل الرسالة إلى غاياتها ولا تتعثر بنقيضها.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية