البردويل: سيكتشف الاحتلال لو دخل غزة بأنه وقع بمصيدة كبيرة

الثلاثاء 20 نوفمبر 2012

البردويل: سيكتشف الاحتلال لو دخل غزة بأنه وقع بمصيدة كبيرة

أكد الدكتور صلاح البردويل، القيادي في حركة "حماس" والناطق باسم كتلتها البرلمانية، أن الاحتلال الصهيوني فشل في تحقيق أهدافه من العدوان الهمجي على قطاع غزة، والذي بدأ باغتيال القائد أحمد الجعبري، في إطار أهداف سياسية وانتخابية ونفسية وتصفية حسابات مع قائد كبير.

وقال البردويل في مقابلة خاصة مع "المركز الفلسطيني للإعلام"، إن رد المقاومة كان رداً واثقاً وقوياً وموجعاً للكيان الصهيوني، وهو ليس مناورة عسكرية تكتيكية إنما تعبير عن استراتيجية تتبناها حركة حماس، وهي استراتيجية ردع العدوان وتلقينه درساً وعبر وبموجبه لا يكرر هذا العدوان.

وشدد على أن حماس وكتائبها القسامية المظفرة، استطاعت توجيه ضربة قوية للاحتلال، أولاً من حيث نوع وكمية الصواريخ التي أطلقت، ودقة الإصابة، وأيضاً القدرة على التخفي التام، والأهم من ذلك قدرتها على توحيد المقاومة على الأرض والتنسيق عالي المستوى مع فصائل المقاومة.

ورأى أنه من السذاجة بمكان أن يتم الاعتقاد بأن ضرب "تل أبيب" أو تخوم القدس، هو أقصى ما لدى المقاومة؛ "لأن المقاومة ما زالت في بداية المعركة ومن البديهي أن لا تستخدم آخر أوراقها في بداية المعركة".

وبشأن ما يجري تداوله حول مساعي للتهدئة، أكد البردويل أن الاحتلال "يبدو مرتبكاً ومهزوماً وغير قادر على وقف الصواريخ، وهو الذي يتحرك في كل اتجاه للبحث عن التهدئة".

وشدد على أن المعادلة التي يريدها العدو مرفوضة، مؤكداً توافق الفصائل على مجموعة من الأسس لابد من تحققها، تقوم على أن الاحتلال في حد ذاته عدوان والحصار في حد ذاته عدوان على الشعب الفلسطيني، والغارات المتكررة والاغتيالات على غزة عدوان، والاعتداء على المواطنين في القدس والضفة عدوان.

وأضاف "لا يمكن للمقاومة أن تهدأ في ظل العدوان"، مشدداً على أن المطلوب "وقف العدوان بكل أشكاله من احتلال ومن حصار ومن مضايقات على الشعب الفلسطيني سواء في غزة أم الضفة، والتزام العدو بهذا الوقف، عند ذلك فصائل المقاومة تدرس إمكانية الدخول في تهدئة مع هذا الكيان".

وقال "لن نقبل بحال من الأحوال تهدئة في ظل احتلال وعدوان وحصار" مؤكداً أن الشروط والواقع تغير، ونحن قادرون بإذن الله على حماية خيارنا وشروطنا، حسب قوله.

وفي التالي نص الحوار الكامل:

س: بتقديركم ما هي أهداف الاحتلال في تصعيده ضد قطاع غزة الذي بدأ باغتيال قائد أركان المقاومة أحمد الجعبري؟.

التصعيد الإسرائيلي الخطير الذي بدأ باغتيال الجعبري كان يحمل في طياته جملة من الأهداف الأساسية، منها:

الهدف الأول: هدف انتخابي داخلي أراد منه نتنياهو تحقيق مكاسب انتخابية من خلال الضربة القوية التي تجلب صوت الناخب الصهيوني خاصة بعد أن وجهت المقاومة سلسلة من الضربات الصاروخية ما قبل الاغتيال.

الهدف الثاني: سياسي، حيث أرادت حكومة الاحتلال أن تضع الولايات المتحدة أمام أمر واقع بأنه لا مناص من إعطاء ضوء أخضر للكيان لتوجيه الضربة لغزة.

الهدف الثالث: تتعلق بمصر أكبر دولة عربية، دولة الربيع العربي الكبرى، أرادت إسرائيل أن تربك السياسة المصرية بحيث لا تستطيع مصر أن تقوم بأي عمل بسبب الضغط الأمريكي والضغط الداخلي بمصر وهذا يحرج الرئيس المصري والثورة المصرية أمام الطموح الثوري المصري وأمام الطموح الفلسطيني.

الهدف الرابع: محاولة إيلام حركة حماس، والمقاومة، وتوجيه رسالة ردع ضاغطة على مصدر القرار العسكري والسياسي في حماس، وفي نفس الوقت أرادت جس النبض ورد الفعل لكشف القدرات التي تمتلكها حماس، وبالتالي ضرب هذه المواطن بشكل كثيف جداً لتحقيق الأهداف التي وضعتها وعلى رأس هذه الأهداف فرض هدنة دائمة تحت النار على شعبنا الفلسطيني.

كما أن هناك هدف مرتبط بما يعتبره الاحتلال تصفية حساب، وهو أمر مهم يتعلق بالبعد النفسي لدى الاحتلال خاصة أن الجعبري ظهر بشكل بارز في موضوع الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، ومعروف العقلية الصهيونية قائمة على الانتقام وهذا الأمر يندرج ضمن الحملة الانتخابية لنتنياهو أيضاً.

س: وكيف ترى رد المقاومة على هذا العدوان؟

أرى أن رد المقاومة كان رداً واثقاً وقوياً وموجعاً للكيان الصهيوني، وهو ليس مناورة عسكرية تكتيكية إنما تعبير عن استراتيجية تتبناها حركة حماس، وهي استراتيجية ردع العدوان وتلقينه درساً وعبر بموجبه لا يكرر هذا العدوان.

س: هناك من يرى أن حماس، بردودها وتعاملها مع العدوان أربكت الاحتلال ووجهت صفعة قوية له؟

بالفعل استطاعت حماس توجيه ضربة قوية أولاً من حيث نوع وكمية الصواريخ التي أطلقت ودقة الإصابة وأيضاً القدرة على التخفي التام، والأهم من ذلك قدرتها على توحيد المقاومة على الأرض والتنسيق عالي المستوى مع فصائل المقاومة.

س: بدا أن هناك احتضان شعبي وعربي للمقاومة وتأييد جارف لها تجلى في المسيرات العفوية عقب دك "تل أبيب" بالصواريخ وإسقاط طائرة الاستطلاع وبث صورها من كتائب القسام؟

الأداء المتميز للمقاومة وفي الطليعة منها كتائب القسام، أدى إلى التفاف الشعب الفلسطيني كله في الداخل والخارج حول هذا النوع من المقاومة وتحريك الأمة كلها لإدانة العدوان وتأييد مشروعية المقاومة الفلسطينية.

س: ما مغزى أن تبدأ كتائب القسام معركة الرد بقصف تل الربيع؟ هناك من يتساءل هل يمكن أن تحرق المقاومة أقوى أوراقها في بداية المعركة؟.

من السذاجة بمكان أن يتم الاعتقاد بأن ضرب تل أبيب أو تخوم القدس، هو أقصى ما لدى المقاومة؛ لأن المقاومة ما زالت في بداية المعركة ومن البديهي أن لا تستخدم آخر أوراقها في بداية المعركة.

س: يبدو أن الاحتلال في حالة ارتباك من جهة يسعى للتوصل إلى تهدئة عبر أطراف دولية متعددة ومن جهة أخرى يسوق مزاعم عن المس بقدرة المقاومة؟

الاحتلال يبدو مرتبكاً ومهزوماً وغير قادر على وقف الصواريخ، وهو الذي يتحرك في كل اتجاه للبحث عن التهدئة. كما أن الاحتلال يحاول أن يقنع نفسه وجمهوره بأن الضربات التي يوجهها لغزة على وشك أن تقضي على المخزون الاستراتيجي لسلاح المقاومة وهو في ذلك واهم؛ لأن ما لدى المقاومة من سلاح من حيث الكم أكبر مما يتوقعه العدو، ومن حيث النوع؛ ربما يصاب العدو بصدمة إذا ما تورط في مزيد من العدوان سواء الجوي أو البري والبحري على غزة.

س: ولكن ما هو موقف حماس من التهدئة في ضوء هذا الحراك والاتصالات المتعددة؟

بالتوافق مع فصائل المقاومة ، كل الفصائل مجمعة على رأي واحد يقوم على الأسس التالية: الاحتلال في حد ذاته عدوان والحصار في حد ذاته عدوان على الشعب الفلسطيني، والغارات المتكررة والاغتيالات على غزة عدوان، والاعتداء على المواطنين في القدس والضفة عدوان، ولا يمكن للمقاومة أن تهدأ في ظل العدوان. المطلوب وقف العدوان بكل أشكاله من احتلال ومن حصار ومن مضايقات على الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة والتزام العدو بهذا الوقف عند ذلك فصائل المقاومة تدرس إمكانية الدخول في تهدئة مع هذا الكيان.

س: هذا يعني أن معادلات التهدئة التي يسعى إليها الاحتلال مرفوضة؟

لن نقبل بحال من الأحوال تهدئة في ظل احتلال وعدوان وحصار. المعادلة التي يريدها العدو مرفوضة بالنسبة لدينا، ومطلوب من الدول العربية الوقوف وراء مطلب المقاومة الفلسطينية في إنهاء الاحتلال وإنهاء الحصار وإنهاء الاعتداءات. الشروط والواقع تغيرت ونحن قادرون بإذن الله على حماية خيارنا وشروطنا.

س: كيف تنظرون إلى الموقف العربي من العدوان لاسيما من دول الربيع العربي؟

ما قامت به مصر وما قامت به تونس، والموقف القطري وجامعة الدول العربية، هو خطوة متطورة عن الموقف الذي كان سائداً في عدوان عام 2008؛ الآن الموقف العربي موحد في إدانته العدوان. ورد الفعل العربي أسرع من السابق. نوجه تقدير خاص لمصر وتونس وقطر، لكن المطلوب بشكل جماعي موقف سياسي أكثر قوة، وميداني أكثر فعالية؛ لأنه آن الأوان أن تتخذ الدول العربية موقفاً حازماً من الكيان الصهيوني ومن السياسة المنحازة الأمريكية تجاهه. أقل هذه الخطوات هو قطع العلاقات تماماً مع هذا الكيان وإعادة النظر في الاتفاقات الموقعة معه ومقاطعته تماماً ورفض التطبيع معه، وربما كان طموح الشعب الفلسطيني أكبر من ذلك؛ وهو أن تقف الدول العربية موقفاً داعماً للمقاومة على مستوى الدعم المالي والعسكري والسياسي؛ لأنه لا يعقل أن الطائرات الإسرائيلية تدك البيوت الآمنة وتقصف الأطفال الرضّع والنساء الحوامل ولا يكون هناك أي دعم بالسلاح المضاد للطائرات لمواجهة هذه الطائرات التي تشن غارات إجرامية.

س: هناك موقف تركي متقدم أيضاً؟

الحقيقة أن الموقف التركي وموقف رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لدينا شعور دائماً أنه متقدم، وحتى أيام عدوان 2008 وهو أدان العدوان وتحدث بوضوح للرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن يضغط على الاحتلال لوقف العدوان على غزة بدلاً أن يضغط على حماس لوقف المقاومة، هذا موقف شجاع وعادل.

س: وما تعليقكم على الموقف الأوروبي؟

الموقف الأوروبي ضعيف وتابع للموقف الأمريكي والتباينات فيه قليلة. الحد الأقصى أنه لم يدن العدوان، وفي حالات نادرة يساوون بين الضحية والجلاد، وهذا هو موقف الأمم المتحدة وهذا يكشف الخلل الكبير في المنظومة الدولية والمجتمع الدولي الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على العالم.

س: على أرضية التوحد الميداني في مواجهة العدوان يعود الحديث عن المصالحة الوطنية وضرورة إنجازها؟

لا شك أن هناك تطوراً ملحوظاً حدث على الوضع الداخلي بسبب العدوان الصهيوني. الشعور الفلسطيني متوحد في كل مكان. المظاهرات والغليان في الضفة في تصاعد وقد يتطور الأمر إلى شكل أوسع. الوحدة على الأرض في القطاع بين الفصائل واللغة المشتركة للجميع تعطي انطباع للمراقبين بأن المقاومة توحدهم، وأن الألم والأمل المشترك يوحدهم. وأن الإرادة المشتركة توحدهم، وأن ما يفرقهم التنسيق مع الاحتلال والمفاوضات مع الاحتلال؛ لذلك فإن إمكانية المصالحة اليوم قائمة بشكل كبير إذا بنيت على الأسس التي توحد الشعب الفلسطيني. أساس مواجهة الاحتلال لانتزاع الحق. أساس وقف التنسيق الأمني ووقف المفاوضات تحت ظل العدوان. وأساس إقرار برنامج وطني يلبي حاجات وقناعات الشعب الفلسطيني وحقوقه في الحرية وتقرير المصير والعودة إلى الديار.

س: نعود مرة أخرى إلى وقائع العدوان، هناك تهديدات متصاعدة من الاحتلال بشأن الاجتياح البري وهناك استدعاء 75 ألف جندي صهيوني من الاحتياط.

العدو قد يرتكب حماقات وقد يكلف نفسه من أجل محاولة ترميم صورته التي انهارت أمام صواريخ المقاومة بأن يجرب قوته في عملية اجتياح بري؛ ولن يقدم على ذلك إلا إذا أقنع نفسه

بأن الأمر سهل وممكن؛ ولكن فشل استخبارات العدو في تقدير ردة فعل المقاومة في المعركة الجوية سيجعله يفكر كثيراً في تقدير رد فعل المقاومة فيما لو قامر ودخل قطاع غزة، والمؤكد أنه سيكتشف أنه وقع في مصيدة كبيرة.

س: كيف تنظرون إلى قصف مقر رئاسة الوزراء بغزة؟

هذه رسالة سياسية لكن يبدو أن العدو الصهيوني يعيش نفس الأوهام السابقة التي يحاول أن يفرضها على الجميع، وهو أن ضرب البنى التحتية للشرعية الفلسطينية قد يقوض هذه الشرعية، وبالتأكيد هذا غباء كبير جداً. الشرعية لا تكون في المباني. الشرعية موجودة في كل قلب فلسطيني نابض وحي اختار هذه الحكومة من خلال عملية انتخابات نزيهة وعادلة ولن يقوى العدو على الوصول أو تغيير قناعات هذه القلوب إنما سيزيدها إصراراً على التمسك بالشرعية وسيظهر أمام العالم بأنه مجرم معتدي يقصف المقار المدنية لشعب اختار طريق الديمقراطية وطريق الحرية.

عن المركز الفلسطيني للاعلام

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية