الجزيرة تحت نار عباس ... بقلم: إياد إبراهيم القرا

الجزيرة تحت نار عباس ... بقلم: إياد إبراهيم القرا

الأحد 19 يوليو 2009

الجزيرة تحت نار عباس

بقلم/ إياد إبراهيم القرا

فضائية الجزيرة اسم ارتفع وعلا في سماء الإعلام العربي والدولي، وأصبحت موضع


النظر والاهتمام لإثارة قضايا الأمة العربية والإسلامية وعملت على جذب الخبرات
الإعلامية العربية، وأثبتت نفسها في الساحة الدولية وطرح القضايا العربية وعلى
رأسها القضية الفلسطينية لتكون القضية الأولى عربيا وإسلامياً ودولياً.

الحرب الغاشمة على غزة بداية هذا العام كانت امتحاناً حقيقياً للإعلام على كافة


الصعد واختباراً حقيقيا لاهتمامات الإعلام فكانت الجزيرة الأولى عربياً ودولياً
في متابعة الأحداث ودموع مذيعها أثبتت أنهم جزء من الأمة العربية وقضاياها
القومية وكثيراً ما عبر المذيعين عن مواقفهم التضامنية في نقل نتائج الحرب
الصهيونية لتفضح ممارسات الاحتلال الصهيوني.

وواصلت الجزيرة بعد انتهاء الحرب على غزة تذكير العالم بمعاناة الشعب الفلسطيني


في قطاع غزة والضفة الغربية وتنقلت بين معاناة المسافرين على معبر رفح ومأساة
الشباب الفلسطيني والعاطلين عن العمل وحتى جنين حيث الجدار يصادر الأراضي ويخنق
الضفة الغربية ويحاصر القدس وفضحت الجزيرة سياسة التهجير الصهيونية داخل فلسطين
المحتلة ومعاناة المواطنين في الجليل وفي النقب في لوحة كبيرة من معاناة الشعب
الفلسطيني  ويجمعها الجهد الكبير والنبيل الذي يبذله مذيعها وطواقمها العاملة
في فلسطين ليتكامل مع عطاء طواقمها في قطر حيث عشرات الفقرات والبرامج التي
تتعلق بفلسطين وليس انتهاء بمجازفات مراسليها في العديد من الدول للوصول إلى
غزة عبر سفن فك الحصار الدولية.

ما ذكرته ليس مدحا في قناة الجزيرة فهناك الكثير ليقال عن شبكة الجزيرة


بقنواتها ومواقعها المتعددة ولكن الفخر أن نمدح هذا الصرح الكبير ونقدم لهم
الاعتذار باسم الماضة السموني وألاء أبو عيشة ومحمد البرعي  وهدى غالية وجميلة
الهباش و1500 شهيد من شهداء الحرب على غزة وباسم الشعب الفلسطيني عن حماقات
أسياد المقاطعة في رام الله الذين قرروا إغلاق مكتب الجزيرة في رام الله ردا
على فضائحهم الخيانية التي أعلنها احد أقطاب حركة فتح باتهام رأس الفتنة في
فلسطين محمد دحلان ورئيس المقاطعة محمود عباس ومشاركتهم للمجرم ارائيل شارون في
التخطيط لاغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات والقائد المجاهد عبد العزيز
الرنتيسي.

إن إجراءات حكومة المقاطعة ضد قناة الجزيرة هي سلوك غير حضاري ويعبر عن درجة


عدم الاتزان والاختلال لديهم جراء سياستهم البغيضة ضد شعبنا الفلسطيني وان ذلك
غير مستبعد في ظل السيطرة الصهيونية الأمريكية على قراراتهم، وان ذلك يعد قليلا
مقابل تجرؤهم على اغتيال المجاهدين والمقاومين وزوجات الشهداء وابتزازهم.

إن سلسلة الإجراءات التي اتخذتها رام الله ضد الجزيرة هي دلالة واضحة على ضيق


الأفق لديهم وعدم القدرة على التمييز وخاصة أن الحديث يدور حول قرار مسبق لديهم
في أعقاب الحرب على غزة لدورها المميز في نقل معاناة الشعب الفلسطيني وفضح
ممارسات الاحتلال الصهيوني ومخططات فريق رام الله في التخطيط للحرب على غزة.

إن ما حدث هو فرصة أخرى وجديدة لقناة الجزيرة لتعيد ترتيب مواقفها فيما يحدث في


الضفة الغربية حيث أن حياديتها الزائدة في تغطية اعتداءات حكومة فياض على
المواطنين والحريات العامة لم تنل رضي الكثير من المواطنين لحين أصابها أذى
هؤلاء الفئة وهكذا كل وسائل الإعلام الحرة.

إن ما قامت به سلطة رام الله ضد قناة الجزيرة هو تأكيد على صدق كافة ما تقوله


قوى الفصائل الفلسطينية والأصوات الحرة من ممارسات شنيعة وبشعة لأجهزة عباس في
الضفة الغربية وتحول الأجهزة الأمنية إلى مصدر تهديد للمصلحة العليا لشعبنا
الفلسطيني ومصدر فتنة للشعب الفلسطيني.

إن الواجب يقع عاتقنا أن نرفع القبعات احتراما لقناة الجزيرة ومواقفها الوطنية


والمشرفة وتضحياتها الجسيمة لوقوفها إلى جانب شعبنا الفلسطيني ومعاناته
المتواصلة وان إغلاق مكاتب الجزيرة في رام الله هو إغلاق لمكاتب لا تقدم ولا
يؤخر وأنها تبقى في عيون أطفال غزة الذين اكتتوا بالرصاص المصهور وآهات شهداء
أطفال الحصار المتفق عليه علنا بين عباس ونتياهو وقبله اولمرت وهو امتداد
للاتفاق السري بين عباس وشارون لاغتيال عرفات والرنتيسي.

وان ما أعلن عنه هو شيء بسيط أمام حقائق معلنة بينها الحصار والتجويع وملاحقة


المقاومة في الضفة الغربية وتحويل أبناء الأجهزة الأمنية إلى مجرد عبيد يقودهم
جنرال أمريكي يعلن جهاراً نهاراً أننا في زمن بناء الفلسطيني الجديد الذي يقتل
أخاه لمخلفاته رأيه وتوجهه السياسي ويلقي بالتحية للعلم الأمريكي لصبح جميعا
نعيش زمن عباس الجديد، لكن هيئات له ذلك أمام شعبا من المقاومين والأحرار
والمجاهدين وبتغطية من الإعلام الحر وعلى رأسهم قناة الجزيرة، وأن نار عباس لا
يمكن أن تخضع الأحرار ولن تنال الأطهار.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية