الأسير عدنان عصفور فوق الكرام كرام ... بقلم : فؤاد الخفش

الأسير عدنان عصفور فوق الكرام كرام ... بقلم : فؤاد الخفش

الخميس 08 أبريل 2010

الأسير عدنان عصفور فوق الكرام كرام

بقلم : فؤاد الخفش



وما ينفع الفداء والتضحية إن لم يكن هناك من يحفظ وصية الشهداء ونضالاتهم وأسرهم، الرجال أنواع وأشكال وفي واحتهم يتيه المرء في اختيار الأوصاف التي تليق بهم وتصف حالهم ، ولا أبالغ أبداً إن وصفت فارس حكايتي هذه وقلت أن عدنان عصفور رجل في زمن عزّ فيه الرجال ، تحمّل على مدار سنوات حملاً ثقيلاً واستطاع بحزم وقوة أن يحمل إرث الشهداء الثقيل ويسير على نهجهم ودربهم من دون كلل أو ملل.


إنه الأسير عدنان عصفور فارس من فرسان نابلس هذه المدينة التي وصفت بأنها صانعة الرجال ومخرجة الأبطال على أعتابها تكسرت أحلام المحتل ، هدم كل شيء وبقي جرزيم وعيبال شاهدين على صمود رجالات المدينة التي قدمت خيرة أبنائها شهداء على معبد الحرية.


الأسير عدنان عصفور صاحب قلب عظيم ونفسية جبارة شهد اغتيال كل رفاقه ليس هذا وحسب بل كان يقف على دوار المدينة يودعهم ويقول أنتم السابقون وبإذن ربنا نحن اللاحقون لا نخشى الموت لا بل نتمنى أن يرانا الله في ساح الفداء .


في انتفاضة الأقصى لمع اسمه واشتهر فكان من رجال الوحدة ومن فرسان التنسيق الفصائلي وعرف الرجل بمواقفه الوحدوية والوطنية، لم يتخلف في يوم من الأيام عن جنازة شهيد كان الحزن لا يفارق محياه ، وكانت علامات الإرهاق وقلة النوم هي العلامات الثابتة على وجهه ولكن وبالرغم من كل هذا كان عدنان عصفور فارساً00 لم تستطع التهديدات بالاغتيال أن تثني عزمه أو توقف تقدمه .


من اعتقال لاعتقال ومن سجن لآخر وقيود السجن تأكل من رحاه وتمزق شمل أسرته وهو صابر محتسب لا تثنيه السجون وكثرة الاعتقالات ولا التحقيق القاسي الذي خاضه مع شذّاذ الآفاق يهود فكان يخرج من كل اعتقال ليكون أقوى وأشد مضاء وأمضى شكيمة.


أكثر من سبع مرات اعتقل الأسير عدنان عصفور ، ناهيك عن مطاردة استمرت أكثر من خمسة أعوام قاد فيها الفارس والأسير والبطل الانتفاضة بمدينة نابلس وأكثر من 70 شهراً هي المدة التي أمضاها أسيرنا عدنان في سجون الاحتلال حتى اللحظة حيث لازال رهن الاعتقال الإداري يجدد كلما شارفت فترة اعتقاله على الانتهاء وكان القرار الذي صدر يجب أن تبقى داخل السجن ولا مكان لك خارج أسواره العالية.


للأسير القائد عدنان زوجة صابرة لم تثنها الأيام ولم تفتّ من عضدها السنين الطويلة التي أمضاها زوجها خلف الأسر فصانت بيتها وحفظت زوجها في بيته وماله وأرضعت أولاده لبن العزة والكرامة فكانت يمان الابنة الوحيدة كما يحب أباها وكذلك صايل الشبل الخلوق ومحمد وصلا ح الدين قرة عيني أبيهم ومهجة قلبه .


الأسير عدنان عصفور مضى من عمره 47 عاماً من زمن طويل لم يشعر هو وعائلته في الاستقرار ولا الأمن ولا الراحة وكيف لمن احتل وطنه ودنس تراب أقصاه أن يقر ويرتاح وكيف لمن استشهد رفاق دربه أن يكل أو يلين ، فالروح مشتاقة لعناق الأحبة.


الأسير عدنان عصفور خليفة الشهداء كان يقف على دوار الشهداء بمدينة نابلس يوم العيد ويحمل هاتفه النقال ويتصل على زوجات الشهداء يعايدهن وكأنها رسالة منه من المكان الذي ودع به جمال منصور وجمال سليم وصلاح الدين دروزة وأبو هنود ونايف أبو شرخ أننا لم ننساكنّ يا نساء وأمهات الشهداء ، كان يحتار يوم العيد من أين يبدأ ومن يزور في البداية، فكلهم أحباب اختاروا الرحيل وتركوه وحده في الميدان يواجه قدره.


لك أخي أبا صايل يا من صُلت وجلت في سجنك وخلوتك ، لك منا كل الحب والوفاء والتقدير وإلى أن نراك خارج الأسوار حراً طليقاً تتحدى المحتل تقبّل مني هذه الكلمات التي لم أستطع خلالها أن أوفيك حقك أو أصف شخصك ولكنها كلمات لمن عشق معرفة سير الرجال.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية