ليس غريباً على (سلطة فتح) أن تقدم كل هذا الكم من التنازلات، وحقيقة أنني لا أستغرب هذا السجل المخزي من الفضائح والقرف السياسي النتن الذي فاحت رائحته العفنة عبر قناة الجزيرة الفضائية –أعان الله طاقمها على كل هذا النتن-، كما أنني لا أستغرب أن تخرج لنا الأيام القادمة ماهو أدهي وأنكى وأمر.
ربما –أقول ربما- لايختلف اثنان على أنه لاحق لليهود بفلسطين –قلنا ربما ذلك أن لأول الرصاص رأيا آخر- غير أننا سنسمع كلاماً كثيراً، وردحاً لن يتوقف عبر كل الفضائيات ومواقع الصحافة البيضاء والصفراء وحتى السوداء، عن حق حركة فتح التفاوض باسم الشعب الفلسطيني.
وسيخرج علينا "كبير المفرطين" عمّا قريب ليردد الاسطوانة التي أوشكت على الانكسار، عن الممثل الشرعي والوحيد، وأول الرصاص، وكل هذا الكلام الفارغ الذي لايساوي شيئاً.
لوسلمنا جدلاً –أقول جدلاً- بأن حركة فتح هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني –باعتبار أنها تحتل منظمة التحرير- فهل يخولها ذلك بتقديم كل هذا الكم المخزي والمعيب من التنازلات؟.كيف يمكن لمن يمثل الشعب ويحمل همومه وآلامه أن يكون "الوكيل الحصري والوحيد" للاحتلال، يقوم بالواجب وزيادة كما يقولون.
وإن نسيتم فلسنا ننسا أنّات إخواننا وأخواتنا في سجون الخزي والعار.. لسنا ننسى خيرة الناس وأطهر الناس الذين كان لـ (أول الرصاص) شرف المساهمة بتصفيتهم.. كيف لنا أن ننسى ذلك؟ كيف لنا أن ننسى المساجد التي ما عادت مساجد؟ كيف ننسى الخطباء والوعّاظ والعلماء الذين غيّبوا قهراً وقسراً؟.
كيف ننسى من حارب إخواننا وأخواتنا في لقمة عيشهم بناءً على الانتماء السياسي، وإن نسينا.. فهل ترانا ننسى دم محمد رداد؟ هل ينسى أحد مجزرة قلقيلية؟ الخليل؟ نابلس؟ جنين.. وفي كل جرح صار لنا موالان لا موال واحد.. ثم كيف ننسى؟.
بعد كل ذلك، هل سيخرج علينا من يردد اسطوانة أول الرصاص، والممثل الشرعي والوحيد..الخ، كفانا كذباً.
هذا ما كشفته لنا وثائق الجزيرة مما يدور وراء الأبوب وفي الغرف المغلقة، فلو أنّا أضفنا لذلك مانشاهده ونعيشه من نماذج صارخة على الخيانة والتفريط والتنسيق والتضييع، لأصبحت تركة هؤلاء من الذل والعار والتفريط ثقيلة وثقيلة جداً، ولن يمحو كل ذلك والله رصاص الدهر كله لا أول الرصاص فحسب.
خلاصة القول ياسادتي: كل ماتقدم ليس أمراً مستغرباً لأنه واقعاً عشناه ولامسناه، وما ستكشفه الأيام القادمة سوف لن يشكل مفاجأة كبيرة للكثيرين على اعتبار أن خيانة هؤلاء فاقت كل ما يمكن للمرء أن يتخيله، والحق أنني يجب أن أسجل هنا رسالة شكر عميق لقناة الجزيرة الفضائية، التي أخذت على عاتقها تعرية هؤلاء بالدليل والبرهان، والتي تقف خلف هذا الموضوع بكل ثقلها ووزنها الإعلامي.
خلاصة الخلاصة: في فلسطين لا ينبغي أن تكون الخيانة وجهة نظر، ولا يجب بحال من الأحوال أن يمر كل هذا الكم من الخيانة والعار والتفريط مرور الكرام، لابد من الحساب فالعقاب وأي عقاب!!.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية