البردويل: المقاومة تخبئ للاحتلال أكثر مما يتوقع
- لن نقبل أبدا أن يقودنا هذا الحصار لدفع أثمان من حقوق الشعب
- العلاقة مع الجهاد تطورت منذ فترة لاستشعارنا خطرا مشتركا
- نحن أكثر من يدعو للمصالحة قاعدة عدم التنازل عن الحقوق
- الخلاف الذي يعصف بفتح نابع من غياب القيادة السليمة التي تقودها
- مصر تعادينا من جانب واحد.. نحن لم نعادِ مصر لا شعبا ولا نظاما
- هناك مباحثات مع إيران والمرحلة القادمة ستشهد تحسنا في العلاقة
قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس،" صلاح البردويل، إن غزة تمثل اليوم جبهة مقاومة مفتوحة، وإنَّ دخولها مقامرة كبيرة جدا، مؤكدا أنّ "ما تخبؤه المقاومة للاحتلال أكبر بكثير مما يتوقعه، وأنَّ ما مر به من مقاومة في حجارة السجيل أقل بكثير مما سيراه من مقاومة في أي عدوان جديد".
وأكد البردويل في مقابلة خاصة مع "المركز الفلسطيني للإعلام" أنّ لدى حماس معلومات بأنّ "هناك خطة أمريكية من أجل إنهاء الصراع لكنها لم تتبلور بشكل واضح، ولا يوجد حلّ جاهز للتوقيع عليه، وكل ما يدور الآن مجرد أفكار لتمديد المفاوضات لإتاحة الفرصة للاحتلال لاستكمال مشروع التهويد".
وبشأن أزمة الحصار التي تعصف بغزة وحكومتها، قال البردويل: "هم يسعون لإضعاف المقاومة وتركيعها حتى تتماشى مع الأجواء العامة للتسوية في المنطقة، لكن نحن لدينا قرار ألا نمشي في تيار تصفية القضية الفلسطينية، ولن نقبل أبدا أن يقودنا هذا الحصار لدفع أثمان من حقوق الشعب الفلسطيني".
وشدد على أنّ "النظام المصري يعادينا من طرف واحد، لكن من طرفنا نحن لم نعاد ِمصر لا شعبا ولا جيشا ولا نظاما، ولم نتدخل ولم نطلق طلقة واحدة هناك"، لافتا في سياق آخر إلى أن مباحثات تدور الآن تشير إلى أن المرحلة القادمة ستشهد تحسنا في العلاقة مع إيران.
وفيما يلي نص المقابلة التي أجراها "المركز الفلسطيني للإعلام" مع القيادي في حركة حماس الدكتور صلاح البردويل:
لاحظنا تصاعد لهجة التهديدات الصهيونية لقطاع غزة في الآونة الأخيرة، هل تأخذ حماس تلك التهديدات على محمل الجد؟
التهديد الصهيوني جزء من معركة دائرة فعلا، العدو لم يهدد بشيء لم يفعله، هو يهدد بشيء فعله ويفعله الآن، فهو مارس العدوان على شعبنا، مارس اغتصاب الأرض منذ البداية، قتل وتهويد وتشريد واستيطان وحصار، واليوم هو يمارس هذه الجرائم بشكل يومي، وليس عنا ببعيد استشهاد أبطال جنين وأبطال غزة قبل أيام.
لكن إذا فكر العدو أنَّ هذه اللهجة قد تخفيف المقاومة فهو واهم، لأننا خبرنا هذا التهديد والإجرام الصهيوني، ونحن نستند في ثقتنا وفي ثباتنا أمام هذه التهديدات والممارسات أولا على إيماننا العميق بالله، وثانيا على إيماننا أن هذا حقنا، وثالثا لإيماننا بأن هذه هي الطريق الوحيدة لاسترداد الحقوق، لذا نحن جاهزون أن ندفع الضريبة، ولكن عندما ندفع نحن ضريبة هذا العدوان، لا بد أن يدفع الاحتلال أيضا ضريبة مماثلة.
من ضمن تهديدات الاحتلال كان التهديد بإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، إلى أي درجة المقاومة جاهزة للتصدي لعدوان صهيوني كبير، هل لديها إمكانات أفضل مما قدمت في "حجارة السجيل"؟
التهديد بإعادة احتلال قطاع غزة تهديد دعائي فقط، العدو يدرك قبل غيره أن لا مصلحة له في احتلال غزة، وهو قبل ذلك اختار الهروب من قطاع غزة تحت ضربات المقاومة، أما أن يعود إلى غزة فهذا أمر في اعتقادي غير مقنع حتى لقادة الاحتلال والجمهور الصهيوني.
لذلك، العدو يريد أن يضمن حالة من التفوق في الردع والإرهاب، لذا هو يمارس هذه التهديدات يوما بعد يوم، لكن نحن نعلم أنه لا الظروف الدولية تسمح له، ولا المتطلبات السياسية تسمح له، ولا هناك إجماع صهيوني على ذلك.
والأهم من هذا وذاك أن الاحتلال يعلم أن غزة جبهة مقاومة مفتوحة، الدخول لها مقامرة كبيرة جدا، ونؤكد أن ما يظن العدو وجوده في غزة، هو أقل بكثير مما هو موجود حقيقة، وأن ما مر به من مقاومة في حجارة السجيل، أقل بكثير مما سيراه من مقاومة في غيرها من الحروب.
وعدت حركة حماس الشعب الفلسطيني أكثر من مرة أنها عازمة على تبييض السجون، متى سنشهد حرية أسرانا واقعا على الأرض؟
كما يعلم الجميع، فإن حركة حماس وعدت قبل ذلك ونفذت، وما صفقة وفاء الأحرار بخافية عن أحد، والأمور بشكل عام يتدخل فيها توفيق الله سبحانه وتعالى، لكن طالما هناك إصرار؛ فإن حماس إذا وعدت تفي بوعدها، وحرية الأسرى قادمة لا محالة بإذن الله.
في موضوع العلاقة بين حركتى حماس والجهاد الإسلامي، ما الذي يجعل هذه العلاقة تبدو جيدة، فيما نلاحظ اختلافا بين أنصار الحركتين، وأنهم ليسوا على قلب رجل واحد؟
العلاقة مع الجهاد تطورت منذ فترة، والسبب في ذلك أن هناك استشعارا لخطر مشترك، هناك استهداف للمشروع الإسلامي ككل، الاستهداف ليس لحماس وحدها أو للجهاد وحدها.
ثم هناك استهداف لمشروع المقاومة، لذا الخطر مشترك على الطرفين، كما أن هناك علاقة بناءة ما بين القيادتين السياسيتين، وعلى رأسهما الأخ خالد مشعل والأخ رمضان عبد الله شلح، وهناك تنسيق في المواقف والرؤى السياسية.
كما أن العلاقة بين الحركتين ليست فقط في المستوى السياسي، بل علاقة وطنية بنيت من خلال اللقاءات الوطنية والثنائية، والتي وفرت جوّا من الترتيب الميداني على صعيد المقاومة والتنسيق الفصائلي.
بالتالي المظاهر السلبية هدأت إلى حد كبير جدا، لا شك أن طبقة الشباب تعتز بتنظيمها، لكن تغليب المصالح العليا يجب أن يبقى أولوية عند الجميع، ونأمل تنسيقا عالي المستوى في الميدان، مما يحقق وحدة في الهدف والعمل.
في مقابل المقاومة، هناك مفاوضات تجري بشكل علني وقد يكون هناك مفاوضات سرية، هل بالفعل تخشى حماس اتفاقا يطبخ برعاية أمريكية الآن يمكن أن يخرج فجأة ويفرض على الشعب الفلسطيني؟
حدود علمنا أن هناك خطة أمريكية من أجل إنهاء الصراع لكن هذه الخطة لم تتبلور بشكل واضح المعالم، وأعتقد أن أمريكا تعمل وفق سياسة الإدارة القائمة، فإذا ما انتهت مدة الإدارة هذه سيزول المشروع التفاوضي كله كما زال ما قبله.
حتى اللحظة المعلومات التي لدينا أنه لا يوجد حل وخطة للتوقيع عليها الآن، كل ما يوجد أفكار لتمديد المفاوضات لإتاحة الفرصة للاحتلال لاستكمال مشروع التهويد، لكن حتما الفلسطينون لن يحصلوا في هذه المرحلة على شيء، خاصة وأنّ السلطة اليوم في وضع ضعيف جدا وانقسام داخلي، لكن الخطير هو العمل لتمديد المفاوضات، الأمر الذي حذرنا ولا زلنا نحذر منه.
وأين موقع المصالحة الفلسطينية في ظل هذا الجو السياسي القاتم، ما الذي يوقف عجلتها، هل نتوقع من حماس تنازلات جديدة ومفاجئة لإنهاء هذا الملف؟
نحن قلناها ونؤكدها اليوم: خذوا منا الكراسي وأبقوا لنا الوطن، نحن نتنازل عن كل ما يتعلق بالبعد الحزبي، لكننا لا نتنازل عن الوطن.
نحن أكثر من يدعو للمصالحة، ويمد يده لها، على قاعدة عدم التنازل عن الحقوق وعدم الاعتراف بشرعية الاحتلال وعلى قاعدة الثوابت المعروفة.
نحن أصحاب رؤية وحدوية دائما، لكن أن نتهم بما يفعله الآخرون فهذا غير مقبول، السلطة هي التي تريد المصالحة لتدخلنا في أتون المفاوضات وهذا غير ممكن، السلطة هي التي تماطل ولا تريد أن تقول أن هناك فيتو أمريكي وتحاول أن تلقي التهمة علينا، وهذا غير مقبول.
لكن لو صارح رئيس السلطة محمود عباس الشعب الفلسطيني بوجود فيتو أمريكي وصهيوني، وأن الدول العربية لا توفر له شبكة أمان لو تصالح فإن الأمر سيختلف.
هل تعيش حماس أزمة مالية بمعنى الكلمة، وما الذي يسبب هذه الأزمة؟ وهل تخشى حماس أن تؤثر الأزمة على عملها على الأرض؟
لا يستطيع أحد أن ينكر أن حماس والحكومة الفلسطينية في غزة عليها حصار كبير جدا تمارسه "إسرائيل" ومصر ودول عربية، وأن الحصار ليس حصارا جغرافيا فحسب، بل ماليا أيضا، لأن بعض الدول تعمل على تجفيف منابع الدعم للشعب الفلسطيني وتعتقل أي شخص يقدم الدعم للشعب.
بالتأكيد هم يسعون لإضعاف المقاومة وتركيعها حتى تتماشى مع الأجواء العامة للتسوية في المنطقة والتصالح مع "إسرائيل"، لكن نحن لدينا قرار ألا نمشي في تيار تصفية القضية الفلسطينية، قد يكلفنا ذلك الكثير من العنت والحصار والمضايقات، لكن سنبحث نحن عن تخفيف هذا الحصار بكل الطرق، دون أن نقبل أبدا أن يقودنا هذا الحصار لدفع أثمان من حقوق الشعب.
لكن في المقابل، الظروف تتغير، والذين يحاصرون غزة هم يعانون أيضا، عباس لديه ضائقة وأزمة وانقسام، ومصر عندها ضائقة، العدو وأمريكا كلهم يعيشون في ظروف قد تنقلب في لحظة لصالح المقاومة، لذا رهاننا على الصبر والصمود، ولا نراهن أبدا على العطف والاستجداء.
فيما يتعلق بمشاكل فتح الداخلية، المتراشقون يقولون إن حركة حماس تستفيد من هذا الوضع؟ كيف يؤثر ذلك الخلاف على حماس وعلى الشعب الفلسطيني؟
هذا الخلاف الذي يعصف بهذه الحركة نابع من غياب القيادة السليمة التي تقود فتح، هذه القيادة نفسها فشلت في أن تقود الشعب الفلسطيني، وفرقت بين أبناء الشعب الفلسطيني، وساهمت في حصار قطاع غزة، هي نفس القيادة التي تفشل في قيادة فتح، وتعمل الآن على تجفيف المنابع عن جزء من الحركة.
هناك طرف آخر مدعوم من دول عربية يواجه هذه القيادة، المسألة ليست مسألة مالية لكنها تولد آثار نفسية كبيرة جدا وشرخ في الانتماء الوطني لحركة فتح، وأخشى ما نخشاه أن يتحول هذا التراشق لتراشق أكثر حدة يصيب المجتمع الفلسطيني كله، ونحن لسنا بحاجة لمزيد من الانقسامات، نحن بحاجة إلى وحدة الشعب الفلسطيني.
كان من بين الاتهامات المتبادلة بين عباس ودحلان اتهام أحدهما للآخر باغتيال الشيخ صلاح شحادة، كيف تنظر حماس إلى هذه التهمة، وهل لديكم ما يثبتها؟
التراشق الإعلامي بين عباس ودحلان جاء في ثناياه تهم خطيرة وعلى رأسها قتل ياسر عرفات، واغتيال صلاح شحادة، والتآمر مع الاحتلال وغيرها، نحن دعونا بشكل واضح إلى تشكيل لجنة تحقيق وطنية للوقوف على هذه الأمور.
هذه المسألة لا يمكن أن يمر عنها أحد مرور الكرام، هذه قضية خطيرة جدا، أنت وجهت تهمة وأنت في موقع مسئول؛ إلى دحلان أنه قتل وتآمر، وهو وجه لك تهمة أيضا، لذا لا بد من الوقوف عند هذا التراشق ومواجهته بلجنة تحقيق وطنية.
نحن كل ما نعرفه أن الشيخ صلاح شحادة أو غيره من الشهداء، عملية اغتيالهم تمر عبر التنسيق مع الاحتلال، والاحتلال يعترف أن هناك عملاء يعملون معه ويسهلون له مهمات الاغتيال على الأرض، في قضية الشيخ كان هناك عميل وتم إعدامه لكن من وراء هذا العميل، من الذي خطط؟ عباس قال دحلان كان يعلم بذلك، هذا الأمر يحتاج لتحقيق، ولا يمكن أن نلقي تهما جزافية.
هل يمكن أن توَصِّف لنا بدقة العلاقة الآن مع النظام المصري القائم؟ هل تعادي حماس مصر؟
النظام المصري يعادينا من طرف واحد، لعدة أسباب، أولا هذا النظام أعاد إنتاج نظام حسني مبارك، ونظام مبارك هو نظام كان يقود التسوية في المنطقة، وكان يعادي المقاومة وساهم في ضرب المقاومة الفلسطينية في غزة.
الآن النظام الجديد يعيد إنتاج العداء للمقاومة من أجل تركيعها واستسلامها للشروط التي تريدها أمريكا و"إسرائيل"، لأن هذا يعد بالنسبة لهم نوع من أنواع الاستقرار في المنطقة.
السبب الثاني في عداء النظام القائم لنا، أنه يعتبر نفسه امتدادا للنظام المعادي للإخوان من الخمسينيات والستينيات، وهو يرى أن حماس هي جزء من الإخوان، لذا في غمرة اندفاعه لمعاداة الإخوان وضع حماس على قائمة الإخوان وبدأ يعاديها، وبدأ عداؤه لقطاع غزة الذي تحكمه حماس، وشق الصف الفلسطيني، وتشجيع طرف على طرف، حسني مبارك نفسه لم يكن صريحا إلى هذه الدرجة في عداء طرف على حساب طرف.
والسبب الثالث هو الأوضاع غير المستقرة في مصر لطرف على حساب طرف، تجعل النظام هناك يبحث عن تأييد دولي، والتأييد الدولي مدخله "إسرائيل"، هي القادرة على الترويج لأي طرف، لذا "إسرائيل" لا بد أن يدفع لها ثمن هذا الترويج الذي تقوم به لصالح مصر، والثمن هو رأس حركة حماس".
لكن من طرفنا نحن لم نعادِ مصر؛ لا شعبا ولا رئاسة ولا نظاما، ولا جيشا، ولم نتدخل ولم نطلق طلقة واحدة ولم ندعم أي عملية إرهاب كما يقولون في مصر، وقد أكدنا ذلك مرارا وتكرارا، لكن هم رغم أنهم يعلمون ذلك إلا أنهم يستخدمون هذه الفزاعة من أجل إقناع الشعب المصري أن ينفض عن دعمه للمقاومة والشعب الفلسطيني.
هل يقود ذلك للقول إن خطوط الاتصال مع القيادة المصرية منقطعة بشكل كامل؟
خط الاتصال الوحيد كان مع المخابرات المصرية، وفي الآونة الأخيرة قلّ مستوى الاتصالات بشكل كبير جدا، المخابرات كان لديها قناعة قبل ذلك أن كثيرا مما يقال في الإعلام المصري كذب ودجل، وقد قالوا لنا ذلك في أكثر من مناسبة.
لكن يبدو أن المطلوب منهم اليوم أن ينخرطوا في سلك العداء والتشويه المبرمج لحماس، لذا خفت اتصالاتهم وبدأت لهجتهم تتغير وبدأوا يهددون تهديدا مبطنا أو صريحا لغزة.
ماذا بشأن العلاقة مع كل من سوريا وإيران، هناك ما يفيد بتحسن العلاقة مؤخرا مع إيران وعودة الدعم للمقاومة بغزة؟
نحن لم نكن طرفا في العداء لا لسوريا ولا لإيران، لكننا مع اندلاع الأزمة السورية عبرنا عن موقف مبدئي أخلاقي، خاصة تجاه الدماء السورية التي نزفت على الأرض.
يبدو أن بعض الناس إذا لم تقف معهم مباشرة يعتبرونك ضدهم، وهذه نظرية خاطئة يرتكبها كثير من صناع القرار في العالم، نحن لم نكن ضد سوريا، لكن لم نكن معهم في تلك الأزمة لأن هناك شعب يقتل، نحن لسنا مع ولا ضد، لنا ساحتنا ولدينا عملنا.
أما الإيرانيون فقد انغمسوا في نوع من النفور منا بسبب موقفنا من القتل الذي يجري في سوريا، لكن نحن لم نعادِ إيران ولم نتدخل في إيران، ونحن دائما عبرنا عن شكرنا لإيران على كل ما تقدمه من دعم للشعب والمقاومة، لكن رغم ذلك هم جففوا المساعدات لفترة طويلة عن المقاومة.
الآن هناك مباحثات وحوارات تدور لبناء علاقة تقوم على أساس الاحترام المتبادل، وعلى أساس عدم التدخل في شئون الآخرين وعدم ابتزاز الآخرين، وأعتقد أن المرحلة القادمة ستشهد تحسنا في العلاقة مع إيران. أما سوريا فالخطوط منقطعة، والنظام السوري منشغل في حربه مع المعارضة، ليس هناك أي اتصالات بيننا وبينهم على الإطلاق.
- لن نقبل أبدا أن يقودنا هذا الحصار لدفع أثمان من حقوق الشعب
- العلاقة مع الجهاد تطورت منذ فترة لاستشعارنا خطرا مشتركا
- نحن أكثر من يدعو للمصالحة قاعدة عدم التنازل عن الحقوق
- الخلاف الذي يعصف بفتح نابع من غياب القيادة السليمة التي تقودها
- مصر تعادينا من جانب واحد.. نحن لم نعادِ مصر لا شعبا ولا نظاما
- هناك مباحثات مع إيران والمرحلة القادمة ستشهد تحسنا في العلاقة
قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس،" صلاح البردويل، إن غزة تمثل اليوم جبهة مقاومة مفتوحة، وإنَّ دخولها مقامرة كبيرة جدا، مؤكدا أنّ "ما تخبؤه المقاومة للاحتلال أكبر بكثير مما يتوقعه، وأنَّ ما مر به من مقاومة في حجارة السجيل أقل بكثير مما سيراه من مقاومة في أي عدوان جديد".
وأكد البردويل في مقابلة خاصة مع "المركز الفلسطيني للإعلام" أنّ لدى حماس معلومات بأنّ "هناك خطة أمريكية من أجل إنهاء الصراع لكنها لم تتبلور بشكل واضح، ولا يوجد حلّ جاهز للتوقيع عليه، وكل ما يدور الآن مجرد أفكار لتمديد المفاوضات لإتاحة الفرصة للاحتلال لاستكمال مشروع التهويد".
وبشأن أزمة الحصار التي تعصف بغزة وحكومتها، قال البردويل: "هم يسعون لإضعاف المقاومة وتركيعها حتى تتماشى مع الأجواء العامة للتسوية في المنطقة، لكن نحن لدينا قرار ألا نمشي في تيار تصفية القضية الفلسطينية، ولن نقبل أبدا أن يقودنا هذا الحصار لدفع أثمان من حقوق الشعب الفلسطيني".
وشدد على أنّ "النظام المصري يعادينا من طرف واحد، لكن من طرفنا نحن لم نعاد ِمصر لا شعبا ولا جيشا ولا نظاما، ولم نتدخل ولم نطلق طلقة واحدة هناك"، لافتا في سياق آخر إلى أن مباحثات تدور الآن تشير إلى أن المرحلة القادمة ستشهد تحسنا في العلاقة مع إيران.
وفيما يلي نص المقابلة التي أجراها "المركز الفلسطيني للإعلام" مع القيادي في حركة حماس الدكتور صلاح البردويل:
لاحظنا تصاعد لهجة التهديدات الصهيونية لقطاع غزة في الآونة الأخيرة، هل تأخذ حماس تلك التهديدات على محمل الجد؟
التهديد الصهيوني جزء من معركة دائرة فعلا، العدو لم يهدد بشيء لم يفعله، هو يهدد بشيء فعله ويفعله الآن، فهو مارس العدوان على شعبنا، مارس اغتصاب الأرض منذ البداية، قتل وتهويد وتشريد واستيطان وحصار، واليوم هو يمارس هذه الجرائم بشكل يومي، وليس عنا ببعيد استشهاد أبطال جنين وأبطال غزة قبل أيام.
لكن إذا فكر العدو أنَّ هذه اللهجة قد تخفيف المقاومة فهو واهم، لأننا خبرنا هذا التهديد والإجرام الصهيوني، ونحن نستند في ثقتنا وفي ثباتنا أمام هذه التهديدات والممارسات أولا على إيماننا العميق بالله، وثانيا على إيماننا أن هذا حقنا، وثالثا لإيماننا بأن هذه هي الطريق الوحيدة لاسترداد الحقوق، لذا نحن جاهزون أن ندفع الضريبة، ولكن عندما ندفع نحن ضريبة هذا العدوان، لا بد أن يدفع الاحتلال أيضا ضريبة مماثلة.
من ضمن تهديدات الاحتلال كان التهديد بإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، إلى أي درجة المقاومة جاهزة للتصدي لعدوان صهيوني كبير، هل لديها إمكانات أفضل مما قدمت في "حجارة السجيل"؟
التهديد بإعادة احتلال قطاع غزة تهديد دعائي فقط، العدو يدرك قبل غيره أن لا مصلحة له في احتلال غزة، وهو قبل ذلك اختار الهروب من قطاع غزة تحت ضربات المقاومة، أما أن يعود إلى غزة فهذا أمر في اعتقادي غير مقنع حتى لقادة الاحتلال والجمهور الصهيوني.
لذلك، العدو يريد أن يضمن حالة من التفوق في الردع والإرهاب، لذا هو يمارس هذه التهديدات يوما بعد يوم، لكن نحن نعلم أنه لا الظروف الدولية تسمح له، ولا المتطلبات السياسية تسمح له، ولا هناك إجماع صهيوني على ذلك.
والأهم من هذا وذاك أن الاحتلال يعلم أن غزة جبهة مقاومة مفتوحة، الدخول لها مقامرة كبيرة جدا، ونؤكد أن ما يظن العدو وجوده في غزة، هو أقل بكثير مما هو موجود حقيقة، وأن ما مر به من مقاومة في حجارة السجيل، أقل بكثير مما سيراه من مقاومة في غيرها من الحروب.
وعدت حركة حماس الشعب الفلسطيني أكثر من مرة أنها عازمة على تبييض السجون، متى سنشهد حرية أسرانا واقعا على الأرض؟
كما يعلم الجميع، فإن حركة حماس وعدت قبل ذلك ونفذت، وما صفقة وفاء الأحرار بخافية عن أحد، والأمور بشكل عام يتدخل فيها توفيق الله سبحانه وتعالى، لكن طالما هناك إصرار؛ فإن حماس إذا وعدت تفي بوعدها، وحرية الأسرى قادمة لا محالة بإذن الله.
في موضوع العلاقة بين حركتى حماس والجهاد الإسلامي، ما الذي يجعل هذه العلاقة تبدو جيدة، فيما نلاحظ اختلافا بين أنصار الحركتين، وأنهم ليسوا على قلب رجل واحد؟
العلاقة مع الجهاد تطورت منذ فترة، والسبب في ذلك أن هناك استشعارا لخطر مشترك، هناك استهداف للمشروع الإسلامي ككل، الاستهداف ليس لحماس وحدها أو للجهاد وحدها.
ثم هناك استهداف لمشروع المقاومة، لذا الخطر مشترك على الطرفين، كما أن هناك علاقة بناءة ما بين القيادتين السياسيتين، وعلى رأسهما الأخ خالد مشعل والأخ رمضان عبد الله شلح، وهناك تنسيق في المواقف والرؤى السياسية.
كما أن العلاقة بين الحركتين ليست فقط في المستوى السياسي، بل علاقة وطنية بنيت من خلال اللقاءات الوطنية والثنائية، والتي وفرت جوّا من الترتيب الميداني على صعيد المقاومة والتنسيق الفصائلي.
بالتالي المظاهر السلبية هدأت إلى حد كبير جدا، لا شك أن طبقة الشباب تعتز بتنظيمها، لكن تغليب المصالح العليا يجب أن يبقى أولوية عند الجميع، ونأمل تنسيقا عالي المستوى في الميدان، مما يحقق وحدة في الهدف والعمل.
في مقابل المقاومة، هناك مفاوضات تجري بشكل علني وقد يكون هناك مفاوضات سرية، هل بالفعل تخشى حماس اتفاقا يطبخ برعاية أمريكية الآن يمكن أن يخرج فجأة ويفرض على الشعب الفلسطيني؟
حدود علمنا أن هناك خطة أمريكية من أجل إنهاء الصراع لكن هذه الخطة لم تتبلور بشكل واضح المعالم، وأعتقد أن أمريكا تعمل وفق سياسة الإدارة القائمة، فإذا ما انتهت مدة الإدارة هذه سيزول المشروع التفاوضي كله كما زال ما قبله.
حتى اللحظة المعلومات التي لدينا أنه لا يوجد حل وخطة للتوقيع عليها الآن، كل ما يوجد أفكار لتمديد المفاوضات لإتاحة الفرصة للاحتلال لاستكمال مشروع التهويد، لكن حتما الفلسطينون لن يحصلوا في هذه المرحلة على شيء، خاصة وأنّ السلطة اليوم في وضع ضعيف جدا وانقسام داخلي، لكن الخطير هو العمل لتمديد المفاوضات، الأمر الذي حذرنا ولا زلنا نحذر منه.
وأين موقع المصالحة الفلسطينية في ظل هذا الجو السياسي القاتم، ما الذي يوقف عجلتها، هل نتوقع من حماس تنازلات جديدة ومفاجئة لإنهاء هذا الملف؟
نحن قلناها ونؤكدها اليوم: خذوا منا الكراسي وأبقوا لنا الوطن، نحن نتنازل عن كل ما يتعلق بالبعد الحزبي، لكننا لا نتنازل عن الوطن.
نحن أكثر من يدعو للمصالحة، ويمد يده لها، على قاعدة عدم التنازل عن الحقوق وعدم الاعتراف بشرعية الاحتلال وعلى قاعدة الثوابت المعروفة.
نحن أصحاب رؤية وحدوية دائما، لكن أن نتهم بما يفعله الآخرون فهذا غير مقبول، السلطة هي التي تريد المصالحة لتدخلنا في أتون المفاوضات وهذا غير ممكن، السلطة هي التي تماطل ولا تريد أن تقول أن هناك فيتو أمريكي وتحاول أن تلقي التهمة علينا، وهذا غير مقبول.
لكن لو صارح رئيس السلطة محمود عباس الشعب الفلسطيني بوجود فيتو أمريكي وصهيوني، وأن الدول العربية لا توفر له شبكة أمان لو تصالح فإن الأمر سيختلف.
هل تعيش حماس أزمة مالية بمعنى الكلمة، وما الذي يسبب هذه الأزمة؟ وهل تخشى حماس أن تؤثر الأزمة على عملها على الأرض؟
لا يستطيع أحد أن ينكر أن حماس والحكومة الفلسطينية في غزة عليها حصار كبير جدا تمارسه "إسرائيل" ومصر ودول عربية، وأن الحصار ليس حصارا جغرافيا فحسب، بل ماليا أيضا، لأن بعض الدول تعمل على تجفيف منابع الدعم للشعب الفلسطيني وتعتقل أي شخص يقدم الدعم للشعب.
بالتأكيد هم يسعون لإضعاف المقاومة وتركيعها حتى تتماشى مع الأجواء العامة للتسوية في المنطقة والتصالح مع "إسرائيل"، لكن نحن لدينا قرار ألا نمشي في تيار تصفية القضية الفلسطينية، قد يكلفنا ذلك الكثير من العنت والحصار والمضايقات، لكن سنبحث نحن عن تخفيف هذا الحصار بكل الطرق، دون أن نقبل أبدا أن يقودنا هذا الحصار لدفع أثمان من حقوق الشعب.
لكن في المقابل، الظروف تتغير، والذين يحاصرون غزة هم يعانون أيضا، عباس لديه ضائقة وأزمة وانقسام، ومصر عندها ضائقة، العدو وأمريكا كلهم يعيشون في ظروف قد تنقلب في لحظة لصالح المقاومة، لذا رهاننا على الصبر والصمود، ولا نراهن أبدا على العطف والاستجداء.
فيما يتعلق بمشاكل فتح الداخلية، المتراشقون يقولون إن حركة حماس تستفيد من هذا الوضع؟ كيف يؤثر ذلك الخلاف على حماس وعلى الشعب الفلسطيني؟
هذا الخلاف الذي يعصف بهذه الحركة نابع من غياب القيادة السليمة التي تقود فتح، هذه القيادة نفسها فشلت في أن تقود الشعب الفلسطيني، وفرقت بين أبناء الشعب الفلسطيني، وساهمت في حصار قطاع غزة، هي نفس القيادة التي تفشل في قيادة فتح، وتعمل الآن على تجفيف المنابع عن جزء من الحركة.
هناك طرف آخر مدعوم من دول عربية يواجه هذه القيادة، المسألة ليست مسألة مالية لكنها تولد آثار نفسية كبيرة جدا وشرخ في الانتماء الوطني لحركة فتح، وأخشى ما نخشاه أن يتحول هذا التراشق لتراشق أكثر حدة يصيب المجتمع الفلسطيني كله، ونحن لسنا بحاجة لمزيد من الانقسامات، نحن بحاجة إلى وحدة الشعب الفلسطيني.
كان من بين الاتهامات المتبادلة بين عباس ودحلان اتهام أحدهما للآخر باغتيال الشيخ صلاح شحادة، كيف تنظر حماس إلى هذه التهمة، وهل لديكم ما يثبتها؟
التراشق الإعلامي بين عباس ودحلان جاء في ثناياه تهم خطيرة وعلى رأسها قتل ياسر عرفات، واغتيال صلاح شحادة، والتآمر مع الاحتلال وغيرها، نحن دعونا بشكل واضح إلى تشكيل لجنة تحقيق وطنية للوقوف على هذه الأمور.
هذه المسألة لا يمكن أن يمر عنها أحد مرور الكرام، هذه قضية خطيرة جدا، أنت وجهت تهمة وأنت في موقع مسئول؛ إلى دحلان أنه قتل وتآمر، وهو وجه لك تهمة أيضا، لذا لا بد من الوقوف عند هذا التراشق ومواجهته بلجنة تحقيق وطنية.
نحن كل ما نعرفه أن الشيخ صلاح شحادة أو غيره من الشهداء، عملية اغتيالهم تمر عبر التنسيق مع الاحتلال، والاحتلال يعترف أن هناك عملاء يعملون معه ويسهلون له مهمات الاغتيال على الأرض، في قضية الشيخ كان هناك عميل وتم إعدامه لكن من وراء هذا العميل، من الذي خطط؟ عباس قال دحلان كان يعلم بذلك، هذا الأمر يحتاج لتحقيق، ولا يمكن أن نلقي تهما جزافية.
هل يمكن أن توَصِّف لنا بدقة العلاقة الآن مع النظام المصري القائم؟ هل تعادي حماس مصر؟
النظام المصري يعادينا من طرف واحد، لعدة أسباب، أولا هذا النظام أعاد إنتاج نظام حسني مبارك، ونظام مبارك هو نظام كان يقود التسوية في المنطقة، وكان يعادي المقاومة وساهم في ضرب المقاومة الفلسطينية في غزة.
الآن النظام الجديد يعيد إنتاج العداء للمقاومة من أجل تركيعها واستسلامها للشروط التي تريدها أمريكا و"إسرائيل"، لأن هذا يعد بالنسبة لهم نوع من أنواع الاستقرار في المنطقة.
السبب الثاني في عداء النظام القائم لنا، أنه يعتبر نفسه امتدادا للنظام المعادي للإخوان من الخمسينيات والستينيات، وهو يرى أن حماس هي جزء من الإخوان، لذا في غمرة اندفاعه لمعاداة الإخوان وضع حماس على قائمة الإخوان وبدأ يعاديها، وبدأ عداؤه لقطاع غزة الذي تحكمه حماس، وشق الصف الفلسطيني، وتشجيع طرف على طرف، حسني مبارك نفسه لم يكن صريحا إلى هذه الدرجة في عداء طرف على حساب طرف.
والسبب الثالث هو الأوضاع غير المستقرة في مصر لطرف على حساب طرف، تجعل النظام هناك يبحث عن تأييد دولي، والتأييد الدولي مدخله "إسرائيل"، هي القادرة على الترويج لأي طرف، لذا "إسرائيل" لا بد أن يدفع لها ثمن هذا الترويج الذي تقوم به لصالح مصر، والثمن هو رأس حركة حماس".
لكن من طرفنا نحن لم نعادِ مصر؛ لا شعبا ولا رئاسة ولا نظاما، ولا جيشا، ولم نتدخل ولم نطلق طلقة واحدة ولم ندعم أي عملية إرهاب كما يقولون في مصر، وقد أكدنا ذلك مرارا وتكرارا، لكن هم رغم أنهم يعلمون ذلك إلا أنهم يستخدمون هذه الفزاعة من أجل إقناع الشعب المصري أن ينفض عن دعمه للمقاومة والشعب الفلسطيني.
هل يقود ذلك للقول إن خطوط الاتصال مع القيادة المصرية منقطعة بشكل كامل؟
خط الاتصال الوحيد كان مع المخابرات المصرية، وفي الآونة الأخيرة قلّ مستوى الاتصالات بشكل كبير جدا، المخابرات كان لديها قناعة قبل ذلك أن كثيرا مما يقال في الإعلام المصري كذب ودجل، وقد قالوا لنا ذلك في أكثر من مناسبة.
لكن يبدو أن المطلوب منهم اليوم أن ينخرطوا في سلك العداء والتشويه المبرمج لحماس، لذا خفت اتصالاتهم وبدأت لهجتهم تتغير وبدأوا يهددون تهديدا مبطنا أو صريحا لغزة.
ماذا بشأن العلاقة مع كل من سوريا وإيران، هناك ما يفيد بتحسن العلاقة مؤخرا مع إيران وعودة الدعم للمقاومة بغزة؟
نحن لم نكن طرفا في العداء لا لسوريا ولا لإيران، لكننا مع اندلاع الأزمة السورية عبرنا عن موقف مبدئي أخلاقي، خاصة تجاه الدماء السورية التي نزفت على الأرض.
يبدو أن بعض الناس إذا لم تقف معهم مباشرة يعتبرونك ضدهم، وهذه نظرية خاطئة يرتكبها كثير من صناع القرار في العالم، نحن لم نكن ضد سوريا، لكن لم نكن معهم في تلك الأزمة لأن هناك شعب يقتل، نحن لسنا مع ولا ضد، لنا ساحتنا ولدينا عملنا.
أما الإيرانيون فقد انغمسوا في نوع من النفور منا بسبب موقفنا من القتل الذي يجري في سوريا، لكن نحن لم نعادِ إيران ولم نتدخل في إيران، ونحن دائما عبرنا عن شكرنا لإيران على كل ما تقدمه من دعم للشعب والمقاومة، لكن رغم ذلك هم جففوا المساعدات لفترة طويلة عن المقاومة.
الآن هناك مباحثات وحوارات تدور لبناء علاقة تقوم على أساس الاحترام المتبادل، وعلى أساس عدم التدخل في شئون الآخرين وعدم ابتزاز الآخرين، وأعتقد أن المرحلة القادمة ستشهد تحسنا في العلاقة مع إيران. أما سوريا فالخطوط منقطعة، والنظام السوري منشغل في حربه مع المعارضة، ليس هناك أي اتصالات بيننا وبينهم على الإطلاق.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية