الحصار وصمة عار ... بقلم : د. أيمن أبو ناهية

الجمعة 13 ديسمبر 2013

الحصار وصمة عار

د. أيمن أبو ناهية

قطاع غزة مازال يقع تحت حصار منذ سبع سنوات متواصلة، وحصار قطاع غزة يعني حصار ما يقارب المليونين من الناس، يعانون شح المواد التموينية والدوائية، ومستلزمات الحياة الأساسية كالكهرباء والمياه، وتعطيل الصرف الصحي الذي نتج عنه تلوث بيئي وانتشار الأوبئة والأمراض (... إلخ).

والواضح والفاضح لهذا الحصار هو صمت العالم عليه، الذي يرى هذه المأساة والكارثة الإنسانية التي حلت بأهالي قطاع غزة، ويقف متفرجًا، ولم يفعل شيئًا على الإطلاق، ***اذا هذا الصمت وهذا السكوت الدوليان على جريمة حصار شعب بأكمله؟!، هل ينتظر العالم لحظة موت جماعي لأهالي قطاع غزة؛ حتى يصدر مجلس الأمن قرار إدانة يعطل بـ(الفيتو) الأمريكي؟!، أم أن مجلس الأمن سيصدر قرارًا بفتح عزاء لضحايا الحصار من أهالي قطاع غزة؟!

والسؤال: لماذا يفرض الحصار على شعب واقع تحت الاحتلال؟!، وما هو السبب يا ترى؟، وهل ذنبهم أنهم مرة واحدة فقط مارسوا في حياتهم الانتخابات والحياة الديمقراطية حتى يعاقبوا جميعًا على ذلك؟!، أم أن السبب هو فوز حركة حماس في هذه الانتخابات، وتسلمها مقاليد الحكم، مع العلم أنها كانت انتخابات نزيهة 100% شهد العالم أجمع على نزاهتها؟، فإذا كان هذا هو السبب ***اذا العقاب الجماعي لأهالي قطاع غزة؟ !

هناك من يعتقد أن السبب في معاقبة أهالي قطاع غزة هو انتخابهم لحركة حماس، مع العلم أن الذي انتخبها ليس أهالي قطاع غزة فقط، بل كل الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع، وهناك اعتقاد ثانٍ أن الحصار بسبب وجود حركة وحكومة حماس في قطاع غزة، واعتقاد ثالث أن الحصار بسبب تزعم حركة حماس المقاومة.

على أية حال كل هذه الاعتقادات صحيحة وملامسة للحقيقة، وإنها بأم عينها هي الأسباب الحقيقية لحصار قطاع غزة، ولا أعتقد أن الهدف من الحصار هو إنهاء أو إقصاء حركة حماس؛ لأن هذا صعب, والجميع يدرك هذا جيدًا؛ فحركة حماس أصبحت من أهم اللاعبين سياسيًّا، ولا يمكن الاستغناء عنها أو تهميشها في الساحة الفلسطينية والإقليمية، بل إن الهدف من حصار غزة تركيع الشعب الفلسطيني؛ لإجباره على تخليه عن حقوقه وثوابته الوطنية، وجعله يفكر فقط في قوت يومه.

فالعالم بصمته وتفرجه على هذه الجريمة يعد مشاركًا فيها جنبًا إلى جنب مقترفيها، لكن ثمة إيضاح يجب على الجميع معرفته، وهو أنه ليس كل أهالي قطاع غزة ينتمون لحركة حماس، وإنما هم أناس عاديون يودون أن يعيشوا حياة عادية كباقي البشر في جميع أنحاء العالم، وأن يتمتعوا بحقوقهم الإنسانية في التنقل من قطاع غزة وإليه، عبر منافذ القطاع البرية والبحرية والجوية.

ومن المؤكد أن الحصار المفروض على القطاع يمثل عقوبة جماعية، وانتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، بل هو جريمة بحق الإنسانية، وفقًا للقانون الإنساني والدولي.

قد تختلف التسميات المتعلقة بتوصيف الواقع الحالي، لكن هذا الواقع في جوهره متماثل، سواء أكان في القطاع أم في الضفة، فالوضع الراهن في قطاع غزة يشكل بداية لكارثة إنسانية؛ لأن توقف محطات توليد الكهرباء منذ عدة أسابيع كانت له آثاره السلبية وربما المأسوية على المواطنين، ويضاف إلى ذلك الحصار الخانق برًّا وبحرًا وجوًّا على القطاع.

والمطلوب _دون شك_ هو فك الحصار وفتح كل منافذ القطاع على العالم، وهنا نذكر بأن هذه المنافذ تشمل إضافة إلى معبر رفح (وهو بوابة القطاع على مصر والعالم) مطار غزة وميناءها البحري، هذا فضلًا عن الحواجز بين غزة وأراضي الـ(48)، وخصوصًا حاجز بيت حانون الذي من المفروض أن يكون شريان الاتصال بمسارين شمالي وجنوبي نحو الضفة الغربية، والأردن ومنها إلى العالم، فيما لو كانت الظروف اعتيادية، ولو نفذ الاحتلال الاتفاقيات المعقودة مع السلطة الفلسطينية بهذا الخصوص.

لقد طال أمد هذا الحصار الجائر، وآن الأوان لإنهائه بمشاركة كل اللاعبين الفلسطينيين والإقليميين والدوليين؛ لأن استمراره يبقى وصمة عار في تاريخ الإنسانية، وشاهدًا على عجز المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته في وضع حد لهذه المعاناة التي لا مبرر لها، ولا جدوى منها، ومن هنا إن على الأسرة الدولية أن تعمل على فك الحصار، وتسهيل تنقل الفلسطينيين من القطاع وإليه عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية، وأن تعيد الحياة الطبيعية لأهالي قطاع غزة برفع حصار الاحتلال كلية
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية