الأسير عامر أبو عرفة.. إعلامي يدفع ثمن الكلمة
ثامر سباعنة
جددت قوات الاحتلال الصهيوني، صباح يوم الأربعاء،622013 الاعتقال الإداري بحق الأسير الصحفي عامر عبد الحليم أبو عرفة (٢٩ عاما)، من مدينة الخليل، للمرة الرابعة على التوالي.
أبو عرفة، يعمل مراسلا صحفيا ومحررا في وكالة شهاب للأنباء والجزيرة توك، وكان قد اعتقل بتاريخ ٢١/٨/٢٠١١م، عامر اعتقل دون أن يقدر أحدٌ على ردع جنود احتلالٍ قساة لا يفقهون معنى لكلمة حرية، يعيثون على أرضٍ يوقنون أنّها أرضهم. يبطشون، يقتلون، يأسرون، من دون أن يجرؤ أحدٌ في هذا العالم على التنديد بهم أو رفع الصوت مطالبًا بحقوقهم.
لم توجه له أي تهمة ولم يخضع لأي تحقيق، وحول الى الاعتقال الاداري بعد ثمانية أيام من اعتقاله، ولد عامر عبد الحليم ابو عرفة يـــوم 14/08/1983 بمـدينـة الخليـل جنـوب الضفـة الغـربيـة المحتلـة لعـائلـة متـواضعـة ملتـزمـة، تعـرض للاعتقال من قبـل قوات الاحتلال سنة 2003 و قضى أربـع سنـوات مـن حيــاتـه.
عامر كان يتكلم عن الحرية، عن القدرة على العيش تحت وطأة أقسى الظروف، يبحث عن ثقافة الحياة، يمد يدًا يتيمة نحو زنازين مظلمة تخترقها أنّات لصغار صاروا رجالًا، لأطفالٍ ونساء، يدًا يتيمةً يمدها عامر لشعبٍ لم يملّ الحلم، لناسٍ ما يزالون يحدثونك عن الدولة والوطن، يخبّئون مفاتيح بيوتهم تحت وسائدهم ويحلمون بالعودة.
عامر فلسطيني ككـل فلسطينــي شـريف عاش حيــاة ملأهـا ظلـم وحقــد صهيـونـي علـى كــل مـا هـو فلسطينـي أكـان إنسانا أو حيـوانا أو حتـى نبـاتا، عــايش مجـازر العـدو الغـاصب منهـا مجـزرة الحـرم الإبـراهيمـي وكـل من سيـاسـات التهجيــر والتـوطيـن والهـدم والاستيـلاء علـى كـل مـا يخـص الفلسطينـي، فنقل بقلمه معاناة شعبه ولامس جرحهم فأغضب الاحتلال لأنه فضحهم وكشف زيف انسانيتهم.
الحرية هي ما عرفها عامر، حرية أن تحلّق روحك بعيدًا عن جسدٍ أطفأه السجّان. الحرية هي ما عرفها عامر، حرية أن تبقى واقفًا في عالمٍ يدهسك دون أن ينتبه، عالمٌ لا يعرف الفرق بين المحبّة بدفئها وبين القسوة بصقيعها. عندما اعتقل عامر وقف بين جلّاديه بقوّةٍ وعنفوان، كان حرا وهو مقيّد اليدين.
لم تقف معاناة وجرح عامر على المحتل والاعتقال انما امتدت الى التجاهل والاهمال الذي يعانيه الاعلامي والصحفي الاسير من زملاء المهنة و النقابات الاعلامية والصحفية، يقول عامر في رساله له : ( "ﺇﻥ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﺘﺨﻮﻳﻒ ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﻳﻘﺔ ﻭﺍﻟﻀﻐﻂ ﻭﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻮﻥ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺑﺤﻘﻨﺎ ﻭﺑﺤﻖ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺸﻜﻞ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﻭﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻻ تزﺍل ﻓﻲ ﻋﻨﻖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻮﻗًﺎ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻨﺪﺛﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﻷﺣﻳﺎﺀ. ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻌﺎﻭﻧًﺎ ﻣﺸﺘﺮﻛًﺎ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺫُﻛﺮ.
ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻈﻠﻢ ﻣﺮﺗﻴﻦ، ﻣﺮﺓ ﺑﺍﻋﺘﻘﺎﻝ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﻟﻨﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﻭﺟﻪ ﺣﻖ، ﻭﻣﺮﺓ ﺑﻌﺪﻡ ﻭﻗﻮﻓﻜﻢ ﺑﺠﺎﻧﺒﻨﺎ ﻭﺇﺛﺎﺭﺗﻜﻢ ﻟﻘﻀﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ، ﻫﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧُﺤيي ﺑﺠﻮﻋﻨﺎ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ﻭﻧﺴﺘﻨﻬﺾ ﺑﻤﻮﺗﻨﺎ ﺍﻟﺸﺠﺐ ﻭﺍﻻﺳﺘﻨﻜﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺟﺜﻤﺎﻥ ﺃﻗﻼﻣﻨﺎ، ﻭﻧﻜﺴﺮ ﺑﺂﻻﻣﻨﺎ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻜﺒﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﺻﻢ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ؟
ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻘﻴﺐ: ﻣﻦ ﻣُﻨﻄﻠﻖ ﺣﺮﺻﻙ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﻷﻧﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﻴﻦ ﺃﻧﻚ ﺃﺏ ﻟﻨﺎ، ﺃﻧﺘﻈﺮ ﺑﻔﺎﺭﻍ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺭﺩﻙَ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﺎﻟﺘﻲ ﻫﺬﻩ ﻗﻮﻟًﺎ ﻭﻓﻌﻟًﺎ.")
وحده عامر ومعه من يشبهه يعرفون بالتأكيد طعم الحرية.. ما بين عامر والسجان نعرف أنّ الحرية ليست حلما، ندرك أنّ ما نبحث عنه ليس سرابًا. الحرية لا تسكن الجسد، الحرية في الروح، الحرية في الفكر الذي يبني جيلا، الحرية في وطنٍ يحمي شعبًا. الحرية حياة، الحرية ليست جسدًا، ولا تسكن في حدودٍ من لحمٍ ودم.
ثامر سباعنة
جددت قوات الاحتلال الصهيوني، صباح يوم الأربعاء،622013 الاعتقال الإداري بحق الأسير الصحفي عامر عبد الحليم أبو عرفة (٢٩ عاما)، من مدينة الخليل، للمرة الرابعة على التوالي.
أبو عرفة، يعمل مراسلا صحفيا ومحررا في وكالة شهاب للأنباء والجزيرة توك، وكان قد اعتقل بتاريخ ٢١/٨/٢٠١١م، عامر اعتقل دون أن يقدر أحدٌ على ردع جنود احتلالٍ قساة لا يفقهون معنى لكلمة حرية، يعيثون على أرضٍ يوقنون أنّها أرضهم. يبطشون، يقتلون، يأسرون، من دون أن يجرؤ أحدٌ في هذا العالم على التنديد بهم أو رفع الصوت مطالبًا بحقوقهم.
لم توجه له أي تهمة ولم يخضع لأي تحقيق، وحول الى الاعتقال الاداري بعد ثمانية أيام من اعتقاله، ولد عامر عبد الحليم ابو عرفة يـــوم 14/08/1983 بمـدينـة الخليـل جنـوب الضفـة الغـربيـة المحتلـة لعـائلـة متـواضعـة ملتـزمـة، تعـرض للاعتقال من قبـل قوات الاحتلال سنة 2003 و قضى أربـع سنـوات مـن حيــاتـه.
عامر كان يتكلم عن الحرية، عن القدرة على العيش تحت وطأة أقسى الظروف، يبحث عن ثقافة الحياة، يمد يدًا يتيمة نحو زنازين مظلمة تخترقها أنّات لصغار صاروا رجالًا، لأطفالٍ ونساء، يدًا يتيمةً يمدها عامر لشعبٍ لم يملّ الحلم، لناسٍ ما يزالون يحدثونك عن الدولة والوطن، يخبّئون مفاتيح بيوتهم تحت وسائدهم ويحلمون بالعودة.
عامر فلسطيني ككـل فلسطينــي شـريف عاش حيــاة ملأهـا ظلـم وحقــد صهيـونـي علـى كــل مـا هـو فلسطينـي أكـان إنسانا أو حيـوانا أو حتـى نبـاتا، عــايش مجـازر العـدو الغـاصب منهـا مجـزرة الحـرم الإبـراهيمـي وكـل من سيـاسـات التهجيــر والتـوطيـن والهـدم والاستيـلاء علـى كـل مـا يخـص الفلسطينـي، فنقل بقلمه معاناة شعبه ولامس جرحهم فأغضب الاحتلال لأنه فضحهم وكشف زيف انسانيتهم.
الحرية هي ما عرفها عامر، حرية أن تحلّق روحك بعيدًا عن جسدٍ أطفأه السجّان. الحرية هي ما عرفها عامر، حرية أن تبقى واقفًا في عالمٍ يدهسك دون أن ينتبه، عالمٌ لا يعرف الفرق بين المحبّة بدفئها وبين القسوة بصقيعها. عندما اعتقل عامر وقف بين جلّاديه بقوّةٍ وعنفوان، كان حرا وهو مقيّد اليدين.
لم تقف معاناة وجرح عامر على المحتل والاعتقال انما امتدت الى التجاهل والاهمال الذي يعانيه الاعلامي والصحفي الاسير من زملاء المهنة و النقابات الاعلامية والصحفية، يقول عامر في رساله له : ( "ﺇﻥ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﺘﺨﻮﻳﻒ ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﻳﻘﺔ ﻭﺍﻟﻀﻐﻂ ﻭﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻮﻥ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺑﺤﻘﻨﺎ ﻭﺑﺤﻖ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺸﻜﻞ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﻭﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻻ تزﺍل ﻓﻲ ﻋﻨﻖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻮﻗًﺎ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻨﺪﺛﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﻷﺣﻳﺎﺀ. ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻌﺎﻭﻧًﺎ ﻣﺸﺘﺮﻛًﺎ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺫُﻛﺮ.
ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻈﻠﻢ ﻣﺮﺗﻴﻦ، ﻣﺮﺓ ﺑﺍﻋﺘﻘﺎﻝ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﻟﻨﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﻭﺟﻪ ﺣﻖ، ﻭﻣﺮﺓ ﺑﻌﺪﻡ ﻭﻗﻮﻓﻜﻢ ﺑﺠﺎﻧﺒﻨﺎ ﻭﺇﺛﺎﺭﺗﻜﻢ ﻟﻘﻀﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ، ﻫﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧُﺤيي ﺑﺠﻮﻋﻨﺎ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ﻭﻧﺴﺘﻨﻬﺾ ﺑﻤﻮﺗﻨﺎ ﺍﻟﺸﺠﺐ ﻭﺍﻻﺳﺘﻨﻜﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺟﺜﻤﺎﻥ ﺃﻗﻼﻣﻨﺎ، ﻭﻧﻜﺴﺮ ﺑﺂﻻﻣﻨﺎ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻜﺒﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﺻﻢ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ؟
ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻘﻴﺐ: ﻣﻦ ﻣُﻨﻄﻠﻖ ﺣﺮﺻﻙ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﻷﻧﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﻴﻦ ﺃﻧﻚ ﺃﺏ ﻟﻨﺎ، ﺃﻧﺘﻈﺮ ﺑﻔﺎﺭﻍ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺭﺩﻙَ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﺎﻟﺘﻲ ﻫﺬﻩ ﻗﻮﻟًﺎ ﻭﻓﻌﻟًﺎ.")
وحده عامر ومعه من يشبهه يعرفون بالتأكيد طعم الحرية.. ما بين عامر والسجان نعرف أنّ الحرية ليست حلما، ندرك أنّ ما نبحث عنه ليس سرابًا. الحرية لا تسكن الجسد، الحرية في الروح، الحرية في الفكر الذي يبني جيلا، الحرية في وطنٍ يحمي شعبًا. الحرية حياة، الحرية ليست جسدًا، ولا تسكن في حدودٍ من لحمٍ ودم.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية