الانتفاضة الثالثة .. وخيارات التصعيد
وائل المصري
بدا واضحا مدى حالة الارتخاء والطمأنينة التي تعيشها دولة الاحتلال بالنظر للسياسات التصعيدية التي تمارسها بدءاً بخرقها المتكرر للهدنة في غزة أو اعتدائها على الأراضي السورية من خلال الأجواء اللبنانية وليس انتهاءً بممارسات جيش الاحتلال والمستوطنين في مدينة القدس حيث انتهى عندها المشهد حتى اللحظة لكنها بالتأكيد لن تكون الخاتمة للعدوان "الإسرائيلي" على الأراضي العربية.
هناك أسباب عديدة شجعت دولة الاحتلال على القيام بالاعتداءات الصارخة على الأراضي المحتلة في الضفة وغزة وسوريا ولبنان منها أحداث الربيع العربي وانشغال دول الجوار بشؤونها الداخلية مع استنزاف قدرات الجيش السوري الذي يشارك في قمع ثورة بلاده، وعودة العلاقات التركية_الإسرائيلية بعد انقطاع استمر لأكثر من عامين ونصف عقب مجزرة سفينة "مرمرة"، والاستعداد العربي لتعديل مبادرة السلام العربية دون أن تقدم "إسرائيل" حتى مقابلا واحدا للتنازل العربي الجديد، إضافة إلى النشاط الأمني المكثف الذي تمارسه الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية والمقترن بوعود قيادة السلطة بعدم السماح بإشعال انتفاضة ثالثة، مع عدم إغفال الانقسام الفلسطيني وأثاره السلبية المدمرة على القضية الفلسطينية، كل ذلك يأتي في ظل اعتلاء اليمين الصهيوني لسدة الحكم في "إسرائيل".
في ظل حالة من الصمت العربي المطبق على ما يجري بات المشهد الفلسطيني أكثر تراجيديا مع ازدياد الاعتداءات "الإسرائيلية" واتساع رقعة النشاط الاستيطاني في الضفة وازدياد الغضب الشعبي الذي لم يجد طريقه للخروج من صدور الفلسطينيين بعد.
نحن -الفلسطينيين- لا ننتظر أن يأتينا أي جيش عربي لينتصر للمقدسات والمسجد الأقصى، بل إن المفارقة أن أكبر همنا الآن بات ينصب على أن لا تعمل القيادات العربية على صهر القضية الفلسطينية عبر التنازلات التي يتم تقديمها للاحتلال مرة بعد الأخرى نافضين أيديهم من الواجبات المقررة عليهم تجاه فلسطين قضية وأرضا وشعبا، وبالتالي بات من الطبيعي أن تتعزز لدينا القناعة بأن فلسطين لن يحررها إلا أبناؤها بسواعد مقاوميها ونضالات شعبها وتضحياتهم دون انتظار مساعدة من أحد، تلك القناعة التي تشكلت في وعي كل فلسطيني بعد نكبة العام 1948 م وخذلان الجيوش العربية لفلسطين ثم تم التعبير عنها عندما أُطلِقت أول رصاصة فلسطينية تجاه المحتل قبل النكسة لتعلن تأكيدها لرفض كل محاولات الاستحواذ العربي على القضية الفلسطينية والتلاعب بها، قناعة تترسخ مع كل نصر تحققه المقاومة الفلسطينية على المحتل_بعيدا عن أي تنازلات_ كإجباره على تفكيك مستوطناته بغزة أو إرغامه على استجداء التهدئة في حرب الأيام الثمانية "حجارة السجيل" ورضوخه لشروط المقاومة.
هناك حل ومخرج من الحالة السوداوية التي تعيشها القضية الفلسطينية، حل لا بد أن تسبقه حلول وخطوة يجب أن تأتي بعد خطوات، والحل هو إشعال الانتفاضة الفلسطينية الثالثة وتشجيعها على المحتل ومستوطنيه في الضفة الغربية والخطوات التي يجب أن تسبق هذه الخطوة هو إتمام المصالحة الفلسطينية وإطلاق سراح المقاومين في الضفة الغربية ووقف التنسيق الأمني الذي كان من المفترض أن يكون (تبادليا) بيد أنه تحول إلى عطاء فلسطيني بلا مقابل "إسرائيلي"، مع الإعلان عن وقف المفاوضات لا إلى حين قبول دولة الاحتلال وقف الاستيطان فقط بل إلى أن تقبل بكل الالتزامات التي عليها وكانت تتنصل منها سابقا وتقر بعدم شرعية الاستيطان وعدم تمسكها بما تسميه بـ"المستوطنات الكبرى" في الضفة الغربية.
إشعال الانتفاضة الفلسطينية التي تستهدف تحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني ومن قبلها الخطوات التي يجب أن تُتخذ في مسار تمتين الجبهة الداخلية وتقوية السلم الأهلي وزيادة التماسك الاجتماعي في وجه الاحتلال ستجبر "إسرائيل" على الرضوخ للمطالب الفلسطينية مهما كانت، لأن المعاناة أصبحت لا ترتبط بالفلسطيني فحسب بل بات "الإسرائيلي" يتجرعها أيضا بفعل المقاومة، وعندما تتحول حياة المواطنين في "إسرائيل" إلى معاناة وجحيم _عندها فقط_ سيضطر الكيان للبحث عن حلول وتقديم تنازلات ما كان سيقدمها لو لم تكن الهبّة الفلسطينية في وجهه.
وائل المصري
بدا واضحا مدى حالة الارتخاء والطمأنينة التي تعيشها دولة الاحتلال بالنظر للسياسات التصعيدية التي تمارسها بدءاً بخرقها المتكرر للهدنة في غزة أو اعتدائها على الأراضي السورية من خلال الأجواء اللبنانية وليس انتهاءً بممارسات جيش الاحتلال والمستوطنين في مدينة القدس حيث انتهى عندها المشهد حتى اللحظة لكنها بالتأكيد لن تكون الخاتمة للعدوان "الإسرائيلي" على الأراضي العربية.
هناك أسباب عديدة شجعت دولة الاحتلال على القيام بالاعتداءات الصارخة على الأراضي المحتلة في الضفة وغزة وسوريا ولبنان منها أحداث الربيع العربي وانشغال دول الجوار بشؤونها الداخلية مع استنزاف قدرات الجيش السوري الذي يشارك في قمع ثورة بلاده، وعودة العلاقات التركية_الإسرائيلية بعد انقطاع استمر لأكثر من عامين ونصف عقب مجزرة سفينة "مرمرة"، والاستعداد العربي لتعديل مبادرة السلام العربية دون أن تقدم "إسرائيل" حتى مقابلا واحدا للتنازل العربي الجديد، إضافة إلى النشاط الأمني المكثف الذي تمارسه الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية والمقترن بوعود قيادة السلطة بعدم السماح بإشعال انتفاضة ثالثة، مع عدم إغفال الانقسام الفلسطيني وأثاره السلبية المدمرة على القضية الفلسطينية، كل ذلك يأتي في ظل اعتلاء اليمين الصهيوني لسدة الحكم في "إسرائيل".
في ظل حالة من الصمت العربي المطبق على ما يجري بات المشهد الفلسطيني أكثر تراجيديا مع ازدياد الاعتداءات "الإسرائيلية" واتساع رقعة النشاط الاستيطاني في الضفة وازدياد الغضب الشعبي الذي لم يجد طريقه للخروج من صدور الفلسطينيين بعد.
نحن -الفلسطينيين- لا ننتظر أن يأتينا أي جيش عربي لينتصر للمقدسات والمسجد الأقصى، بل إن المفارقة أن أكبر همنا الآن بات ينصب على أن لا تعمل القيادات العربية على صهر القضية الفلسطينية عبر التنازلات التي يتم تقديمها للاحتلال مرة بعد الأخرى نافضين أيديهم من الواجبات المقررة عليهم تجاه فلسطين قضية وأرضا وشعبا، وبالتالي بات من الطبيعي أن تتعزز لدينا القناعة بأن فلسطين لن يحررها إلا أبناؤها بسواعد مقاوميها ونضالات شعبها وتضحياتهم دون انتظار مساعدة من أحد، تلك القناعة التي تشكلت في وعي كل فلسطيني بعد نكبة العام 1948 م وخذلان الجيوش العربية لفلسطين ثم تم التعبير عنها عندما أُطلِقت أول رصاصة فلسطينية تجاه المحتل قبل النكسة لتعلن تأكيدها لرفض كل محاولات الاستحواذ العربي على القضية الفلسطينية والتلاعب بها، قناعة تترسخ مع كل نصر تحققه المقاومة الفلسطينية على المحتل_بعيدا عن أي تنازلات_ كإجباره على تفكيك مستوطناته بغزة أو إرغامه على استجداء التهدئة في حرب الأيام الثمانية "حجارة السجيل" ورضوخه لشروط المقاومة.
هناك حل ومخرج من الحالة السوداوية التي تعيشها القضية الفلسطينية، حل لا بد أن تسبقه حلول وخطوة يجب أن تأتي بعد خطوات، والحل هو إشعال الانتفاضة الفلسطينية الثالثة وتشجيعها على المحتل ومستوطنيه في الضفة الغربية والخطوات التي يجب أن تسبق هذه الخطوة هو إتمام المصالحة الفلسطينية وإطلاق سراح المقاومين في الضفة الغربية ووقف التنسيق الأمني الذي كان من المفترض أن يكون (تبادليا) بيد أنه تحول إلى عطاء فلسطيني بلا مقابل "إسرائيلي"، مع الإعلان عن وقف المفاوضات لا إلى حين قبول دولة الاحتلال وقف الاستيطان فقط بل إلى أن تقبل بكل الالتزامات التي عليها وكانت تتنصل منها سابقا وتقر بعدم شرعية الاستيطان وعدم تمسكها بما تسميه بـ"المستوطنات الكبرى" في الضفة الغربية.
إشعال الانتفاضة الفلسطينية التي تستهدف تحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني ومن قبلها الخطوات التي يجب أن تُتخذ في مسار تمتين الجبهة الداخلية وتقوية السلم الأهلي وزيادة التماسك الاجتماعي في وجه الاحتلال ستجبر "إسرائيل" على الرضوخ للمطالب الفلسطينية مهما كانت، لأن المعاناة أصبحت لا ترتبط بالفلسطيني فحسب بل بات "الإسرائيلي" يتجرعها أيضا بفعل المقاومة، وعندما تتحول حياة المواطنين في "إسرائيل" إلى معاناة وجحيم _عندها فقط_ سيضطر الكيان للبحث عن حلول وتقديم تنازلات ما كان سيقدمها لو لم تكن الهبّة الفلسطينية في وجهه.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية