الأفعى عوفاديا يوسيف ... بقلم : إياد القرا

الجمعة 11 أكتوبر 2013

الأفعى عوفاديا يوسيف

إياد القرا

كان من الطبيعي أن يتوفى الحاخام اليهودي العنصري عوفاديا يوسيف بهذه السن دون ضجة، لولا أن الحادثة حملت بعدين ، الأول يرتبط بتاريخه العنصري وفتواه وتصريحاته البغيضة، والبعد الثاني التعزية الحميمية من السيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية.

يمتلك الحاخام المذكور سجلا طويلا من التصريحات العنصرية ضد العرب وتحديداً الفلسطينيين، وكذلك الفتاوى التي صدرت عنه على مدار ستين عاماً ضد الشعب الفلسطيني وتحريض الصهاينة على قتل الفلسطينيين وقتل الأطفال العرب، ووصفه لهم بأنهم أفاعٍ.

لم يسلم أي فلسطيني من عنصرية عوفاديا وخاصة خلال السنوات الأخيرة وخلال الحرب على غزة 2008-2009، عندما قال إنه يجب ضرب العرب وإبادتهم عن بكرة أبيهم بصواريخ على كيف كيفك، فهم أشرار حسب اعتقاده، وكذلك وصف العرب بأفاعٍ سامة ونمل ملوث.

الحاخام الهالك هو نموذج لحاخامات الاحتلال، وتعبير عن لسان حالهم، وممارسات جيش الاحتلال في مواجهة الفلسطينيين، ولم يسجل له أي معارضة على عنصرية من الوسط اليهودي، بل يعتبر موجهاً لهم، وخاصة الأحزاب الرئيسية المشاركة في الحكومة الإسرائيلية خلال العشرين عاماً الأخيرة، ويعتبر صاحب السطوة فيها.

تنفس الفلسطينيون الصعداء بموت الأفعى عوفاديا لما ذُكر سابقاً من عنصرية ، لكن الأغرب أن الرئيس الفلسطيني سارع بتعزية الشعب اليهودي وكيان الاحتلال بوفاته وإظهار الأسى على وفاته، وتجاهل تاريخه ومواقفه العنصرية، في موقف يدعو للاستغراب.

الدعوة للاستغراب منبعها أن الحاخام الأفعى لم يستثنِ عباس من عنصريته حينما دعا لمحو العرب أعداء "إسرائيل"، مثل أبي مازن وآخرين، وليرسلْ الله عليهم الطاعون، لكن من الواضح أن الرئيس عباس ليس لديه أي موقف تجاه العنصرية الصهيونية لما مثله الأفعى أو الحكومة الإسرائيلية الحالية في تهويد القدس وتوسيع الاستيطان وغيره.

الشعب الفلسطيني استراح من أفعى عنصرية يهودية، تعبر عن حقيقة الاحتلال الإسرائيلي وزعامته، لكنه في نفس الوقت يعاني من مواقف بعض الزعامات الفلسطينية التي لا ترى في الاحتلال سوى جار لها، وترى في المقاوم عدواً يجب مطاردته واعتقاله، وقتله، لحماية مشروع التفاوض الذي سيفشل مهما كان ؛ لأن الطرف الآخر تقوده مجموعة من الأفاعي العنصرية.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية