شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، امس، ببناء مقاطع إسمنتية جديدة على مدخل حي رأس خميس ومخيم شعفاط وسط القدس المحتلة تمهيداً لفصل المنطقة نهائياً عن القدس وافتتاح معبرٍ عسكري بدلاً من الحاجز الموجود حالياً، وهو معبر أشبه ما يكون بالدولي.
وكانت جرافات وآليات الاحتلال بدأت العمل في المعبر العسكري منذ عدة أشهر بعد الاستيلاء على مساحاتٍ واسعة من أراضي المواطنين والتهديد بهدم العديد من مباني ومحلات المنطقة.
وأعرب سكان المنطقة عن استغرابهم من وتيرة العمل السريعة في المعبر وبناء المقاطع الأسمنتية بارتفاع نحو 12 متراً وبطولٍ يبلغ مداه ستمائة متر، كجزء من جدار الضم والتوسع العنصري الذي يلتف حول مدينة القدس المحتلة.
ومن المتوقع أن يفصل المعبر والمقاطع الحديدية من الجدار آلاف المواطنين المقدسيين من سكان مخيم شعفاط وأحياء رأس خميس ورأس شحادة وضاحية السلام وبلدة عناتا عن مركز المدينة، وذلك في إطار مخطط الاحتلال لتفريغ المدينة المقدسة من سكانها الفلسطينيين وتهويدها بالكامل.
وبهذا الصدد، حذر خضر سلامة رئيس لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في مخيم شعفاط، من هذا المخطط، وقال إن سلطات جيش الاحتلال أنهت بالأمس عزل منطقة رأس خميس من أحياء مخيم شعفاط عزلاً تاماً بعد أن وضعت كتلاً من الإسمنت بطول يتراوح ما بين تسعة إلى اثني عشر متراً في محيط حاجزها العسكري المقام على مدخل هذا الحي في الجهة الغربية من المخيم، ما فاقم من معاناة نحو خمسة عشر ألفاً من سكان هذا الحي خاصة المرضى وكبار السن وتلاميذ المدارس.
وقال:"لقد توجهنا إلى المحامي داني زايدمان للبدء باجراءات قضائية ضد سلطات الجيش التي صادرت أراضي دون علم أصحابها وقامت بخطوات عزل على الأرض تمس نسيج الحياة اليومي للمواطنين ليس في مخيم شعفاط فحسب، بل في أحياء ضاحية السلام وراس شحادة وبلدة عناتا حيث يقطن في هذه المناطق مجتمعة ما يربو على 40 ألف نسمة.
وأشار رئيس لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في مخيم شعفاط إلى أن اللجنة تعد في هذه المرحلة بهذا الخصوص إلى الرئيس محمود عباس أبو مازن ودائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير تشرح فيها الاخطار الناجمة عن مخططات العزل الإسرائيلية لأحياء فلسطينية في القدس وسلخها عن المدينة المقدسة، إضافة إلى ما تسببه هذه الإجراءات من معاناة لآلاف المواطنين، علما بأن سلطات الاحتلال تعمل في هذه المرحلة على استكمال المراحل النهائية من بناء معبر رئيسي جديد على المدخل الرئيس لمخيم شعفاط يشابه معبرها العسكرية في قلنديا والزعيم وحزما.
وكانت سلطات الاحتلال عزلت اعتباراً من اول من أمس احياء وبلدات فلسطينية أخرى في مدينة القدس وسدت مداخلها بمكعبات الإسمنت بمناسبة عيد الغفران لدى اليهود، كما عليه الحال في بلدة العيسوية شمال شرق القدس، وبلدة صور باهر إلى الجنوب من المدينة المقدسة.
وتسببت عملية إغلاق المدخل الرئيس للعيسوية التي يقطنها قرابة عشرين ألف نسمة بمواجهات عنيفة الليلة قبل الماضية استمرت حتى ساعة متأخرة من الليل، أصيب خلالها 9 مواطنين بينهم أحد المسعفين، كما قال محمد عبيد من طواقم الاسعاف التابعة لاتحاد المسعفين العرب، فيما اعتقلت قوات الاحتلال ستة شبان خلال هذه المواجهات.
ويخشى مواطنو البلدة من أن يكون إغلاق المدخل الرئيس للبلدة من ناحية الغرب مقدمة لإغلاقه بصورة نهائية كما تطالب بذلك إدارة مستوطنة التلة الفرنسية منذ سنوات، بدعوى تعرض منازل المستوطنة لهجمات من قبل شبان البلدة.
وكانت سلطات الاحتلال سدت منذ مطلع الانتفاضة الثانية مدخلاً رئيسياً آخر يصل البلدة بمنطقة الجامعة العبرية من ناحية الغرب، ولم تبق على مدخلين فقط هما المدخلان الشرقي والغربي.
وتجري في محيط المدخل الشرقي للعيسوية أعمال تجريف واسعة وتوسعة للشارع الاستيطاني الذي يربط القدس بمستوطنة معاليه أدوميم، فيما أشارت تقارير غير مؤكدة الى أن سلطات الاحتلال تعتزم إدخال المدخل الغربي للبلدة بصورة دائمة، ليقتصر خروج المواطنين ودخولهم إلى البلدة عبر مدخل واحد فقط هو المدخل الشرقي.
يذكر أن سلطات الاحتلال كانت عزلت مؤخرا ببوابات عبور ونقاط تفتيش بلدة بيت إكسا شمال غرب القدس، وفرضت قيودا على تنقل المقدسيين عبر هذه الحواجز، في حين عزل بالكامل حي الشيخ سعد جنوب المدينة المقدسية، حيث يتحكم جنود الاحتلال على الحاجز الوحيد المقام على مدخل الحي بحركة تنقل قرابة عشرة آلاف نسمة
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية