التطرف العلماني يوشك أن يقضي على فرص التعايش!!(7/8)
سري سمّور
(9) تهمة التحالف الإسلامي مع الغرب وأمريكا
ومن أسخف التهم والحجج التي يقدمها العلمانيون واليساريون والقوميون في هجومهم المستمر على الإسلاميين، هو إظهار أنفسهم أنهم ضد المشروع الأمريكي، واتهامهم الإسلاميين بعقد صفقة مع الغرب وأمريكا...وهي نكتة سوداء؛ فالعلمانيون واليساريون وباقي الطابور أصحاب فكر مستورد من الغرب، وهم سلموا عقولهم لمفكري الغرب ومنظريه، وزعمهم بأنهم ضد الغرب سخيف من هذه الناحية.
أما أنهم يقفون سدّا منيعا في وجه المشروع الأمريكي، فهي نكتة العصر والزمان؛ وكأن من حاربتهم أمريكا وقتلتهم وسجنتهم ينتمون إلى التيارات العلمانية، أو كأن غوانتانامو معتقل مخصص للماركسيين والقوميين، أو كأن من جعلوا أمريكا تتخبط وتعيد كل حساباتها هم من الليبراليين والقوميين، ولقد نسي هؤلاء أن محنة الإخوان المسلمين كانت بسبب تصديهم للمخططات الغربية وأن مؤسس الحركة الشهيد حسن البنا اغتاله الإنجليز بأيدي البوليس السياسي، وأن الإسلاميين لو أنهم اليوم يقدمون للغرب ما يريد لفتح لهم خزائن الأرض، وأخرس معظم الألسنة التي تأتمر بأمره...وهل محمد البرادعي، صاحب التاريخ الحافل في الوكالة الدولية للطاقة النووية، عدو لأمريكا وإسرائيل؟وهو أيقونة جبهة الإنقاذ المزعومة، أم هل عمرو موسى الذي مارس ويمارس التطبيع مع الصهاينة جهارا نهارا بات رائدا للمشروع المقاوم لأمريكا والصهيونية، وبناء عليه اختاره مبارك وزيرا لخارجيته سنين عديدة؟ أم هل حمدين صباحي الذي يلتقي مع سمير جعجع هو المتصدي لهذا المشروع؟ ما لكم كيف تحكمون؟ أو كأن المقالات التي تنشر على موقع وزارة الخارجية الصهيونية كتبتها من الإخوان المسلمين أو السلفيين أو أتباع الطرق الصوفية...رمتني بدائها وانسلت!
ولقد فضحتهم فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي في مصر سابقا، وهي ليست من الإخوان ولا السلفيين، ولا مقربة منهم، أو متعاطفة، أو طامعة في شراكة معهم، وأستشهد بكلامها، لا بما قدمه الإسلاميون من أدلة ومعلومات، حتى لا أتهم بتجنب الموضوعية؛ فقد كشفت عن تقديم أمريكا 150 مليون دولار لنشر الفوضى، ودعما لمنظمات «مدنية» داخل مصر، سعيا لإبقاء نظام مبارك، أو لتوجيه الشارع بطريقة معينة، وكلنا يتذكر فضيحة إخلاء سبيل المتهمين في هذه القضية وترحيلهم، من قبل القضاء الذي يتهم مرسي اليوم بأنه يريد أخونته أو يسعى للقضاء على استقلاليته...وطبعا هذا رد ضمني على القوميين واليساريين الذين يرددون كالببغاوات مصطلح «الربيع الأمريكي» في وصفهم للثورات العربية، ليس كرها بأمريكا بل لأنهم لم يستلموا الحكم أو أزيحوا عنه.
(10) تهمة إثارة النعرات الطائفية
هناك دول ليس فيها طوائف وإثنيات مثل تونس، ودول فيها تنوع طائفي وقبلي وديني مثل مصر وسورية، وهذه النعرات كانت موجودة، وكانت النظم السابقة تستخدمها بطريقة أو بأخرى، لتخويف الناس بعضهم من بعض، حتى لو ظهر أن الحالة على السطح في ظل حكم الأنظمة البائدة هو تعايش وانسجام، فهذا كذب، فالنظم تتبع سياسة الاستعمار المعروفة أي فرق تسد...واتهام الإسلاميين بأنهم يؤججون نيران هذه الفتن كذب وافتراء، أما الاستشهاد ببعض الأحداث في مصر التي تتعلق بالأقباط، فهو تدليس كبير؛ فقد شهدت مصر أحداثا أكبر وأخطر قبل الثورة، وقبل فوز الإخوان في الانتخابات؛ مثل أحداث الزاوية الحمراء (حي شعبي قاهري) قبل اغتيال السادات بشهور، وأحداث الكشح(قرية مختلطة في صعيد مصر) سنة 1999م في ذروة تسلط نظام مبارك، ولا ننسى عشية الثورة المصرية تفجير كنيسة القديسين، والذي أراد حبيب العادلي إلصاق تهمة تنفيذه بعناصر من قطاع غزة لأغراض سياسية..فبأي حق يتهم الإسلاميون بتأجيج الطائفية، وهم الذين تحالفوا في دوائر انتخابية مع الأقباط، وقدموا مساعدات لفقرائهم، ورفضوا أي تصرف مسيء من أي مسلم تجاههم.
إلا أن الأمر في مصر وخارجها له وجه آخر؛ فالأقباط يفتقدون إلى شخصيات تتصدر المشهد من أمثال مكرم عبيد باشا، ذاك المسيحي الوفدي، الذي شارك وحده في تشييع جثمان الإمام حسن البنا برفقة والد الشهيد، وكان صديقا له؛ وصاحب المقولة الشهيرة «نحن مسلمون وطنا، ونصارى دينا» فأكيد كان تأثيره في زمنه على الأقباط، أكثر من تأثير شخصية عقلانية ومفكر بعيد النظر مثل رفيق حبيب، الذي قد يكون لأمثال جورج إسحاق شعبية أكثر منه، وأيضا وجود بعض أصحاب الرتب الكنسية الذين يطلقون تصريحات تصب الزيت على النار.
جملة معترضة:حين يتحدث حامل أي رتبة كنسية وهو يرتدي لباسه المعروف في شأن سياسي لا يحتج العلمانيون، ولكن حين يتحدث شيخ معمم في السياسة يثورون تحت اسم إدخال الدين في السياسة، علما بأن المسيحية واضحة بجعل ما لقيصر لقيصر وما لله لله...أرأيتم عدل العلمانيين؟!
أما المصيبة الكبرى فتتمثل بشخصيات تسمى أقباط المهجر؛ ولا أتهم كل أقباط المهجر باتباعهم وتأييدهم، ولكن هم من يتصدرون للحديث ولا نسمع استنكارا لمواقفهم من داخل مصر أو خارجها، إلا من باب رفع العتب؛ فهؤلاء يهاجمون على مواقعهم على الإنترنت كل مقدسات المسلمين، وبألفاظ أعف عن ذكرها هنا، وأنتجوا الفيلم المسيء، و يحرضون الأمريكان على مصر، للتدخل تحت حجة حمايتهم من اضطهاد كاذب مزعوم، أو انتزاع دولة لهم، ويروجون كذبة كبيرة أن المسلمين جاءوا من جزيرة العرب مستعمرين واحتلوا بلادهم، ونسوا أن الرومان كانوا يستعبدونهم، وأنه لولا عدل الإسلام لما بقي منهم هذا العدد...هؤلاء وأمثالهم هم المشكلة، ومن الطبيعي تحالفهم مع العلمانيين تكتيكيا لكن الخاسر هو الوطن والشعب....ومن يروّج ويشجع على الفتنة بناء على ما تقدم ليس الإخوان ولا أي طرف إسلامي معتبر...ولكن هل عداء العلمانيين للإسلام أم للحركات الإسلامية؟وما مستقبل هذا الاستقطاب؟هذا ما سأناقشه في الجزء الثامن(الأخير) بمشيئة الله.....يتبع.
سري سمّور
(9) تهمة التحالف الإسلامي مع الغرب وأمريكا
ومن أسخف التهم والحجج التي يقدمها العلمانيون واليساريون والقوميون في هجومهم المستمر على الإسلاميين، هو إظهار أنفسهم أنهم ضد المشروع الأمريكي، واتهامهم الإسلاميين بعقد صفقة مع الغرب وأمريكا...وهي نكتة سوداء؛ فالعلمانيون واليساريون وباقي الطابور أصحاب فكر مستورد من الغرب، وهم سلموا عقولهم لمفكري الغرب ومنظريه، وزعمهم بأنهم ضد الغرب سخيف من هذه الناحية.
أما أنهم يقفون سدّا منيعا في وجه المشروع الأمريكي، فهي نكتة العصر والزمان؛ وكأن من حاربتهم أمريكا وقتلتهم وسجنتهم ينتمون إلى التيارات العلمانية، أو كأن غوانتانامو معتقل مخصص للماركسيين والقوميين، أو كأن من جعلوا أمريكا تتخبط وتعيد كل حساباتها هم من الليبراليين والقوميين، ولقد نسي هؤلاء أن محنة الإخوان المسلمين كانت بسبب تصديهم للمخططات الغربية وأن مؤسس الحركة الشهيد حسن البنا اغتاله الإنجليز بأيدي البوليس السياسي، وأن الإسلاميين لو أنهم اليوم يقدمون للغرب ما يريد لفتح لهم خزائن الأرض، وأخرس معظم الألسنة التي تأتمر بأمره...وهل محمد البرادعي، صاحب التاريخ الحافل في الوكالة الدولية للطاقة النووية، عدو لأمريكا وإسرائيل؟وهو أيقونة جبهة الإنقاذ المزعومة، أم هل عمرو موسى الذي مارس ويمارس التطبيع مع الصهاينة جهارا نهارا بات رائدا للمشروع المقاوم لأمريكا والصهيونية، وبناء عليه اختاره مبارك وزيرا لخارجيته سنين عديدة؟ أم هل حمدين صباحي الذي يلتقي مع سمير جعجع هو المتصدي لهذا المشروع؟ ما لكم كيف تحكمون؟ أو كأن المقالات التي تنشر على موقع وزارة الخارجية الصهيونية كتبتها من الإخوان المسلمين أو السلفيين أو أتباع الطرق الصوفية...رمتني بدائها وانسلت!
ولقد فضحتهم فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي في مصر سابقا، وهي ليست من الإخوان ولا السلفيين، ولا مقربة منهم، أو متعاطفة، أو طامعة في شراكة معهم، وأستشهد بكلامها، لا بما قدمه الإسلاميون من أدلة ومعلومات، حتى لا أتهم بتجنب الموضوعية؛ فقد كشفت عن تقديم أمريكا 150 مليون دولار لنشر الفوضى، ودعما لمنظمات «مدنية» داخل مصر، سعيا لإبقاء نظام مبارك، أو لتوجيه الشارع بطريقة معينة، وكلنا يتذكر فضيحة إخلاء سبيل المتهمين في هذه القضية وترحيلهم، من قبل القضاء الذي يتهم مرسي اليوم بأنه يريد أخونته أو يسعى للقضاء على استقلاليته...وطبعا هذا رد ضمني على القوميين واليساريين الذين يرددون كالببغاوات مصطلح «الربيع الأمريكي» في وصفهم للثورات العربية، ليس كرها بأمريكا بل لأنهم لم يستلموا الحكم أو أزيحوا عنه.
(10) تهمة إثارة النعرات الطائفية
هناك دول ليس فيها طوائف وإثنيات مثل تونس، ودول فيها تنوع طائفي وقبلي وديني مثل مصر وسورية، وهذه النعرات كانت موجودة، وكانت النظم السابقة تستخدمها بطريقة أو بأخرى، لتخويف الناس بعضهم من بعض، حتى لو ظهر أن الحالة على السطح في ظل حكم الأنظمة البائدة هو تعايش وانسجام، فهذا كذب، فالنظم تتبع سياسة الاستعمار المعروفة أي فرق تسد...واتهام الإسلاميين بأنهم يؤججون نيران هذه الفتن كذب وافتراء، أما الاستشهاد ببعض الأحداث في مصر التي تتعلق بالأقباط، فهو تدليس كبير؛ فقد شهدت مصر أحداثا أكبر وأخطر قبل الثورة، وقبل فوز الإخوان في الانتخابات؛ مثل أحداث الزاوية الحمراء (حي شعبي قاهري) قبل اغتيال السادات بشهور، وأحداث الكشح(قرية مختلطة في صعيد مصر) سنة 1999م في ذروة تسلط نظام مبارك، ولا ننسى عشية الثورة المصرية تفجير كنيسة القديسين، والذي أراد حبيب العادلي إلصاق تهمة تنفيذه بعناصر من قطاع غزة لأغراض سياسية..فبأي حق يتهم الإسلاميون بتأجيج الطائفية، وهم الذين تحالفوا في دوائر انتخابية مع الأقباط، وقدموا مساعدات لفقرائهم، ورفضوا أي تصرف مسيء من أي مسلم تجاههم.
إلا أن الأمر في مصر وخارجها له وجه آخر؛ فالأقباط يفتقدون إلى شخصيات تتصدر المشهد من أمثال مكرم عبيد باشا، ذاك المسيحي الوفدي، الذي شارك وحده في تشييع جثمان الإمام حسن البنا برفقة والد الشهيد، وكان صديقا له؛ وصاحب المقولة الشهيرة «نحن مسلمون وطنا، ونصارى دينا» فأكيد كان تأثيره في زمنه على الأقباط، أكثر من تأثير شخصية عقلانية ومفكر بعيد النظر مثل رفيق حبيب، الذي قد يكون لأمثال جورج إسحاق شعبية أكثر منه، وأيضا وجود بعض أصحاب الرتب الكنسية الذين يطلقون تصريحات تصب الزيت على النار.
جملة معترضة:حين يتحدث حامل أي رتبة كنسية وهو يرتدي لباسه المعروف في شأن سياسي لا يحتج العلمانيون، ولكن حين يتحدث شيخ معمم في السياسة يثورون تحت اسم إدخال الدين في السياسة، علما بأن المسيحية واضحة بجعل ما لقيصر لقيصر وما لله لله...أرأيتم عدل العلمانيين؟!
أما المصيبة الكبرى فتتمثل بشخصيات تسمى أقباط المهجر؛ ولا أتهم كل أقباط المهجر باتباعهم وتأييدهم، ولكن هم من يتصدرون للحديث ولا نسمع استنكارا لمواقفهم من داخل مصر أو خارجها، إلا من باب رفع العتب؛ فهؤلاء يهاجمون على مواقعهم على الإنترنت كل مقدسات المسلمين، وبألفاظ أعف عن ذكرها هنا، وأنتجوا الفيلم المسيء، و يحرضون الأمريكان على مصر، للتدخل تحت حجة حمايتهم من اضطهاد كاذب مزعوم، أو انتزاع دولة لهم، ويروجون كذبة كبيرة أن المسلمين جاءوا من جزيرة العرب مستعمرين واحتلوا بلادهم، ونسوا أن الرومان كانوا يستعبدونهم، وأنه لولا عدل الإسلام لما بقي منهم هذا العدد...هؤلاء وأمثالهم هم المشكلة، ومن الطبيعي تحالفهم مع العلمانيين تكتيكيا لكن الخاسر هو الوطن والشعب....ومن يروّج ويشجع على الفتنة بناء على ما تقدم ليس الإخوان ولا أي طرف إسلامي معتبر...ولكن هل عداء العلمانيين للإسلام أم للحركات الإسلامية؟وما مستقبل هذا الاستقطاب؟هذا ما سأناقشه في الجزء الثامن(الأخير) بمشيئة الله.....يتبع.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية