التصعيد ضد الأقصى ... بقلم : د. أيمن أبو ناهية

الأربعاء 08 مايو 2013

التصعيد ضد الأقصى

د. أيمن أبو ناهية

إن الاعتداءات الصهيونية المتكررة على المسجد الأقصى المبارك بانتهاك قدسيته وتدنيس مسرى سيدنا محمد -- من قبل عصابات وجماعات يهودية متطرفة، يفسر حقيقة السلوك الصهيوني العنصري الهمجي ضد المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء، فما قام به المتطرفون الصهاينة من كتابة الشعارات اليهودية العنصرية المعادية والمستفزة ومن بين هذه العبارات عبارة " هيا نصعد إلى الهيكل" والمقصود المسجد الأقصى، وتعني أن يصبح في قبضة الصهاينة من الأسفل والأعلى، لكن السؤال المهم: ماذا بعد السيطرة الصهيونية عليه، خاصة وأن الاحتلال قد قلص التواجد الفلسطيني وحرمهم من وصوله، هل من أجل "تلمدته" كي يصبح معبدا لقبلتهم الأولى بدلاً من المسلمين؟ أم من أجل إزالته كي ينشئوا بدلًا منه هيكلهم المزعوم؟

فقد فشل الصهاينة في اقتحام المسجد الأقصى المبارك أمام عزيمة المرابطين فيه المعتصمين بداخله، والذين تصدوا ببسالة للهجمة الهمجية التي قادها مستوطنون متطرفون وأعضاء من الكنيست وسياسيون من الليكود وحاخامات صهاينة وطلاب قدموا لاقتحامه بحجة أداء طقوس تلمودية في باحاته بدعوة من جماعة يمينية متطرفة تدعى "رفتاه" تحت حماية الجهات الأمنية الصهيونية التي دفعت بآلاف من عناصر الشرطة وحرس الحدود ووحداتها الخاصة وفرق الجيش إلى المدينة ونشرتها على مداخل المسجد الأقصى ومنعت المقدسيين من دخوله، واعتدت عليهم بالضرب المبرح ورشقهم بقنابل الغاز وقد أسفر عن إصابة العشرات واعتقال عدد كبير من المقدسيين من بينهم إمام المسجد.

حيث يعيد هذا المشهد إلى الأذهان مجددا ما حدث في الأقصى عام 2000 من مواجهات راح ضحيتها العشرات دفاعًا عن الأقصى عندما أقدم المجرم شارون ومعه عصابات سفك الدماء من الشرطة والجنود والمخابرات الصهيونية المدججة بالسلاح لاقتحام المسجد الأقصى تحت حجج وادعاءات وافتراءات كاذبة بزيارة "الهيكل المزعوم" الذي لا وجود له إطلاقاً لا فوق ولا تحت الأرض.

وقد تسبب هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير حينها بإشعال الأراضي الفلسطينية فيما عرف بانتفاضة الأقصى، وسرعان ما امتد لهيب نار غيرة وحرقة الاعتداء على المسجد الأقصى عند المقدسيين إلى عرب الداخل وجميع الأراضي الفلسطينية التي هبت وقامت بمظاهرات عارمة نصرة لأولى القبلتين وثالث الحرمين وتستنكر الصمت العربي والإسلامي لوقف هذا الاعتداء السافر والعبث والتحدي والاستفزاز والاستهتار الصهيوني بتراثهم ومقدساتهم وطالبوهم بالنفير وشد الرحال للدفاع عن الأقصى والقدس.

فكل ما جرى ويجري في القدس قد يدفعنا الآن إلى دق ناقوس الخطر والتحذير من مغبة التمادي في السكوت على الضيم واللامبالاة في مواجهة الاعتداءات الصهيونية المتكررة على المسجد الأقصى ومخاطر التهويد والحفريات. فالقدس الشريف ترزح تحت نيران احتلال صهيوني بغيض يهدف إلى طمس هويتها العربية وحضارتها الإسلامية، ولو أننا ربطنا هذه التطورات الصهيونية التصعيدية بالإعلان عن بناء مستوطنات جديدة في القدس وتوسيع المستوطنات القائمة ومصادرة المزيد من الأراضي في تلك الأحياء العربية ومواصلة التعدي على المقدسيين مسيحيين ومسلمين، لأدركنا حجم المؤامرة الكبرى وتأكدت لنا حتمية الدعوة للحذر واليقظة والتنبه والمطالبة بالإسراع بقيام تحرك عربي وإسلامي حازم قبل فوات الأوان.

وأعتقد أن الحديث عن مفاوضات سلمية، قد عفا عليه الزمن لأن التحديات الصهيونية لا تبشر بخير ولا تبقي بصيص أمل واحد، ومن ثم أقول إن المسجد الأقصى ومدينة القدس لم يتبق منهما إلا اسماهما العربيان، لذا لابد من تحرك عربي وإسلامي لنصرة المسجد الأقصى من الأطماع الصهيونية ومقاومته بكل الوسائل والإمكانات المتاحة، بتشكيل لجان حقوقية مختصة للدفاع عنه ومقاضاة الاحتلال في المحاكم والمحافل الدولية على كل ما يفتعله في القدس والمسجد الأقصى.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية