الاعتراف الأممي بالجرائم الإسرائيلية.. لا يكفي
علي الطعيمات
علي الطعيمات
اعتراف التقرير السنوي للأمم المتحدة بشأن الوضع الإنساني وحقوق الإنسان في الضفة الغربية وقطاع غزة، الذي قدم إلى مجلس الأمن الأربعاء الماضي، بأن الحصار الظالم والبشع المفروض على قطاع غزة هو عقاب جماعي للسكان الفلسطينيين، وأجد مصاعب هائلة على كافة جوانب الحياة للفلسطينيين في القطاعات الصحية والتعليمية والنظافة والصرف الصحي وغيرها من متطلبات الحياة الإنسانية الطبيعية، إضافة إلى تناوله عمليات الطرد الإسرائيلية للمواطنين الفلسطينيين من بيوتهم وأراضيهم، بالإضافة إلى عمليات الهدم وعنف المستوطنين والقيود على التحرك .
هذا الاعتراف الأممي بالجرائم الإسرائيلية وإن جاء متأخراً فإنه خطوة في الاتجاه الصحيح، وشهادة للتاريخ على الجرائم الإسرائيلية التي لا تنتهي ولا تقف عند حدود ولا تعترف بشرعية ولا قوانين دولية ولا غير دولية فالمصلحة الإسرائيلية فوق كل المصالح وفوق كل الاعتبارات الإنسانية وغير الإنسانية، مستمدة هذا الصلف ومعاداة الشرعية الدولية، واستمراء الجرائم وتعريض السلام والأمن الإقليمي والدولي للزلازل والأخطار، بالرعاية الأميركية التي تضع هذا النبت الشيطاني المدعو «إسرائيل» فوق كل القوانين والشرائع الدولية.
والاعتراف بالجرائم الإسرائيلية من قبل الأمم المتحدة، لاشك أنه مهم ولكنه سيفقد أهميته أن بقي مجرد كلام في الهواء لا قيمة له عملياً على الأرض ويتحول إلى شهادة على انحياز العالم الغربي وعجز الأمم المتحدة بجمعيتها العامة وبمجلس أمنها الذي لا يحفظ أمن الفلسطينيين ولا يؤمن معيشتهم باعترافاته أن الحصار عبارة عن عقاب جماعي للسكان الفلسطينيين، فالتقرير الذي لا يؤدي إلى حراك عربي ودولي، والى تحمل مجلس الأمن والأمم المتحدة ومنظماتها مسؤولياتها لوقف هذه الجرائم وفي مقدمتها العمل على رفع الحصار (العقاب الجماعي) الذي يرقى إلى ارتكاب جريمة حرب، ورفع المظالم عن الشعب الفلسطيني لا قيمة عملية له مهما عظمت قيمته المعنوية والتاريخية .
صحيفة الوطن القطرية
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية