الدولة المقاوِمة ... بقلم : د.عصام عدوان

الثلاثاء 05 مارس 2013

الدولة المقاوِمة

د.عصام عدوان

دار جدل معتبر حول جدوى طرح مشروع دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. ذلك أن الاحتلال (الإسرائيلي) يفصل بين إقليميها، الأمر الذي لا ينسجم مع إمكانية أن تكون دولة معادية (لإسرائيل) ومقاوِمة لها. كما يجعلها تابعة (لإسرائيل) سياسياً واقتصادياً وأمنياً ما لم تكن معادية لها ومقاوِمة لها.

إن طرح فكرة دولة فلسطينية في أراضي عام 1967م كان طرحاً غير فلسطيني، وإنما طرحه اليسار (الإسرائيلي) والاتحاد السوفيتي سابقاً، ثم تبنته منظمة التحرير الفلسطينية والدول العربية. وجوهر هذه الفكرة يقوم على حق (إسرائيل) في الوجود والعيش بأمان، وأن ذلك يتم على حدود عام 1948م. وقد سبق لفصائل منظمة التحرير، جميعها، أن رفضت فكرة الدولة على حدود 1967م ووسمتها بالمسخ. وبالتالي لا يجوز أن نعتبره إنجازاً وطنياً ما كنا متفقين على رفضه ووسمناه بالمسخ.

مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى، واجهت حركة حماس سؤالاً حول أهداف وتطلعات هذه الانتفاضة. ولم يكن الأمر مقبولاً القول بأنها تهدف إلى طرد وتفكيك (إسرائيل) لأن مثل هذا المشروع بحاجة لجهود عسكرية كبيرة لم تكن متاحة آنذاك. وبدا أن طرح فكرة قيام دولة في أراضي عام 1967م يمكن أن يحظى بتأييد دولي، خصوصاً وأن منظمة التحرير قطعت شوطاً كبيراً في هذا الاتجاه، الأمر الذي يجعله مشروعاً وطنياً يحظى باتفاق فلسطيني، ولكن مع فارق جوهري وهو عدم الاعتراف بحق (إسرائيل) في الوجود في داخل فلسطين، وإنما يمكن بحث مسألة هدنة طويلة نسبياً، ربما إدراكاً من حماس ومن الفصائل الأخرى بأنه لا مجال لقيام دولة تستمر في حالة صراع عسكري ودون تفاهم ما معه.

بالفعل نرى أن أي دولة تقام في الضفة وغزة هي بحاجة لانتظام التواصل بين إقليميها، سياسياً واقتصادياً وإدارياً وبشرياً. وهذا لن يتأتى ما لم يتم تجنيب (إسرائيل) – الدولة الحاجزة – من أن تتدخل سلباً لقطع ومنع التواصل بين الإقليمين. وهذا لن يتم دون تفاهمات مع (إسرائيل) ويجب أن يقابله ثمن تحصل عليه، لن ترضى هي أن يكون أقل من الاعتراف بها. بل إنها اليوم تشترط الاعتراف بيهوديتها مقابل اعترافها بدولة فلسطين. وهذا الثمن (الاعتراف) ليس في وارد حركات المقاومة وعلى رأسها حماس، الأمر الذي يجعل الاستمرار في طرح فكرة الدولة الفلسطينية في حدود 1967م دون تفاهم مع (إسرائيل) أمراً عبثياً لا طائل من ورائه غير إضاعة الوقت وقتل روح الثورة والتمرد على الاحتلال، حيث يتم طمس الحديث عن تحرير فلسطين.

كثيراً ما تداولت حركة حماس الحديث عن تحرير فلسطين، وزادت هذه اللهجة بشكل واضح بعد معركة الفرقان، وبرزت بقوة بعد معركة حجارة السجيل. ومن الواضح أن مراجعة سياسية تتم داخل حماس تجعلها تبتعد شيئاً فشيئاً عن مشروع الدولة المقاوِمة الذي طرحته في عام 1988م. ويبدو أن على حماس إعلان الطلاق مع ذلك المشروع الفاشل، والعودة إلى الحديث بقوة ووضوح عن مشروع تحرير فلسطين. وهذا الأمر نفسه ينطبق على سائر الفصائل الفلسطينية، ففي الإجماع عليه تحقيق للوحدة الوطنية على أسس وطنية يرضاها كل الشعب الفلسطيني.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية