الأسير عبد الباسط الحاج والسير على طريق الآلام
فؤاد الخفش
ثلاثة أيام بلياليها تلك التي جمعتني بصاحب حكايتنا الجديدة الأسير الحبيب عبد الباسط الحاج في سجون الاحتلال أمضينا خلالها الليل والنهار نتجاذب أطراف الحديث ونقيّم المواقف ونشخّص الواقع ونتحدث عن المستقبل جعلتني أقف كثيراً عند شخص هذا الرجل وما يملكه من علم وخبرة وتبحّر في جميع العلوم لا سيّما الشرعية منها.
أيام عوفر الباردة والتي لم نكن نقوى على تحمل بردها ومطرها الأمر الذي اضطرنا الاثنين أن نلتحف وإياه (البطاطين ) سوياً ففردنا ما لديه ولدي من بطاطين ليصبح العدد ست بطاطين لعلنا نخفف على أنفسنا برد تلك الليالي ولكن عبثاً فعلنا فصوت صكصكة أسناننا كانت أكبر بكثير من أن تمكننا أن نكمل الحديث الممتع ذلك الذي لن أنساه ما حييت.
عبد الباسط الحاج من بلدة جلقموس بمنطقة جنين حكاياته مع الاعتقال والسجون لا حصر لها ولكنه على الدوام الشخصية الجامعة التي تعطي بلا حدود والذي تحمّل في سبيل فكره ونضاله ما تنوء الجبال عن حملانه.
لا أبالغ وأنا أصف هذا الرجل بهذه الأوصاف فلك أن تتخيل أن المناضل ابن الأسرة المجاهدة يموت أخوه ويستشهد وهو معتقل في السجون كيف له أن يتحمل الأذى، وكيف له أن يصبر لولا أنه كان صاحب قلب مؤمن.
بكى عبد الباسط بكاءً حاراً أبكى خلاله كل من كان حوله طلب أن يصرخ أراد أن يسمع السجان صوت زئيره، أخوه قتل مات استشهد في زنزانة انفراديه في سجن الجنيد وعبد الباسط أيضا أسير ولا حول ولاقوة له سوى الدمع والبكاء والصبر والاحتساب..
كانت عيونه تدمع وهي متجهة للسماء تسأل رب العزة العون والتصبير، وهنا كان "باسط" مثالاً للقائد الذي يعلم بسلوكه وفعاله من حوله المواقف فاحتسب أخاه وقال كرمال الوطن كلنا مشاريع شهادة..
في كل حملة أمنية يكون أول المعتقلين عبد الباسط فهو المعتقل الأول على الإطلاق في هذه الحملات فهذا درب القادة وهذا طريق من رشحه قومه للريادة لا يعرف التراجع ولا مجال للانسحاب ولا بحث عن المناصب ولا رغبة في الكرسي..
عبد الباسط نموذج لنوع معين من القيادات لم تغيره الأيام ولم تزده الشدائد إلا صلابة ولم تزده الضربات إلا قوة ورفض تقديم تنازلات وسار على درب من عاهدهم مرتين أثناء حياتهم وهم قادته وبعد مماتهم وهم مسجونون مسربلون في دماهم شهداء تخضبت وجوههم بالدماء بسبب صواريخ الأباتشي..
عبد الباسط وزوجته التي تجلس على رعاية همام وبشرى والصغيرة بيسان يحلمان في حياة فيها نوع من الاستقرار لا يمكن أن يكون لهم ما دام الاحتلال موجوداً وعبد الباسط ممسك بجمرتي الدين والوطن فما أن يخرج حتى تمسح الزوجة رأس زوجها الذي أعتته السجون وزادت آلام ظهره الذي كسر مرات ومرات أثناء التحقيق فيغمض عينيه لتقول له إن بعد العسر يسراً.
بشرى وهمام اللذان بدد صوت جنود الاحتلال في كل مرة صمت ليلهما وأيقظهما مفزوعين صارخين لا يرجوان إلا حضور الوالد مناسبة من المناسبات عيد فطر أو يوم ميلاد أو تخرج من فصل دراسي أو أي شيء يجتمعان قرب الوالد يغنيان ويبتسمان ويفرحان.
هذا غيض من حكاية الفارس الهصور الصابر الكتوم الرجل المحبوب صديق الأسرى المحررين وقائد الفتية المرابطين رجل السجون شقيق الشهداء باسط الحاج الفلسطيني الهوى والانتماء.
لك أخي أبا همام أكتب وأنا خجل، أتقرب لله بالكتابة عن أمثالك أضع شمعة صغيرة أمام شمس عطائك أعرّف النشء على سير أبناء البلد الأصليين فيا قوم هؤلاء رجالات وطني وهؤلاء قادته الحقيقيون.
فؤاد الخفش
ثلاثة أيام بلياليها تلك التي جمعتني بصاحب حكايتنا الجديدة الأسير الحبيب عبد الباسط الحاج في سجون الاحتلال أمضينا خلالها الليل والنهار نتجاذب أطراف الحديث ونقيّم المواقف ونشخّص الواقع ونتحدث عن المستقبل جعلتني أقف كثيراً عند شخص هذا الرجل وما يملكه من علم وخبرة وتبحّر في جميع العلوم لا سيّما الشرعية منها.
أيام عوفر الباردة والتي لم نكن نقوى على تحمل بردها ومطرها الأمر الذي اضطرنا الاثنين أن نلتحف وإياه (البطاطين ) سوياً ففردنا ما لديه ولدي من بطاطين ليصبح العدد ست بطاطين لعلنا نخفف على أنفسنا برد تلك الليالي ولكن عبثاً فعلنا فصوت صكصكة أسناننا كانت أكبر بكثير من أن تمكننا أن نكمل الحديث الممتع ذلك الذي لن أنساه ما حييت.
عبد الباسط الحاج من بلدة جلقموس بمنطقة جنين حكاياته مع الاعتقال والسجون لا حصر لها ولكنه على الدوام الشخصية الجامعة التي تعطي بلا حدود والذي تحمّل في سبيل فكره ونضاله ما تنوء الجبال عن حملانه.
لا أبالغ وأنا أصف هذا الرجل بهذه الأوصاف فلك أن تتخيل أن المناضل ابن الأسرة المجاهدة يموت أخوه ويستشهد وهو معتقل في السجون كيف له أن يتحمل الأذى، وكيف له أن يصبر لولا أنه كان صاحب قلب مؤمن.
بكى عبد الباسط بكاءً حاراً أبكى خلاله كل من كان حوله طلب أن يصرخ أراد أن يسمع السجان صوت زئيره، أخوه قتل مات استشهد في زنزانة انفراديه في سجن الجنيد وعبد الباسط أيضا أسير ولا حول ولاقوة له سوى الدمع والبكاء والصبر والاحتساب..
كانت عيونه تدمع وهي متجهة للسماء تسأل رب العزة العون والتصبير، وهنا كان "باسط" مثالاً للقائد الذي يعلم بسلوكه وفعاله من حوله المواقف فاحتسب أخاه وقال كرمال الوطن كلنا مشاريع شهادة..
في كل حملة أمنية يكون أول المعتقلين عبد الباسط فهو المعتقل الأول على الإطلاق في هذه الحملات فهذا درب القادة وهذا طريق من رشحه قومه للريادة لا يعرف التراجع ولا مجال للانسحاب ولا بحث عن المناصب ولا رغبة في الكرسي..
عبد الباسط نموذج لنوع معين من القيادات لم تغيره الأيام ولم تزده الشدائد إلا صلابة ولم تزده الضربات إلا قوة ورفض تقديم تنازلات وسار على درب من عاهدهم مرتين أثناء حياتهم وهم قادته وبعد مماتهم وهم مسجونون مسربلون في دماهم شهداء تخضبت وجوههم بالدماء بسبب صواريخ الأباتشي..
عبد الباسط وزوجته التي تجلس على رعاية همام وبشرى والصغيرة بيسان يحلمان في حياة فيها نوع من الاستقرار لا يمكن أن يكون لهم ما دام الاحتلال موجوداً وعبد الباسط ممسك بجمرتي الدين والوطن فما أن يخرج حتى تمسح الزوجة رأس زوجها الذي أعتته السجون وزادت آلام ظهره الذي كسر مرات ومرات أثناء التحقيق فيغمض عينيه لتقول له إن بعد العسر يسراً.
بشرى وهمام اللذان بدد صوت جنود الاحتلال في كل مرة صمت ليلهما وأيقظهما مفزوعين صارخين لا يرجوان إلا حضور الوالد مناسبة من المناسبات عيد فطر أو يوم ميلاد أو تخرج من فصل دراسي أو أي شيء يجتمعان قرب الوالد يغنيان ويبتسمان ويفرحان.
هذا غيض من حكاية الفارس الهصور الصابر الكتوم الرجل المحبوب صديق الأسرى المحررين وقائد الفتية المرابطين رجل السجون شقيق الشهداء باسط الحاج الفلسطيني الهوى والانتماء.
لك أخي أبا همام أكتب وأنا خجل، أتقرب لله بالكتابة عن أمثالك أضع شمعة صغيرة أمام شمس عطائك أعرّف النشء على سير أبناء البلد الأصليين فيا قوم هؤلاء رجالات وطني وهؤلاء قادته الحقيقيون.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية