مصطفى الصواف
الانتخابات غير ممكن بدون قطاع غزة، هذا مضمون ما صرح به محمود عباس رئيس حركة فتح بعد أن خرجت جوقته بقيادة ياسر عبد ربه وسلام فياض، ثم خرجت ما يسمى بفصائل منظمة التحرير بالإشادة بدعوة إجراء الانتخابات البلدية والتشريعية والرئاسية، وكأن شيئا اختلف عن الدعوة السابقة لإجراء الانتخابات ثم تراجع عنها المنادون بها لاستحالة تنفيذها في ظل الأوضاع الفلسطينية وحالة الانقسام وعدم وجود الوفاق الوطني بين الكل الفلسطيني.
الدعوة جاءت من منظمة التحرير الفلسطينية، ومنظمة التحرير لا تمثل كل الشعب الفلسطيني لأن هناك قوى فلسطينية غير منضوية في المنظمة وهي تمثل شريحة قالت صناديق الانتخابات الماضية أنها تشكل الأغلبية لدى الشعب الفلسطيني، فكيف يمكن أن تأتي الدعوة من جهة لا تمثل الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وتشكيلاته السياسية، وهنا نذكر ملاحظة مهمة أن هذه القوى غير المنضوية في منظمة التحرير اتفقت مع فتح وبقية القوى عام 2005 لإعادة إحياء منظمة التحرير وترتيبها من الداخل الأمر الذي يعيد لها حيويتها ومكانتها وتنضم إليها بقية القوى حتى تكون بالفعل الممثل للشعب الفلسطيني، ولكن هذا الاتفاق الذي عقد في القاهرة عطل لأسباب فلسطينية وأخرى من النظام المصري البائد خوفا من أن تسيطر عليها حركة حماس.
حماس عندما رفضت المشاركة في انتخابات عام 1996 رفضتها عن قناعات داخلية خاصة ولاعتبارات تتعلق بكون أن هذه الانتخابات كانت تهدف إلى تشكيل مجلس تشريعي تسيطر عليه فكرة اتفاق أوسلو، والاعتراف بإسرائيل والمشروع السياسي القائم على القبول بما تعرضه إسرائيل والإدارة الأمريكية من أفكار لحل القضية الفلسطينية، ولذلك رفضت أن تشارك في جريمة التفريط بالقضية وحقوق الشعب الفلسطيني، ولكن عندما أخذت أوسلو بالانهيار وتبين للشعب الفلسطيني حقيقة الموقف السياسي لسلطة أوسلو وحجم التآمر على القضية وعلى مقاومة الشعب الفلسطيني، وجدنا أن حماس أصرت وعن قناعة تامة على المشاركة في انتخابات عام 2006 ، ولم يكن هناك أي تأثيرات خارج المصلحة الوطنية الفلسطينية، أو تأثيرات لرياح التغيير التي نشهدها اليوم في المنطقة، وكانت انتخابات ديمقراطية ونزيهة بإقرار دولي، وجاءت النتائج مزلزلة لكل المراهنين على الشعب الفلسطيني وعلى حماس وفازت حماس وإن لم تمكن وحوصرت وحوربت ولكنها صمدت.
اليوم موقف حماس لا يقل حماسة للانتخابات عن موقفها السابق وزاد من ذلك رياح التغيير التي تهب على المنطقة لأنها جاءت لتؤكد أن رؤية حماس كانت صحيحة وموقفها أيضا كان واضحا وصريحا، لذلك هي بحاجة الآن إلى الانتخابات الديمقراطية التي يعبر من خلالها الشعب الفلسطيني عن موقفه بشكل واضح دون أي تأثيرات ناتجة عن القهر والتعذيب والملاحقة وتكميم الأفواه، لذلك المطلوب حتى يكون هناك انتخابات لابد من توفر مجموعة من الشروط أهمها:
1- إنهاء الانقسام من خلال مصالحة حقيقية قائمة على مصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه بعيدا عن أي شروط أو تدخلات خارجية وهذه مسئولية الجميع
2- خلق بيئة سياسية ديمقراطية تسمح للناخب والمنتخب حرية الحركة وممارسة كل الأشكال الإعلامية والدعائية خلال فترة الانتخابات، وحق التظاهر والتجمع والتعبير عن المواقف والآراء.
3- وقف حملة الاعتقالات والملاحقة في الضفة الغربية وقطاع غزة وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين أينما وجدوا مع عدم الخلط بين الاعتقال على أساس تنظيمي سياسي والاعتقال الجنائي.
4- ضرورة الاتفاق على إستراتيجية فلسطينية موحدة، تحدد أولويات القيادة الفلسطينية في المرحلة الحالية والمستقبلية قائمة على أساس مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والسياسية.
5- تشكيل قيادة فلسطينية موحدة تضم الكل الفلسطيني وتشرف على الانتخابات والحياة السياسية الكاملة، على أن تكون قيادة مؤقتة حتى ظهور نتائج الانتخابات التي سيترتب عليها تشكل القيادة السياسية الفلسطينية القادمة ترجمة لنتائج الانتخابات.
6- التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة، على أن تكون هذه المقاومة هي جزء من الإستراتيجية الفلسطينية الموحدة على أن يتم الاتفاق على أشكال المقاومة وتكتيكاتها وكل ما يؤدي إلى استثمارها بما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية