الذكرى السنوية التاسعة لخطف الجندي الصهيوني الياهو آشري

الخميس 25 يونيو 2015

ضمن سلسلة عمليات "الثأر المقدس" غضب الفرسان

الذكرى السنوية التاسعة لخطف الجندي الصهيوني الياهو آشري


لم تتوقف المقاومة الفلسطينية عن ابتكار وسائل جديدة من شأنها تعزيز مبادئ الانتماء الإسلامي والقومي والوطني اتجاه القضية الأولى للمسلمين.

ولما كان الجهاد فرض عين على كل مسلم كان تحرك هذه الثلة المؤمنة من رجال هذا الوطن المسلوب, كي يعيدوا البهجة والسرور إلى قلوب شعبنا, على طريق التحرير والاستقلال, فكانت العملية الجريئة التي نفذها مجاهدونا الميامين في ضفة العز والإباء, والتي شكلت ضربة قاسمة لعدونا الجبان.

في السادس والعشرين من يونيو لعام 2006ميلادية, انطلق مجاهدونا كالأسود يحملون في قلوبهم الإيمان بربهم وصدق الانتماء لقضيتهم , ليلقنوا العدو دروسا في البطولة والفداء, وليعلنوا بذلك بدء باكورة العمل الجهادي للمقاومة في الضفة الغربية.

فكانت عملية "غضب الفرسان" والتي وفق الله فيها هذه الثلة المؤمنة ومكنهم من عدوهم فأسر مجاهدونا بتوفيق من الله المجند الصهيوني "ألياهو آشري" من مغتصبة "ايتمار" في الضفة الغربية المحتلة.

من هو الياهو آشري؟

الياهو بنحاس اشري وأمه مريم ورقم هويته هو 200515773 وهو من مواليد الثاني من شباط عام 1988م. وتم اختطافه بين مغتصبتي"ايتمار" و"بيتار عيليت" مساء الأحد 25-6-2006م.

تفاصيل العملية

على الرغم من التدابير الأمنية الصهيونية, والإجراءات المشددة التي يتبعها جنود العدو الصهيوني في تحركاتهم ومراقبتهم للمغتصبين الصهاينة, كي لا يقعوا فريسة في أيدي المقاومة الفلسطينية, كان مجاهدونا يتربصون بأعداء الله في كل موطئ, يرصدون تحركات جنوده ومغتصبيه حتى حانت ساعة الصفر والتي مكنَ الله فيها لعباده المجاهدين.

حيث شكلت حادثتي اغتيال الشهيد القائد العام أبو يوسف القوقا والشيخ جمال أبو سمهدانة نقطة الصفر نحو تنفيذ العملية البطولية, والتي جاءت رداً على اغتيال القائدين البارزين.

فكان للعملية الشجاعة, ثلاثة أهداف, الأول هو وقف الاجتياح البري الصهيوني لقطاع غزة الذي اعقب عملية خطف الجندي الصهيوني جلعاد شاليط, والهدف الثاني عملية تبادل للأسرى تكفل تحرير أكبر عدد من الأسرى, والهدف الثالث, الرد على الجرائم الصهيونية المتكررة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني والتي كان أخرها اغتيال مؤسسي المقاومة الشعبية في فلسطين.

غضب الفرسان.. نصرة لعباد الرحمن

في 25-6-2006م, تحرك القائد المجاهد بسام كتيع وهو من سكان قطاع غزة وأخويه المجاهدين, حمزة طقطوق وأيهم كمنجي , نحو تنفيذ عملية بطولية في مغتصبة ايتمار قرب نابلس, وكان هدفهم المنشود هو خطف مغتصب صهيوني.

ونظراً للحساسية الأمنية التي تتمتع فيها الضفة الغربية, وجد مجاهدونا صعوبة في التحرك والتواصل مع القيادة المركزية في قطاع غزة, ورغم كل ما أحاط العملية من تعقيدات غاية في الصعوبة إلا أن الله ربط على قلوب المجاهدين ومكنَ لهم ما أرادوا حتى أظهرهم على عدوهم.

ربض القائد المجاهد بسام كتيع وإخوانه ينتظرون صيدهم الثمين بعد ترصد وتعقب دام أيام متواصلة حتى حانت ساعة الصفر, وانقضوا على عدوهم, بما لديهم من سلاح متواضع ,وفي جنح الظلام, عاد المجاهدون وبرفقتهم المجند الصهيوني وهو لا زال على قيد الحياة, الى مدينة رام الله التي انطلقوا منها, مخترقين بذلك تحصينات العدو وحواجزه الأمنية في الضفة الغربية, وهم يتلون قوله تعالى:" وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون".

وفي رام الله خاض مجاهدونا معركة الصبر على البلاء والأذى من أجل الحفاظ على المجند الصهيوني أكبر قدر من الوقت, وتحملوا وأذووا في سبيل الله من أجل إخوانهم الأسرى, لعل الله بعملهم هذا يعلي كلمة الدين فوق الذين كفروا, فيهزمهم على أيدي عباده المؤمنين ويرد كيدهم إلى نحرهم.

المقاومة الشعبية طريق الثأر المقدس

في الساعات الأولى للعملية البطولية على أيدي مجاهديها, أوضحت الحركة أن:" لدينا بعض المعلومات عن عملية الخطف ومكان حدوثها وكيفيتها إلا أننا سنضع الكرة في الملعب الصهيوني ليزداد تخبطه الأمني ولزيادة السرية الأمنية مؤثرين الصمت الآن وسندع القول للأفعال الميدانية".

فمكنَ المجاهدون الثلاثة وفي حوزته أسيرهم في مأمن عن عيون العملاء وأذناب الاحتلال الغاصب.

ميلاد جديد للحركة

بهذه المحاولة الشجاعة وسبقها عديد من المحاولات, كانت المقاومة الشعبية سباقة نحو فتح باب العمل الجهادي في الضفة مرة أخرى, بعد أن أبدعت في ميدان الجهاد والمقاومة في قطاع غزة, وقدمت خلاله العشرات من الشهداء والأسرى والجرحى ابتغاء لمرضاة الله عز وجل, وكان القائد الأسير شريف زيادة نائب الشيخ الشهيد القائد أبو يوسف القوقا, أول من اخذ على عاتقه مهمة نقل العمل الجهادي إلى ضفة العز والإباء فخرج مهاجرا إلى الله ورسوله هو وثلة من إخوانه المجاهدين بعد أن أدوا أمانتهم في جهادهم في غزة, واستودعوا الله عائلاتهم وزوجاتهم وأطفالهم, حتى وقعوا أسرى في أيدي العدو الغاصب, وهم على مقربة كيلومترات قليلة من مدينة جنين المحتلة.

وإلى جانب هذا شاركت وحدات عاملة للحركة في مدينتي جنين ونابلس على وجه التحديد في صد العديد من الهجمات الصهيونية ضد أهلنا الصابرين المحتسبين.

الخيانة لا تفارق أهلها

ولما كان مجاهدونا الخاطفين للمجند الصهيوني يحكمون السيطرة عليه, ويرسلون برسائلهم إلى القيادة في قطاع غزة, بدأت خيوط العنكبوت تلتف من حولهم من جانب خائني هذا الدين وشعبنا الصابر, وبالرغم من الانتشار الأمني الواسع لجنود الاحتلال وعملاءه في الضفة المحتلة إلى أنهم فشلوا في تحديد مكان احتجازه أو معرفة هوية محتجزيه.

وبعد أن وصلت المعلومات الدقيقة حول المجند الصهيوني إلى القيادة في غزة, أعلنت القيادة احتفاظها بالمجند, حتى يتم تحقيق كافة مطالبها العادلة بالإفراج عن أسرانا البواسل, ووقف الاجتياح البري لقطاع غزة.

فما كان من المجاهدين الثلاثة سوى الاحتفاظ بالمجند الصهيوني على قيد الحياة, مع التهديد بذبحه في حالة ارتكب العدو الصهيوني أي حماقة بحق شعبنا أو مقاومته الباسلة في غزة والضفة الغربية.

وقالت الحركة حينها في بيان صحفي:" على الرغم من صعوبة وتعقيد العملية تمكنوا من تجاوز العديد من حواجز الاحتلال ومعهم الجندي وبحمد الله تمكنوا من إخفاءه عن الأنظار وفور إعلان الجناح العسكري للحركة تمكنها من تنفيذ العملية لم يرق للبعض هذا الإعلان فقام على الفور جهاز الوقائي وجهاز المخابرات في الضفة الغربية بالتحرك السريع من اجل الحفاظ على حياة الجندي لإعادته إلى أمه سالما , وهنا تلاقت المصالح المشتركة بين الصهاينة وهاذين الجهازين المعروفين بولائهم للمحتل الغاصب".

وأكدت الحركة أن الأجهزة العميلة للاحتلال حينها, سعوا جاهدين من أجل اعتقال الإخوة المجاهدين وتسليمهم للعدو في أكثر من مرة.

حتى ضاق الخناق على الأخوة المجاهدين وكشف أمرهم, فبادروا إلى قتل المجند الصهيوني وإخفاء جثته التي عثر بعد أيام من العملية البطولية.

وسرد الجناح العسكري للحركة تفاصيل اعتقال المجاهدين بالقول:" بعد ثلاثة أيام من عملية الاختطاف قامت المجموعة الخاطفة بالتهديد بقتل الجندي المختطف في الضفة الغربية إذا لم يوقف العدوان عن قطاع غزة وكان كل همنا أن يتم مبادلة هذا الجندي بأسرانا البواسل وكنا على قناعة بأن الاحتلال لوحده لن يستطيع الوصول إليه(…), فوردت إلينا المعلومات من إخواننا في قيادة الضفة الغربيه بأن الخناق اشتد عليهم من عملاء السلطة العباسية وجهازي الوقائي والمخابرات فكانت الأوامر بإعدامه ودفن جثته على الفور وسرعان ما تم كشفها بعد ساعات بمساعدة المخابرات العامة الفلسطينية والتي كانت مخلصة للعدو في تحرياتها في هذه العملية وأشاروا بأصابع الاتهام لبعض الإخوة في مدينة رام الله بأنهم من نفذوا هذه العملية وعلى الرغم من نفي مجاهدينا الثلاثة إلا أن جهاز الشرطة الفلسطينية المندس قام بحجزهم واعتقالهم تحت حجة أنهم مطلوبين للاحتلال وسيقومون بحمايتهم".وتابع البيان القول أن مسئولا في جهاز المخابرات العامة يدعى أبو إياد الشمعة مد العدو بمعلومات دقيقة عن مكان تواجد المجاهدين الثلاثة ما أدى إلى اعتقالهم بعد محاصرة سجن البالوع في مدينة رام الله, وهو ما أكده المجاهدون للقيادة في غزة قبل الاعتقال بعشرة دقائق.

وكان الجناح العسكري للحركة قد اتهم حينها جهازي الوقائي والمخابرات العامة المعروفين بولائهما الشديد للعدو الصهيوني, حيث قالت في بيان آخر لها أن :" المجاهدون آثروا التخلص من جثة المغتصب المختطف على أن يتم الكشف عنه وإحباط العملية برمتها هذا وقد ساهمت الأجهزة المذكورة بالبحث عن الجثة وتسليمها للجانب الصهيوني".

الداخلية تحقيق في حادثة تسليم المجاهدين

وفي عقب حادثة الخيانة العلنية, التي أفضت إلى تسليم المجاهدين الثلاثة, بدلا من تكريمهم فتحت وزارة الداخلية برئاسة الشيخ الشهيد سعيد صيام , آنذاك, تحقيقا في الحادثة, وقالت الوزارة على لسان المتحدث باسمها حينها خالد أبو هلال أن :" تحقيقاً موسعاً من قبل وزارة الداخلية فتح في هذا الصدد للوقوف على ملابسات الحادث".

لكن التحقيقات التي قامت بها الداخلية الفلسطينية لم تفضي إلى معاقبة من خان الله والدين, وباع دينه وشعبه بعرض من الدنيا ليرضى عنه أسياده من الصهاينة.

وتظهر وثائق نشرتها وسائل إعلام محلية آنذاك عن تورط أحد قادة جهاز الشرطة الفلسطينية فيتسليم عدد من المجاهدين إلى قوات الاحتلال بعدما تم احتجازهم في إحدىالنظارات التابعة لجهاز الشرطة بمدينة رام الله.

قوات الاحتلال أبلغت الضابطان اللذان كانا يقومان على المديرية تلك الليلة بأنهم يريدون الأشخاص المحتجزين بالنظارة سواء بالقوة أو أن يخرجوا بإرادتهم، وأنهم مستعدون لنسف المبنى إذا اضطروا إلى ذلك، ليتم وفي الساعة الثانية من فجر يوم 4/7/2006م اقتياد المجاهدين الثلاثة من النظارة واعتقالهم من قِبل قوات الاحتلال.

وبحسب الوثائق فإن جهاز الشرطة الفلسطينية مارس الاعتقال السياسي بحق ثلاثة من المجاهدين بذريعة انتمائهم للجناح العسكرى للحركة ،ومسئوليتهم عن خطف مغتصب صهيوني.


المكتب الإعلامي لحركة المقاومة الشعبية

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية