الدم الفلسطيني رخيص.. ألهذا الحد؟
فؤاد الخفش
الحكم المخفف الذي صدر بحق ضابط الجيش الإسرائيلي الذي قتل وبدم بارد مسنّة فلسطينية تجاوزت السبعين مع ابنتها ابنة الخمسة وثلاثين عاماً حينما كانتا تبحثان عن ملاذ آمن وسط الدمار الذي خلفته الطائرات والراجمات إبان الحرب على غزة أثار في نفسي ألف فكرة وفكرة.
بعد كل هذه السنوات وبعد كل ما خلّفته الحرب على القطاع الصامد وفي محاولة للبس ثوب الحرية والديمقراطية يخفض الحكم بدل عام (45) يوماً، السبب لأن المقتول فلسطيني.
ألهذا الحد هنّا في عيون أعدائنا.. ألهذا الحد أصبح ثمن الدم الفلسطيني، نحن ننتمي لأمة كان لها ماض عريق كانت حرمة الدم أغلى عند الله من حرمة الكعبة نعم هكذا قال الرسول .
في عرف الاحتلال يحاكم من قتل إسرائيلياً بالمؤبد والمؤبد في عرف إسرائيل غير محدد بمدة، مفتوح مدى الحياة ليس هذا وحسب بل تقديراً لجنودهم المقتولين يحاكم الأسير على عدد من قتل سواء كان بشكل مباشر أو كان على علم بأن أمراً حدث.
أحد الأسرى حوكم بالمؤبدات فقط لأن شخصاً بات عنده ليلة ومن ثم خرج لينفذ عملاً فدائياً سقط به قتلى هذا الشاب وفي اليوم التالي بعد تنفيذ العملية حوكم بالمؤبد وغيرهم من الحالات كثر.
ما أريد الحديث عنه هو الطريقة التي تريد أن تظهر بها نفسها هذه الدولة أنها تحاكم من يخطئ، وفي تقديري أن الحكم له مقاصد وأهداف ومن ورائه عبر ومقاصد يريد أن يصل إليها الاحتلال.
هذا الاحتلال يريد أن يوصل لشعبه ولمستوطنيه ولجموع القتلة لديه أن الحكم الذي يمكن أن تلاقيه لقتل شخصين وحتى إن كانا يحملان الراية البيضاء كما ذكر في الأخبار عن الشهيدتين هو حكم بسيط معدل يستطيع أي شخص تحمله هذا إن طبّق القرار.
الاحتلال يريد أن يقول : هكذا هي قيمة الفلسطيني لدينا، أيام، وأذكر في حوادث سابقة أن ملاليم (أغوارات) بضع قروش تم تغريم جنود قتلوا فلسطينيين، الفكرة العامة أن الدم رخيص.
جنود كثر كشفوا من خلال فيديوهات وتحقيقات أنهم كانوا يتسلون ويتبارزون ويتراهنون.. أتراكَ تصيب رأس ذلك الشاب الذي يرتدي الكوفية وتُرديه قتيلاً من رصاصة ويبدأ الرهان لينتهي الأمر عند قتل الشاب وسقوطه ضحية نازية وسادية لم يجد العالم لها مثيلاً.
الجندي الذي يتلذذ ويصوّر ضرب طفل وتعذيبه أثناء اعتقاله هو جندي بلا أخلاق ولا قيم، ساديّ بكل ما تحمل الكلمة من معنى والسادية هي التلذذ على تعذيب ومعاناة الآخرين.
قاتل الحاجة (ماجده حجاج) وابنتها (ربا) والذي اضطرت محكمة حيفا لإجراء هذه المحاكمة الصورية له بناءً على توصيات لجنة (غولدستون) فالجندي لم يقتل الأم وابنتها بشكل متعمد بل تأتي الحادثة تحت مسمى (الاستخدام غير المشروع للأسلحة النارية) حراً طليقاً.
والحاجة وابنتها ومعهم آلاف مؤلفة من أبناء الشعب الفلسطيني صعدوا إلى ربهم يشكون ظلم يهود وتخاذل الأمة وتركها وحدها تواجه هذه الآلة العسكرية.
الأهمّ بعد كل هذا أن نحترم نحن أهل فلسطين دماء أبناء شعبنا وأن نقدّس هذا الإنسان الفلسطيني وأن نكرمه لا أن نتركه يُهان هنا وهناك، أن نعيد له ثقته بنفسه وبشعبه وبوطنه.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية