الاستبداد.. والواعظ الأسمر ... بقلم :د. يوسف رزقة

الثلاثاء 30 سبتمبر 2014

الاستبداد.. والواعظ الأسمر




د. يوسف رزقة




( الاستبداد يخلق الإرهاب ) هذا ما قاله الواعظ الأسمر، أبو حسين باراك أوباما، بينما قواته تقصف مقاتلي الدولة في سوريا والعراق؟! في المثل يقولون: أسمع كلامك أطمن، أشوف أفعالك أتجنن ؟!).

- إذا لم يكن قصف أفغانستان، وتدمير العراق، وقصف اليمن، وما يصاحب ذلك من قتل لمدنيين أبرياء، استبدادا، وقوة غاشمة، فما هو الاستبداد.؟! وما هي القوة الغاشمة؟!

- إذا لم يكن احتلال (إسرائيل) للفلسطينيين، وقصفهم بالطائرات المقاتلة الأميركية، والقنابل والصواريخ الأميركية، ومحاصرتهم استبدادا، وقوة غاشمة، وإرهابا، فما هو الاستبداد؟! وما هي القوة الغاشمة؟! وما هو الإرهاب؟!

- إذا لم يكن تعاون أميركا مع الأنظمة الانقلابية ، والأنظمة الاستبدادية، في العالمين العربي والإسلامي ، حيث تشاهد أميركا القهر، والقمع، والقتل، و قبر الديمقراطية، وإرادة الشعب, استبدادا ، وإرهابا، فما هو الاستبداد؟! وما هو الإرهاب ؟!

- ومن ثمة, إذا كانت أميركا بريئة من الاستبداد ، ***اذا تتعاون عسكريا، وسياسيا، وماليا، وأمنيا مع نظم مستبدة في العالم، وترعاها، وتؤمن لها البقاء في الحكم، مع أنها مصنع للإرهاب ؟!

جلّ المقاتلين في سوريا، والعراق، وأفغانستان، هم من بيئات عربية وإسلامية دمرت أحلامهم الطائرات الأميركية والأطلسية. وجلّ القادمين إلى داعش، والقاعدة من المقاتلين الأجانب ، هم ممن يكرهون أميركا لظلمها، وفساد سياستها، ويكرهون الاستبداد الذي تمارسه أنظمة ديكتاتورية، برعاية أميركية وغربية وإسرائيلية.

أميركا الدولة الأعظم التي تستبد اليوم بالقرار الدولي، وتمارس الخداع والتضليل, كما قالت رئيسة الأرجنتين من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وتقتل المدنيين مع كل غارة ظالمة تقوم بها تحت مسمى مكافحة الإرهاب. أميركا هي الدولة الأولى في العالم الصانعة للإرهاب، لذا هي الدولة الأكثر كرها في العالم العربي والإسلامي على وجه التحديد.

إن مقولة أوباما، أو قل "الواعظ الأسمر"، آنفة الذكر، تحاول أن تنقل تهمة الاستبداد إلى دول عربية وإسلامية على وجه التحديد، وتبرئ أميركا، وكأن أميركا كانت حليفا مخلصا للديمقراطية التي جاء بها الربيع العربي في عدد من الدول العربية؟!

أميركا دولة ديمقراطية لأبنائها، ولمن يشتركون معها في القيم فقط. ولكنها دولة استبدادية، وقوة غاشمة، حين تتعامل مع العرب والمسلمين، لأنهم يختلفون معها في القيم والثقافة. كل قرارات مجلس الأمن التي صدرت برعاية أميركية و غربية فيما يتعلق بمشاكل طرفها المستهدف عربي ومسلم جاءت فورية ، وتحت البند السابع الذي يجيز استخدام القوة العسكرية؟!

(إسرائيل) تحتل القدس والضفة وغزة منذ عام ٦٧، وتقتل الفلسطينيين، وتستوطن أرضهم، وتطردهم من بيوتهم، ولا يتخذ مجلس الأمن قرارا تحت البند السابع لإجبارها على تنفيذ قراراته، لأن (إسرائيل) ليست عربية ولا إسلامية، وتشترك مع أميركا في القيم والثقافة؟!

نعم، الاستبداد يخلق الإرهاب ، كما يقول الواعظ الأسمر أوباما، ولكن الاستبداد ليس محصورا في أنظمة عربية وإسلامية فقط، إن استبداد أميركا نفسها، ورعايتها لاستبداد الأنظمة العربية ، هو أكثر صناعة للإرهاب بالمفهوم الأميركي الظالم من الدول المستبدة في العالم العربي نفسها، ولا تنطلي على أحد عمليات الخداع والتضليل التي يمارسها أوباما الواعظ بعباراته لدغدغة مشاعر العامة، وتبرئة أميركا، وتحميل مسئولية قتل العرب والمسلمين لغيرها، ولو كان الواعظ الأسمر صادقا لعالج مسألة الاستبداد قبل أن يستخدم طائراته في قتل الثائرين على الاستبداد، وإن غالوا وتطرفوا.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية