الاعترافات الإسرائيلية تتنبأ بشكل حرب غزة "غير المرغوبة"
تلقف الفلسطينيون التقرير الصادم لمنظمة "كسر الصمت" الإسرائيلية يوم 4 مايو التي نشرت شهادات عشرات الجنود والضباط الإسرائيليين ممن شاركوا في حرب غزة الصيف الماضي 2014، وهي منظمة أسسها إسرائيليون عام 2002، لكشف انتهاكات الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كاتب السطور قرأ معظم الشهادات الـ111 لـ60 جندياً وضابطًا في التقرير الصادر بالعبرية والإنجليزية، وجاء في 240 صفحة، وأورد أن الجنود تلقوا تعليمات إطلاق النار من قيادة الجيش الإسرائيلي تقضي بالتعامل مع كل فلسطيني في غزة بأنه ليس مدنياً.
قراءة أولية لتقرير "كسر الصمت" تفسر كيف حصدت حرب غزة طوال 50 يوماً أرواح أكثر من 2200 فلسطيني، وإصابة ما يزيد عن 11 ألفاً معظمهم من المدنيين، وتهجير أكثر من نصف مليون شخص، ومسح أحياء عن الوجود في قطاع غزة، وهي أرقام تعد كبيرة إذا ما قيست بعدد سكان القطاع الذين لا يزيدون عن 1.800 مليون نسمة.
يكتسب التقرير الإسرائيلي أهمية إضافية لأن من أصدره إسرائيليون، وجمع الشهادات من جنود وضباط شاركوا في الحرب، مما أكسبه مصداقية كبيرة، على اعتبار أن الجيش غير أنظمة فتح النار، وقيادته غررت بالضباط والجنود في الميدان، بإبلاغهم أن بعض أحياء غزة التي سيدخلونها خالية من المدنيين.
شهادات "كسر الصمت" تؤكد ارتكاب الجيش الإسرائيلي لجرائم حرب في غزة، وتكمل شهادات ذوي الضحايا الفلسطينيين، وتعد دليلاً على مصداقيتها، وتشير إلى أننا ليس أمام تجاوزات فردية، بل عمل ممنهج منظم من قبل الجيش، وما ذكرته منظمة "كسر الصمت" جزء من الحقيقة عما ارتكبه الجيش الإسرائيلي من جرائم حرب في الأخيرة ضد غزة، ويؤكد أن سلوك الجيش أقرب لمنهج العصابات الدموية، لأنه يشعر بالأمان من أي عقوبات دولية أو ملاحقات قضائية.
ولذلك فإن توقعاتنا تؤكد أن المواجهة العسكرية القادمة بيننا وبين إسرائيل، ستكون أشد عنفاً وأقوى شراسة، وتقديراتنا تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي سيمارس جرائم أكثر مما مارسه خلال الحرب الأخيرة، في ضوء قدرة المقاتل الفلسطيني على كسر هيبة الجندي الإسرائيلي، وضرب منظومة الردع التي يتباهى بها الجيش الإسرائيلي أمام دول المنطقة، لكننا سنأخذ الدروس والعبر لمنع استهداف الجيش للمدنيين.
ليس سراً أن ارتفاع فاتورة الضحايا خلال حرب غزة، من المدنيين والمقاتلين، شكلت عبئاً ثقيلاً على الفلسطينيين، الذين أرهقتهم مشاهد المجازر والدماء وهي تبث عبر الفضائيات ووسائل الإعلام على الهواء مباشرة، لأن أقل عدد للشهداء تراوح في الحرب بلغ 10 فلسطينيين في اليوم ، وزاد عن 100 شهيد في بعض الأيام.
وعلمت حماس أن رد إسرائيل على كل صاروخ ينطلق من غزة نحو مستوطناتها الجنوبية في سديروت وعسقلان وإسدود وبئر السبع سيقابله قتل العشرات من الفلسطينيين وإصابة المئات وتهجير الآلاف، مما يعني في النهاية أن فاتورة الدماء ستبلغ مستويات قد لا تحتملها حماس، وتدفعها لوقف الحرب، كما تمنت إسرائيل.
عسكرياً، تظهر شهادات الجنود الإسرائيليين أن مباغتة مقاتلي حماس لهم أصابهم بالهستيريا من كل هدف متحرك في غزة، كركاب الدراجات النارية، والمنازل المتراصة، واعتبارهم جميع المواقع معادية، وقد عمل الجيش الإسرائيلي على تعويض خسارته أمام مقاتلي كتائب القسام بالذهاب لارتكاب مجازر بحق المدنيين، للضغط على قيادة المقاومة، وإجبارها على التراجع عن مطالبها وأهدافها برفع حصار غزة وفتح المعابر.
كثير من المعارك خاضها المقاتلون الفلسطينيون مع الجيش الإسرائيلي في مناطق مكشوفة ليست سكنية على حدود قطاع غزة الشرقية في أحياء الشجاعية والبريج ورفح وخانيونس، ومعظمها مناطق مخلاة من المدنيين، لكن الجيش ذهب لقصف المنازل والمشافي والمدارس وسط هذه المناطق بعيداً عن أي اشتباكات، لعجزه عن النيل من المقاتلين.
أخيراً... يقدم تقرير "كسر الصمت" وثيقة قانونية يعتبرها الفلسطينيون مكسباً حقوقياً ضد إسرائيل، وعملوا على ترويجها بوسائل الإعلام، وعمموا كثيراً من الشهادات الدامية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، كدليل إضافي على ان إسرائيل لم تخض حرباً نظامية في غزة، وإنما ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
فيما تشعل هذه الشهادات الإسرائيلية الأضواء الحمراء لدى الفلسطينيين بأن الحرب القادمة مع إسرائيل ستبدأ من النقطة التي انتهت عندها الحرب السابقة، بما يعني رفع الكلفة البشرية والإنسانية من أعداد الضحايا والبنية التحتية التي ستكون هدفاً مفضلاً لسلاح الجو الإسرائيلي، مما سيشكل كابحاً جدياً وحقيقياً أمام أي قرار تتخذه بتفجير أي مواجهة عسكرية مستقبلية.
د. عدنان أبو عامر
تلقف الفلسطينيون التقرير الصادم لمنظمة "كسر الصمت" الإسرائيلية يوم 4 مايو التي نشرت شهادات عشرات الجنود والضباط الإسرائيليين ممن شاركوا في حرب غزة الصيف الماضي 2014، وهي منظمة أسسها إسرائيليون عام 2002، لكشف انتهاكات الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كاتب السطور قرأ معظم الشهادات الـ111 لـ60 جندياً وضابطًا في التقرير الصادر بالعبرية والإنجليزية، وجاء في 240 صفحة، وأورد أن الجنود تلقوا تعليمات إطلاق النار من قيادة الجيش الإسرائيلي تقضي بالتعامل مع كل فلسطيني في غزة بأنه ليس مدنياً.
قراءة أولية لتقرير "كسر الصمت" تفسر كيف حصدت حرب غزة طوال 50 يوماً أرواح أكثر من 2200 فلسطيني، وإصابة ما يزيد عن 11 ألفاً معظمهم من المدنيين، وتهجير أكثر من نصف مليون شخص، ومسح أحياء عن الوجود في قطاع غزة، وهي أرقام تعد كبيرة إذا ما قيست بعدد سكان القطاع الذين لا يزيدون عن 1.800 مليون نسمة.
يكتسب التقرير الإسرائيلي أهمية إضافية لأن من أصدره إسرائيليون، وجمع الشهادات من جنود وضباط شاركوا في الحرب، مما أكسبه مصداقية كبيرة، على اعتبار أن الجيش غير أنظمة فتح النار، وقيادته غررت بالضباط والجنود في الميدان، بإبلاغهم أن بعض أحياء غزة التي سيدخلونها خالية من المدنيين.
شهادات "كسر الصمت" تؤكد ارتكاب الجيش الإسرائيلي لجرائم حرب في غزة، وتكمل شهادات ذوي الضحايا الفلسطينيين، وتعد دليلاً على مصداقيتها، وتشير إلى أننا ليس أمام تجاوزات فردية، بل عمل ممنهج منظم من قبل الجيش، وما ذكرته منظمة "كسر الصمت" جزء من الحقيقة عما ارتكبه الجيش الإسرائيلي من جرائم حرب في الأخيرة ضد غزة، ويؤكد أن سلوك الجيش أقرب لمنهج العصابات الدموية، لأنه يشعر بالأمان من أي عقوبات دولية أو ملاحقات قضائية.
ولذلك فإن توقعاتنا تؤكد أن المواجهة العسكرية القادمة بيننا وبين إسرائيل، ستكون أشد عنفاً وأقوى شراسة، وتقديراتنا تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي سيمارس جرائم أكثر مما مارسه خلال الحرب الأخيرة، في ضوء قدرة المقاتل الفلسطيني على كسر هيبة الجندي الإسرائيلي، وضرب منظومة الردع التي يتباهى بها الجيش الإسرائيلي أمام دول المنطقة، لكننا سنأخذ الدروس والعبر لمنع استهداف الجيش للمدنيين.
ليس سراً أن ارتفاع فاتورة الضحايا خلال حرب غزة، من المدنيين والمقاتلين، شكلت عبئاً ثقيلاً على الفلسطينيين، الذين أرهقتهم مشاهد المجازر والدماء وهي تبث عبر الفضائيات ووسائل الإعلام على الهواء مباشرة، لأن أقل عدد للشهداء تراوح في الحرب بلغ 10 فلسطينيين في اليوم ، وزاد عن 100 شهيد في بعض الأيام.
وعلمت حماس أن رد إسرائيل على كل صاروخ ينطلق من غزة نحو مستوطناتها الجنوبية في سديروت وعسقلان وإسدود وبئر السبع سيقابله قتل العشرات من الفلسطينيين وإصابة المئات وتهجير الآلاف، مما يعني في النهاية أن فاتورة الدماء ستبلغ مستويات قد لا تحتملها حماس، وتدفعها لوقف الحرب، كما تمنت إسرائيل.
عسكرياً، تظهر شهادات الجنود الإسرائيليين أن مباغتة مقاتلي حماس لهم أصابهم بالهستيريا من كل هدف متحرك في غزة، كركاب الدراجات النارية، والمنازل المتراصة، واعتبارهم جميع المواقع معادية، وقد عمل الجيش الإسرائيلي على تعويض خسارته أمام مقاتلي كتائب القسام بالذهاب لارتكاب مجازر بحق المدنيين، للضغط على قيادة المقاومة، وإجبارها على التراجع عن مطالبها وأهدافها برفع حصار غزة وفتح المعابر.
كثير من المعارك خاضها المقاتلون الفلسطينيون مع الجيش الإسرائيلي في مناطق مكشوفة ليست سكنية على حدود قطاع غزة الشرقية في أحياء الشجاعية والبريج ورفح وخانيونس، ومعظمها مناطق مخلاة من المدنيين، لكن الجيش ذهب لقصف المنازل والمشافي والمدارس وسط هذه المناطق بعيداً عن أي اشتباكات، لعجزه عن النيل من المقاتلين.
أخيراً... يقدم تقرير "كسر الصمت" وثيقة قانونية يعتبرها الفلسطينيون مكسباً حقوقياً ضد إسرائيل، وعملوا على ترويجها بوسائل الإعلام، وعمموا كثيراً من الشهادات الدامية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، كدليل إضافي على ان إسرائيل لم تخض حرباً نظامية في غزة، وإنما ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
فيما تشعل هذه الشهادات الإسرائيلية الأضواء الحمراء لدى الفلسطينيين بأن الحرب القادمة مع إسرائيل ستبدأ من النقطة التي انتهت عندها الحرب السابقة، بما يعني رفع الكلفة البشرية والإنسانية من أعداد الضحايا والبنية التحتية التي ستكون هدفاً مفضلاً لسلاح الجو الإسرائيلي، مما سيشكل كابحاً جدياً وحقيقياً أمام أي قرار تتخذه بتفجير أي مواجهة عسكرية مستقبلية.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية