تحمل كاميرات مراقبة على ظهرها
الاحتلال يُنشط دور الكلاب على حدود غزة لحماية جنوده
لوحظ بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة صيف العام الماضي زيادة اعتماد جيش الاحتلال على "الكلاب المدربة"، ولاسيما في أعمال التمشيط والاستطلاع بواسطة كاميرات مراقبة تحملها على ظهرها على حدود القطاع الشرقية والشمالية.
ويهدف جيش الاحتلال من خلال ذلك، وفق مختصين، لتقليل الخطر المحدق بجنوده، وتجنيبهم الوقوع في كمائن للمقاومة الفلسطينية، ولاسيما العبوات الناسفة التي يمكن أن تكون مزروعة قرب السياج الفاصل شرقي القطاع وشماله.
وبرز اعتماد جيش الاحتلال على وحدة الكلاب المدربة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة عام 2014م، بشكل واضح، إذ كان يرسل كلابًا مزودة بكاميرات مراقبة لاقتحام الأماكن المراد الدخول إليها قبل الجنود.
وكان من الشائع استخدام الجيش للكلاب المدربة في عمليات التمشيط المحدودة أو على المعابر، وخلال عمليات التوغل، أو أماكن وقوع العمليات.
حضور لافت
ونقل مراسل وكالة "صفا" عن مصادر أمنية قولها إن حضورًا لافتًا لوحظ لحركة الكلاب المدربة على حدود القطاع بعد العدوان الإسرائيلي، وذلك في الوقت الذي لم تعد فيه قوات الاحتلال تتحرك بحرية كالسابق خارج الشريط الحدودي.وتقتصر التحركات الإسرائيلية مؤخرًا على حدود القطاع على خروج الجرافات منفردة أحيانًا، أو خروج القوات الراجلة برفقة الكلاب المدربة، بإسناد من الآليات في الداخل، أو خروج الكلاب منفردة.
وتقول المصادر: "تم مشاهدة "الكلاب" تقوم بأعمال تمشيط مرات كثيرة خارج الحدود، في المنطقة القريبة من موقع ناحل عوز شرقي حي الشجاعية شرق مدينة غزة، والمنطقة القريبة من موقع المنطار/كارني، شرقي حي الزيتون".
وأضافت "كانت تأتي جيبات عسكرية، يترجل من داخلها جنود، ويقومون بوضع كاميرات مراقبة على ظهر الكلاب، وتخرج عبر إحدى البوابات العسكرية للخارج، ويتم التحكم بها عن بُعد، بحيث يكون الجنود مختبئين خلف الجيبات أو في داخلها، أو خلف سواتر ترابية".
وتابعت "فتقوم (الكلاب) بعملية تمشيط للمنطقة المحاذية للشريط، ومن ثم تعاود الانسحاب للداخل، وغالبًا ما تكون عمليات الخروج، إما بهدف استطلاع المنطقة، أو القيام بعملية تمشيط، للاشتباه بشيء ما".
تعقب المُتسللين
وتذكر مصادر أخرى لـ "صفا" ظهور "وحدة الكلاب" في المناطق التي تحدث منها عمليات تسلل لشبان داخل الأراضي المُحتلة من شرق القطاع، فتشارك بشكل كبير برفقة "وحدة قصاصي الأثر الصحراوية" في تعقب أثار أقدام المُتسللين، وتحديد المنطقة التي يتوجهون لها، أو الثغرة التي تسللوا منها لداخل الحدود.ولفتت المصادر إلى مشاهدة جيبات إسرائيلية تنزل جنودًا برفقة كلاب، وتقوم بعملية تمشيط داخل وخارج الشريط الحدودي، في حال وقوع عمليات تسلل أو الاشتباه بوقوعها، خاصة في المناطق الشرقية للمحافظة الوسطى، (جحر الديك، البريج، المغازي، المصدر، دير البلح).
ونوهت إلى أن "الكلاب" باتت عاملاً أساسيًا في هكذا حالات، فلا تكاد تحدث عملية تسلل إلا وتأتي الكلاب برفقة القوات الراجلة التي تقوم بعمليات تمشيط هي الأخرى، ويُلاحظ وجود كاميرات على معظمها.
المشاركة بالتوغلات
وأشارت المصادر عن دور لافت "للكلاب" في المشاركة بعمليات التوغل المحدودة شرقي القطاع وشماله، بحيث ترافق قوات الهندسة والاستطلاع والمُشاة، ولوحظ مشاركتها في السير أمام الجنود المرافقين للجرافات المتوغلة، خاصة شرق رفح، وخان يونس، والوسطى.وبينت أنها لم تكن مُستخدمة بشكل كبير في التوغلات، فكان يتم الاكتفاء بخروج الجرافات والآليات، وأحيانًا كانت تظهر داخل الحدود، مرجحًا خروجها في إطار البحث عن عبوات ناسفة، قبل وصول الجرافات والقوات الراجلة والوقوع بها.
ونوهت المصادر إلى أن أخر عملية ظهور "لوحدة الكلاب" كانت مساء الجمعة الماضين شرق مدينة رفح جنوب القطاع، فشوهد خروج كلبين وسبعة جنود من داخل جيباتٍ عسكرية، خارج بوابة المطبق العسكرية، لحوالي نصف ساعة، وقيامها بعملية تمشيط محيط البوابة ومن ثم الانسحاب.
"كلاب روبوت"
ويطلق على "وحدة الكلاب" التي أسستها منظمة الهاغاناه في عام 1939م، "وحدة عوكتس"، وهي مُشكلة من فريق عسكري يشرف على تدريب الكلاب لخدمة أغراض ومهمات عسكرية محددة، وهي مستقلة تتلقى الأوامر مباشرة من القيادة العليا في هيئة الأركان العامة في الجيش.وتقوم قيادة هذه الوحدة بإحضار كلاب من هولندا في غالبيتها بأعمار تتراوح بين 12 – 18 شهرًا، ويجري تدريبها بصورة مكثفة، وتعمل في مجالات التفتيش، ومراقبة الحواجز والمعابر في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة لمشاركتها مع بعض الوحدات الخاصة في العمليات الخاصة.
وأقدم الجيش الإسرائيلي على تطوير آلة جديدة للتحكم في الكلاب عن بُعد، لتتحول إلى "كلاب روبوت" بيد وحدة "عوكتس"، بهدف حماية الجنود، الذين يتعرضون باستمرار للمخاطر داخل ساحات المعارك والقتال، داخل المناطق السكنية والبراري.
وتقوم الوحدة بإلباس الكلاب أجهزة تكنولوجيا تصدر هزات معينة، مهمتها توجيه حركة الكلاب بواسطة جهاز تحكم عن بُعد، ويمكن التحكم في حركتها كما يشاء مسئولي الوحدة سواء في حركته على الأرض "المعادية" التي تدخلها القوات، وفق مسافة يمكن أن تبلغ نحو كيلومترين بعيدًا عن الشريط الحدودي
.
ويمكن للجنود تحريك الكلاب يمينًا ويسارًا، وإلى الأمام أو الخلف، حتى القيام بأي حركة تم تدريبه عليها، كما يمكن تزويدها بآلات تصوير ترصد الأماكن التي تتجول فيها الكلاب.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية